دعامات ذاتـية التحلل... الثورة الرابعة في توسيع الشرايين
سهير هدايت
أعلن الاتحاد الاوروبي منذ أيام موافقته البدء باستعمال الدعامات ذاتية التحلل والتي تذوب في خلال أشهر الي سنوات قليلة بعد تركيبها في المرضي .
وتترك الشرايين التاجية طبيعية وبدون أجسام غربية داخلها. ويوضح الدكتور هاني راجي استشاري القلب بمعهد القلب أن هذه الدعامات تعتبر فتحا علميا من أهم الأحداث العالمية في علاج الشرايين التاجية خلال القرن الحادي والعشرين, علما بأن هذه الدعامات دوائية علي أعلي مستوي ومصنعة من مادة حمض البولي لاكتيك, هي مادة تذوب بالكامل دون أي ضرر لجسم الإنسان بعدما تؤدي الدعامة غرضها في توسيع الشريان التاجي, مشيرا الي أن هذه الدعامات ذاتية التحلل عبر مايسمي التأكل البيولوجي, ومزاياها انها لاتترك أجسام معدنية مدي الحياة داخل الشرايين التاجية مثل الدعامات المعدنية الحالية, ويأمل العلماء أنه بعد تحللها سوف لايضطر المرضي لأخذ عقاقير السيولة لمدد طويلة, كما يمكن تصوير تلك الدعامات الجديدة بالأشعة المقطعية بسهولة.
واضاف الدكتور راجي أن هذه الدعامة التي يتم صنعها من حمض البولي لاكتيك يتم تغطيتها بمركب ايفروليمس, وهي تمنع عودة الضيق داخل الشريان كأي دعامة دوائية, ولكن الفارق أن الدعامة تتحلل ذاتيا ببطء شديد قد يصل الي أكثر من عامين قبل أن تختفي تماما وتترك الشريان في حالة طبيعية وكأن شيئا لم يكن, وقد استخدمت هذه الدعامة بالولايات المتحدة واوروبا في عدد من المراكز الطبية المتخصصة في المانيا وهولندا واستراليا, في إطار دراسة تسمي ابسوربabsorb وتم خلالها عمل قسطرة قلبية وموجات صوتية داخل الشرايين التاجية علي مراحل متعددة لمتابعة درجة تحلل الدعامة والتأكد من عدم عودة الضيق داخل الشرايين, وقد امتدت فترات المتابعة أكثر من3 سنوات قبل التأكد من فاعليتها في منع عودة الضيق داخل الشرايين والتحلل الكامل بدون اثار جانبية خلال تلك الفترة وبناء عليه وافق الاتحاد الاوروبي علي بدء استعمالها في المرضي. وقد وصف الدكتور باترك سورايوز من هولندا تلك الدعامات بالثورة الرابعة في توسيع الشرايين, حيث كانت الأولي هي التوسيع البالوني والثانية الدعامات المعدنية العادية والثالثة الدعامات المعدنية الدوائية, و الرابعة الدعامات غير المعدنية ذاتية التحلل.
ساحة النقاش