كتبت:نورا عبد الحليم 210
الدنيا كلها تسعد لمنظر توءم جميل ومتماثل في كل شيء في الشكل, في لون العينين والبشرة.. وحتي في الملابس, والكثير من الآباء يسعون إلي تأكيد هذا التشابه بين التوأم ليس في الزي فقط ولكن أيضا في أسلوب التربية.
حدث الدراسات النفسية التي أجريت بكلية الطب في جامعة منيسوتا. لا تؤيد ذلك, وتنصح كل أبوين لطفلين توءم أن يبتعدا عن معاملتهما كشخص واحد, لأن ذلك يعوق نمو شخصية كل منهما كما ينبغي أن تكون. ويتفق د. محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر مع نتائج تلك الدراسات, مؤكدا أن تربية التوائم المتماثلة وهم الذين أتوا من بويضة واحدة وانقسمت إلي طفلين متشابهين في كل شيء تعد عبئا من الأعباء الأسرية التي تلقي علي عاتق الأسرة, نظرا لوجود شخصين متماثلين يحتاجان لنفس الرعاية وفي نفس الوقت, ولتحقيق العدالة بينهما نجد الآباء يساوون بينهما في كل شئ حتي في لون الملابس ونوعيتها, خوفا من الانحياز لواحد أو تمييزه عن الآخر.. والمفروض أن يستمر هذا الأمر إلي أن تبدو بوادر الشخصية المنفردة لكل منهما تتضح, عندئذ نعطيه الحق في أن يختار ما يناسبه ليميز شخصيته المستقلة ويبدأ باختيار لعبته المفضلة وهو في طفولته المبكرة, وبعدها يختار ملابسه وألوانها وما يفضله من أشياء, وعلي الأسرة أن تحافظ علي تميزه حتي تشب شخصيته مستقلة لها سماتها المميزة.. فالتبعية الكاملة والتشبه الكامل بتوأمه يعوق تفرده وتميز هويته المستقلة, وقد يشعر بذلك خاصة إذا كانت شخصيته خاضعه لتوأمه الآخر, فقد يصاب حينئذ بالاكتئاب والإحباط نتيجة لسيطرة التوأم الآخر عليه والغائه لإرادته المستقلة والمنفردة, الأمر الذي قد يجعله أحيانا عدوانيا أو يأتي بسلوكيات خاطئة لإثبات التفرد أو التميز, وذلك تعبيرا عن عدوانه الداخلي وتأكيدا لاستقلاليته, ولذا من المهم أن يعي آباء التوائم المتماثلة حقيقة ماسوف يحدث لاحقا من سيطرة أحد التوائم علي الآخر والمعاناة التي سيعاني منها شقيقه جراء ذلك, ولذا يجب عليهم أن يشجعوا كلا من التوائم علي اختياراته وتميز شخصيته حتي لا يعاني بسبب أنه نسخة مكررة من الآخر.
ساحة النقاش