علاقة تقدير الذات بالقلق الأجتماعى لدى الأطفال ضعاف السمع
إعداد : دكتور/ وحيد مصطفى كامل
مدرس الصحة النفسية – كلية التربية النوعية ببنها – جامعة الزقازيق 2003
مقدمـــــة :
يعد القلق من أهم سمات عصرنا , فالقلق لب وصميم الصحة النفسية , إذ أنة هو أساس جميع الأمراض النفسية , وهو أيضا أساس جميع الإنجازات الايجابية في الحياة فهو باتفاق جميع مدارس علم النفس الأساس لكل اختلالات الشخصية, وإضطرابات السلوك , لكنة في الوقت نفسة وإن لم ينتبة إلى ذلك الكثيرون المنطلق لكل الإنجازات البشرية 0
( سامية القطان , 1986 : 1 )
ويرى مخيمر أن ظاهرة القلق تصاحب الإنسان منذ مولدة , فالرضيع يعيش القلق في صورة انغمار – صدمة الميلاد-ليتعلم بعد ذلك أن يستأنس جزءً من هذا القلق يستخدمة إشارة إنذار لتحريك مبدأ اللذة والألم لاستنهاض الدفاعات 0
(صلاح مخيمر , 1979 : 99 )
وعلى ذلك يعد اكتشاف الإعاقة السمعية لدى الطفل بداية لسلسلة من الضغوط النفسية لدى الوالدين عامة , والأطفال خاصة , فقد يسرف الوالدان في تدليل الطفل بتعويضة عما فقدة وعما يعانية من صعوبات بالإذعان لمطالبة مهما كانت غريبة أو شاذة دون المراعاة لظروف الواقع الذي تعيشة الأسرة وقد يسرف الوالدان في استخدام القسوة والشدة مع الطفل للتنفيس عن غضبهم وحزنهم , وقد يستخدم مع الطفل الشدة واللين أو أحدهما وقد يفرض الوالدان الحماية الزائدة مع الطفل وأخضاعة لكثير من القيود والخوف الزائد علية وقد تختلف وجهة نظر الأب عن الأم فيما يتبع من أساليب وما يظهر منها من تناقضات تربوية وغالبا ما تؤدى هذة الأساليب إلى أعاقة نمو الطفل (محمدعبدالله السليطى, 2003 :13 ) 0

ومفهوم الذات يتأثر كثيراً بالخبرات الحياتية , وبما أن الطفل لا يستطيع أن يلاحظ ذاتة بموضوعية كما أنة لا يقوم بمقارنة موضوعية بين ذاتة والأطفال الآخرين في نفس عمرة لذا فأنة يعتمد كثيراً على تفاعلات الآخرين من اجل الحصول على أدلة وتأييد حول قيمتة وجدارتة (عادل الأشول , 1978 : 85 ) 0

من هنا يتضح أهمية الإقبال على الآخرين وإقبال الآخرين على الفرد وتفاعلة معهم على تنمية مفهوم ذات ايجابي وتقدير مرتفع للذات
وقد أكدت دراسة زوكولو Zoccolillo ( 1992 ) أهمية القلق كمتغير لة أثرة السلبي على تقدير الذات , فكلما أرتفع القلق نقص تقدير الفرد لذاتة ( Zoccolillo, 1992 : 547 ) 0
ومن خلال العرض السابق يتضح لنا مدى تأثير القلق على تقدير الذات للفرد سلبا وإيجابا وهذا ما قد اشار إلية سامية القطان , وزوكولو 0

ومن ثم رأى الباحث أن يعنى في هذة المحاولة البحثية بدراسة العلاقة بين تقدير الذات والقلق الأجتماعى لدى عينة من الأطفال ضعاف السمع , بحيث يمكن أن تساعد في عملية الإرشاد والتوجية للأطفال ضعاف السمع 0
ج
مشكلة الدراسة : -

يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية في التساؤلات التالية :
1- هل يوجد ارتباط سالب بين تقدير الذات والقلق الاجتماعي لدى الأطفال ضعاف السمع من الجنسين ؟
2- هل يوجد فروق دالة إحصائيا بين الذكور والإناث على متغير تقدير الذات , وذلك لصالح الذكور؟
3- هل يوجد فروق دالة إحصائيا بين الذكور والإناث على متغير القلق الأجتماعى , وذلك لصالح الإناث ؟

هدف الدراسة : -

تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين تقدير الذات والقلق الاجتماعي لدى الأطفال ضعاف السمع هذا من ناحية , والتعرف على الفروق بين الجنسين في تقدير الذات والقلق الاجتماعي 0

أهمية الدراسة : -

ترجع أهمية الدراسة الحالية إلى ما يلي :
1- إلقاء الضوء على أهمية العلاقة بين تقدير الذات والقلق الاجتماعي لدى الأطفال ضعاف السمع من الجنسين 0
2- قد تفيد فىعملية الإرشاد والتوجية النفسي لهذة الفئة في المجتمع , حيث يمثل الأطفال ذو الإعاقة السمعية طاقة في المجتمع لابد من استثمارها وبالتالي يمكن إعداد برامج إرشادية توجههم إلى الطريق الذي يتلاءم مع شخصية كل منهم وأسلوبة في الحياة ومساعدتهم في الحصول على تدعيم ايجابي لتقدير الذات والتخفيف من حدة القلق والتوتر من اجل تحقيق توافق نفسي واجتماعي أفضل 0
مصطلحات الدراسة : -

1- تقدير الذات : Self Esteem
يعرفة مصطفى كامل ( 1993 ) بأنة نظرة الفرد وأتجاهة نحو ذاتة ومدى تقدير هذة الذات من الجوانب المختلفة كالدور والمركز الأسرى والمهني , وبقية الأدوار التي ي****ها في مجال العلاقة بالواقع 0
( مصطفى كامل عبد الفتاح , 1993 : 239 )
ويعرف إجرائيا بالدرجة التي يحصل عليها المفحوص في مقياس تقدير الذات للأطفال
من إعداد : الباحث
2- القلق الأجتماعى : Social Anxiety
أنة استجابة مصحوبة بالتوتر والاضطراب عند مواجهة الآخرين ( كالأقران , والوالدين , والمدرسين , والجيران) 0
ويعرف إجرائيا بالدرجة التي يحصل عليها المفحوص في مقياس القلق الأجتماعى
من إعداد : الباحث
3- الأطفال ضعاف السمع : Hard of Hearing
وهم الأطفال الذين لديهم عجز جزئي في حاسة السمع بدرجة لا تسمح لهم بالاستجابة الطبيعية لأغراض الحياة اليومية إلا في ظروف خاصة وباستخدام معينات سمعية 0

الإطار النظري :
أولاً : تقدير الذات : Self Esteem

مفهوم تقدير الذات : جج
أن كل فرد ينظر إلى نفسه بطريقه ما, فالبعض يرون أنفسهم أقل من الآخرين وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكهم فنجدهم لا يتصرفون بحماس وإقبال نحو غيرهم من الناس والبعض الآخر يقدرون أنفسهم حق قدرها وبالتالي ينعكس ذلك أيضا على سلوكهم نحو غيرهم فنجدهم يتصرفون أفضل مع غيرهم, وتوجد تعريفات عديدة لتقدير الذات, فنجد انجلش وانجلش English & English ( 1958 ), يعرف تقدير الذات بأنه يركز على تقييم صريح للنقاط الحسنه والسيئة في الفرد ( English & English , 1958 : 138 ) 0

ويعرف كاتل Cattle ( 1965), تقدير الذات بأنه حكم شخصي يقع على بعد أو متصل يتراوح ما بين الأيجابيه والسلبية ( in : Lawrence , 1981 : 245 ) 0
ج

ويشير كوبر سميث Cooper smith ( 1967), إلى تقدير الذات بأنه تقييم يضعه الفرد لنفسه وبنفسه ويعمل على المحافظة عليه ويتضمن تقدير الذات اتجاهات الفرد الأيجابيه أو السلبية نحو ذاته, كما يوضح مدى اعتقاد الفرد بأنه قادر وهام وناجح وكفء أي أن تقدير الذات هو حكم الفرد على درجه كفاءته الشخصية كما يعبر عن اتجاهات الفرد نحو نفسه ومعتقداته عنها, وهكذا يكون تقدير الذات بمثابة خبرة ذاتية ينقلها الفرد إلى الآخرين باستخدام الأساليب التعبيرية المختلفة0
( في : حسين الدرينى ومحمد سلامة , 1983 :484 )
ويعرف روجرز Rogers ( 1969 ), تقدير الذات بأنه اتجاهات الفرد نحو ذاته والتي لها مكون سلوكي وآخر انفعالي ( Rogers , 1969 : 37 ) 0
ويذهب مصطفى فهمي ( 1979), إلى أن تقدير الذات عبارة عن مدرك أو اتجاه يعبر عن أدراك الفرد لنفسه وعن قدرته نحو كل ما يقوم به من أعمال وتصرفات, ويتكون هذا المدرك في إطار حاجات الطفولة وخاصة الحاجة إلى الاستقلال والحرية والتفوق والنجاح ( مصطفى فهمى ومحمد على القطان , 1979 : 71 ) 0
ويذكر ايزاكس Isaacs ( 1982), أن تقدير الذات هو الثقة بالنفس والرضي عنها واحترام الفرد لذاته ولإنجازاته واعتزازه برأيه وبنفسه وتقبله لها واقتناع الفرد بأن لديه من القدرة ما يجعله ندا للآخرين(Isaacs, 1982 : 5 ) 0
كما يعرف عبد الرحيم بخيت ( 1985), تقدير الذات بأنه مجموعه من الاتجاهات والمعتقدات التى يستدعيها الفرد عندما يواجه العالم المحيط به, ومن هنا فأن تقدير الذات يعطى تجهيزاً عقليا يعد الشخص للإستجابه طبقاً لتوقعات النجاح والقبول والقوه الشخصية, وبالتالي فهو حكم الشخص تجاه نفسه وقد يكون هذا الحكم والتقدير بالموافقة أو الرفض 0
( عبد الرحيم بخيت , 1985 : 230 )
ويرى عبد الوهاب كامل ( 1989 ), أن تقدير الذات يتمخض عن وعى أو رؤية سليمة موضوعيه للذات فقد يغالى الفرد في تقديره لذاته ويصاب بما يمكن وصفه بسرطان الذات أو تضخم مرضى خبيث فى ذات الفرد يجعله غير مقبول من الآخرين ويبحث عن الكلام بدون عمل والعدوانية اللفظية, أو أن الفرد قد لا يعطى نفسه حقها ويحط من قدرها وبالتالي ينحدر بذاته نحو الدونية والإحساس بالنقص, وأخيراً فقد يكون الفرد متزنا يجمع بين الكبرياء الحميد والتواضع واحترام الآخرين ( عبد الوهاب كامل , 1989 : 80 ) 0

ويعرف روزنبيرج Rosenberg ( 1991), تقدير الذات بأنه اتجاهات الفرد الشاملة, سالبه كانت أم موجبه, نحو نفس ( فى : عبد الله عسكر , 1991 : 9 ) 0
مما سبق يتضح أن تقدير الذات هو الفكرة التي يدركها الفرد عن كيفيه رؤية الآخرين وتقييمهم له, وأن كل التعريفات السابقة أنما تؤكد الدور الأجتماعى أو دور الآخرين والتفاعل معهم في تقدير الفرد لذاته, وهذا يوضح أهميه التفاعل مع الآخرين في تكوين تقدير الذات لدى الفرد 0
العوامل التي تؤثر في تكوين تقدير الذات:
يذكر وولف Wolf إن إدراك الذات عن طريق الاستدماج والإسقاط يكون فى مجمله استدماج الحسن وإسقاط القبيح, والتوازن بين العمليتين ليس مضمونا تماما مما يجعل الزيادة في جانب تسبب النقصان فى الجانب الآخر لذلك نجد أن تقدير الذات عرضه لعوامل ديناميه ذاتيه تؤثر فيه, وبعياره وولف نجد أن الشخص إذا عبر عن نقص الانسجام بين الصورة الداخلية للذات والواقع الخاص بالذات فأنه يتوتر انفعاليا ويمكن أن نفترض أن غياب التعرف على الذات هو في حقيقته مقاومه للتعرف على الذات لذى نصل إلى افتراض أن العوامل الديناميه الداخلية تسبب عدم التعرف على الذات والحكم الأنفعالى عليها ( في : أحمد فائق , 1963 : 185 ) 0

وهناك نوعان من العوامل المؤدية إلى تكوين تقدير ذات مرتفع أو منخفض :
1- عوامل تتعلق بالفرد نفسه: فلقد ثبت أن درجه تقدير الذات لدى الطفل تتحدد بقدر خلوه من القلق أو عدم الاستقرار النفسي بمعنى أنه إذا كان الفرد متمتعا بصحة نفسيه جيده. ساعد ذلك على نموه نموا طبيعيا ويكون تقديره لذاته مرتفعا أما إذا كان الفرد من النوع القلق غير المستقر فإن فكرته عن ذاته تكون منخفضة وبالتالي ينخفض تقديره لذاته 0
2- عوامل تتعلق بالبيئة الخارجية: وهى متصلة بظروف التنشئة الأجتماعيه والظروف التي تربى ونشأ فيها الفرد وكذلك نوع التربية ومنها:
- هل يسمح له بالمشاركة في أمور العائلة ؟
- هل يقرر لنفسه ما يريد ؟
- ما نوع العقاب الذي يفرض عليه ؟
- نظره الأسرة لأصدقاء الفرد ( محبه أم عداوة ) ؟
وخلاصه القول أنه بقدر ما تكون الأجابه على هذه الأسئلة موضوعيه ايجابية بقدر ما تؤدى إلى درجه عالية من تقدير الذات ( مصطفى فهمي ومحمد على القطان , 1979 : 78 ) 0

ويذهب فاروق عبد الفتاح إلى أن العوامل التي تؤثر في تقدير الفرد لذاته كثيرة منها ما يتعلق بالفرد نفسه مثل استعداداته وقدراته والفرص التي يستطيع أن يستغلها بما يحقق له الفائدة, ومنها ما يتعلق بالبيئة الخارجية وبالأفراد الذين يتعامل معهم فإذا كانت البيئة تهيىء للفرد المجال والانطلاق والإنتاج والإبداع فأن تقديره لذاته يزداد, أما إذا كانت البيئة محبطه وتضع العوائق أمام الفرد بحيث لا يستطيع أن يستغل قدراته واستعداداته ولا يستطيع تحقيق طموحاته فان تقدير الفرد لذاته ينخفض, كذلك فان نمو تقدير الذات لا يتأثر بالعوامل البيئية والموقفيه فحسب ولكنه يتأثر بعوامل دائمة مثل ذكاء الفرد وقدراته العقلية وسمات شخصيته والمرحلة العمريه والتعليمية التي يمر بها( فاروق عبد الفتاح ,1987 :21 ) 0
والقلق من المتغيرات التي وجد أن لها تأثيراً كبيرا ً على تكوين تقدير ذات مرتفع أو منخفض لدى الفرد فقد أوضحت العديد من الدراسات أن الفرد السوي الذي لا يعانى من القلق يتمتع بدرجه عالية من تقدير الذات وقد أكد روجرز على أن تهديد الذات أو سوء التوافق يحدث عندما يتعرض الإنسان للقلق, ويضيف روجرز أن القلق هو استجابة انفعاليه للتهديد تنذر بان بنيان الذات المنظم قد أصبح في خطر, فالقلق يؤدى إلى إحداث تغيير خطير في صوره الفرد عن ذاته, أما إذا كان الفرد سويا لا يعانى من أي قلق زائد فإن هذا يؤدى إلى إحداث التوافق الشخصي ويؤدى إلى تقدير ذات مرتفع لدى الفرد 0
ويمكن القول بأن الفرد ذو التقدير المرتفع للذات يكون بعيدا عن القلق حتى أعتبر البعض أن التقدير المرتفع للذات هو أكثر الأدوات التي يمكن أن يستخدمها الفرد للحصول على حاله التوافق فيستطيع مواجهه الفشل واقتحام المواقف الجديدة دون أن يشعر بالحزن والانهيار, أما ذو التقدير المنخفض للذات فانه يشعر بالهزيمة حتى قبل أن يقتحم المواقف الجديدة أو الصعبة لأنه يتوقع الفشل مسبقا ( فاروق عبد الفتاح , 1987 : 19 ) 0
ج
اختلاف تقدير الذات باختلاف مواقفها:
من المعلوم إن تقديرنا لذاوتنا يتغير في المواقف المختلفة كتغير مفهومنا لذواتنا في المواقف المختلفة أيضا, فقد يقدر الفرد نفسه بدرجه كبيرة في علاقاته الشخصية بالآخرين ويقدر نفسه بدرجه منخفضة في المواقف التي تتطلب ذكاء وتفكيرا, ويقدر نفسه بدرجه متوسطه في أداء عمله, ومهما كان الأمر فان الناس يحاولون في كل المواقف بصرف النظر عن القيمة المبدئية التي قدروها لأنفسهم أن يسلكا بطرق تدعم تقدير الذات وقد يكون تحقيق ذلك صعبا في بعض الأحيان حيث أن حوافزنا وآراءنا عن الواقع تؤدى إلى نوع من الصراع فيما بينها مما يهدد تقدير الذات, ويبدو انه لا سبيل إلى الخروج من هذا الصراع بدون عدم إشباع ( رفض متطلبات الهو ) أو الوقوع في خطأ ( رفض متطلبات الذات العليا ) أو الأصابه بالضرر( رفض متطلبات الذات ) وتكون النتيجة هي القلق والشعور بالخوف, ويمكن القول بلغه التحليل النفسي, أن تهديد تقدير الذات هو تهديد للذات التي تحاول إحداث توازن بين الحاجات المتصارعة, ولا توجد طريقه سهله للتخلص من الصراع ولكن كل ما تفعله الذات هو محاوله وقاية نفسها من القلق الذي يحدثه الصراع( فاروق عبد الفتاح, 1987 :20 )
ويتضح مما سبق, أن تقدير الذات بمثابة تقييم عام لقدرات الفرد ينقله إلى الآخرين بالأساليب التعبيرية المختلفة, وتتضح أيضا أهميه العوامل البيئية والعوامل الشخصية في تكوين تقدير ذات مرتفع أو منخفض لدى الفرد, وأهميه القلق في تكوين تقدير ذات مرتفع لمن لا يعانى من القلق ولديه درجه ملائمة من الاستقرار النفسي ويستطيع مشاركه الآخرين والإقبال عليهم والتعامل معهم, أما من يعانى من القلق والتوتر النفسي الشديد فانه بلا شك لديه مفهوم سلبي عن ذاته وبالتالي يعانى من التقدير المنخفض للذات, كذلك نجد أن تقدير الشخص لذاته يتغير باختلاف المواقف, فقد يقدر الشخص ذاته بدرجات متفاوتة حسب الموقف الذي يتعرض له حتى لا يكون عرضه للقلق والصراع وتهديد الذات 0
ثانياً : القلق الأجتماعى : Anxiety Social
مفهوم القلق : أن القلق ليس مفهوما جديداً, وإنما تمتد جذوره إلى البدايات الأولى للفكر الأنسانى. ويشير بك – نقلاً عن كريتزك Kritzeck ( 1956), إلى أن مفهوم القلق موجود في الكتابات الهيروغليفية المصرية القديمة, كذلك فإن الكتَاب في العصور الوسطي, مثل الفيلسوف العربي على بن حزم من قرطبة, قد أكدوا على وجود القلق كشرط أساسي للوجود الأنسانى ( Beck, 1979:133 ). وقد شهد القرن التاسع عشر, كما يقول اسبيلبرجر Spielberger ( 1972), تزايد الاهتمام بالانفعالات, وبخاصة القلق, وذلك على أيدي فلاسفة هذا العصر الوجوديين على يدي كيركجارد Kierkegard. وقد شهد هذا القرن أيضاً, اهتماما متزايداً لدى البيولوجيين أمثال داروين Darwin, بظاهرتي الخوف والقلق, وفى القرن العشرين, برز القلق بوصفه مشكله مركزيه وموضوعا سائدا في الحياة المعاصرة, إلى حد أن هذا العصر قد غدا يشار إليه على أنه عصر الخوف أو عصر القلق 0
ويعرف سيرجون إنجلش S. English وجيرالد بيرسون G. Pearson القلق بأنه, وجدان, وتعنى بالوجدان بطانة انفعاليه أو شعورية كالسعادة, أو الابتهاج, أو الاكتئاب, وهو حاله وجدانيه خاصة تنتج عن صراع الحاجات الغريزية بالمجتمع الذي لا يود إشباع هذة الحاجات أو يعجز دونها. ( سيرجون إنجلش وجيرالد بيرسون / ترجمة : فاروق عبد القادر وآخرون, 1958: 23) 0
ويعرفه دولارد وميللرDollard & Miller بأنه دافع مكتسب, أو قابلا للأكتساب, وهو يرتبط بفكرة الصراع الأنفعالى الشديد, ولكن الصراع هنا شعوري, وينتج من خلال التنشئة الاجتماعية, فالطفل يقلقه احتمال فقدان حب الوالدين, بينما الشاب بقلقة صورته عن ذاته, وما يتطلع لتحقيقه في المستقبل, وحتى يتخفف الفرد من القلق الناشىء عن الصراع الإنفعالى فإنه يلجأ إلى الحيل الدفاعية ( تبرير, ونكوص, إعلاء) وبذلك فإن دولارد وميللر قد أعادا النظر في المبادىء السيكوديناميه من منظور سلوكي (30 in : Michel, 1981 : ) 0
ج
أما القلق من منظور فرويد, كما تقول سامية القطان ( 1974) الأنا Ego, هي المستقر الوحيد للقلق, وهى المنظمة الوحيدة من المنظمات النفسية الثلاث التي تشعر به وتولده, وقد ميز التحليل النفسي بين نوعين من القلق: قلق انغمار ( ذعر, أنموذجه الأول صدمه الميلاد ), وقلق إشارة إنذار لتجنب هذا الانغمار, أي أن القلق هو رد فعل من جانب الأنا, يستنفذ طاقه المواجهه, أو يعبىء الطاقة للمواجهة (في: سامية القطان, 1974: ** ), فقلق الإنذار يهيىء لإستجابه المواجهة, بينما يستنفذ قلق الانغمار طاقه الإستجابه, وهذا القلق كرد فعل من الأنا ينذر إما بخطر خارجي ( قلق سوى ), أو بخطر داخلي ( طفح المكبوتات ), من جانب الهي ( قلق عصابى ), أو بخطر داخلي من جانب الأنا العليا ( قلق خلقي في صوره أثم أو اشمئزاز أو خزي ) وتلك هي أنواع القلق (في: سامية القطان, 1980: 204 ) 0
أما عن وظيفة القلق فتبينها ساميه القطان ( 1980 ), مشيرة إلى أن القلق من جهة يكون بمثابة إشارة إنذار, بمعنى صوره هينة مستأنسه لقلق الذعر, تنذر بالخطر, كي تستعد الأنا للمواجهة, فالقلق هو الباعث الأساسي للدفاع, ومن جهة ثانيه, فإن القلق هو المادة الخام التي تشتق منها الأعراض المرضية, كوسائل دفاعيه وإشباعات جزئيه في نفس الوقت ( أي أمن وإشباع معاً ), ومن جهة ثالثه فإن القلق وإن كان تعبيراً عن الصراع من حيث ما ينطوي عليه من خطر, فهو في نفس الوقت وسيله جزئيه وأوائليه للإفراغ, وذلك خاصة في حاله الانغمار ( سامية القطان, 1980: 205 ). وهذا التواكب للشيء ونقيضه في الموجود الواحد الحقيقي هو ما يعرف بالطبيعة الديالكتيكيه للاستثمارات المضادة, من حيث هي تعبير عن الحفزات ( انغمار ) من جهة, وعن الدفاعات ( إنذار ) من جهة أخرى, أي مزيج من النقيضين 0
( سامية القطان, 1974: ** )
ويشير إريك فروم E. Fromm إلى أن القلق ينشأ عن الصراع بين الرغبة في التقرب إلى الوالدين والاستقلال عنهما, فالاستقلال يثير القلق لأنه يجعل الفرد وحيداً في مواجهه مسئولياته(في: سيد غنيم , 1975: 12 ) 0

ويعرف ولبىWolpe القلق على انه طراز أو طرز من الإستجابه الأتونوميه التي تمثل جانبا من استجابة الكائن الحي للإستثاره المزعجة, فالمثيرات التي كانت من قبل عاجزة عن إبتعاث القلق, يمكن أن تكتسب القدرة على إبتعاثه إذا ما اتيح لها أن تؤثر على الأورجانزم ( الكيان العضوي ) في الوقت الذي يكون فيه القلق مبتعثا أصلاً لديه نتيجة القلق, بل أيضا الخصائص البيئية الماثلة ودائمة الحضور, وهنا يعانى الفرد من القلق الطليق, الهائم أو القلق المنتشر ( في: ساميه القطان, 1986: 641 ).أي أن القلق المنتشر أو القلق الطليق, الهائم, وفقا لولبي ينشأ كنتيجة لمخاوف تشريطيه لمثير منتشر, فالشخص الذي يعيش تجربه نفور شديد من الظلام, يصبح ذلك مشروطا لديه, بحيث يخاف الأشياء المظلمة والكئيبة, بل وكثيرا ما يشعر بحاله قلق إذا كان على مقربه من ظل من الظلال ( دافيد مارتن. 1973: 68 ) 0

أما القلق من منظور يونج Jung, يشير مصطفى فهمي ( 1967) إلى أن يونج كان ينظر إلى القلق باعتباره رد فعل يقوم به الفرد حينما تغزو عقله قوى وخيالات غير معقولة صادره عن اللاشعور الجمعي, أي أن القلق وفقاً ليونج هو خوف من سيطرة المحتويات غير المعقولة للاشعور الجمعي والتي لازالت باقية فيه من حياه الإنسان البدائية, إذ أنه ظهور هذه المادة غير المعقولة من اللاشعور الجمعي يعتبر تهديدا لوجوده ( مصطفى فهمى , 1967 : 321 ) 0

ومن جهة أخرى, تعتبر كارن هورنى Horney K. كما يقول صلاح مخيمر ( 1979), أن العلاقات الأجتماعيه هي الأساس في نشأه العصاب, فعندما تكون هذة العلاقات غير ملائمة, ينشأ عند الطفل القلق القاعدي, الذي هو شعور بالعزلة والعجز في عالم عدائي لا يفهم الطفل (في: صلاح مخيمر, 1979: 303 ) ويتضح ذلك مما ذكره وولمان Wolman ( 1973 ) من أن كل فرد, وفقا لهورنى لديه حاجتان أساسيتان هما الحاجة إلى الأمن والحاجة إلى الرضا, وأن إشباع حاجات الرضا دون مشاعر الأمن والتقبل هو ما يبتعث القلق القاعدي ( الأساسي ) (in : Wolman,1973 : 28 ) 0

ويشير إريك فروم E. Fromme إلى أن القلق هو نتاج الضغوط الثقافية والبيئية, ويعتقد أن المجتمع الحديث مسئولاً, ولا شك عن كثير من الإضطرابات النفسية ( في: حامد زهران , 1974 : 30 ) 0

ويقول ستاك سوليفان S.Sullivan أن القلق له قوه لها أثرها في تكوين الذات , والنفس غير أنها قوه معوقه , إذ تقلل من قوة الملاحظة , كما تقلل من القدرة على التمييز , وتعوق الحصول على المعلومات , كما تعوق الفهم , وتؤدى إلى قصر النظر , وهى عادةً تنزع إلى إبعاد الموقف الذي بعث عليها في مجال الوعي , وتتكون الذات باستغلال الإمكانيات الذاتية للحصول على رضا الآخرين وخاصة الأم , وتجنب عدم رضاها , وتجنب القلق الذي يبعث عليه في البداية رغم عدم الرضا أكثر القوى أثراً في تكوين الذات ( في : سعد جلال , 1980 : 12 ) 0
ويعرف كل من لازرس Lazarus, و أفريل Averill القلق بأنه انفعال مبنى على تقدير التهديد يتضمن عناصر رمزيه, تكهنية, وغير أكيده, وينتج القلق عندما لا تستطيع الأنظمة المعرفية أن تمكن الشخص من أن يرتبط بطريقة ذات مغزى بالعالم المحيط به ( في : عبد الرقيب بحيرى , 1982 : 89 ) 0

و يرى روجرز Rogers إن القابلية للقلق أنما تحدث عندما يكون هناك تعارض بين ما يعيشه الكائن العضوي وبين مفهوم الذات, فالاضطراب يأتي عندما تكون الأحداث التي يتم إدراكها على أنها تنطوي على دلاله بالنسبة للذات تتعارض مع انتظام الذات , فإن الأحداث أما أن تلقى الإنكار أو تلقى تحريفاً إلى الحد الذي تصبح معه صالحه للتقبل ويغدو التحكم الشعورى أكثر صعوبة عندما يناضل الكائن الحي إشباعا لحاجات لا تحظى شعوريا بالاعتراف ويناضل استجابة لخبرات تلقى الإنكار من الذات الشعورية , عندئذ يحدث التوتر , فإذا ما أصبح الفرد بأية درجه على وعى بهذا التعارض فأنه يشعر بالقلق , وبأنه غير متحد أو غير متكامل وبأنه غير متيقن من وجهاته , وعدم المطابقة أو الملائمة Incongruence ما بين امكانات الفرد ومنجزاته وما بين الذات المثالية والذات الم****ة Functional self يؤدى إلى انخفاض مستوى تقدير الذات والشعور بالذنب والقلق ( في : ساميه القطان , 1986 : 642 ) 0

ويتضح مما سبق, أن هناك صله وثيقة بين القلق وأدراك تهديد الذات, وأن هذا الإدراك يأتي في المرتبة الأولى ثم يليه الانفعال الشديد المتمثل في حاله القلق بحسب ما مر به الطفل من خبرات مؤلمه, وتشير الدراسات إلى اختلاف الأشخاص في إدراك تهديد تقدير الذات بحسب مستوى القلق فالأشخاص ذوى مستوى القلق المرتفع يدركون التهديد في مواقف كثيرة قد تبدو عادية ليس فيها تهديدا لغيرهم, وفسر سيبلبرجر هذا بافتراض أن القلق المرتفع يعكس أيضاً استعداد الشخص لأدراك تهديد الذات في المواقف مما يعنى أن استعداد الأشخاص ذوى القلق المرتفع لأدراك التهديد أعلى من الأشخاص ذوى مستوى القلق المنخفض.0
وأشارت الدراسات أيضاً إلى أن الأشخاص مرتفعي مستوى القلق لا يدركون تهديد تقدير الذات في مواقف كثيرة فحسب, بل أيضاً يتطيرون ويعتقدون في سوء حظهم وعدم كفاءتهم, مما يكون له الأثر الكبير المدمر على احترام الذات 0
ثالثاً : المهارات الاجتماعية : Social Skills
مفهوم المهارات الاجتماعية :
يعرف كل من كومبس Combs , وسلابى Slaby ( 1977 ) , المهارات الاجتماعية بأنها القدرة على التفاعل مع الآخرين في البيئة الاجتماعية بطرق تعد مقبولة اجتماعيا , أو ذات قيمة , وفى الوقت نفسة تعد ذات فائدة للفرد , ولمن يتعامل معة , وذات فائدة للآخرين بوجة عام ( Combs & Slaby , 1977 : 181 ) 0
ويعرفها رين Rinn وماركل Markle , بأنها مجموعة من الأنماط السلوكية سواء أكانت لفظية أو غير لفظية يستجيب لها الأطفال في علاقاتهم مع الآخرين ( كالأقران , والوالدين , والمدرسين , والجيران ) كمحكات لمصادر التفاعلات الشخصية , وتمثل هذة المجموعة مقومات التفاعل مع البيئة المحيطة بهم كمكاسب مرغوبة أو غير مرغوبة في البيئة الاجتماعية بدون إلحاق الأذى أو الضرر بالآخرين ( in : Hasselt et al , 1979 : 413 ) 0
ويعرفها محمد السيد عبد الرحمن ( 1988 ) , بأنها القدرة على المبادأة بالتفاعل مع الآخرين , والتعبير عن المشاعر السلبية والايجابية إزاءهم , وضبط الانفعالات في مواقف التفاعل الأجتماعى , بما يتناسب مع طبيعة الموقف 0
( محمد السيد عبد الرحمن , 1988 : 80 )
رابعاً : الإعاقة السمعية : Hearing Impairment
مفهوم الإعاقة السمعية :
يذهب كل من يسلديك والجوزين Ysseldyke & Algozzine ( 1995 ) إلى أن الإعاقة السمعية تعنى القصور في السمع بصفه دائمة أو غير مستقره والذي يؤثر بشكل سلبي على الأداء التعليمي للطفل 0
( Ysseldyke & Algozzine , 1995 : 384 )

وتعرف ماجدة عبيد ( 2000 ) الإعاقة السمعية بأنها تعنى حرمان الطفل من حاسة السمع إلى درجة تجعل الكلام المنطوق ثقيل السمع بدون أو باستخدام المعينات, وتشمل الإعاقة السمعية الأطفال الصم وضعاف السمع( ماجدة عبيد, 2000 : 33 ) 0

ويوضح محمد عبد الحي ( 2001 ) أن الإعاقة السمعية مصطلح يعنى تلك الحالة التي يعانى منها الفرد نتيجة عوامل وراثية أو خلقية أو بيئية مكتسبة من قصور سمعي يترتب عليه آثار اجتماعية أو نفسية أو الاثنتين معاً, وتحول بينه وبين تعلم وأداء بعض الأعمال والأنشطة الاجتماعية التي يؤديها الفرد العادي بدرجه كافيه من المهارات, وقد يكون القصور السمعي جزئياً أو كلياً, شديداً أو متوسطاً أو ضعيفاً, وقد يكون مؤقتا ً أو دائماً, وقد يكون متزايداً أو متناقصاً أو مرحلياً ( محمد عبد الحى , 2001 : 31 ) .
ج
ويرى جمال الخطيب (1997) أن الإعاقة السمعية يمكن تصنيفها تبعا لثلاثة معايير هي:
أ ـ العمر عند الاصابة0
ب ـ موضع الاصابة0
ج ـ شدة الاصابة0
أولا التصنيف حسب العمر عند الإصابة:

وتصنف الإعاقة السمعية تبعا للعمر عند حدوث الضعف السمعي إلى:
1ـ إعاقة سمعية قبل اللغة Prelingual
وهي التي تحدث قبل نموالكلام واللغة عند الطفل00 وقد يكون هذا النوع ولاديا أو مكتسبا في مرحلة عمرية مبكرة 0
2ـ إعاقة سمعية بعد اللغة Postlingual
وهي الإعاقة التي تحدث بعد أن تكون المهارات الكلامية واللغوية قد ارتقت، وقد تحدث فجأة أو تدريجيا على مدى فترة زمنية طويلة، وغالبا ما يسمى هذا النوع بالصمم المكتسب0
ثانيا التصنيف حسب موضع الإصابة:

تصنف الإعاقة السمعية تبعا لموضع الإصابة أو الضعف في الأذن إلي:
1ـ فقدان سمعي توصيلي Conductive Hearing Loss
وتنتج عن أي اضطراب في الأذن الخارجية أو الوسطي يمنع أو يحد من نقل الموجات أو الطاقة الصوتية إلى الأذن الداخلية0
2ـ فقدان سمعي حسي / عصبي Sensorineural Hearing Loss
وتشير إلى حالات الضعف السمعي الناتجة عن أي اضطراب في الأذن الداخلية 00 ويستخدم البعض هذا المصطلح للإشارة إلى اضطرا بات العصب السمعي ايضا0
3ـ فقدان سمعي مختلط Mixed Hearing Loss
وتكون الإعاقة السمعية مختلطة إذا كان الشخص يعاني من إعاقة توصيلية، وإعاقة حس عصبية في الوقت نفسه0
4ـ فقدان سمعي مركزي Centeral Hearing Loss
وتنتج الإعاقة السمعية المركزية عن أي اضطراب في الممرات السمعية في جذع الدماغ أو في المراكز السمعية في الدماغ0
ثالثا: التصنيف حسب شدة الفقدان السمعي:
تصنف مستويات الإعاقة السمعية حسب شدة الفقدان السمعي إلى خمس فئات تتضح في الجدول التالي:
والجدول التالي رقم ( 1 ) يوضح تلك الفئات ج
مستوى الخسارة السمعية بالديسبل مستوى الإعاقة السمعية
25 ـ 40
41 ـ 50
51 ـ 70
71 ـ90
أكثر من 90 بسيطة جدا slight
بسيطة mild
متوسطة moderate
شديدة severe
شديدة جدا profound
جج
( جمال الخطيب, 1997: 25 – 28 )

ومن هنا يتضح أن الإعاقة السمعية تستخدم لتمييز أي فرد يعانى من فقدان السمع بصفة دائمة أو غير مستقره, وفى ضوء ذلك يقتضى التمييز بين مفهوم الأصم Deaf, وضعيف السمع Hard of Hearing, كما يلي:

يوضح عبد المطلب القريطى ( 2001 ) أن الأطفال الصم هم ألئك الذين لا يمكنهم الانتفاع بحاسة السمع في أغراض الحياة العادية سواء من ولد منهم فاقدين السمع تماما ً, أو بدرجه أعجزتهم عن الاعتماد على آذانهم في فهم الكلام وتعلم اللغة, أو من أصيبوا بالصمم في طفولتهم المبكرة قبل أن يكتسبوا الكلام واللغة, أو من أصيبوا بفقدان السمع بعد تعلمهم الكلام واللغة مباشرة لدرجة أن آثار هذا التعلم قد تلاشت تماماً, مما يترتب علية في جميع الأحوال افتقاد المقدرة على الكلام وتعلم اللغة ( عبد المطلب القريطى , 2001 : 312 ) 0

أما عن مفهوم ضعيف السمع, فيذهب أحمد يونس ومصري حنوره ( 1990 ) إلى أن الطفل ضعيف السمع هو الذي لديه تلف في السمع, وعلى الرغم من تخلفه السمعي فإنه يمضى وفقاً للنمط العادي والذي يحتاج من أجل تربيته ترتيبات خاصة أو تسهيلات معينه على الرغم من عدم الحاجة إلى كل الطرق التي تستخدم مع الأطفال ذوى الصمم الكلى ( أحمد يونس ومصري حنوره, 1990: 72 ) 0
ويعرف زيدان السرطاوى ( 1991 ) ضعيف السمع بأنه ذلك الشخص الذي يعانى من نقص في حاسة السمع بدرجه تجعل من الضروري استخدام أجهزة أو أدوات مساعدة حتى يتمكن من فهم الكلام المسموع ( زيدان السرطاوى, 1991: 309 ) 0

ويذكر كل من يسلديك والجوزين Ysseldyke & Aklgozzine ( 1995 ) أن ضعيف السمع هو الفرد الذي يعجز سمعة لدرجة تبلغ عادة ( 35 إلى 69 ديسيبل ), مما يجعل من الصعب علية بدرجة لا تعوقه عن فهم الكلام عبر الأذن فقط سواء باستخدام معين سمعي أو بدونه ( Ysseldyke & Agozzine , 1995 : 385 ) 0

وترى ماجدة عبيد ( 2000 ) أن الطفل ضعيف السمع هو الذي فقد جزءاً من قدرته على السمع بعد أن تكونت عنده مهارة الكلام والقدرة على فهم اللغة وحافظ على قدرته على الكلام, وقد يحتاج هذا الطفل إلى وسائل سمعية معينة ( ماجدة عبيد, 2000: 33 ) 0
ويشير عبد المطلب القريطى ( 2001 ) إلى أن ضعاف السمع هم أولئك الذين لديهم قصور سمعي أو بقايا سمع, ومع ذلك فإن حاسة السمع لديهم تؤدى وظائفها بدرجة ما, ويمكنهم تعلم الكلام واللغة سواء باستخدام المعينات السمعية أو بدونها ( عبد المطلب القريطى, 2001: 312 – 313 ) 0

وفى ضوء ما سبق يتضح, أن الأصم هو الشخص الذي يعانى من فقدان حاسة السمع بدرجة تعوقه عن التواصل مع الآخرين إلا باستخدام طرق خاصة اعتماداً على حاسة الأبصار, في حين أن ضعيف السمع يعانى من عجز جزئي في حاسة السمع فلديه بقايا سمعية تؤهلة للتفاعل مع الآخرين عبر وسائل معينه أي باستخدام المعينات السمعية للحفاظ على ما لديه من بقايا سمعية 0

تأثير الإعاقة السمعية على تقدير الذات والقلق الأجتماعى لدى الطفل ضعيف السمع:
يذكر هينجلر وآخرون Henggeler, et al ( 1995 ) إن اكتشاف الإعاقة السمعية لدى الطفل يعد بمثابة صدمة للوالدين وما يترتب على ذلك من ردود فعل انفعالية من قبيل القلق والغضب والشعور بالذنب والعجز وتتزايد هذة الانفعالات مع نمو الطفل, وعلاوة على هذة الضغوط الانفعالية فلدى الوالدين ضغوط أخرى ذات أهمية أيضاً فالعناية بالطفل المعاق سمعياً ربما تتطلب أشرافاً مكثفاً, واهتماما طبياً خاصاً, وتكاليف مالية باهظة, واندماجا قوياً في تعليم الطفل, والوالدان لا يمتلكان سوى وقت وطاقة قليلة يكرسانها من أجل حاجاتهما وحاجات أفراد أسرتهما الآخرين 0
( Henggeler, et al, 1995: 2** )

كما يشير كل من كالدرون وجرينبرج Calderon & Greenberg ( 1999 ) إلى أن أكشاف الإعاقة السمعية لدى الطفل يجلب كثيراً من الضغوط والتحديات النفسية والبيئية لوالدية وأسرتة, فيواجة الوالدان ضغوطاً وتحديات عديدة منها تعلم طرق جديدة للتواصل, والأندماج بشكل أكبر في صنع القرارات التعليمية, وزيادة الاتصال بالأخصائيين في مجالات عديدة, وشراء واستخدام وسائل دعم تكنولوجية, وعندما ينضج الطفل, فإن الأسر لا تستمر فقط في جهودها من أجل تحقيق الحاجات المناسبة لطفلها, بل أيضاً تواجهها مواقف جديدة تتناولها وتضع لها حلولاً 0
( Calderon & Greenberg, 1999: 8 )
معنى هذا أن أعاقة الطفل أو اكتشافها في الأسرة يعد بمثابة موقف ( حدث ) ضاغط يؤدى إلى تغيير في الأدوار والتوقعات الأسرية, وما يصاحب ذلك من ردود فعل انفعالية لفقدان الوالدين لأمال وطموحات مرتبطة بميلاد الطفل 0
ويؤكد لازاروس Lazarus أن أحداث الطفولة غير السارة التي تتضمن الرفض, والنكران, يؤديان إلى شعور بعدم الأمن, وتوقع الخطر, مما يؤدى إلى حالة من القلق المستمر, وبشكل أكثر تفصيلاً, فإن أحداث الحياة الضاغطة في الطفولة المتمثلة في الرفض والنكران تجعل الفرد يشعر بعدم الأمن, وانخفاض في قيم الذات, مما يجعل الفرد ينظر للعالم على أنة مكان غير آمن, ويتوقع منه الشر والمخاطر, وهذا يؤثر في تقديره وإدراكة لمصادر تلك الأحداث الضاغطة ويقلل من قدراتة في مواجهة تلك الأحداث وهذا ينعكس علية بالإحساس بالقلق ( Lazarus, 1966: 21 ). وتؤكد نتائج دراسة " سيد عجاج " وجود علاقة ارتباطية بين إدراك الأطفال للضغوط الوالدية, وارتفاع مستوى القلق لديهم كإدراك الأبناء للرفض الوالدى, أو عدم فهم مشاعر الطفل, وضعف الألفة, والثقة بينهم, وهذا يجعل الأبناء يشعرون بعدم الأمن, والقلق( سيد عجاج,1992 )

كما أوضحت بعض الدراسات أن ضعاف السمع أقل توازناً في انفعالاتهم, وأكثر انطواء عن سواهم من العاديين ( محمد حسين, 1986: 91 ) 0
ويذهب بات هفس Pat Hughes ( 1998 ) بأن الإعاقة السمعية تؤدى إلى عدم الاستجابة الكافية للمحفزات الاجتماعية واللغوية والسمعية, مما يعوق نمو الطفل الإجتماعى والعاطفي ويعرقل قدرته للتكيف العائلي ( Pat Hughes, 1998: 3 ) 0

ويشير بول وجاكسون Paul & Jackson ( 1993 ) أن من أهم آثار الإعاقة السمعية الافتقار إلى الوعي ( إدراك ) هاديات أو الحوار مما يسبب صعوبة في الإدراك الصحيح لمحتوى الحوار, فيعانى الطفل من صعوبة في متابعة الحوار السريع مع أقرانة مما يؤثر سلباً على التنشئة الاجتماعية ومفهوم الذات ( Paul & Jackson, 1993: 91 ) 0
كما تؤثر الاتجاهات السالبة من جانب الكبار والأقران على تقدير الذات لدى الطفل المعوق, فقد يفسر الآخرون سلوك هؤلاء الأطفال على أنه يدل على اللامبالاة Attentive أو إنه سماع أنتقائى Selective Hearing ( Ross, 1990: 315 ).و نظراً لأن اتجاهات الكبار والأقران سالبة نحو هؤلاء الأطفال فإنهم قد يدركون هؤلاء الأطفال باعتبارهم ذوى قدرة أقل على التعلم وذلك على أساس أنهم يستخدمون معينات سمعية على الإصغاء Listening ويترتب على ذلك كلة تأثير سلبي على تقدير الذات ( Smith & Dowdy , 1995 : 3 ) 0
وعليه فإن المعاقين سمعياً يحاولون تجنب مواقف التفاعل الأجتماعى ويميلون إلى العزلة نتيجة لإحساسهم بعدم المشاركة أو الانتماء إلى الأطفال الآخرين( يوسف القريوتى وآخرون , 1995 : 153 ) 0

ويتفق ذلك مع ما يذكره عبد المطلب القريطى ( 2001 ) بأن الإعاقة السمعية تؤدى إلى إعاقة النمو الإجتماعى للطفل حيث تحد من مشاركاتة وتفاعلاته مع الآخرين واندماجه في المجتمع مما يؤثر على توافقه الإجتماعى, وعلى مدى اكتسابه المهارات الإجتماعية الضرورية واللازمة لحياته في المجتمع, ويضيف عبد المطلب القريطى بأن الإعاقة السمعية تؤدى أيضاً إلى إعاقة النمو الأنفعالى والعاطفي للطفل ( عبد المطلب القريطى , 2001 : 3** ) 0

فضلاً عن ذلك يرى كل من أحمد يونس ومصري حنوره ( 1990 ) أن من أهم آثار الإعاقة السمعية ضعف أو انعدام القدرة على التخاطب اللفظى ( أحمد يونس ومصرى حنورة , 1990 : 19 )

وهكذا يتضح التأثير السلبي للإعاقة السمعية على الطفل, فالطفل السليم يتضمن الرغبة لمواجهة البيئة, يتضمن ذلك المحيط الأجتماعى, ( مستوى عالي ), يميل إلى أن يكون نشيط وأجتماعى, ومهيمن, بينما الطفل المعوق ( الأنطوائى ), ( منخفض ), يميل إلى أن يكون هادى, حذر, وسلبي, وغير أجتماعى(Clark & Mineka,1994 : 103 ) 0

دراسات سابقة:
يعرض الباحث في هذا القسم من أقسام دراستة لبعض الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع دراستة وفق محاور ثلاثة كما يلى:
أولاً: دراسات تناولت تقدير الذات لدى الطفل ضعيف السمع:
أوضحت نتا ئج دراسة تيرى Teri ( 2002 ) إن العجز ( الإعاقة ) ارتبطت سلبياً بتقدير الذات, حيث أن الطفل المعوق عنده تصور سلبي عن نفسه مما يؤثر على كفاءتة الاجتماعية وذلك قد يعيق تفاعلاتة الاجتماعية, أيضاً هم أقل في المشاركة الاجتماعية 0
كما أوضحت دراسة هينشو Hinshaw ( 1994 ) أن تقدير الذات المنخفض يؤدى إلى عجز أنتباة / Hyperactivity فوضى, كآبة, أيضاً علاقات سيئة مع الأقران, عدوان 0

أما دراسة هيشتمان Hechtman ( 1993 ) وجدت ارتباط سالب بين تقدير الذات والمستوى الأكاديمي والسلوكي والأجتماعى لدى الطفل المعوق سمعياً, أيضاً يميل الطفل المعوق أن ينسب فشله الأكاديمي والأجتماعى إلى عوامل خارجية ليست في نطاق تحكمة, كما أنهم أقل سعادة 0

كما أوضحت دراسة جرشام Gresham ( 1998 ) أن الأطفال المعاقين سمعياً يعانون من تقدير ذات منخفض, ومشاعر أكثر من القلق, كما أنهم أقل سعادة 0

ثانياً: دراسات تناولت القلق الأجتماعى لدى الطفل ضعيف السمع:
أوضحت نتائج دراسة فيليبس Phillips ( 1978 ) أن الطفل الذي يعانى من القلق المرتفع, يميل مفهومة عن ذاتة, ومستوى أنجازة وكفاءتة في المدرسة لأن يكون ضعيف على عكس الطفل منخفض القلق 0
أيضاً دراسة أولن ديك وجالون Ollendick & Gullone ( 1992 ) وجدت أن الأطفال أظهروا خوفاً أكثر بالقلق العالي من القلق المنخفض 0
وتشير نتائج دراسة ريتشارد Richard ( 2002 ) أن الإعاقة السمعية يمكن أن تسبب قلق وخوف مرضى, وهذا القلق يؤدى إلى إضطرابات عاطفية معقدة للبعض 0
كما أوضحت نتائج دراسة مايرز Myers ( 2000 ) أن الإعاقة السمعية تؤدى إلى أنماط سلبية متوقعة في أغلب الأحيان من السلوك والموقف, مثل: التجنب, انعزالية, تقدير ذات منخفض, قلق, كآبة 0
ثالثاً: دراسات تناولت الفروق بين الجنسين في تقدير الذات والقلق:
أوضحت نتائج دراسة كل من ستكورد Stockard ( 1991 ) وبريورPryoe ( 1994 ) أن المستويات الأدنى من تقدير الذات وجدت عند الإناث أكثر من الذكور 0
وفى نفس السياق أوضحت نتائج دراسة مارى وآخرون Mary et al ( 1998 ) أن الأولاد يبلغون عن مشاعر أكثر ايجابية حول أنفسهم 0
كما أوضحت نتائج دراسة جاكسون Gackson ( 1994 )أن هناك علاقة معكوسة بين تقدير الذات والقلق, وهذة العلاقة أقوى بكثير للبنات من الأولاد 0
أيضاً دراسة كل من جالون Gullone ( 1993 ) واولن ديك Ollendick ( 1985 ) واولير Ollier ( 1991 ) وجدت ارتباط بين القلق والإعاقة السمعية ممثلاً فى: خوف التقييم والنقد, الخوف من الحيوانات, الانتقال إلى مدرسة جديدة, الخوف من الموت, خطر, فشل, وهذا الارتباط أقوى عند الإناث من الذكور 0

تعليق عام على الدراسات السابقة:
من خلال عرض الدراسات السابقة أتضح وجود علاقة سالبة بين تقدير الذات والقلق, بمعنى كلما ارتفع مستوى القلق انخفض مستوى تقدير الذات وكلما انخفض مستوى القلق ارتفع مستوى تقدير الذات, ولذا فالأفراد ذوى تقدير الذات المرتفع بمنأى عن القلق والتوتر, أم ذوى تقدير الذات المنخفض فهم يعانون درجة عالية من القلق والتوتر 0
وقد أتضح أن الإعاقة السمعية للطفل تنعكس بالسلب على توافقة الاجتماعي حيث يكون أكثر انطواء وعزلة وإتصالاتة الاجتماعية محدودة
وتضمنت تلك الدراسات فى طياتها دراسة الفروق بين الجنسين, نجد أنها أثبتت وجود فروق بين الجنسين لصالح الذكور ولكن كانت هذة الفروق بسيطة, ويمكن تعليل ذلك بأن البيئة أصبحت تعطى فرصاً متكافئة للجنسين في جميع المجالات وخاصة مع تطور المجتمع وتقدمة أصبح كل من المنزل والمدرسة يعطى نفس الدور لكل من الذكر والأنثى سواء على مستوى المنزل أو المدرسة, ورغم هذا فلكل جنس طبيعتة المميزة لة وخاصة في حكم الشخص على نفسة فعندما تكون الأنثى بجانب الذكر في مرحلة الطفولة يكون الأولاد قادرين على تسيير أمورهم وأكثر سيطرة من البنات حيث لم تصل الأنثى بعد إلى دورها المميز بجانب الذكر والذي سوف يكسبة لها المجتمع الحديث فيما بعد والذي يعطى نفس الفرص المتكافئة لكل من الذكر والأنثى 0

فروض الدراسة:
من خلال الإطار النظري والدراسات السابقة يصوغ الباحث فروض دراستة على النحو التالى:
1- توجد علاقة ارتباطية سالبة بين تقدير الذات والقلق الأجتماعى لدى الأطفال ضعاف السمع من الجنسين0
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث على متغير القلق الأجتماعى , وذلك لصالح الإناث 0
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث على متغير تقدير الذات , وذلك لصالح الذكور 0


عينة الدراسة:
تتكون عينة الدراسة * في صورتها النهائية من ( 120 ) طفل بمدرسة الأمل الابتدائية للصم وضعاف السمع بمدينة بنها, محافظة القليوبية, ويتراوح أعمارهم ما بين ( 9 – 12 ) عاماً بمتوسط عمري ( 44, 10 ) سنوات, وانحراف معياري قدره ( 82, 0 ), ولديهم فقد سمعي يتراوح ما بين ( 41 – 55 ) ديسيبل**, ويرتدون أداة معينة 0
ــــــــــــــــــــــ
تم اختيار عينة الدراسة من مستوى اجتماعي واقتصادي متوسط وفقاً لمؤشرات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المدونة في سجلات هؤلاء الأطفال بالمدرسة 0
** استند الباحث في تحديد الفقد السمعي لدى الطفل من خلال القياس السمعي للطفل المدون في ملف الطفل بالمدرسة وتوجية مدرس الفصل والاخصائى النفسي 0
أدوات الدراسة :

1- مقياس تقدير الذات للأطفال : إعداد : الباحث



استنادا إلى الإطار النظري, وإلى العديد من المقاييس المقننة من قبيل:اختبار مفهوم الذات للكبار ( 1961 ) من إعداد محمد عماد الدين إسماعيل , ومقياس تقدير الذات للأطفال ( 1967 ) من إعداد كوبر سميث Coopersmith , واختبار مفهوم الذات الخاص ( 1972 ) من إعداد حامد زهران , ومقياس الدافع للإنجاز ( 1976 ) من إعداد محمود عبد القادر محمد , واختبار تقدير الذات للمراهقين والراشدين ( 1991 ) من إعداد عبد الله عسكر , استطاع الباحث أن يحصل على مجموعة كبيرة من العبارات... فقام الباحث بصياغة ( 15 ) عبارة رأى أنها تعبر عن مجال احترام الذات وتشمل جوانب مثل الجدارة والكفاءة والثقة بالنفس وقوة الشخصية والاستقلالية , ( 14 ) عبارة رأى أنها تعبر عن مجال التقدير من الآخرين وتشمل جوانب مثل المكانة والتقبل والانتباة والمركز والشهرة .. ثم قام الباحث بعرض هذة العبارات على ( 5 ) خمسة من السادة الأساتذة الدكاترة المتخصصين في الصحة النفسية وعلم النفس.. وفى ضوء ذلك استبعد الباحث (5 ) خمس عبارات من العبارات التي تعبر عن مجال احترام الذات والتي كانت نسبة الاتفاق عليها من السادة المحكمين 80 %فأقل وكذلك قام الباحث باستبعاد ( 4 ) أربع عبارات من العبارات التي تعبر عن مجال التقدير من الآخرين والتي كانت نسبة الاتفاق عليها من السادة المحكمين 80 % فأقل 0 ومن ثم أصبح المقياس في صورتة المبدئية مؤلفا من (20 ) عبارة : ( 10 ) عبارات تقيس تقدير الذات في مجال احترام الذات , و ( 10 ) عبارات تقيس تقدير الذات في مجال التقدير من الآخرين , ثم قام الباحث بعد ذلك بتقنين المقياس بالطرق العلمية السليمة وذلك بحساب صدق وثبات المقياس على النحو التالي :


صدق المقياس:


لقد أصبح من الأمور المسلم بها في مجال القياس النفسي أنة كلما تعددت الطرق المستخدمة في التحقق من صدق الأداة, كان ذلك مدعاة لقدر أكبر من الثقة في هذة الأداة ومؤشراً على قدرتها على قياس الجانب موضوع الاهتمام فيها ( إبراهيم قشقوش, 1988 :12) وحسب الباحث أن يشير إلى أن أسم المقياس متصلاً بمضمونة مما يعنى الصدق الفرضي للمقياس , كما أن المقياس يتميز بكونة ملائماً للمرحلة العمرية وهى الطفولة المتأخرة مما يعنى الصدق السطحي , كما أن المقياس قائم في ذاتة على مفاهيم علم النفس والصحة النفسية وكانت عباراته معتمدة على بعدى تقدير الذات في مجال احترام الذات ومجال التقدير من الآخرين , وهذا ما أتفق علية السادة الأساتذة المحكمين مما يعرف بالصدق المنطقي , وهذة الأفرع الثلاثة من الصدق هي ما أسماها فؤاد البهي بالصدق الوصفى , أما عن الصدق الأحصائى فقد قام الباحث بحساب الصدق الداخلي وصدق المقارنة الطرفية ( الصدق التمييزى ) على النحو التالي :
الصدق الداخلي:

حيث قام الباحث بتطبيق المقياس – من خلال مدرس الفصل – وذلك على عينة قوامها (120 ) طفلاً من الصم وضعاف السمع (60من الصم, 60من ضعاف السمع ) بمدرسة الأمل الابتدائية للصم وضعاف �
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 588 مشاهدة
نشرت فى 16 مارس 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,792,397