الكلام في الحب ‏...‏ مهم

الزوجات يرددن دائما‏:‏ لانطلب سوي الكلمة الحلوة‏..‏ أهذا كثير؟‏!‏ والأزواج يقولون‏:‏ كلمة حلوة أيه؟‏!‏ الحب أفعال لا أقوال‏!‏ وبين الأزواج والزوجات يظل سوء الفهم الإنساني‏,‏ وتظل الزوجة‏,‏ العاطفية‏,‏ التي يسهل إرضاؤها بكلمة‏..‏والزوج العملي الذي يري الكلمات الحلوة شغل مراهقين.

حول هذا الموضوع الشائك يعلق الدكتور عادل المدني, أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر قائلا: إن الحب شعور إيجابي لشخص تجاه آخر, ومن هنا يأتي الاحتياج للتعبير عن هذه العلاقة بين الطرفين, بوسائل مختلفة, منها اللفظي وفيه يحتاج المحب إلي الاعلان عن حبه بالكلمة الصريحة التي لاتحتمل الشك, وأيضا إلي الإعجاب والتعبير عنه.
والنوع الثاني من التعبير هو.. غير اللفظي, وهذا النوع من التعبير عن العاطفة تنتقل فيه المشاعر بنظرة العين وتعبيراتها المختلفة.. وبالمعاملة الكريمة تجاه الطرف الآخر..وبالمشاعر الدافئة.. وعموما نحن في حاجة إلي ترجمة كل هذا الحب, سواء بتعبيراته اللفظية وغير اللفظية ليصبح الحب قابلا للاستمرار, فلايكفي أن الزوج يترجم حبه في صورة زيادة دخله مثلا, أو تذكر مناسبة خاصة بزوجته فيأتي لها بهدية, ولايكفي أن الزوجة تعبر عن عاطفتها بتربية أبنائها علي أفضل وجه, والوقوف وراء زوجها واحترامه أمام الناس والأبناء..
بالرغم من أن كل ما سبق يتضمن ترجمة للحب, إلا أن الحياة الزوجية تحتاج من الطرفين إلي التعبير عن مشاهرهما باللفظ والسلوك, وليس بأحد العنصرين منفردا حتي لاتصبح منظومة الحياة الزوجية منقوصة وغير قادرة علي تحمل أعباء الحياة.
أما الدكتورة عزة كريم, أستاذة علم الاجتماع فتري أن العلاقة الكريمة بين الزوجين تمزج بين الموقف والكلمة, والموقف هو الإثبات الفعلي والعملي للتعبير عن الحب, لأنه يحمل في مضمونه التضحية والتنازل, ولكن الحياة الزوجية لاتعتمد علي الموقف ــ فقط ــ خاصة بعد مرور فترة من الزمن علي الزواج, فإن الملل والرقابة يتسربان إلي الحياة الزوجية وهنا تصبح الكلمة الحل والملاذ للقضاء علي الرقابة في الحياة الزوجية. وتزداد شدة احتياج الزوجين إلي الكلمة الحلوة كلما طالت العشرة بين الزوجين. وفي أحيان كثيرة نجد أن الزوج يركن إلي أن زوجته تعلم جيدا شعوره نحوها, وأنه يحبها من قبل أن تصبح زوجته ولكنها مثل كل نساء العالم تحتاج إلي التعبير العاطفي وليس إلي مجرد المواقف العاطفية, فالتعبير بالكلمة جزء مهم ومكمل للعاطفة بين الزوجين خاصة في ظل علاقات العمل والزمالة التي تتضمن الكثير من كلمات المجاملة, مما يفتح أحيانا بابا للمقارنة اللاشعورية بين الحرمان من الكلمة الحلوة داخل نطاق الأسرة وخارجها.. وهنا يكمن الخطر.