الوحم‏..‏ وهم أم حقيقة

عن حقيقة الوحم والاعتقاد بأن الحامل إذا لم تأكل ما تشتهيه في فترة الحمل الأولي المعروفة بالوحم يظهر أثره علي المولود, يحدثنا الدكتور أحمد حسيني سلامة مدرس واستشاري النساء والتوليد والعقم جامعة عين شمس قائلا: أن الوحم هو الرغبة الشديدة اللإرادية في شيء ما لذا فهو يطلق علي الحوامل وغير الحوامل.
ومن الناحية الطبية فالوحم هو تغيير أو نقص في أحد المكونات الغذائية لجسم الحامل مثل نقص بعض المعادن والفيتامينات كالصوديوم والحديد والكالسيوم.أو غيرها من العناصر الغذائية فتشتهي المرأة دائما ما ينقص جسمها نتيجة للحمل محاولة منها لتعويضه فقد تطلب فاكهة او خضراوات في غير أوانها وقد تشتهي أكل أشياء غريبة تقطع الطباشير أو الطمي أو الجير وهذه الأشياء تسبب لها مشاكل عديدة كالتهاب الأغشية المبطنة للمعدة او الإسهال الشديد وغيرها من الأمراض الأخري, ايضا قد تشتهي أكل قطع الثلج او السكر او الملح وقد تتذوق أطعمة كانت لا تتقبلها قبل الحمل والعكس قد تنفر من بعض الأطعمة التي كانت تحبها وترغبها بشدة, كما انها قد لا تستطيع شم بعض الروائح مثل طهي اللحوم والدجاج وتصاب بحالة من القيء والغثيان, كل هذه الأعراض ترجع الي تغيرات فسيولوجية وهرمونية تحدث أثناء الحمل وتؤثر مباشرة علي مراكز التذوق والشم في المخ.
ويوضح د. أحمد أن الوحم يحدث في الشهور الثلاثة الأولي للحمل وهو من أشهر أعراض الحمل ولكن ليس حتما أن يحدث لكل الحوامل فنسبة حدوثه لا تتعدي8% ويختلف الوحم باختلاف ثقافة ونشأة كل سيدة ومن مكان لمكان فمثلا تزيد نسبته في الدول الشرقية والإفريقية وأمريكا ويقل في دول اوروبا وشرق آسيا, وليس لهذا مردود طبي فهو حالة نفسية بالدرجة الأولي ترتبط بتكوين الزوجة النفسي والبيئة المحيطة بها حيث تعتبر الزوجة نفسها في تلك الفترة في أضعف حالاتها وتحتاج لدعم نفسي ومعنوي من الزوج لقياس مدي حبه لها ولكن هناك بعض السيدات الحوامل يتدللن بطريقة مبالغ فيها ولذلك علي الزوج أن يكون وسطيا في معاملة زوجته فلا ينساق وراء كل هذا الدلال وأيضا لا يهمله نهائيا, فعليه أن يتسم بالحكمة والصبر ويعلم أنها فترة وتنتهي وعليه بمزيد من الحنان والاحتواء ومؤازرتها نفسيا حتي تمضي فترة الحمل بسلام.
أما عن حقيقة ما يسمي بالوحمة والاعتقاد بأنها تظهر علي جسم المولود إذا لم تأكل الحامل ما تشتهيه فهو اعتقاد خاطيء وليس له علاقة بالوحم او فترة الحمل, إنما الوحمة هي تجمع دموي يولد به الطفل ويظهر في مكان ما مثله مثل أي عيب خلقي كالشفاه الأرنبية مثلا ويستشار فيه طبيب أمراض جلدية.