التدخين السلبي يؤخر النمو الجسماني للأطفال في سن ما قبل المدرسة
كتبت - هالة أبوزيد:
حذرت دراسة علمية بالمركز القومي للبحوث من تعرض الأطفال في سن ما قبل المدرسة للتدخين السلبي, وأكد الباحثون ضروة الامتناع عن التدخين في أماكن مغلقة في حالة تواجد الأطفال أو الأمهات الحوامل
حيث أظهرت نتائج الدراسة أن المواد المنبعثة من دخان السجائر لها علاقة مباشرة في تأخير معدلات النمو الجسماني للأطفال.
وتهدف الدراسة التي أجرتها كل من الدكتورة أمل سعد الدين رئيس قسم الطب البيئي والمهني بالمركز, والدكتورة مي يوسف أستاذ صحة الطفل بالمركز إلي تفسير ارتباط التأخر في النمو الجسماني للأطفال بالتعرض لبيئة دخان السجائر, وتقييم دور الرصاص كأحد العناصر المنبعثة من دخان السجائر وتأثيره علي نمو الأطفال المصريين في سن ما قبل المدرسة والمعرضين للتدخين السلبي, مع محاولة إيجاد حلول لهذه المشكلة, ومن أهمها علاج ارتفاع مستوي الرصاص بالدم وانخفاض الهيموجلوبين في هذه السن المبكرة, حتي تتاح فرصة أكبر للنمو الطبيعي للطفل.
أجريت الدراسة, كما تشير الدكتورة أمل سعد الدين علي 175 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين سنة إلي 6 سنوات, ممن يترددون علي عيادة صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث, حيث تم ملء استمارات استبيان تشتمل علي بينات عن الحالة الاجتماعية والبيئية والطبية للأطفال والسؤال عن التعرض للتدخين أثناء الحمل وبعد الولادة بالتفصيل, وإذا كان التعرض لتدخين الأب أو الأم أو الأثنين معا, وتم تحديد نسبة التعرض للتدخين السلبي عن طريق إجابات الاستبيان وحساب معدل التعرض, كما تم قياس مستوي الكوتينين (ناتج تحلل النيكوتين) بالنسبة إلي نسبة الكرياتينين في البول كدليل علي كمية التعرض.
وتضيف أنه تم إجراء الكشف الإكلينيكي الكامل بعد استبعاد الأطفال الذين يعانون من أي مرض قد يؤثر علي النمو, وعلي أساس أن يكونوا متقاربين من ناحية المستوي الاجتماعي والاقتصادي, وتم أيضا أخذ القياسات الجسمانية لجميع الأطفال وتشمل معدلات الوزن والطول ومحيط وسط الذراع ومحيط الوسط وحساب معامل الكتلة الجسمية, وكذلك قياس مستوي الرصاص في الدم ونسبة الهيموجلوبين لجميع الأطفال الذين اشتملت عليهم الدراسة.
وأظهرت نتائج الدراسة ارتفاع كل من مستوي الرصاص في الدم ونسبة الكوتينين والكرياتين في البول ونقص نسبة الهيموجلوبين في الأطفال المعرضين للتدخين السلبي, مقارنة بالأطفال غير المعرضين, كذلك أوضحت القياسات الجسمانية نقص معدلات الوزن ومعامل الكتلة الجسمية في الأطفال المعرضين للتدخين السلبي عنه في غير المعرضين, وكانت جميع القياسات الجسمانية, عدا الطول ومعدل الطول بالنسبة للسن ذات علاقة عكسية مع كمية التعرض للتدخين في البيئة ونسبة الكوتينين والكرياتنين في البول ومستوي الرصاص بالدم.
وأكدت نتائج الدراسة أن التدخين السلبي يعد عامل خطورة مؤكدا في تأخر النمو الجسماني للأطفال في سن ما قبل المدرسة, وأرجعت الدراسة السبب, إلي ما يصاحبه من ارتفاع مستوي الرصاص في الدم والناتج من زيادة التعرض لبيئة دخان السجائر, وهذا ما أكده ارتفاع النيكوتين في الدم والدال عليه مستوي الكوتينين في البول, وهذا كان له أيضا دور في مستوي الهيموجلوبين في الأطفال والذي ارتبط بدوره بتأخر النمو لدي الأطفال المعرضين, وكان هذا التأثير بمعدل أعلي في الأطفال المعرضين لتدخين الاب والأم معا.
ساحة النقاش