ننفرد بكشف ملابسات الساعات الأولي للثورة وأسرار قرار قطع الاتصالات والإنترنت العادلي أمر طارق كامل بقطع الخدمات فوراً .. فلما استنجد بنظيف قال له: جاريه في الكلام وما تسمعش لتهديده |
كتب - أحمد العطار: |
سافر الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق إلي باريس منذ أيام في رحلة علاج قد تستغرق من أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع استجابة إلي نصيحة الأطباء المصريين وآملاً في شفائه من المرض الذي اكتشفه مصادفة أثناء قيامه بفحوص طبية عادية عقب خروجه من الوزارة. وقبل ان يركب طارق كامل طائرته إلي فرنسا دعا لمصر بالاستقرار والأمان وطالب شباب ثورة 25 يناير بالتوحد وعدم الفرقة والاختلاف حتي تحقق الثورة البيضاء أهدافها وحتي يفوتوا الفرصة علي أعداء الثورة الذين يحاولون إفشالها بكل السبل. كان وزير الاتصالات السابق قد استقبل علي مدار الأسبوعين السابقين ومنذ اكتشافه الاصابة بالمرض المئات للاطمئنان عليه وعلي تحسن صحته. رفض الدكتور طارق كامل الكشف عن ملابسات واحداث الأيام الأولي لثورة 25 يناير وأسرار اتخاذ القرار الخطير بقطع خدمات الاتصالات المحمولة والإنترنت واكتفي بالتأكيد علي أنه ليس صاحب القرار وأنه رفض اتخاذ هذا القرار شكلا وموضوعا.. غير أن مصادر مطلعة كشفت ل "كواليس الحكومة" عن التفاصيل الدقيقة التي سبقت قطع خدمات الإنترنت وقالت هذه المصادر إن وزير الداخلية السابق حبيب العادلي قام بالاتصال بنفسه بوزير الاتصالات طارق كامل ظهر يوم الخميس 27 يناير وطلب منه قطع كافة خدمات الاتصالات والإنترنت خلال ساعات قليلة لكن طارق كامل رفض بشدة وأكد للعادلي استحالة حدوث ذلك لكثرة الاضرار بسمعة مصر خارجيا وأيضا لحظر القوانين قطع خدمات الاتصالات علي المواطنين.. وطبعا لم يقتنع العادلي بكل هذه المبررات وارتفع صوته قبل ان يختم مكالمته وأعاد مطالبته في صيغة "أمر" بقطع الخدمات فورا. وبعد ساعات فوجئ الدكتور طارق كامل باتصال ثان من وزير الداخلية وقد استشاط غضبا من عدم انصياع الأول لأوامره والقيام بقطع الإنترنت والاتصالات عموما.. فحاول طارق كامل ان يهدئ من روعه ولكن العادلي كان غاضبا ومتوترا بشدة.. وتطور الحوار سريعا بين الطرفين تليفونيا وقال العادلي مهددا: غدا سيجتمع في ميدان التحرير أكثر من مليون متظاهر واحنا مش عارفين البلد رايحة علي فين ولازم نقطع الإنترنت فورا حتي لا نوفر لهم وسيلة الاتصال ببعضهم البعض. فلما تمسك الدكتور طارق كامل بموقفه علت نبرة صوت وزير الداخلية وجن جنونه فقال "أنا أحملك المسئولية كاملة أمام ما سيحدث غداً إذا لم تقطع الإنترنت وسأبلغ موقفك إلي سيادة الرئيس وأنت حر". علي الفور اتصل الدكتور طارق كامل بالدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الآسبق وأبلغه بمحتوي مكالمة وزير الداخلية وتهديده المباشر له وتحميله المسئولية وسأله طارق كامل مباشرة: "أعمل ايه يافندم.. هل اخضع لتهديده واقطع خدمات الاتصالات والإنترنت؟ فرد عليه نظيف صراحة: ما تسمعش كلامه واياك وقطع الإنترنت.. فسأله طارق كامل: طيب وأرد عليه بإيه لو اتصل تاني؟ فقال نظيف: حاول تتحجج بأي حجة ياطارق وجاريه في الكلام". دعا الدكتور طارق كامل إلي اجتماع طارئ حضره كل معاونيه وقيادات قطاع الاتصالات وجهاز تنظيم الاتصالات وبعض قيادات الشركات للتشاور والوصول إلي قرار.. ورفض جميع الحاضرين تهديدات وزير الداخلية وتضامنوا مع طارق كامل في موقفه وقالوا: مستحيل يافندم قطع الإنترنت والاتصالات.. لو عملنا كدة نبقي ارتكبنا جريمة وكارثة في حق بلدنا وسمعتها الطيبة في الخارج.. وبينما كان طارق كامل في اجتماعه مع معاونيه بالقرية الذكية.. كان العادلي قد اجتمع مع كبار جنرالاته فيما يشبه مجلس حرب واتخذوا قرارا بالاجماع بقطع كافة خدمات الاتصالات والإنترنت فوراً.. وفعلاً تم املاء القرار الخطير علي المسئولين بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وشركات المحمول والإنترنت الذين لم يجدوا بدا من الخضوع لأوامر وزير الداخلية.. وعاشت مصر أياما في عزلة تامة عن العالم الخارجي دون محمول وانترنت ولم يجد الناس وسيلة للتواصل بينهم الا التليفون الأرضي الذي ظل صامدا طوال أيام الأزمة. وأخيرا ادعوا للرجل الذي رفض معاقبة شعبه وحرمانه من الإنترنت الذي أصبح كالماء والهواء وصمد أمام جبروت العادلي وزبانيته |
نشرت فى 31 مارس 2011
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,794,274
ساحة النقاش