الاختلال الوظيفي التنفيذي لدى صعوبات التعلم واضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط

الاختلال الوظيفي التنفيذي لدى صعوبات التعلم واضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط

اعداد

الدكتور ابراهيم عبد الله فرج الزريقات

كلية العلوم التربوية- قسم الارشاد والتربية الخاصة

عمان – الأردن

مؤتمر الجمعية العربية لصعوبات التعلم

2 – 3/7/2005

يعود مصطلح صعوبات التعلم Learning Disability إلى الوضع ضمن فئة ولا يصنف عجز محدد أو اختلال وظيفي لدى الطفل أو مشكلة أكاديمية محدده أو مشكلة تحصيلية للطفل. وتساعد هذه النظرة على تحديد وتصنيف الاطفال اللذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة0 فالانماط العصبية للاطفال ذو صعوبات التعلم تبدو إلى حد ما مختلفة عن الاطفال من نفس العمر وبدون اعاقات0 وفي العموم فإن الاطفال ذو صعوبات التعلم لديهم أو يعانون من أنواع من الفشل في المدرسة أو المجتمع0 فهم غير قادرين على عمل ما يستطيع أن يقوم به الآخرين من المستوى الذكائي من حيث القدرة على الانجاز0 لقد وضع التعريف الفدرالي الامريكي أربعة معايير والتي على المعلم أن يأخذها بعين الاعتبار عند تحديد صعوبات التعلم:

اولا:    الصعوبات الأكاديمية، فالأطفال ذو صعوبات التعلم لديهم صعوبات في كيفية تعلم القراءه أو الكتابة أو الاملاء أو تنظيم الافكار أو القيام بالعمليات الحسابية مقارنة مع الاطفال من نفس المستوى العمري0

 ثانيا:    التباين بين الامكانية والتحصيل، حيث يظهر اطفال صعوبات التعلم تباين شديد بين القدرة الذكائيه والتحصيل المدرسي0

 ثالثا:    استثناء العوامل الاخرى، إذ يجب أن تستثنى الاعاقات الأخرى عند تصنيف صعوبات التعلم مثل مشكلات التعلم الناتجه عن الاعاقات البصرية أو السمعية أو العقلية أو السلوكية أو الحركية أو العوامل البيئية الأخرى0

 رابعا:   الاضطراب النفسي العصبي، حيث تنتج صعوبات التعلم الرئيسية عن بعض انواع الاضطراب النفسي العصبي ( Kirk, Gallagher, and Anastasiow, 2003).

 لقد عـرف قانون تعليم الافراد المعاقيــن الامريكـــي Individuals with Disabilities

Education Act (IDEA) الأطفال ذو صعوبات التعلم المحددة بانهم اولئك الاطفال الذين يعانون من اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الرئيسية المستخدمة في فهم أو في استعمال اللغة المنطوقة، أو المكتوبة، والذي يظهر في القدرة غير الكاملة على الإصغاء، أو التفكير، أو الكلام، أو القراءه، أو الاملاء/الهجاء أو الكتابة، أو إجراء العمليات الحسابية. ومثل هذه الاضطرابات تشتمل على ظروف مثل الاعاقات الادراكية، واصابات الدماغ، والاختلال الوظيفي الدماغي الأدنى، وصعوبات القراءة ( الديسلكيا )، والحبسة الكلامية النمائية0 ولا يشتمل هذا المفهوم أو المصطلح على الاطفال اللذين يعانون من مشكلات تعلم ناتجه بشكل رئيسي عن الاعاقات البصرية، أو السمعية، أو الحركية، أو العقلية، أو الاضطراب الانفعالي، أو عن ظروف بيئية أو ثقافية أو اقتصادية سيئة (Kuder, 2003, p.73).

 وعند التعامل مع الاطفال ذو صعوبات التعلم، فإنه من المناسب ان نتذكر دائماً بأنه كل الاطفال ذو صعوبات التعلم لديهم مشكلات تعلمية وليس كل الاطفال اللذين يعانون من مشكلات أكاديمية لديهم صعوبات تعلم0 وفي الخلاصة، فإن صعوبات التعلم تعود إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات وهي مشكلة ليست فقط في المدرسة وإنما أيضا في الطفولة المبكرة وحياة الرشد0 وهي تنتج عن اختلال وظيفي في الجهاز العصبي المركزي وقد تظهر مع بعض الاعاقات الاخرى والمجموعات اللغوية والثقافية المختلفة (Kirk, Gallagher, and Anastasiow, 2003)0

أما اضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD) فقد عرفته الجمعية الأمريكية للطب النفسي American Psychiatric Association (APA) في الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع (DSM-IV, 1994) بأنه نمط مستمر ومتكرر وشديد لعدم الانتباه و/أو فرط النشاط  أكثر من الملاحظ لدى الأفراد العاديين مقارنة بالمستوى النمائي للفرد وذلك على أن تظهر هذه الأعراض في أكثر من وضع (Smith, 2004).  ويمتاز هذا الاضطراب بوجود مشكلات شديدة في الانتباه وفرط النشاط والاندفاعية القهرية .(Hallahan and  Kauffman, 2003) 

 وغالبا ما تظهر صعوبات التعلم واضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط بشكل متزامن، فيشير سميث Smith, 2004, p. 114)) إلى أن بغض الدراسات قد أشارت إلى انه حوالي 70% من أطفال (ADHD) لديهم صعوبات التعلم. بينما أشار هلاهان وكوفمان (Hallahan and  Kauffman, 2003) إلى أن نسبة الخصائص المشتركة بين صعوبات التعلم واضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط تصل إلى 10 – 25%. إن الأطفال اللذين يعانون من صعوبات في القراءة حددوا بان لديهم صعوبات التعلم، أما الأطفال اللذين يجمعون صعوبات القراءة مع الحالة المزاجية غير المسيطر عليها أو المضبوطة حددوا بان لديهم صعوبات التعلم و(ADHD). إن الأطفال المصابون ب (ADHD)لا يحققون علامات مرتفعة على اختبارات الذكاء مقارنة بالأطفال الآخرين بما في ذلك الأطفال المشخصين بصعوبات التعلم والمشكلات القرائية الملحوظة. وبالنسبة لاحتمالية أن تكون لدى هؤلاء الطلبة مشكلات أكثر في التواصل الكتابي والقراءة والحساب والتهجئة أو الإملاء فلازالت نتائج الدراسات غير واضحة ومتناقضة (Smith, 2004).

خاصية عجز الانتباه في صعوبات التعلم

 واضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط:

 يعتبر عجز الانتباه من الخصائص المميزة لكل من فئة صعوبات التعلم واضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط، وهذه الخصائص من أكثر الخصائص الملاحظة من قبل المعلمين والباحثين0 فالاطفال الذين لا يركزون على المهمة التعليمية او يوجهون انتباهم إلى خصائص أخرى غير المهمة التعليمية يسمون بأنهم شاردي الذهن او مشوشين0 فواحده من خصائص الاطفال صعوبات التعلم وكذلك اضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط هي الاندفاعلية القهرية Impulsivity والتي تفسر لماذا هذه الفئة من الاطفال غير قادره على تركيز انتباهها على العناصر المناسبة للمشكلة التي تتطلب حلاً أو المهمة التعليمية المحددة أو لماذا احياناً يدمرون البيئه التعليمية للصف ( Smith,2004). وتظهر أعراض هذه الاندفاعية القهرية بسلوكات عديدة مثل الاندفاع غير الواعي للاجابة قبل انهاء الاسئلة وصعوبة الانتظار حتى يكمل النشاط واقحام نفس إلى الآخرين وإرباكهم 000 الخ ( Lerner,2003). ونظرا لشدة المشكلات في الانتباه التي قد توجد لدى بعض افرد صعوبات التعلم فإنهم يصنفون بان لديهم اضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط (Hallahan and  Kauffman, 2003).

 الاختلال الوظيفي التنفيذي:

فيما يتعلق بصعوبات التعلم فإنه يوجد القليل من الادب يدعم التلف الدماغي الحقيقي ولذلك جاء مفهوم الاختلال الوظيفي Dysfunction ليكون بديلاً لمفهوم الأذى أو التلف الدماغي0 ولذلك فإنه ينظر حالياً للطفل ذوي صعوبات التعلم بإنه لديه اختلال وظيفي في الجهاز العصبي المركزي0 والاختلال الوظيفي لا يعني وجود تلف بالأنسجة الدماغية وبدلا من ذلك فإنه نقــول أن هناك وظيفــة شاذه للدمــاغ أو الجهاز العصبي المركــزي (Hallahan and Kanffman,2003)0

ومع أن التغييرات أو التعديلات التربوية والبيئية التي تصمم لتحدث تعديل على عملية التعلم وتؤثر على وظيفة الدماغ، فإن الحالات أو الظروف العصبية من الصعب أن تحدد من خلال الفحوصات الطبية الخارجية، فالاختلال الوظيفي للجهاز العصبي المركزي غالباً ما يحدد من خلال ملاحظة السلوك، وبالطبع هذه الأسس تدعم الأساس العصبي لصعوبات التعلم، وفي الوقت الذي يركز فيه المعلمون على المظاهر السلوكية والتربوية فإن الاسهامات الطبية تبقى ايضاً مهمة ( Lerner,2003).

 أن عجز الانتباه في اضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط يميل البعض الى تحديده أكثر من حيث ان العجز هو ليس عجز في الانتباه وإنما عجز في توزيع المصادر الانتباهيهDeficit of allocation resources  والتي تميز هذا الاضطراب0 إن توزيع الانتباه هو وظيفة تنفيذيه executive function  وهذه الوظيفة هي التي تسيطر على أو تضبط الذات ومسئولة عن تنظيم ومراقبة المعلومات، ويؤدي العجز في هذه القدرة الوظيفية إلى ضعف في التنظيم والتماسك لدى أطفال (ADHD). وتميز العلوم العصبية المعرفية بين الانتباه والوظيفة التنفيذية، فالإعاقة التنفيذية هي أوسع من اعاقة الانتباه، فاضطراب عجز الانتباه المصحوب بفرط النشاط يمتاز بعيوب معرفية أكثر من خاصية عجز الانتباه، ويرجع العلماء العصبين المعرفين مفهوم الوظيفة التنفيذية إلى مجموعة عمليات الضبط أو السيطرة (Cutting and Denckla, 2003; Green and Chee, 1997).

 المراجـــع

·        Cutting, L. and Denckla, M. (2003). Attention: Relationship between Attention- Deficit Hyperactivity Disorder and Learning Disabilities. In: H. Lee Swanson, Karen R. Harris, and Steve Graham (eds.), Handbook of Learning Disabilities. New York: The Guilford Press.

·        Green, C. and Chee, K. (1997). Understanding ADHD: A parent's guide to attention deficit hyperactivity disorder in children. London: Vermilion.

 ·        Hallahan, D. and Kauffman, J. (2003). Exceptional Learners: Introduction to special education. Boston: Allyn and Bacon.

 ·        Kirk, S., Gallagher, J., and Anastasiow, N. (2003). Educating exceptional children. Boston: Houghton Mifflin company.

 ·        Kuder, S. (2003). Teaching students with language and communication disabilities. Boston: Allyn and Bacon.

 ·        Lerner, J. (2003). Learning Disabilities: Theories, diagnosis, and teaching strategies. Boston: Houghton Mifflin company.

 ·        Smith, D. (2004). Introduction special education: Teaching in and age of opportunity. Boston: Allyn and Bacon.