علاقة مباشرة بين تليف الكبد وزيادة الوزن
كتب - حاتم صدقي:
كشف تحليل لنتائج دراستين بريطانيتين أجريتا بقسم طب المجتمع بجامعة بريستول, وقسم الصحة العامة والسياسة الصحية ومجلس البحوث الصحية بجامعة جلاسجو عن وجود ارتباط قوي بين معامل كتلة الجسم كمؤشر للبدانة والسمنة وزيادة الوزن من ناحية والوفاة بأمراض الكبد, حيث كان أصحاب الأرقام المرتفعة معامل كتلة الجسم, خاصة شاربي الخمر منهم الأكثر في معدلات الوفاة ارتباطا بأمراض الكبد, مقارنة بأصحاب الأرقام الطبيعية (أقل من24).
وأوضحت النتائج أن كل زيادة في معامل كتلة الجسم بمقدار 5 وحدات تؤدي لزيادة مخاطر تليف الكبد بنسبة 28%, ومعني ذلك أن زيادة متوسط كتلة الجسم بنحو 15 وحدة يزيد مخاطر تليف الكبد بأكثر من 85%.
وفي سياق يدعم نفس الاتجاه, كشفت نتائج دراسة أخري أن تليف الكبد وتشمعه يمكن أن يحدث كنتيجة مباشرة لتأثر خلاياه بالفيروس سي, وأن الخصائص الإكلينيكية المرتبطة بتليف وتشمع الكبد عند المصابين بالفيروس سي تشمل كبر سن المريض, وزيادة معامل كتلة الجسم, وارتفاع مستوي كل من دهون الدم الثلاثية, وانزيمي ألانين أمينوترانسفيريز, جاما جلوتاميل ترانسفيريز. أما العلاقات السريرية للإصابة بالفيروس سي وتشمع الكبد, فكانت تشتمل علي ارتباط قوي بالإصابة بتليف الكبد, وضعف الاستجابة للعلاج المركب من الانترفيرون ممتد المفعول والريبافيرين. وبجانب ذلك, تم تسجيل حالات تشمع كبدي مع زيادة معدلات الإصابة بسرطان الكبد.
وتعليقا علي هذه النتائج يوضح الدكتور مغازي علي محجوب أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب عين شمس أن معامل كتلة الجسم هو رقم يمكن حسابه بقسمة وزن الجسم علي طول الجسم بالمتر, ويكون هذا الرقم طبيعيا إذا تراوح ناتج القسمة بين 22 إلي 24, وترتبط كل زيادة في هذا الرقم بزيادة في مخاطر إصابة الانسان بأمراض أخري عديدة مثل ضغط الدم والسكر وارتفاع مستوي دهون الدم, وأخيرا تليف الكبد والسرطان.
فمن المعروف كما يقول الدكتور محجوب أن وجود تجمعات الدهن داخل تجويف البطن يؤدي لزيادة إفراز الإنزيمات المذكورة, بجانب عدد من الهرمونات من بينها هرمون ارينينب المسئول عن ارتفاع ضغط الدم, وزيادة مقاومة الجسم للأنسولين, ومن ثم زيادة ارتفاع مستوي السكر بالدم, كما يساعد ارتفاع مستوي دهون الدم الثلاثية علي الإصابة بتصلب الشرايين وزيادة احتمالات الإصابة بجلطات القلب والدماغ, كذلك تعمل زيادة كميات الدهون بالبطن نتيجة زيادة الوزن علي تشحم الكبد وزيادة فرصة إصابته بالتليف, خاصة مع وجود فيروس سي, وبالتالي إصابته بالتشمع. ولذلك تمثل نتائج هذه الدراسة حالة واقعية يمكن الاستفادة بها كناقوس خطر, خاصة عند السيدات, حيث لوحظ أن مستوي هرمون استروجين يكون أعلي عند البدينات عنه لدي معتدلي الوزن. ومن الممكن تجنب كل هذه المخاطر عن طريق تخفيف الوزن بوضغ برنامج غذائي تقل فيه نسبة الدهن, مع اتباع برنامج خاص لممارسة الرياضة بانتظام, حيث تؤدي الممارسة الرياضة المنتظمة لخفض مستويات دهون الدم الضارة ورفع مستويات دهون الدم المفيدة, مما يسهم في تحسين الحالة الصحية العامة للمرضي, وتجنب المخاطر المحتملة.
ساحة النقاش