تجفيف المنابع قضاء علي الظاهرة
جهل‏..‏ فقر‏..‏عشوائيات‏=‏ أطفال الشوارع
نهاد صالح 75 

وفقا لآخر تقرير أعلنته منظمة اليونيسي‏,‏ هناك‏60%‏ من أطفال الشوارع يتجولون في شوارع الدقي والجيزة وقد أتوا من محافظات مختلفة‏,‏

 

 وأثبتت دراسة أخري أن مليونا و60 ألف طفل متشرد يعيشون في شوارع القاهرة الكبري مما يعرض هذه الأعداد من الأطفال الي أسوأأنواع الاستغلال سواء في الأنشطة غير المشروعة مثل الجرائم أو الاستغلال جنسيا, فضلا عن استغلال العصابات وأصحاب النفوذ والمصلحة لتأجيرهم في أعمال تخريبية تضر بالبلاد.
وبالفعل هذا ما رأيناه في أحداث مجلس الوزراء عندما قام أصحاب المصالح باستئجار أطفال الشوارع بغرض اثارة حالة من الفوضي والانفلات والتخريب لبعض المنشآت ورشق الجنود بالحجارة.
تجفيف المنابع
أكدت هذا الكلام غادة جبر مديرة مشروع اسطبل عنتر وقالت ان هناك ثلاثة أنواع من أطفال الشوارع وجدوا في الميدان منذ قيام الثورة في25 يناير, أولهم.. أطفال شعروا للمرة الأولي في حياتهم بأن لهم دورا وقيمة في المجتمع حيث كانوا يقومون بمساعدة الشباب في الميدان بتوزيع الطعام أو شراء بعض المتطلبات أوشراء الدواء أو تنظيف الميدان, وأكثرهم كان يردد انتم متعلمين ممكن تفكروا أحسن منا, ونوع آخر من الأطفال ذهبوا للميدان من أجل الانتقام من الشرطة والحكومة التي تركتهم ولم تنتبه لهم في يوم من الأيام حتي جاء هذا اليوم,فكانوا يقومون برشق الجنود بالحجارة وهم سعداء وفرحون لأنهم بيخلصوا ثأرهموبعد ذلك بدأوا ينخرطون مع الثوار, ونوع آخير وهم أطفال مأجورون تم استقطابهم من بعض القوي الأمنية والأجهزة المنحلة في الدولة بعد الثورة لأعمال التخريب واشعال النيران في ممتلكات الدولة بمقابل مادي!! وهذا النوع الذي سوف ينتج بلطجي في الأيام المقبلة.
وأشارت الي أن هذه الفئة التي رأيناها هم جيل ثان من أطفال الشوارع تم انتاجه من بينهم نتيجة نومهم في الشوارع واقامة علاقات جنسية مع بعضهم فأصبحت المشكلة جذرية.
وطرحت غادة فكرة من خلالها يمكن القضاء علي هذه الظاهرة وهي تجفيف المنابع من الجذور والتي حصرتها في الفقر والجهل والعشوائيات التي تنتج أجيالا من الأطفال منتهكة حرماتهم ولديهم شعور دائم بعدم الأمان الذي بدوره يؤدي إلي عدم الانتماء.
الأمان يفرمل العنف
قلتها من سنين إن أطفال الشوارع قنبلة موقوتة هكذا بدأت كلامها د.هبة عيسوي أستاذ علم النفس بطب عين شمس.. فنحن كنا علي يقين قبل قيام الثورة بأن هذه الفئة سوف تنفجر في وسط المجتمع لأنهم ظلوا يعيشون تحت خط الفقر ومهمشون من قبل الحكومة والمجتمع الذي نبذهم ولذلك أصبحوا في عزلة اجتماعية مما ولد لديهم احساسا بالاحباط والدونية وعدم الانتماء لمصر, فعندما قامت الثورة كان هناك نوعان من الحراك الشعبي.. شباب ثائر ويحتاج الي التغيير وتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية للمجتمع وهذه هي سيكولوجية الثائر الذي ينتصر للآخرين, وهناك نوعية اخري من الثائرين الذين خرجوا من القمقم ويريدون التمرد علي الموجود.. لكي ينتصر كل لنفسه فهو يريد ممارسة العصيان والتحدي ولكن بدون فلسفة سياسية.
الآمان في حد ذاته يفرمل العنف ويجعل العقل يفكر قبل الاقدام علي عمل شيء, ولكن في حالة أطفال الشوارع هم يشعرون دائما بعدم الآمان وبالتالي لا توجد لديهم فرملة للعنف فإذا طلب منهم عمل شيء بمقابل مادي, فهم سريعا ما ينفذونه عن طيب خاطر لأنهم أحسوا بأن لهم دورا وممكن يعملون حاجة حتي ولو كانت خطأ..
وحددت د. هبة سمات طفل الشارع بأنه مشاغب وعنيد وذو ميول عدوانية وشديد الغيرة وليس لديه مبدأ الصواب والخطأ وغالبا يفتقد التركيز وعنده تشتت عاطفي بالاضافة الي حب التملك وحب الممارسات الشاذة.
ولمعالجة المشكلة تري د. هبة ضرورة توصيل الخدمة لهؤلاء الأطفال في الشارع لأن طبيعتهم النفسية تأبي الجلوس في بيت أو جمعية أو دار ايواء, وإعطاؤهم الآمان من خلال حجرة وملابس وطعام بالاضافة الي اعطائهم الاحساس بأن لهم دورا في المجتمع من خلال مشروع قومي يستوعب هذه الأعداد من الأطفال حتي ننتشلهم من العزلة التي فرضها عليهم النظام السابق ثلاثين عاما.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,401