أوقفوا نزيف الوقت وابدأوا العمل!
أما وقد ذهبنا, واستفتينا, وقال نعم من قال, وقال لا من قال, فلنبدأ العمل!. إن مصر لن يبنيها الكلام, بل العمل, لقد تكلمنا كثيرا كثيرا, وهذا حقنا, لكن حق البلد علينا هو العمل. ومن ثم فإن علي كل منا أن يسأل نفسه, ويجيب عليها بصدق: هل أديت ما عليك أم اكتفيت بالكلام في السياسة ثم ذهبت للنوم؟
إن حالة الحماس الثوري الرائعة التي تملكت المصريين جميعا في أثناء وعقب ثورة يناير آن لها الآن أن تتحول إلي طاقة جبارة للعمل والإنتاج, إذ لم يعد للخمول واللامبالاة والسلبية أي معني, ها نحن جميعا قد بدأنا في جني ثمار الثورة, وبدأ التغيير السياسي. لكن السياسة ليست كل شيء إن الأهم منها هو الإنتاج, فهل أنت انتجت شيئا؟ إن الكلام لا يبني الأمم, ونحن أصبحنا في الآونة الأخيرة نتكلم كثيرا. وللأسف فان مقدارا كبيرا من الكلام يتعلق بالجدل والثرثرة والرغي الفارغ الذي بلا طائل.. فهل نوقف نزيف الوقت ونبدأ العمل؟.
لم يعد خافيا علي أحد أن كثيرا من مصانعنا قد توقف عن الدوران, وبالتالي بات قطاع عريض من العمال خارج نطاق الخدمة, فمن أين سيأكلون هم وابناؤهم؟ كما لم يعد خافيا أن مشكلة عودة الأمن والأمان لشوارعنا وأحيائنا وضواحينا تكاد تنذر بالخطر.. فهل سنظل هكذا للأبد؟ والأخطر من ذلك أن ثمة حالة من الكآبة باتت تسيطر علي الكثيرين منا, فالكل خائف من المستقبل, يا سادة يجب الخروج من هذا الوضع بأسرع ما يمكن.. وكيف الخروج؟ بالانخراط في العمل. وعلي الحكومة المسارعة بوضع خطط سريعة لتشغيل الناس واستيعاب العمالة المتعطلة, وعلي وسائل الإعلام بث روح الأمل في الناس.. وكيف ذلك؟ بالتركيز علي ايجابيات المصريين وليس سلبياتهم, إن كشف الفساد ضرورة حتمية بدون شك, لكن أن يتحول الحديث عن الفساد إلي إدمان خبيث يملأ الناس باليأس والقنوط, فهذا ما لا يمكن أن يقبله عقل عاقل. مصر علي أبواب مرحلة صعود وازدهار عظيمة فلا تسرقوا منها هذه الروح.. وابدأوا العمل!
ساحة النقاش