إلى كل أم جديدة بقلم رولا خرسا ٢٣/ ٣/ ٢٠١١ |
إلى كل أم تربى أولادها، وهم لايزالون فى مرحلة التكوين، إلى كل امرأة حامل وستلد طفلا وبالتالى سيكون فى مراحل التكوين. أخطاء كثيرة يرتكبها الأهالى فى مصر خلقت أجيالاً بحاجة إلى إعادة تأهيل، بعد الثورة حدثت أمور كثيرة جعلتنى أردد يوميا «الشعب بحاجة إلى ثورة أخلاقية».. ناهيك عن قضايا الفساد التى تحتل صفحات كثيرة من الصحف والتى تعكس ببساطة ثقافة، فاللأسف نحن شعب تعوّد على أشياء كثيرة غلط.. والدليل أن الشعب نفسه هو الذى اعترف بهذا، من أولى العبارات التى قيلت بعد الثورة: لا ترمى ورقة فى الشارع، لا تعطى رشوة، لا.. لا.. مجموعة من اللاءات التى تعودنا على فعلها على مدى سنين عمرنا، أذكر عندما عدت من إنجلترا وكان ابنى صغيرا فوجئت به يرمى ورقة على الأرض فى الشارع فنهرته بشدة، إذ لم يفعل هذا من قبل. فأجابنى: ولكن الجميع يفعل هذا هنا.. وهو عندما رمى ورقة رماها فوق كومة أوراق مرمية على الأرض، انفعلت بشدة وشرحت له أن مصر هى بلده وحب البلد يبدأ من الحفاظ عليه، إلى آخر هذا الكلام.. أمر آخر خطأ مبدأ: اللى يشتمك اشتمه، واللى يضربك اضربه، أو مبدأ آخر: خليك لازق بفلان ده شاطر وصاحبه وكلمه عشان تستفيد منه، هنا نربى منافقين صغاراً.. يتحولون مع الزمن إلى منافقين كبار.. يعتادون التطبيل لمن حولهم وعوّدت أولادك ألا يأخذوا حقا ليس لهم، أذكر عندما كنت فى السنة الثالثة من كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وكنا ثلاثة نتنافس طوال سنوات الكلية على المركز الأول أنا وإقبال وراندة.. لم تخرج عن واحدة منا، المهم فى السنة الثالثة وأنا فى الكلية أقرأ درجاتى أحسب أن فى الأمر خطأ.. فنظرت إلى درجات راندة وإقبال وأحسب أن هناك مادة حصلت إقبال فيها على امتياز وحصلت أنا على جيد، اتصلت بإقبال وطلبت منها أن تطلب إعادة تصحيح أو إعادة تقييم، فقد كنت وصفت أنا كأولى على الدفعة وهى الثانية.. وذهبت بنفسى إلى رئيسة القسم وشرحت الأمر الذى قوبل باستغراب أشد منهم وبعد إعادة التصحيح تبين أن إقبال تستحق أن تكون الأولى وراندة الثانية وأنا تراجعت إلى المركز الثالث.. ولكنى حتى يومنا هذا فخورة جدا بما عملت وأردده لأولادى دوما.. لا تأخذ أبدا ما ليس من حقك. أمر آخر.. علمى أولادك عدم الكذب.. الكاذب هو مشروع كل ما هو غير حقيقى.. هو تزييف للحقائق، ومن يكذب يسرق ويخطئ.. دائما اعتبر الكذب من الكبائر.. والكذب يعنى ألا تقول معلومة لست متأكدا منها لأنك تكذب عندما تنقل عن كاذب.. علمى أولادك الرقى.. أن يترفعوا عن الصغائر.. ألا ينظروا إلى ما فى يد غيرهم.. ألا يقارنوا ويقولوا اشمعنى، أن يرضوا بما يقسمه الله لهم دون أن يؤثر ذلك على اجتهادهم وإيمانهم بأن لكل مجتهد نصيباً.. علمى أولادك عدم الشتيمة فإن الشتيمة للأسف أصبحت عادية جدا فى المدارس والجامعات.. تعود الأولاد عليها مع أن الملائكة تتأذى من سماع الشتائم.. علمى ابنك أن مصر بلاده أمانة.. يجب أن يحافظ عليها.. يجب ألا يعطى صوته فى الانتخابات لمن يدفع له أكثر.. وأن صوته أمانة وأن عليه أن يستثمر أجواء الحرية فى تحسين صورة مصر، فى الخارج والداخل.. علمى ابنك ألا يسأل زميله فى الفصل إن كان مسلما أو مسيحيا.. فالدين لله.. علمى ابنك أن طعام المسلم هو طعام المسيحى، وأن البلد يسعنا نحن الاثنين.. قربى ابنك من الله بطريقة صحيحة.. طريقة تنقى القلوب وتطهرها.. الأطفال مسؤولية نحن بحاجة إليهم جدا.. هم الأول.. صحيح أن الشباب قد قاموا بثورة ولكنها فى نظرى ليست كافية.. فالشعب بحاجة إلى إعادة تأهيل.. شعب نسبة الأمية فيه مرتفعة بشكل كبير.. شعب لديه ثقافة عدم معرفة الفرق بين العيب والحرام، أشعر بأن الأيام المقبلة لن تكون سهلة لا اقتصادياً ولا سياسياً. أشعر أن العالم العربى سيشهد تقسيما كبيرا. وبالنسبة للذين هم مثلى ممن كانوا يحلمون بوطن عربى واحد فإن هذا يعتبر كارثة حقيقية، خاصة إذا ما تم تقسيم العالم العربى على أساس طائفى.. مسؤولية أكبر لكل أم.. أطفال اليوم هم أمل الغد.. جملة تكررت كثيرا فى الماضى.. شعرنا بقيمتها اليوم. |
ساحة النقاش