أهمية عقد مؤتمر لقضايا التعليم
الثورة, في جوهرها, تستهدف اعادة بناء المجتمع علي أسس الحكم الرشيد, وصولا لتلبية الاحتياجات والطموحات المشروعة للشعب. وهذا هو السبيل لامكان تحقيق أهداف الثورة ومقاصدها النبيلة. ويقتضي انجاز هذه الاهداف وتلك المقاصد أن تعكف نخبة من الخبراء لرصد مفردات الواقع ومشكلاته.
ووضع دراسات موضوعية ترتكز علي أسس علمية لحل هذه المشكلات, وهذه مهمة جليلة يتعين أن تتضافر الجهود لتحقيقها, خاصة وأن المجتمع المصري قد خيم عليه الركود خلال سنوات الحكم الفاسد والمستبد الذي اطاحت به ثورة يناير. وثمة مشكلة ملحة ومهمة يتعين طرحها للبحث حتي يتسني التوصل الي حلول لها وهي المشكلة التعليمية ــ فلا خوف علي انها مشكلة ينبغي المبادرة بمعالجتها. ذلك أن التعليم يعد أحد الأسس الكبري التي يرتكز عليها النهوض بالمجتمع.. وهنا قد ينبغي الاشارة إلي أن التعليم في مصر قد شهد مراحل عديدة اتسم بعضها بإيجابيات, بينما اتسم بعضها الآخر بسلبيات ساهمت في تدهور المجتمع. ويمكن في هذا السياق رصد مرحلتين مهمتين هما:
ــ مرحلة رفاعة رافع الطهطاوي, وقد بدأ انطلاقها عقب عودة رفاعة من بعثته التعليمية في فرنسا ابان حكم محمد علي. فقد تولي رفاعة مسئولية نشر التعليم والثقافة في مصر. واهتم اهتماما كبيرا بانشاء المدارس, وحركة ترجمة أمهات الكتب الاجنبية. ومن ثم صار رفاعة, بحق وصدق, رائد النهضة الثقافية والتعليمية في مصر.
ــ مرحلة الدكتور طه حسين ــ فقد أطلق شعاره التعليم كالماء والهواء واستهدف النهوض بالبلاد عبر التعليم. وكان قد عكف علي دراسة قضايا الثقافة والتعليم واحاط بها علي نحو ما يبدو في كتابه المهم مستقبل الثقافة في مصر الذي أصدره عام.6391 وقد واتت الدكتور طه حسين الفرصة لتحقيق جانب من افكاره في مجال التعليم في مستهل عقد الخمسينات من القرن العشرين.
غير أن مصر انزلقت بعد ذلك في متاهات وتجارب تعليمية غير موفقة مما أدي إلي تدهور التعليم في إطار التدهور المجتمعي. ولأن مصر بعد ثورة يناير تتطلع الي بناء مجتمع جيد فإن النهوض بالتعليم يعد مدخلا أساسيا للزمن الجديد. ومن هنا تبدو أهمية عقد مؤتمر لبحث قضايا التعليم
ساحة النقاش