كتبت: سامية عبد السلام 61
صورة مستقبل أبنائنا التعليمي يتم رسمها هذه الأيام, ويشارك في وضع خطوطها الأهل باختيارهم للمدرسة المناسبة لطفلهم ونظام التعليم الملائم له, وأيضا المسئول عن التعليم بإعداد البيئة التعليمية من مكان ومنهج وإدارة,
ولكن هذه الصورة قد تشوه وتضيع معالمها ويهدد كل ما بذل فيها من جهود علي يد فاقد للمعرفة بالأصول التربوية, في حين أن هذا المعلم يمكنه أن يشارك في تجميل الصورة ويجعلها في أبهي صورها إذا ما أحسن تأهيله وتدريبه, وهذا يتطلب الاهتمام بكليات التربية.
فكما تقول د. آمال أباظة عميدة كلية التربية بجامعة كفر الشيخ يجب أن يرتكز العمل في هذه الكليات علي تحقيق خصائص سلوكية ومعرفية ومهارات مهمة مثل الشعور بالأمن النفسي والعدالة والثقة بالنفس ومواجهة الضغوط وإدارتها والقدرة علي الاندماج مع المجموعة وتحمل المسئولية والرغبة في التجديد والقدرة علي مقابلة التغيير وعلي إدارة الوقت والإحساس بقيمته والتشجيع علي الحوار والإفصاح عن الاحتياجات والقدرة علي ضبط الذات والاهتمام بالفكر الإبداعي والتدريب عليه وتنميته.
ويؤكد د. محمد ابراهيم المنوفي استاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة كفر الشيخ أهمية الإبداع, موضحا ان التحدي الذي يواجه كليات التربية هو كيف تتحول بيئة التعليم بتلك الكليات الي حاضنات للإبداع تتفاعل فيها علوم العصر لتكون عوائدها ومخرجاتها معلمين مبدعين يعدون أطفالا مبدعين يمتلكون مهارات فاعلة يستطيعون من خلالها قيادة التغيير في المجتمع.
ومن خلال بحثه الذي حمل عنوان كليات التربية وتنمية المجتمع أكد أهمية تمتع الجامعات خاصة كليات التربية بها بالستقلال الذاتي والحرية الأكاديمية, فالجامعة مكان لحرية الفكر, فيها تبدأ الأسئلة وتثور الشكوك في محاولة للبحث عن حلول ابداعية, وفي الجامعة تتأكد حقيقة أن الفكر لا يحسم بالعنف أو اخفاء الصوت الآخر, فالفكر يحسم بالفكر, وساحة الحوار ـ كما يقول ـ تتسع لصراع الأفكار علي قاعدة التعددية والحوار شرط أساسي للإبداع العلمي والأدبي والفني, لذا يجب نشر ثقافة الإبداع والعمل علي ممارسته دون خوف أو فشل أو ترقب لاصطياد الأخطاء. وكان هذا كلام اثنين من عديد من المتخصصين الذين شاركوا في مؤتمر مهم بعنوان كليات التربية والتنمية البشرية المستدامة بجامعة كفر الشيخ, قدموا فيه خريطة متكاملة للنهوض بالتعليم في مصر.
ساحة النقاش