* يسأل إبراهيم الملواني مدير شركة المتحدة بمدينة الزهور بالإسكندرية: ما معني الكفاءة عند العلماء في الزواج؟ .. وهل من الضروري أن يتساوي طالب الزواج بمن يريد أن يتزوج منها.. وماذا يحدث لو ترك العمل بالكفاءة؟
** يجيب الشيخ كمال خضيري عبدالغفار إمام وخطيب مسجد عمر بن العزيز بالإسكندرية: الكفاءة في الزواج بمعني أن يكون الزوج مساوياً للمرأة التي يريد الزواج بها في الحسب والنسب والدين ونحو ذلك.
والكفاءة عند العلماء هي المماثلة بين الزوجين في أمور مخصوصة دفعاً للعار والمقصود من شرعية النكاح هو انتظام مصالح الزوجين كل بالآخر في مدة الحياة لأنه وضع تأسيساً القربات الصهرية ليصير البعيد قريباً عضواً وساعداً يسره ما يسرك ويسوؤه ما يسوؤك وذلك لا يكون إلا بالموافقة والتقارب وإذن يكون تفويت الكفاءة مضيغاً لمقاصد الشارع من عقد النكاح.. هناك من العلماء من قال: إن الكفاءة ليست بشرط أصلاً إلا في الدين فليست شرطاً من شروط صحة الصلاة فيصح الزواج ويلزم ولو كان الزوج غير كفء واستدلوا بقوله تعالي: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" "الحجرات:13". وبقوله صلي الله عليه وسلم: "الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي علي عجمي وإنما الفضل بالتقوي" وقد نوقشت أدلة هؤلاء وانتهت إلي المصلحة في الزواج قاضية باعتبار الكفاءة وعدم إهدارها.
وذهب جمهور العلماء إلي أن الكفاءة من شروط اللزوم في عقد الزواج فالعقد وإن كان لا يتوقف في صحته عليها إلا أنه يكون لازماً بمعني أنه طلب فسخه عند فواتها من الأولياء أو من المرأة.. واستدلوا بأدلة منها: قوله صلي الله عليه وسلم ثلاث لا تؤخر: الصلاة إذا أتت والجنازة إذا حضرت. وإذا وجدت لها كفناً. وقوله صلي الله عليه وسلم: تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء.. إلخ.
ومن المعقول أن انتظام المصالح للزوجين لا يكون إلا بتوافقهما وتكافؤهما فكانت الكفاءة مطلوبة وضرورية لتحقيق مقاصد الزواج ولأن الشريفة تأبي أن تكون مستفرشة للخسيس. فلابد من اعتبار الكفاءة في جانب الزوج لأن الزوجة تشرف لشرفه بخلاف جانب الزوجة لأن الزوج مستفرش لها فلا تغيظه دناءة الفراش.. والمشاهد في الواقع أن الزوج إذا لم يكن كفئاً تهددت العلاقة الزوجية بالانهيار فضلاً عن أن أقارب الزوجة وأولياءها يأنفون من مصاهرة من لا يناسبهم في دينهم وجاههم ونسبهم وحسبهم ويعيرونه به وفي ذلك ضرب للعلاقة الزوجية في مقتل.
ونحن مع تسليمنا بقوة أدلة الرأي الأول الداعي إلي اعتباره الكفاءة في الدين فقط يكون الناس جميعاً لآدم وحواء وتساويهم في الحقوق والواجبات إلا أننا نفضل وجهة نظر جمهور العلماء في اعتبار الكفاءة مطلقاً في الزواج. فذلك خير للزوجين وخير لأسرة الزوجة أيضاً والواقع العملي يؤيده ولا ينفيه وهو ما يجري عليه قضاء المحاكم في مصر.
الكفاءة في الزواجإعداد : فكري عبدالرشيد fikryrasheed @ hotmail.comالأثنين 25 أبريل 2011
نشرت فى 25 إبريل 2011
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,794,189
ساحة النقاش