صعوبة القراءة 

 

إن مشكلة القراءة تمثل حوالي 75% من مشاكل التعلم التي تؤثر على الأطفال و المراهقين.
صعوبة القراءة تمثل مشكلة من مشكلات التعلم حيث أن هناك صعوبة في تحقيق القدرة أو الأداء الجيد للقراءة في مستوى أقل من المعدل المتوقع بالنسبة للطفل على حسب المرحلة العمرية ، والتعليم، و نسبة ذكاء الطفل مما يتعارض مع الأداء الأكاديمي و الأنشطة اليومية و هذا وفقًا لما تضمنه التصنيف الدولي DSM IV TR و يمكن أن يصاحبه مشاكل نفسية و عصبية و اختلال في وظيفة الاحساس.
إن صعوبة القراءة تحدث غالبًا لأن هناك اضطراب في القدرة على التعرف على الكلمات مما يؤدي إلى قراءة غير صحيحة  بالإضافة إلى مشاكل في التركيز و الانتباه و النشاط الزائد.
و هناك أكثر من مسمى لمشاكل القراءة مثل: عمى الكلمات – مشاكل في الخلفية التي كتبت بها الكلمات – إعاقة القراءة " الكسيا" – عدم القدرة على القراءة. و هناك مصطلح مثل عدم القدرة التطورية على القراءة "developmental alexia" و الذي يستخدم كبديل لمصطلح صعوبة القراءة "Dyslexia"


صعوبة القراءة: Dyslexia
هو مصطلح يشتمل على وصف صعوبة التعلم بسبب افتقاد الكلام و اللغة و يصاحبه اضطراب اليمين و اليسار في الكتابة.

 

ما مدى انتشار هذا الاضطراب:


حيث أننا نفتقد لاحصائيات دقيقة عن الاضطراب لكن الاضطراب يعاني منه 4% من أطفال المدارس و معدل الانتشار في الطلبة من 2% إلى 8%.
اضطرابات القراءة في الأولاد أكثر من البنات حوالي 3 أو 4 مرات و لكن هناك بعض الاحصائيات المتأنية التي تفيد بأن هذا الاضطراب يحدث بالتساوي في الجنسين.


حدوث الاضطراب كجزء من مرض آخر
لقد لوحظ أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في القراءة عرضة لمشاكل في الانتباه و السلوك و الاكتئاب خاصةً الأطفال كبار السن و المراهقين.
و أيضًا هناك أرقام تفيد بأن 25% من الأطفال ذوي مشاكل التعلم .. يصاحب هذه المشكلة  قلة الانتباه و النشاط الزائدADHD.. و في بعض الحالات يتم انتقال المشكلتين عبر جين وراثي واحد.


سبب الاضطراب
معظم الدراسات أفادت بأن هذا الاضطراب سببه وراثي و ينتقل خلال الجينات الوراثية.
إن الدراسات أفادت بأن 30% إلى 40% من الأقارب من الدرجة الأولى لديهم أطفال يعانون من هذا الاضطراب.
إن الكروموسوم المسئول غالباً هو رقم 1 ، 2 ، 3 ، 6 ، 15 ، 18 حيث أن كل كروموسوم على حدة مسئول عن قدرة ما في القراءة.
و أيضًا المضاعفات أثناء الحمل و الولادة.
و أيضًا الأطفال ذوو الشلل الدماغي و الصرع بالرغم من أن معدل الذكاء طبيعي.
و الأطفال الذين لديهم إصابات في الرأس أو مشاكل في الفص الأيسر من المخ مما ينتج عنه مشاكل في الرؤية و ينتج عنه اضطراب في القراءة و أيضاً في الطفل لأم تتناول الخمور و الكحوليات.


التشخيص
وفقًا للنقاط التشخيصية لما حدده التصنيف الدولي DSM IV TR

  • أداء الطفل أو المراهق بالنسبة للقراءة أقل من المتوقع مقارنة بالأطفال في مثل سنه و نفس معدل الذكاء.
  • و هذا الخلل في القدرة على القراءة بطريقة صحيحة يصاحبه تعارض في الأداء الأكاديمي و أنشطة الحياة اليومية.
  • و يمكن أن يصاحبه نقص أو خلل في القدرات الحسية.

و يلاحظ أنه لا يوجد فحوصات معملية أو جسدية لتشخيص هذا العرض  بصورة محددة.
و أن التشخيص يعتمد على تجميع المعلومات من خلال اختبارات الذكاء و تقييم الأداء التعليمي و هناك بصفة عامة اختبارات تستخدم للتشخيص مثل:

  • اختبار الاستقراء.
  • اختبار الإملاء و النسخ.
  • استخدام اللغة الشفوية.
  • كيفية استخدام القلم.

والتي تستخدم في التعرف على الخلل في القراءة.

 

هل سيظل طفلي هكذا؟


العديد من الأطفال الذين يعانون من صعوبة القراءة يكتسبون بعض المعلومات من الكلمات المطبوعة في خلال أول سنتين من المدرسة.
يستطيع العديد من الأطفال بعد نهاية السنة الأولى  تعلم قراءة القليل من الكلمات و بمرور الوقت يصل الطفل إلى المرحلة الثالثة من التعليم


تداخل التشخيص
إن اضطراب القراءة من صعوبات التعلم التي يصاحبها العديد من الاضطرابات مثل التعبير اللغوي – الكتابة – النشاط الزائد و قلة الانتباه.
و في الدراسات الحديثة ,وجد ان الأطفال ذوو اضطراب القراءة عادةً ما يعانون من خلل أو صعوبة في القدرات اللغوية في حين أن طفل النشاط الزائد و قلة الانتباهADHD  لا يعاني من هذا الخلل.
و نقص أو خلل البصر يصاحب فقط 10% من الحالات.
و يجب علينا أن نفرق جيدًا بين الطفل ذو صعوبة التعلم و طفل التخلف العقلي ..
و لا ننسى أن الطفل غير المواظب على المدرسة و الدراسة بالطبع سيعاني من عدم القدرة على القراءة بصورة جيدة.
و لا ننسى الطفل ذو الإعاقة البصرية أو السمعية.


العلاج
هناك استراتيجية لعلاج الطفل ذو مشكلة عدم القدرة على القراءة بصورة صحيحة:

  • بطريقة مباشرة التأكيد على التركيز على انتباه الطفل للربط بين صوت و تردد الكلمة و كيفية قراءتها.
  • هناك طريقة تسمى  دراسة الكلمة المعينة    "specific word study"مع التأكيد على الانتباه و التركيز.

و يتم ملاحظة التحسن من خلال وضع مقاييس لدقة القراءة – قراءة مقطوعات كاملة – كفاءة القراءة – تناغم القراءة.
و بعض الأطفال يجدون صعوبة في ملاحظة و تذكر الربط و التناغم بين الحروف و الأصوات المصاحبة.
و لتحديد بدقة برنامج القراءة يتم تقييم نقاط الضعف و الاضطراب في القراءة و من خلال البرنامج يتم توظيف مجموعات صغيرة لمساندة الطفل و مساعدته في حين سؤاله المساعدة و المساندة.


إن الأطفال و المراهقين الذين يعانون من مشاكل في القراءة ينضمون إلى برنامج تعليم الفرد   Individual education و المدعم من نظام التعليم المدرسي العام بالدولة و بالرغم من ذلك فهذا البرنامج غير كافٍ لحل هذه المشكلة.
و هناك برامج أخرى لعلاج مشاكل القراءة.


ويراعى في أثناء تطبيق خطوات العلاج توفير المناخ المناسب لتكليف الطفل بواجب قراءة معين و أن العلاقة العلاجية بين المريض و المعالج شئ هام جدًا و يجب معالجة أى مشاكل عاطفية أو سلوكية تخص المريض و أيضًا نصيحة الآباء لمساعدة الطفل و تشجيعه.
تقريبًا 75% من الأطفال الذين لديهم مشاكل في القراءة يجب تفريقهم عن الآخرين ذوي الأداء الاجتماعي المنخفض لأنه في حالة الأداء الاجتماعي المنخفض فإنه يتم مراعاته في البرنامج العلاجي.
و يجب توافر مساندة اجتماعية و أسرية كافية.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 430 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,797,572