| وهم التسرب الوريدى بقلم أ. د. حسين غانم ٢٣/ ٥/ ٢٠١١ |
|
فى وجود مصدر للإثارة الجنسية المناسبة تنشط المراكز العصبية المركزية الخاصة بالانتصاب وترسل إشارات عن طريق الأعصاب المغذية للقضيب، نتيجة لهذه الإشارات العصبية تتمدد الشرايين وتزداد كمية الدم الذاهبة للجسمين الإسفنجيين (جسمى الانتصاب) عدده أضعاف، يتمدد الجسمان الإسفنجيان لاستقبال الدم القادم والضغط على وإغلاق الأوردة الناقلة للدم إلى خارج القضيب، مما يؤدى للانتصاب الكامل، ولذلك فإن أى اضطراب نفسى أو عضوى يؤثر على الغريزة الجنسية أو المراكز العصبية المركزية أو الأعصاب الخارجية أو الشرايين والأوردة أو جسمى الانتصاب بالقضيب قد يؤدى إلى الفشل الجنسى. رغم تطور الوسائل التشخيصية الحديثة يقع كثير من المرضى ضحية تشخيص خاطئ، والمثال الشائع لمثل هذه الأخطاء هو تشخيص التسرب الوريدى فى شاب سليم عضويا يتم فحص الدورة الدموية له للاطمئنان فقط، ولكن نظرا لخوفه وتوتره الشديد خلال الفحص ينشط الجهاز العصبى السمبثاوى ويؤدى إلى انكماش الأنسجة الإسفنجية بالأعضاء التناسلية مع تقلص الشرايين وفتح الأوردة وزيادة صرف الدم عن طريق الأوردة.. مما يعطى انطباعا خاطئا بأنه يعانى التسرب الوريدى المسؤول عن الضعف مما يؤدى إلى مضاعفات نفسية بالغة قد تؤدى بالشاب إلى عدم الزواج أو حياة من العزلة ونقرأ ونسمع كثيرا فى وسائل الإعلام عن شباب ورجال مصابين بعجز جنسى تام أدى إلى خلافات وتفكك أسرى ناتج عن الفشل فى العلاج رغم أن العجز الجنسى يعتبر من الأمراض التى يمكن علاج جميع حالاتها سواء طبيا أو موضعيا أو جراحيا. وأخيرا فإن الضعف الجنسى مثل أى مرض آخر يجب وضع خطة علمية لعلاجه بناء على التشخيص الذى تم التوصل إليه عن طريق التاريخ المرضى الدقيق والفحص الطبى الشامل والفحوص والاختبارات المعملية التى تجرى حسب الحاجة، أما عن العلاج العشوائى لأى مريض يشكو من اضطرابات جنسية باستخدام منشطات عامة أو هرمونات الذكورة وعقاقير أخرى، فقد ينجح أحيانا مع بعض المرضى لفترات محدودة، إلا أنه فى معظم الأحوال يكون بلا فائدة ويؤدى إلى إحباط المريض والطبيب بخلاف حدوث بعض الآثار الجانبية. ويتضح من ذلك أنه برغم التطور الهائل فى وسائل التشخيص وإمكان علاج أغلب حالات الضعف الجنسى فإنه يجب مراعاة الدقة خلال أخذ التاريخ المرضى وفحص المريض وعدم التسرع فى ترجمة نتائج الفحوصات إن لزمت، لتحديد العلاج المناسب بكل مريض. * أستاذ أمراض الذكورة والعقم بجامعة القاهرة |
ساحة النقاش