كيف "يحلم" الإنسان؟
الجمعة، 7 أكتوبر 2011 - 13:49
الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهركتبت سحر الشيمى
<!-- AddThis Button BEGIN --> <!-- AddThis Button END -->أرسلت منى عبد الرحيم تقول، كلنا نحلم باستمرار، وأريد أن أعرف كيف تتم عملية "الحلم" عند الإنسان؟
يجيب الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهر قائلا: مصطلح (Dream Work) أى تكوين الحلم يعنى هذا التعبير عند فرويد تحويل المحتوى الخفى للحلم فى اللاشعور إلى محتوى ظاهر فى الحلم، ويتم ذلك من خلال التحور والتشوه للمحتوى اللاشعورى الخفى حتى يُسمح له بالظهور فى صورة حلم، وقد استخدم فرويد نظريته هذه فى تفسير الأحلام للتعرف على محتويات اللاشعور وعملياته، ولتفسير الكثير من أحداث الحياة اليومية ومعرفة لغة الإبداع الفنى وتحليل الفكاهات والدعابات والكثير من النشاط العقلى للفرد وبيئته.
ويرى فرويد أنه أثناء النوم يحدث استرخاء لعملية الكبت التى تحدث أثناء اليقظة، وهذا يعطى فرصة للرغبات اللاشعورية للظهور، وحيث أن الجهاز الحركى للشخص يتوقف أثناء النوم، فإن هذه الرغبات لا تجد الفرصة أمامها للتحقيق إلا فى صورة خيالات ويتحقق هذا من خلال شيئين:
الأول: هو تحويل هذه الرغبات إلى أفكار.
الثانى: هو تحويل الأفكار إلى صور تستمد من تلك الصور المحفوظة فى الذاكرة بحيث يتم تجميعها بشكل معين لتؤدى الغرض المطلوب.
ويستمد الشخص هذين الشيئين- الفكرة والصورة المعبرة عن الحلم - من خلال تجاربه الشخصية فى أحوال يقظته، وتتدخل أيضا المثيرات المحيطة بالشخص أثناء نومه من ضوء وصوت وخلافه مع الرغبات اللاشعورية لتكون فى النهاية محتوى الحلم، ولكن محتوى الحلم هذا لا يستطيع أن يعلن عن نفسه صراحة لأنه عبارة عن رغبات ودوافع غير مقبولة اجتماعيا، لذلك فهى تمنع من التعبير الصريح بواسطة جهاز رقابة فى النفس، إذن لكى تمر من جهاز الرقابة هذا لابد وأن يجرى لها عملية تنكر لتستطيع المرور، ويتم هذا بواسطة أربعة عمليات هى:
(1) الإزاحة.
(2) التكثيف.
(3) الرمزية.
(4) والإسقاط.
ولكن الذى يحدث أن محتوى الحلم بعد أن يمر بهذه العمليات الأربعة يصبح غير مفهوم ومتقطع ومتناثر، وكل هذه العمليات تتم فى منطقة اللاشعور، وعندما ينجح الحلم فى المرور من هذه المنطقة الغامضة ويصل إلى منطقة ما قبل الشعور فإنه تتم عملية "مونتاج" ومراجعة، وإعادة تنظيم وترتيب لمحتوى الحلم حتى يصل إلى منطقة الشعور فى صورة مناسبة، ولنأخذ مثلا لهذا: أن هناك إنسانا يحمل كراهية لأبيه، وهو لا يستطيع أن يعبر عن هذه الكراهية فى اليقظة نظرا لما يحمله رمز الأب من معان يجب احترامها، لذلك فلا يمكن لهذا الشعور وما يصاحبه من رغبة فى الانتقام أن يعبر عن نفسه حتى فى الحلم بهذه الصورة الفجة، ولذلك يحدث تحويل لهذه المشاعر العدوانية نحو صورة رجل آخر فى الحلم، وتسمى هذه العملية "إزاحة" (Displacement)، ويتم تكثيف وتجميع كل صفات الأب المرفوضة فى هذا الرجل الآخر، وتسمى هذه العملية "تكثيف" Condensation، ويكون هناك علاقة رمزية بين هذا الرجل وبين الأب كتشابه رمزى فى بعض الملامح أو بعض حروف الاسم، وتسمى هذه العملية "ترميزا" (Symbolization)، ثم يسقط الابن مشاعره العدوانية على أبيه بحيث يبدو أن الأب هو الذى يريد شرا بابنه ويحاول الاعتداء عليه، ويأتي فى صورة رجل آخر مخيف الشكل، وتسمى هذه العملية "إسقاط" (Projection).
ساحة النقاش