زوج اليوم رب أسرة‏..‏ أم صراف آلي؟‏!‏
كتبت :نورا عبد الحليم 158 

كثير من الأزواج يتحولون إلي مجرد ممولين للأسرة‏,‏ فاقدين قيمتهم ودورهم الاجتماعي في كونهم رعاة لها وشركاء فاعلين في تربية الأبناء ومنبعا للأمان‏,‏ وإشاعة الاستقرار في جنبات البيت‏,‏ وكأن مشاعرهم سلبت منهم واستبدلوها بما يشبه ماكينة الصرف الآلي‏.‏

 

وإذا كانت الأسرة عبارة عن مؤسسة فالأب والزوج فيها هو المحور الأساسي الذي ترتكز عليه بقية المحاور, والرجل الذي يتفاني ويسخر كل طاقاته الوجدانية والتربوية والاقتصادية من أجل أسرته, يلعب الدور الاساسي في تماسك البيت وتوازن أبعاده الاجتماعية والتربوية. يري الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة عين شمس أن فقدان الأسرة للأب أو الزوج بدوره الاجتماعي والتربوي قد يعرضها لما يشبه زلزالا يهز كيانها, فيفتقد الابن في هذه الحالة القدوة التي يحتذي بها ويصبح تفكيره سطحيا لا يتعدي مشاهدة مباريات كرة القدم أو متابعة أخبار نجوم الفن وينصرف عن القضايا و الاهتمامات الجادة. ووصول الزوج أو رب الأسرة إلي هذا الحال يرجع إلي عدة أسباب منها أعباء المعيشة والمتطلبات المتزايدة التي قد تدفع العديد من الرجال إلي السعي الدائم وراء المال لتأمين حياة أفضل متناسيا دوره الأكثر أهمية في تربية أبنائه وتنشئتهم, معتقدا أنه بذلك يؤمن مستقبلا أفضل لأبنائه, إلي جانب أسباب أخري منها اللامبالاة التي يعاني منها العديد من الأزواج وعدم الاهتمام بالأسرة والسعي فقط وراء العمل أو أي اهتمامات أخري يرضي بها طموحاته وتطلعاته, حيث لا يشارك في النشاطات الأسرية فهو لا يجتمع مع أفراد أسرته علي مائدة الطعام مثلا, ويكون معظم الوقت منعزلا, أو يقضي ساعات طويلة بعيدا عن الأسرة.
ويؤكد أستاذ التربية ضرورة التركيز علي التنشئة الاجتماعية في ظل عصر العولمة الذي نعيشه, وما يحمله من تأثيرات كبيرة ومباشرة علي الأبناء يصعب السيطرة عليها. والسبيل الوحيد للتصدي لمثل هذا الهجوم هو العودة إلي القيم الاخلاقية والحفاظ عليها. وهنا يأتي دور الأسرة المتماسكة والتي يجب أن تحرص علي وجود القدوة الحسنة خاصة أن الأطفال يراقبون آباءهم في أفعالهم ويقلدونهم, وأن لم يجدوا القدوة الحسنة يلجأون إلي تقليد ما يرونه في القنوات الفضائية أو الانترنت.
ومن الملاحظ من خلال متابعة العديد من الأسر العربية أن الزوج بدأ يفقد دوره ومهامه واحدة تلو الأخري مع الاحتفاظ فقط بكونه الممول المادي للأسرة ويقتصر دوره علي توفير الاحتياجات المادية وفي هذا تهديد لكيان البيت الذي يعد الزوج أهم أعمدته والنتيجة جيل غير قادر علي مواجهة المستقبل. ونبه د.سيد صبحي إلي ضرورة حماية الأبناء والشباب بزرع القيم والاخلاق والعادات والتقاليد داخلهم حتي يتصدوا لهذه الهجمة الشرسة من كل وسائل الإعلام العديدة ونحميهم من هذه العادات الدخيلة علي مجتمعنا, وأهمها تعاطي المخدرات.. وغيرها من الأمور التي شوهت صورة شبابنا.

 

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 63 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,708,196