عدس وبليلة وحمص.. دفء وشفاء وبروتين للفقراء

بحلول فصل الشتاء تبدأ رائحة طبق العدس وطعم حمص الشام والبليلة «تهف» على نفوس المصريين، فهى أكلات شعبية شهيرة بأنها تمنح الجسم الدفء والطاقة المطلوبين لمواجهة برودة الجو، إضافة إلى زهد التكلفة، حيث إن سعر كيلو القمح ٥ جنيهات، أما الحمص فسعر الكيلو البلدى والمستورد ٨ جنيهات، أما العدس الأصفر فسعر الكيلو ١٠ جنيهات، وتكفى كمية الكيلو من تلك الحبوب للطهى على أربع مرات، حيث إن حجم «الحبة» يزيد عند الطهى فتتضاعف كميتها.

وعن القيمة الغذائية لهذه الأكلات تقول د. ماجدة رمزى، كبير إخصائى التغذية بالمعهد القومى للتغذية: العدس الأصفر يحتوى على كمية كبيرة من البروتين بما يجعله بديلاً للحوم ومن هنا أشيع عنه إنه «لحم الفقراء» لأنه بروتين رخيص الثمن، و١٠٠ جم فقط منه تمنح الجسم ٣٧٠ سعراً حرارياً، ويحتوى على ٥.٢٣ % بروتينات و٥٤.٨ كربوهيدرات و٩.١% دهون، أى أنه بروتين آمن وخال من الدهون الضارة، وبسبب نسبة الكربوهيدرات التى يحتوى عليها العدس يعتبر مصدراً جيداً للطاقة، كما أنه يحتوى على فيتامين (ب ٩)، و(ب ٦) المقويين للأعصاب، ويحتوى أيضاً على مركبات حديد وفسفور، وكالسيوم، وفيتامين (أ)، وبه مواد مضادة للأكسدة، لذا يفضل كثير من المصريين تناوله خلال الشتاء مع طبق سلطة خضراء كوجبة متوازنة. وليس هناك أى ضرر من تناول العدس حتى ولو بصفة يومية إلا على المصابين بـ«أنيميا الفول» وكذلك من لديهم مشكلات صحية فى المعدة والقولون.

أما البليلة أو القمح فيطلق عليها «ملكة الحبوب» لما لها من قيمة غذائية عالية، حيث إن ١٠٠ جم من القمح يحتوى على ٣٤٠ سعر حرارى، أما العناصر الغذائية فتلك الحبة الكاملة تضم أملاحاً معدنية وأحماضاً أمينية وحديد ويود وسيلنيوم وفيتامين (ب١) و(ب٢) و(ب٦)، وغنية بفيتامين (E) المقوى للمناعة، كما تمنع الإصابة بالإمساك، وتقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة، ويمكن تناولها مزودة باللبن كوجبة إفطار خاصة للأطفال، ويمكن أيضاً أن يتناولها مرضى السكر والمتبعون للرجيم دون إضافة سكر، فالسكريات التى تحتوى عليها الحبوب سكريات معقدة لا نخشى على المرضى منها ولكن نتخوف من السكريات البسيطة مثل الموجودة فى المربى والحلاوة.

الحمص هو الآخر له قيمته الغذائية العالية، «١٠٠ جم» منه تحتوى على ١٦٤ سعراً حرارياً، وهو مصدر غنى بالبروتين النباتى وكذلك الكربوهيدرات، ويحتوى على أملاح معدنية وحديد وزنك وفسفور، وهى عناصر مهمة لتقوية الذاكرة، كما أنه يعمل على بناء الأنسجة، ويخفض نسبة الكوليسترول الضار فى الدم وينظم السكر ويمنع الأكسدة لاحتوائه على مادة «السابونين»، والتى تخفف من نسبة تكاثر الخلايا السرطانية، وترفع من كفاءة الجهاز المناعى.

وتنصح د. ماجدة بضرورة نقع الحمص قبل سلقه لمدة ١٢ ساعة والتخلص من مياه النقع لاحتوائها على سم «الفاتوكسن»، واتباع الطريقة نفسها مع جميع البقوليات والحبوب، مشيرة إلى أن تناول هذه الأكلات بشكل معتدل وصحى يمد الجسم باحتياجاته من مواد ضرورية، دون إدخال إضافات خارجية مثل السمن أو الدهون إلى العدس والأفضل طهوه مع خضروات كالكوسة والجزر، وتجنب البطاطس حتى لا نرفع نسبة الكربوهيدرات بالوجبة.