العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة
Task-Centered Treatment

عبدالمجيد طاش نيازي

• تمهيد (رؤية تاريخية).
• الأساس النظري.
• مفهوم العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة.
• عملية التدخل.
• العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة والعمل مع الجماعات.

العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة*

تمهيد
يشير (Reid، 1986) إلى أن نموذج العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة قد تطور نتيجة لاستخدام أسلوب دراسة الحالة social casework الذي تم تطبيقه واختباره في منتصف الستينات بمجمع الخدمات المحلية في مدينة نيويورك، حيث أثبت الاختبار –مقارنة بالأسلوب التقليدي في التدخل- فعالية استخدام أسلوب دراسة الحالة الموجز الذي اعتمد على النظرية النفسية الاجتماعية psychosocial theory في التعامل مع مشكلات العملاء وخاصة تلك المشكلات المرتبطة بالعلاقات الأسرية family relations.
كما تشير كثير من الدراسات التي أجريت في مجال استخدام العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة بعد ذلك إلى فعالية هذا النموذج في مجالات مختلفة ومتنوعة منها المجال الطبي medical social work، والمجال الأسري family therapy، وفي مجال توجيه الأطفال child guidance ومجال الطب النفسي psychiatric، وفي المدارس schools، والمؤسسات الإصلاحية corrections، هذا بالإضافة إلى مؤسسات الرعاية الاجتماعية social welfare المختلفة.
وقد ركزت معظم هذه الدراسات على جمع معلومات عن عوامل متعددة مرتبطة بعملية التدخل ككل من أهمها:
1- العملاء الذين تم معالجتهم باستخدام النموذج.
2- المشكلات التي تم التعامل معها.
3- نوعية المهام التي تم استخدامها.
4- التطورات التي حدثت نتيجة عملية التدخل.
5- حجم ونوعية التغييرات التي حدثت.
6- درجة رضا العملاء عن النموذج.
وقد بينت النتائج أن النموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة أظهر قدرة على التعامل مع مواقف ومشكلات عديدة، كما أنه ترك انطباعا مرضيا لدى كثير من العملاء. أما بشأن النتائج المرتبطة بقياس درجة التغييرات التي حدثت للمشكلات والإنجازات التي حققها النموذج فقد دلت على أن غالبية العملاء قد استفادوا أو حصلوا على عوائد إيجابية نتيجة عملية التدخل (Reid، 1972).

ومن الدراسات المتخصصة التي أجريت في هذا المجال دراسة (Reid، 1975) التي استهدفت التعرف على فعالية النموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة، واتضح من خلال هذه الدراسة أن مساعدة العملاء في عمليات التخطيط لتحديد مهام معينة وتنفيذها أدى إلى حدوث مزيد من التطورات والعوائد الإيجابية مقارنة بالعملاء الذين لم يحصلوا على هذا النوع من المساعدة.
وفي دراسة أخرى أجريت لنفس الغرض واستهدفت اختبار مدى فعالية الأنشطة المرتبطة بعمليات التخطيط للمهام، وتطبيقها، ومراجعة التطورات التي حدثت نتيجة استخدام النموذج، طبق اختبار على (87 أسرة) من الأسر متدنية الدخل بإحدى المدارس الحكومية وعيادة نفسية، حيث قام طالب بالدراسات العليا بالخدمة الاجتماعية بتقسيم الأسر إلى مجموعتين الأولى اختبارية حصلت على علاج مكثف لمدة ثلاثة أسابيع (6 جلسات لكل حالة) باستخدام النموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة، هذا بجانب العمل المتصل بالبيئة المحيطة بكل حالة، والأخرى ضابطة حصلت على علاج اعتمد على نماذج أخرى مختلفة، وقد حدد عنصر المقارنة بين المجموعتين بدرجة حل أو التخلص من المشكلة. خلصت الدراسة إلى أن درجة التخلص من المشكلة التي شعر بها أعضاء المجموعة الاختبارية كانت أعلى وبشكل واضح وأكبر من أعضاء المجموعة الضابطة.
وفي مجال العمل مع الأطفال يشير (Reid، 1986) إلى أن فعالية النموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة كان أقل مما هو متوقع مع الكبار، إلا أن ذلك لم يمنع من القيام بمحاولات جادة في سبيل تطوير فعالية النموذج معهم. ففي هذا المجال قام الباحث بمساعدة أحد طلاب الدراسات العليا المتدربين باختبار النموذج على (21 طالبا) تم تحويلهم بسبب ضعف تحصيلهم الدراسي ومشكلات سلوكية مختلفة، حيث تم تحديد مشكلتين لدى كل حالة تم التعامل مع أحدهما في البداية ولمدة ثلاثة أسابيع، أما الأخرى فتركت دون تدخل حتى الانتهاء من الأولى. وبعد الانتهاء من التعامل مع المشكلة الأولى حول الاهتمام للتعامل مع المشكلة الثانية، وبعد قياس التغييرات التي حدثت للحالات مع المشكلات المعالجة (الأولى) والتي تركت دون تدخل في المرحلة الأولى ثبت وجود تطورات وتغييرات إيجابية في المشكلات التي تم التعامل معها وذلك خلال فترة التدخل.
وأخيرا نشير إلى بعض الدراسات المتخصصة التي استهدفت تحديد درجة فعالية النموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة مع مشكلات معينة منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- دراسة (Tolson، 1977) التي استخدمت النموذج للتعامل مع مشكلات العلاقات الزوجية.
2- دراستي (Gibbons، 1978) و (Goldberg، 1984) في مجال الوقاية من الانتحار.
3- دراسة (Larsen، 1980) التي استخدمت النموذج للعمل مع جماعات الأحداث المنحرفين.
4- دراسة (Newcome، 1983) التي ركزت على استخدام النموذج مع المرضى بأمراض مزمنة.
5- دراسة (Thibault، 1984) التي استخدمت النموذج لمساعدة المرضى من كبار السن في تجنب السلوكيات المضرة بالنفس.
6- دراسة (Rzepnicki، 1985) التي استخدمت النموذج لمساعدة الآباء والأمهات في التعامل مع أطفالهم المشكلين.

الأساس النظري
إن الأساس النظري للنموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة بني على الهدف والوظيفة الرئيسة لهذا النموذج والمتمثل في:
"مساعدة العملاء للتقدم تجاه إيجاد حل للمشكلات النفسية الاجتماعية
psychosocial problems التي يريدون التعامل معها ويأملون في حلها وتجاوزها".
وأن العامل الرئيس في عملية التغيير هو العميل وليس الأخصائي الاجتماعي، إذ أن دور الأخصائي الاجتماعي ينبغي أن ينحصر في مساعدة العميل على إحداث التغيير الذي يريده، وإبداء استعداده للعمل معه في سبيل تحقيق هذا الهدف.
ويشير (Reid، 1986) في هذا الصدد إلى أن الأساس النظري للنموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة يرتبط بشكل كبير بالمشكلات النفسية الاجتماعية وذلك من حيث طبيعتها، ومصادرها، ودينامياتها، كما يرى أن النموذج يتعامل مع مجموعة متنوعة من المشكلات النفسية الاجتماعية من أهمها:
1- المشكلات الأسرية family problems.
2- مشكلات العلاقات الشخصية personal relationship.
3- المشكلات المرتبطة بأداء الأدوار الاجتماعية social roles.
4- المشكلات المرتبطة بعمليات اتخاذ القرار decision making.
5- المشكلات المرتبطة بإيجاد الموارد finding resources.
6- الضغوط العاطفية emotional stresses.
كما ينظر النموذج إلى هذه المشكلات نظرة شمولية تراعي المحيط العام الذي وجدت فيه والعوامل المؤثرة والفاعلة بما في ذلك العوامل الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية الشخصية والبيئية ذات الصلة بالمشكلة، هذا بالإضافة إلى الصعوبات والمعوقات التي يمكن أن تواجه العميل خلال بحثه عن الحل، والموارد التي يمكن الاستعانة بها في مواجهة المشكلة.
ويفسر النموذج المشكلات التي تواجه العملاء بأنها مشكلات تعكس الانهيار المؤقت لعملية التكيف لديهم مع الموقف –عدم القدرة على التكيف مع الموقف أو المشكلة- والتي بدورها تضغط نحو إحداث التغيير، وأن استفادة العميل من عملية التدخل تعتمد بدرجة كبيرة على عدة عوامل من أهمها:
1- توفر الدافع لدى العميل للتخلص من الضغوط.
2- توفر الموارد والدعم البيئي.
ومتى ما تم التعامل مع المشكلة تدريجيا وبدأت الضغوط بالانخفاض فإنه يمكن القول أن العمل تجاه إحداث تغييرات أخرى وتحقيق إنجازات إيجابية في وقت أقصر يصبح أمرا ممكنا وسهلا.
أما تحديد مدة التدخل فتشير كثير من الدراسات إلى أن التحديد المسبق لمدة التدخل تساعد في توفير الوقت والجهد، وتعمل على تعبئة موارد وجهود كل من الأخصائي الاجتماعي والعميل في سبيل إنجاز أهداف العملية العلاجية.
كما يمكن القول أن النموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة لا يتعامل مع الماضي والتاريخ التطوري للمشكلة بقدر ما يركز اهتمامه وتعامله مع الحاضر والمشكلة الحالية presenting problem التي تواجه العميل والتي كانت السبب الأساس في بحثه وطلبه للمساعدة المتخصصة.
وأخيرا يشير (Goldberg، 1984) إلى أن ما يواجه الممارسين لمهنة الخدمة الاجتماعية المستخدمين للنموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة هو إيمانهم بعاملين رئيسين هما:
1- طاقات حل المشكلات لدى العملاء.
2- استعداد العملاء وقدرتهم على وضع الخطط وتنفيذها لتحقيق ما يريدون.
فالنموذج بهذا التصور ينظر إلى العملاء كأشخاص يملكون العقل والمعرفة والإرادة والقدرة على مواجهة المواقف والمشكلات الضاغطة، وأنهم بحاجة إلى قليل من التوجيه والدعم فقط من جانب الأخصائي الاجتماعي بحيث يساعدهم في تنظيم طاقاتهم وجهودهم ويخلصهم من المشكلات في وقت أقصر. إن هذه الافتراضات التي يعتمد عليها النموذج لا تنطبق على جميع فئات العملاء الذين تتعامل معهم مهنة الخدمة الاجتماعية حيث نجد أن كثيرا من هذه الفئات قد لا تكون قادرة على الوفاء بهذه المطالب، كما أن هذه الافتراضات لا تعير مبدأ مراعاة الفروق الفردية بين العملاء الأهمية اللازمة.

مفهوم العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة
يوضح (Reid، 1986) مفهوم العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة بقوله: "العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة هو نظام للتدخل المختصر أو الموجز محدود المدة، يركز بشكل كبير على مساعدة العملاء في التعامل مع مشكلات محددة يريدون هم التخلص منها. ويعتمد هذا النموذج في تحقيقه للأهداف العلاجية على خطوات وعمليات منظمة تبدأ بتحديد المشكلة، والتخطيط لوضع المهام المطلوبة لحل المشكلة، وتنفيذها ما بين الجلسات التي يعقدها الأخصائي الاجتماعي مع العميل، وتنتهي بعملية التقويم وتحديد الإنجازات".
أما (نيازي، 1421) فيشير إلى أن العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة هو نموذج من نماذج التدخل في الخدمة الاجتماعية يركز على إنجاز مجموعة من المهام والأعمال والأنشطة المتفق عليها بين الأخصائي الاجتماعي والعميل بهدف التعامل مع مشكلات محددة. ويلخص "نيازي" خطوات التدخل في:
1- تحديد المشكلة أو المشكلات التي تواجه العميل.
2- تحديد مجموعة من المهام والأنشطة لحل المشكلة.
3- الاتفاق على فترة زمنية لإنجاز كل مهمة أو نشاط تم الاتفاق عليه.
4- إيجاد الدافع لتنفيذ المهام.
5- تحليل وحل المشكلات والصعوبات التي تواجه العميل أثناء تنفيذه للمهام.

كما يؤكد "نيازي" على أهمية قيام الأخصائي الاجتماعي بمساعدة العميل على إنجاز المهام المتفق عليها من خلال استخدام أساليب مختلفة ومتنوعة من أهمها التطمين reassurance والتشجيع encouragement والتوجيه guidance والتدريب coaching.
ومن خلال هذه التعاريف واعتمادا على الجوانب النظرية للنموذج وبتوجيه منها يقوم الأخصائي الاجتماعي الممارس بمساعدة العميل في تحديد مشكلاته الخاصة وتوضيحها على شكل أوضاع تحتاج إلى التغيير، ثم تبدأ عملية بناء العقد الاجتماعي social contract الذي ينبغي أن يتضمن اتفاقا واضحا بين الأخصائي الاجتماعي والعميل بشأن المشكلات التي تواجه العميل، وأهداف عملية التدخل ومدة العمل، وطبيعة الخدمات التي يقترح تقديمها، وأن تحليل المشكلة ينبغي أن يقود نحو تحديد الأفعال والمهام المطلوب القيام بها لحل المشكلة، وما يمكن أن يوجه هذه المهام والصعوبات التي يمكن أن تواجه عملية التطبيق.
إن عملية التغيير تعتمد وبدرجة كبيرة على الالتزام من جانب الأخصائي الاجتماعي والعميل بتنفيذ المهام التي تم الاتفاق عليها ليس فقط تلك الأعمال والمهام التي تنفذ داخل أو أثناء المقابلة، بل والمهام المطلوب تنفيذها خارج الجلسات.
ويقوم الأخصائي الاجتماعي بمساعدة العميل في اختيار المهام والأنشطة، والتخطيط لتنفيذها، وإيجاد الدافع للقيام بها. كما ينبغي على الأخصائي مساعدة العميل في تنفيذ المهام والأنشطة بالشكل الصحيح وإن تطلب الأمر استخدام أساليب التمرين والتدريب والتزويد بالمعلومات والتغذية الاسترجاعية feedback والخبرات والتعليمات اللازمة، هذا بالإضافة إلى توجيهه نحو كيفية مواجهة الصعوبات التي يمكن أن تعوق عملية التنفيذ، ومساعدته لمراجعة الإنجازات وتقويم الأداء وتحديد درجة التغيير بعد كل مهمة.
وفقا للنموذج فإن تدخل الأخصائي الاجتماعي لا يقتصر على العميل فقط، بل ينبغي أن يشمل أنظمة العميل client’s social systems الاجتماعية (إن لزم الأمر)، ويتمثل هذا النوع من التدخل في مساعدة الآخرين (المحيطين بالعميل أو من لهم صلة بالمشكلة كأفراد الأسرة والأصدقاء) لتفهم موقف العميل وتوفير الدعم والتشجيع والمعونة والموارد والمساندة الاجتماعية social support، هذا بالإضافة إلى توجيههم وتعليمهم كيفية مساعدة العميل في تنفيذ المهام المطلوبة منه.
ويؤكد (Reid، 1986) على أهمية العلاقة العلاجية therapeutic relationship حيث يشير إلى أن هذه العلاقة ذات قيمة وأثر بالغ في توجيه وإثارة دوافع العميل وتعزيز عمليات حل المشكلة، ويبين الباحث أن هذه العلاقة ينبغي أن تشعر العميل بتقبل الأخصائي الاجتماعي له واحترامه وتقديره وتفهمه لشخصيته.
أما (Truax، 1971) فيرى أن العلاقة العلاجية بين الأخصائي الاجتماعي والعميل ينبغي أن تتميز بالتعاطف empathy والدفء warmth والأصالة genuineness.
وأخيرا يشير (Perlman، 1977) إلى عنصر هام في العلاقة العلاجية يسميه "التوقعات expectations" ويقصد بذلك قيام الأخصائي الاجتماعي بتوضيح ما يتوقعه من العميل والاستمرار في تذكيره بهذه التوقعات. والمتوقع من العميل الالتزام بما تم الاتفاق عليه وتنفيذ الأعمال والمهام المطلوبة منه في حدود قدراته وإمكانياته، كما يؤكد الباحث على أن هذه التوقعات تساعد في تفعيل استجابات العميل وتقوي من دوافعه.

عملية التدخل
كغيرها من نظريات الممارسة في الخدمة الاجتماعية فإن العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة لا يغفل أهمية العلاقة المهنية أو العلاجية وأثرها البالغ في نجاح عملية التدخل، حيث تعتبر العلاقة العلاجية بمثابة الجسر الذي يمكن من خلاله تحقيق أهداف عملية المساعدة والعلاج. هذه العلاقة المتميزة بين الأخصائي الاجتماعي والعميل المبنية على التقبل acceptance، والاحترام والتقدير respect، والثقة confidence، وسرية العمل confidentiality، وحق التعبير عن الرأي والمشاعر ( التعبير أو التنفيس ventilation) وحق تقرير المصير self-determination، وتوفير الدعم والمساندة support والمعونة والمشاركة الوجدانية empathy، وعدم التسرع في إصدار الأحكام nonjudgmental، تعمل على توفير الجو الملائم للعمل وتحقيق أهداف عملية المساعدة (نيازي، 1421).
وتؤكد (Schram & Mandell، 1986) على أن العلاقة المهنية أو العلاجية تبنى بواسطة الاستماع الواعي active listening والملاحظة الفاعلة، وعكس المشاعر والأفكارreflection of thoughts and feelings ، وتشجيع عمليات التعبير الحر عن المشاعر والانفعالات والأفكار والمساعدة في صياغتها أو إعادة صياغتها paraphrasing بطريقة صحيحة، واستخدام لغة الجسد body ********، وتوجيه عمليات التفاعل نحو الهدف، وتوجيه الأسئلة وطرح الأفكار التي تساعد في البحث عن الحلول والموارد والخدمات والبرامج، هذا بالإضافة إلى أهمية إدراك الأخصائي الاجتماعي لحدود قدراته وخبراته وطلب مشورة الآخرين ومساعدتهم وقت الحاجة، والالتزام بالسرية التامة وتوضيح حدودها.
أما (Reid، 1986) فيؤكد على أهمية استخدام الأخصائي الاجتماعي لمجموعة من الأساليب المهنية خلال جميع مراحل التدخل من أهمها:
1- التشجيع encouragement.
2- توجيه النصح advice giving.
3- لعب الأدوار role playing.
4- التحليل analysis.
وفي مجال الحديث عن خطوات عملية التدخل، يشير (نيازي، 1421) إلى أن عملية التدخل باستخدام النموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة يعتمد على مجموعة من الخطوات والأنشطة التعاونية بين الأخصائي الاجتماعي والعميل وقد لخص هذه الخطوات في التالي:
1- تحديد المشكلة أو المشكلات التي تواجه العميل.
2- تحديد الأنشطة والمهام المقترحة لحل المشكلة.
3- الاتفاق على المدة الزمنية اللازمة لإنجاز كل مهمة أو نشاط.
4- إيجاد الدافع لتنفيذ المهام المتفق عليها.
5- تحليل وحل الصعوبات التي تواجه العميل أثناء تنفيذ المهام.
كما أكد على أهمية تركيز عملية التدخل على التعاون المتبادل والجهود المشتركة لكل من الأخصائي الاجتماعي والعميل.
ومن خلال ما سبق طرحه يمكن تلخيص خطوات عملية التدخل للنموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة في التالي:
1- دراسة الموقف وتحديد المشكلة.
2- التعاقد.
3- التخطيط لتحديد المهام.
4- إيجاد الدافع والمحافظة عليه.
5- التنبؤ بالصعوبات والمعوقات.
6- تنفيذ الخطة.
7- متابعة عملية التنفيذ.
8- إنهاء عملية التدخل.
أولا: دراسة الموقف وتحديد المشكلة:
يقوم كل من الأخصائي الاجتماعي والعميل بدراسة الموقف وتحديد المشكلة من أول لقاء بينهما، وينبغي أن يكون التركيز هنا على ما يريده العميل لا ما يراه الأخصائي الاجتماعي، مع الأخذ بعين الاعتبار توضيح الصعوبات التي يمكن أن يواجهها العميل والنتائج المترتبة عليها، وبمعنى آخر فإن المشكلة المستهدفة target problem لا تعبر بالضرورة عن ما يقوله العميل، لكن ما يريده العميل بعد عملية نقاش يساهم فيها الأخصائي الاجتماعي برأيه ونظرته وخبرته وتحليله المهني للموقف.
وفي نهاية الجلسة الأولى أو الثانية على أقصى تقدير يصل الأخصائي الاجتماعي والعميل إلى اتفاق واضح بشأن المشكلة والأوضاع التي يراد تعديلها أو تغييرها، حيث تؤكد (Fortune، 1979) في هذا الصدد على أهمية تحديد المشكلة بشكل واضح وبلغة مفهومة للعميل على وجه الخصوص، وتلخيص كل ذلك في شكل عبارة تطلق عليها مصطلح "عبارة المشكلة the problem statement".
كما نؤكد بدورنا على أن دراسة المشكلة تستلزم دراسة وتحديد الأسباب التي ساهمت في حدوثها، وتحديد الموارد التي يمكن الاستفادة منها لمواجهتها، كما ينبغي أن تركز عملية دراسة الأسباب على العوامل الشخصية والبيئية وتحديد الجوانب التي يمكن التعامل معها. ويشير (Reid، 1986) في هذا المجال إلى أن عملية الدراسة وتحديد المشكلة قد تتطلب في بعض الحالات دراسة العوامل الصحية والأسرية والوظيفية والدراسية وغيرها من العوامل ذات الصلة بالمشكلة.
وباختصار يمكن القول أن الخطوة الأولى في عملية التدخل ينبغي أن توجه نحو دراسة الموقف وتحديد المشكلة وأن تساهم في:
1- زيادة فهم الأخصائي الاجتماعي والعميل للموقف والمشكلة.
2- اختبار التطورات الجديدة.
3- التعامل مع التحولات التي يمكن أن تطرأ على المشكلة.
ثانيا: التعاقد:
التعاقد contracting هو إجراء علاجي therapeutic procedure يعتمد على مناقشة الأهداف والطرائق والأساليب والآليات والإجراءات والمسؤوليات والواجبات العلاجية المشتركة بين الأخصائي الاجتماعي والعميل بغرض الوصول إلى اتفاق مكتوب أو شفوي يتضمن موافقة الطرفين على كل ما تقدم (نيازي، 1421).
وفي هذا الصدد يؤكد (Reid، 1986) على ضرورة وصول الأخصائي الاجتماعي والعميل في المرحلة الأولى إلى اتفاق (عقد) شفوي أو مكتوب يؤكد على موافقة العميل للعمل مع الأخصائي الاجتماعي لحل مشكلة أو مشكلات محددة، كما يمكن أن يتضمن العقد عبارة توضح أهداف العميل client’s goals والموافقة على إنجازها معا.
إن بنود العقد يفضل أن تنظم بطريقة واضحة بحيث تتضمن الجوانب التالية:
1- المشكلة أو المشكلات التي تم الاتفاق على التعامل معها وحلها، مع مراعاة ترتيب هذه المشكلات حسب أهميتها وأولوية التعامل معها.
2- تحديد مدة التدخل مع توضيح دقيق لعدد الجلسات ومدة كل جلسة، وقد أكدت كثير من الدراسات على أن عدد الجلسات –في العلاج الذي يركز على إنجاز مهام محددة- في الغالب تتراوح ما بين (8 إلى 12 جلسة)، كما يفضل أن تعقد الجلسات بمعدل جلسة واحدة أو جلستين أسبوعيا على أكثر تقدير.
وأخيرا فإن عملية إعادة التفاوض renegotiation على بنود العقد بما في ذلك تحديد مشكلات جديدة وتعديل مدة التدخل أمر مرغوب فيه طالما دعت الحاجة لذلك وتم بموافقة الطرفين.
ثالثا: التخطيط لتحديد المهام:
بعد اتفاق الأخصائي الاجتماعي والعميل على أهداف عملية التدخل ومدتها يبدأ الطرفان في تشكيل واختيار المهام أو الأعمال المطلوب تنفيذها، والتخطيط لتحديد أسلوب أو طريقة التطبيق. ويمكن تعريف المهام tasks هنا بأنها الأعمال والأنشطة والسلوكيات التي ينبغي على العميل القيام بها في سبيل حل مشكلته.
ويشير (Wise، 1977) إلى أن المهام قد تكون "عامة general" كأن نساعد العميل في وضع برنامج شامل لرعاية طفله المعاق، كما يمكن أن تكون "خاصة أو محدودة specific" كأن نطلب منه التقدم بطلب للحصول على عمل في مؤسسة معينة خلال أسبوع.
أما (Osborn، 1983) فيؤكد على أن عملية اختيار وتحديد المهام هي مهمة الأخصائي الاجتماعي بالدرجة الأولى نظرا لما يمتلكه من معرفة وخبرة في هذا الجانب، إلا أن ذلك لا يمنع من إشراك العميل في مناقشتها وتوضيح أسباب اختيارها وعلاقتها بحل مشكلته، كما يمكن وضع مهام بديلة alternative tasks تتيح للعميل فرصا لاختيار المناسب منها.
ويرى (Reid، 1986) أن فرض مهام أو أعمال معينة من جانب الأخصائي الاجتماعي أمر غير مرغوب فيه، بل ينبغي أن تتسنى للعميل فرصة المشاركة بالتفكير وإبداء الرأي واقتراح مهام لمواجهة الموقف، كما يؤكد الباحث على أن الدراسات بهذا الخصوص قد أثبتت أن المهام المقترحة من جانب العملاء (القادرين) كان لها نفس الدرجة من الفعالية والتأثير للمهام المقترحة من جانب الأخصائي الاجتماعي.
وبعد اتفاق الطرفين على المهام المطلوب تنفيذها لحل المشكلة تبدأ عملية تحديد أساليب التنفيذ أو "خطة التنفيذ execution plan" كما يسميها البعض، وهذه الأساليب قد تتطلب –في أغلب الأحيان- القيام بسلسلة من الإجراءات والخطوات العملية أو المهام الفرعية التي تقود إلى إنجاز المهمة المتفق عليها. ويشير بعض الباحثين إلى أن عملية تقسيم المهمة أو المهام إلى أجزاء أو مهام صغيرة قد تتيح للعميل فرصا أفضل للتعامل معها وتنفيذها في وقت أقصر وبجهد أقل، كما أن سرعة الإنجاز يساعد في إيجاد الدافعية والاستمرار في مواصلة العمل خاصة من جانب العميل.
أما (Stotland، 1969) فيشير إلى ضرورة مراعاة خصائص العميل أثناء تكليفه بالمهمة المطلوبة وقدرته على تنفيذها، إذ أن مراعاة هذا الجانب يكون له أثر إيجابي على نفسية العميل، ويزيد من ثقة العميل بنفسه وتشجعه على مواصلة العلاج وتدفعه نحو بذل مزيد من الجهد مستقبلا في سبيل حل مشكلته.
وأخيرا فإن من الأهمية بمكان قيام الأخصائي الاجتماعي بالتأكد من فهم العميل للمهام المطلوبة منه، وكيفية تنفيذها، وشرحها له بطريقة مفهومة في حالة وجود لبس أو غموض، هذا بالإضافة إلى متابعته والاهتمام الدائم أو المستمر بالإجابة على تساؤلاته واستفساراته المتصلة بهذا الجانب.
رابعا: إيجاد الدافع والمحافظة عليه:
وجود الدافع motivation للعمل على حل المشكلة لدى العميل واستعداده للقيام بتنفيذ المهام والأعمال المطلوبة منه ومواصلة العملية العلاجية –كم تم الاتفاق عليها- يعتبر أمرا ضروريا وحاسما في نجاح عملية التدخل، وتبدأ هذه المهمة عادة مع بداية العمل وذلك من خلال توضيح الأهداف العلاجية، والاتفاق عليها، وفي مرحلة لاحقة يتم التوسع في مناقشتها وذلك من خلال توضيح العوائد والإيجابيات المترتبة على الاستمرار في تنفيذ المطلوب، وبيان المضار والسلبيات التي يمكن أن تترتب نتيجة ترك المشكلة دون علاج.
ويستعمل الأخصائي الاجتماعي مهاراته المهنية لإيجاد الدافع والمحافظة عليه من خلال تشجيع العميل لمواصلة العمل، وتشجيع البيئة المحيطة لتوفير الدعم والمساندة اللازمة، ومن مظاهر وجود الدافع في المرحلة الأولى تقبل العميل وأسرته للمساعدة.
ويرى (نيازي، 1415) أن من الوظائف الرئيسة للأخصائي الاجتماعي في هذه المرحلة مساعدة العميل (وأسرته) في الجوانب التالية:
1- المحافظة على الاتجاهات الإيجابية (التفاؤل والأمل).
2- المحافظة على محاولات التكيف.
3- توجيه هذه المحاولات لمواجهة الحاجات الشخصية والبيئية الحاضرة والمستقبلية.
4- القدرة على التحول من أسلوب للتكيف إلى أسلوب آخر حسب متطلبات الموقف وحاجة العميل وأهداف العمل.
فمهمة الأخصائي الاجتماعي إذا تتركز حول دعم ومساندة العميل (وأسرته) للقيام بتنفيذ المهام والأنشطة المتفق عليها وذلك من خلال مساعدته والتخفيف من الضغوط النفسية والبيئية الواقعة عليه، وتعزيز الإمكانيات الشخصية والبيئية التي تساعد في عملية التكيف، والمساعدة للتحكم في المشاعر السلبية، وتحسين علاقة العميل بالبيئة المحيطة.
أما (Germain، 1984) فيرى أن إيجاد الدافع لدى العميل والمحافظة عليه يتطلب من الأخصائي الاجتماعي التعامل مع مشاعر العميل السلبية (كالغضب والعجز واليأس)، والتعامل مع أساليب المقاومة (كالإنكار) التي قد تظهر لديه، واستخدام أساليب التعليم والتوجيه والتدريب لمساعدته على التكيف، وتوفير المعونة النفسية، وتزويد العميل بالمعلومات والتعليمات التي يحتاج إليها، هذا بالإضافة إلى توفير فرص للمشاركة والاختيار واتخاذ القرار وممارسة الأنشطة والتعامل مع موضوع الاتكالية والاعتمادية.
وقد استعرض (Germain) هذه الواجبات كأساليب للتدخل وحاول ربطها بالأدوار التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي سواء الأدوار المرتبطة بالعميل مباشرة أو بالبيئة المحيطة. وتتلخص الأدوار التي أشار إليها الباحث في:
1- دور المحرك mobilizer role.
2- دور المعلم teacher role.
3- دور المدرب coacher role.
4- دور المساعد enabler role.
5- دور الموجه facilitator role.
6- دور المنظم organizer role.
7- دور الوسيط mediator role.
8- دور المتعاون collaborator role.
9- دور المجدد innobator role.
10- دور المدافع advocator role.
خامسا: التنبؤ بالصعوبات:
يرى (Birchler، 1981) أن من أهم الوظائف للأخصائي الاجتماعي في مرحلة التخطيط لتحديد المهام ما يلي:
- مساعدة عملائه في تحديد الصعوبات والمعوقات التي يمكن أن تواجههم أثناء قيامهم بتنفيذ المهام المطلوبة منهم.
- وضع الخطط المناسبة للتعامل مع هذه الصعوبات والحد من آثارها السلبية على العملية العلاجية.
كما يؤكد الباحث على أن هذه العملية ينبغي مناقشتها مع العميل بشكل مفصل أثناء مرحلة تحديد المهام ومع كل مهمة أو عمل يتم الاتفاق عليه.
ونؤكد بدورنا على أن عملية التنبؤ بالصعوبات هي عملية مستمرة لا تقف عند مرحلة معينة، بل ينبغي أن تستمر طوال فترة التدخل وأثناء تنفيذ وتقويم الخطة على وجه الخصوص.
ولمواجهة الصعوبات المشار إليها يقوم الأخصائي الاجتماعي بمساعدة العميل على تحليل الموقف، وتوفير الدعم والمعونة النفسية، وتوجيهه إلى الموارد المتاحة، وتزويده بالمعلومات والتعليمات التي تساعده على فهم الموقف وتغيير أو تعديل استراتيجية التنفيذ وقت الحاجة.
سادسا: تنفيذ الخطة:
يرى ( Blackham، 1977) أن مرحلة تنفيذ الخطة تتضمن نشاطين أساسيين هما: تطبيق الإجراءات التي تعالج مشكلة العميل، ومساعدة العميل للقيام بأفعال بناءة. ولعل تنفيذ الخطة المتفق عليها بين الأخصائي الاجتماعي والعميل لا تكون دائما بالسهولة التي قد يتوقعها البعض، فقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان قيام الأخصائي الاجتماعي باستخدام أساليب تعليمية وتدريبية مختلفة تستهدف مساعد العميل على تنفيذ ما هو مطلوب منه بشكل سليم.
كما يمكن القول أن مرحلة التطبيق هي المرحلة التي يتم فيها تعليم العميل السلوكيات الجديدة، وكيفية اتخاذ القرار، وتحويل الخطط إلى أفعال. وفي هذا الصدد يشير (أبوعباة ونيازي، 1421) إلى أن لمرحلة التطبيق ثلاثة أهداف رئيسة هي:
1- مساعدة العميل للتعبير عن مشاعره الإيجابية والسلبية المترتبة على تطبيق كل مهمة.
2- مناقشة العميل في الصعوبات ومحاولة مساعدته للتغلب عليها.
3- توضيح وتأكيد حاجات العميل وحقوقه ومطالبه.
ويرى (أبوعباة ونيازي، 1421) أن الأخصائي الاجتماعي قد يستخدم أساليب النمذجة modeling، ولعب الأدوار role play، والتمرين rehearsing، والتدريب coaching في مرحلة تطبيق خطة التدخل وذلك بهدف مساعدة العميل على فهم ما هو مطلوب منه، وضمانا على أسلوب التنفيذ الصحيح، كما أكدا على أن هذه الأساليب تكون مفيدة ومؤثرة خاصة إذا كانت المهام المطلوب تنفيذها ترتبط بتغيير أنماط السلوك المختلفة.
سابعا: متابعة عملية التنفيذ:
تعتبر عملية المتابعة follow-up من العمليات المهنية الرئيسة في مهنة الخدمة الاجتماعية، وهذه العملية تتطلب –بناء على النموذج الذي يركز على إنجاز مهام محددة- من الأخصائي الاجتماعي مراقبة التطورات التي تحدث مع العميل بشكل دوري منتظم ومع بداية كل جلسة. ويشير (Reid، 1986) في هذا الصدد إلى أن عملية المتابعة ينبغي أن تغطي التطورات التي تحدث في المشكلة بشكل عام، والمهام التي تم تنفيذها من جانب العميل، وتلك التي لم يتم الانتهاء منها بعد، كما يؤكد على أهمية مراجعة وتقويم دور الأخصائي الاجتماعي، وتحديد جوانب القصور في الأداء.
ويمكن أن نلخص أهم الجوانب التي يقترح أن تغطيها عملية المتابعة في التالي:
1- التأكد من قيام كل طرف بواجباته والتزاماته وما هو مطلوب منه حسب الاتفاق.
2- في حالة إنجاز العميل للمهام المطلوبة منه يتم تكليفه (حسب الحاجة) بمهام جديدة، وتوفير الدعم والتشجيع اللازم.
3- في حالة وجود صعوبات يتم مناقشتها ووضع الحلول المناسبة لمواجهتها.
4- يتم تعديل المهام المتفق عليها في حالة وجود حاجة إلى ذلك.
ثامنا: إنهاء عملية التدخل:
مرحلة إنهاء العمل termination من المراحل الهامة في العملية العلاجية فكلما تم إنهاء العمل بطريقة صحيحة كلما حصلنا على نتائج علاجية أفضل، حيث تسهم هذه العملية في زيادة المكتسبات والمحافظة عليها.
وتبدأ عملية إنهاء العمل من بداية المرحلة الأولى وذلك عندما يتم الاتفاق على مدة التدخل، كما قد يتم اتخاذ قرار بإنهاء العمل في الحالات التالية: تحقيق أو إنجاز أهداف عملية التدخل، أو في حالة طلب العميل إنهاء العمل لأي سبب من الأسباب، أو في حالة رفض العميل مواصلة العلاج (المقاومة)، أو عندما يشعر الأخصائي الاجتماعي بعدم قدرته على مساعدة العميل (نيازي، 1422).
وتتلخص أهداف مرحلة إنهاء العمل في قيام الطرفين –الأخصائي الاجتماعي والعميل- بمراجعة التطورات التي حدثت للمشكلة وتحديد الخطوات المستقبلية. ففي هذا الشأن يشير (Reid، 1986) إلى أن الجلسة أو الجلسات الأخيرة ينبغي أن توجه نحو مساعدة العميل قدر الإمكان على التخطيط للمرحلة القادمة خاصة فيما يتصل بكيفية الاستمرار في إنجاز المهام، أو كيفية وضع مهام جديدة تتطلبها حالة العميل. كما يؤكد على أهمية إبراز الإنجازات التي تحققت ودور العميل فيها، وتوفير الدعم والتشجيع والمعونة اللازمة، وقد يكون من المناسب الاتفاق على عقد لقاءات تالية في حال الضرورة.
أما (Toseland & Ravis، 1998) فقد لخصا عمليات إنهاء العمل في الجوانب التالية:
1- مساعدة العميل للمحافظة على التغييرات والمكتسبات الجديدة وتعميمها على جميع جوانب حياته، وذلك من خلال زرع الثقة في نفس العميل وتعليمه وتدريبه على كيفية مواجهة المشكلات.
2- تعزيز الأداء المستقل للعميل وتشجيعه للاعتماد على نفسه وعلى قدراته الشخصية واستفادته من الموارد المتاحة.
3- مساعدة العميل للتعامل مع المشاعر الإيجابية والسلبية المرتبطة بمرحلة الانفصال.
4- التخطيط للمستقبل وذلك من خلال تحديد حاجات العميل المستقبلية ومساعدته لوضع خطة عمل مناسبة لمقابلتها.
5- تحويل العميل –إذا لزم الأمر- للحصول على خدمات لاحقة.
وأخيرا يرى (Garvin، 1987) أن مرحلة إنهاء العمل تتطلب من الأخصائي الاجتماعي مساعدة العميل في الجوانب التالية:
1- تقويم العمل وتحديد الإنجازات.
2- تفهم مشاعر العميل المرتبطة بهذه المرحلة.
3- المحافظة على التغييرات الإيجابية والأساسية.
4- الاستفادة من المهارات والاتجاهات والمعارف المكتسبة وتوظيفها لخدمة العميل.

<!-- / message -->
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 105 مشاهدة
نشرت فى 8 أغسطس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,746,864