http://acofps.com/vb/showthread.php?p=53824
النمو مدى الحياة
Life Span Development
مدخل وتقديم:
مفهوم النمو والنمو مدى الحياة.
تاريخ البحث في النمو.
الاستمرارية – عدم الاستمرارية في النمو.
المرحلية – التدرج في النمو.
مناهج البحث العلمي في النمو.
قضايا للحوار: (ما وضع البحث في النمو الإنساني في العالم العربي؟ هل ما يتم تدريسه فعلا يعكس خصائص النمو للإنسان العربي؟ أليس هناك فروق ثقافية تفرض علينا الاعتماد على نتائج البحث على العينات العربية؟ وهل نتاج البحث العربي يمكن أن تساعد فعلا على فهم جوانب النمو الإنساني؟).
نظريات النمو:
ما المفهوم العلمي للنظرية؟ وماذا نعني بنظرية في النمو؟
هل هناك نظريات يمكن أن تفسر النمو وأخرى لا تفسره إذا نظرنا للنمو على انه التغير خلال مراحل العمر أو على انه دراسة سمات الشخصية (كل متكامل من سمات الفرد تنتج فاعلية تتسم بالعمومية في بعض جوانبها والخصوصية المميزة للأفراد في آخر) في مراحل العمر المختلفة؟.
هل تختلف النظريات تبعا لمفهوم المرحلية أو عدم الاستمرارية مقابل الاستمرارية في النمو.
هل تختلف النظريات من حيث اعتبارها نظريات مدى الحياة أو نظريات تنظر إلى المراهقة كنهاية للنمو في الكثير من الجوانب.
ألا تختلف النظريات من حيث من حيث مجال اهتمامها؟ النمو النفس اجتماعي (الشخصي، المعرفي، الاجتماعي ، الأخلاقي....)؟
ألا تختلف النظريات من حيث مجال اهتمامها والمرحلة المركزة عليها في نفس الوقت؟
ألا تختلف النظريات من حيث تحديدها لميكانزم النمو؟
ما مدى اخذ النظريات للفروق الجنسية والفردية والثقافية في الاعتبار؟ ألا تختلف بعض النظريات في ذلك؟
هل تعتبر تقتصر نظريات النمو على النظريات المفسرة للتغير المرحلي؟ أم أنها أيضا تشمل تلك التي تناقش بعض سمات الشخصية وتكوينها والعوامل المؤثرة فيها؟
هل تقتصر نظريات النمو على النظريات المفسرة للنمو المعياري في حالة السواء أو حتى تلك التي تستعرض مهددات النمو المعياري؟ أم أنها تشمل أيضا النظريات المفسرة للاضطرابات على اعتبار أنها مظاهر للنمو غير السوي فضلا عن تطورها كعملية نمو خاصة مدى الحياة أو في مرحلة عمرية؟
هل يمكن للمدارس العامة مثل التحليلية والسلوكية....أن تقدم تصورا عن التفسير النظري لعمليات النمو في علم النفس؟ وبمعنى آخر هل يمكن تفسير النمو من خلال النظرة الفكرية العامة للمدرسة وإغفال ما قدمته النظريات المندرجة تحتها؟
كيف يمكن أن نعتبر النظريات نظريات نمو؟ أم أن مثل هذه التسميات مصطنعة؟ وبالتالي فإنها نظريات نفسية مفسرة للنمو؟ وهل جميع جوانب النمو نفسية؟ ولكن هل من الممكن النظر إلى خصائص الإنسان غير النفسية منفصلة عن آثارها النفسية؟
في ظل الطرح السابق؟ ما مدى مصداقية التصنيفات المعاصرة وخاصة ما يطرح في الكتب الجامعية لنظريات النمو؟
وأيضا كيف يمكن تصنيف نظريات النمو.
قضايا للحوار: (ما مدى مساهمة المتخصصين العرب في تكوين الأساس النظري لفهم النمو الإنساني؟ وإذا لم يكن هناك مساهمة فما معوقات ذلك؟).
العوامل المؤثرة على النمو:
العوامل البايولوجية ، العوامل الفسيولوجية، العوامل البدنية الشكلية، العوامل البيئية المادية، العوامل الاجتماعية والثقافية، البناء النفسي.
قضايا للحوار: (ما اثر الثقافة العربية والإسلامية بشكل خاص على النمو النفس الاجتماعي؟ ما أهم الفروق الجنسية (بين الجنسين) المحتملة في العالم العربي أو المحلي الناتجة عن الثقافة؟ ما محددات نمو وتشكل الأدوار الجنسية (ادوار الذكور والإناث)وما اثر الثقافة في ذلك بشكل خاص؟ ما مدى إدراك العامة من الناس للعوامل المشكلة لنموهم أو نمو أبنائهم؟).
مرحلة ما قبل الميلاد (التلقيح والحمل):
الأساس الجيني لنمو الإنسان: الخلايا البدنية والخلايا الجنسية، تكوين الخلية الإنسانية، التلقيح.
النمو الجسمي والحركي.
نمو الجهاز العصبي .
الولادة.
الحالة النفسية للام وعلاقتها بنمو الجنين.
مشكلات النمو المحتملة كنتاج للاختلالات الجينية .
مشكلات رفض جسم الأم للجنين.
اثر بيئة الحمل على النمو (بيئة الرحم ، التغذية، تعاطي الأم للمواد المختلفة....).
مشكلات النمو المحتملة خلال عملية الولادة .
قضايا للمناقشة: ( اثر الفحص الجيني للراغبين في الزوج على الحد من مشكلات النمو الجينية الأساس، أهمية المتابعة الطبية للام الحامل والجنين، اكتشاف مشكلات النمو خلال مرحلة الحمل وأساليب العلاج، الوعي الطبي والثقافي للحوامل، ...).
مرحلة الرضاعة (الحضانة):
النمو الجسمي والحركي.
نمو الجهاز العصبي .
النمو العقلي المعرفي: بياجيه مرحلة النمو الحس حركي ومراحلها الفرعية.
النمو الحسي في مرحلة الرضاعة.
العوامل المؤثرة على النمو: العوامل الجينية، إصابات الحمل والولادة، العوامل الاجتماعية (العلاقة بالأم)، العوامل البيئية غير الاجتماعية (التغذية والأمراض)، التركيب النفسي المتدرج والإصابات النفسية الناتجة عن الخبرات السابقة(راجع وجهة نظر اريكسون، ماهلر في تطور البناء النفسي)..
النمو النفس اجتماعي : وجهة النظر اافرويدية (المراحل الشبقية الأولى من النم النفس جنسي)، وجهة نظر اريكسون في نمو الانا (1)الثقة مقابل عدم الثقة ، (2) الاستقلالية مقابل الشك والخجل ؛ (3) وجهة نظر ماهلر: مراحل الافتراق والتشخص خلال مرحلة الرضاعة Separation individuation ؛ (4) وجهة نظر باولبي واينسورث في اثر الارتباط attachment على النمو النفسي.
الحالة الانفعالية: طبيعة الانفعالات، ارتباط الانفعالات بالحاجات الاساسية للمرحلة، ضرورة الانفعال كوسيلة للتواصل من اجل الاشباع، انحراف الانفعالات عن السواء كنتيجة لطبيعة النمو النفس اجتماعي، واثر اسلوب الرعاية في اتساع او ضيق الحاجات الاساسية وبالتالي انحراف النمو الانفعالي.
مشكلات النمو المحتملة خلال مرحلة الرضاعة . ( جميع الاضطرابات البايولجية تظهر اثارها في هذه المرحلة: امثلة من المنغولية والتخلف العقلي....).
قضايا للمناقشة: ( الرضاعة الطبيعية وغير الطبيعية وأثرها على النمو النفسي، اثر وجود المربيات على نمو الرضيع في سنواته الأولى، العلاقة بين عمر الوالدين وخبرتهما والنمو النفسي لدى الرضع......).
مرحلة الطفولة المبكرة:
النمو الجسمي والحركي.
نمو الجهاز العصبي .
النمو العقلي المعرفي: بياجيه مرحلة التفكير العياني.
العوامل المؤثرة على النمو: العوامل الجينية، إصابات الحمل والولادة، العوامل الاجتماعية (العلاقة بالأم)، العوامل البيئية غير الاجتماعية (التغذية والأمراض)، التركيب النفسي المتدرج والإصابات النفسية الناتجة عن الخبرات السابقة(راجع وجهة نظر اريكسون، ماهلر في تطور البناء النفسي)..
النمو النفس اجتماعي : وجهة النظر اافرويدية (االمرحلة الاوديبية)، وجهة نظر اريكسون في نمو الانا (1)امرحلة المبادرة مقابل الشعور بالذنب..
الحالة الانفعالية: حساسية المرحلة من الناحية الانفعالية كنتيجة لاهمية الازمة الاوديبية واهمية الارتباط.
مشكلات النمو المحتملة خلال مرحلة الرضاعة . ( يستمر وضوح المشكلات ذات الاساس البايولوجي، تظهر الاضطرابات النفسية والسلوكية الناتجة عن الحلول السلبية لازمات النمو، ومن ذلك قلق الغرباء، عدم ضبط الاخراج في بدايات المرحلة....).
قضايا للمناقشة: ( االرعاية الوالدية، المربيات، دور الحضانة واثرها في طبيعة النمو النفس اجتماعي ..).
العوامل المؤثرة في تطور الاطفال
الاستاذ الدكتور يعرب خيون
ايار 2005
سنتطرق في هذه المقالة الى تحديد العوامل البيئية المؤثرة في التطور الحركي والنمو الحركي عند الاطفال، اما باقي العوامل الاخرى كالوراثة والجنس وغيرها فسوف نتطرق اليها فيما بعد وتحديدا عند التطرق الى موضوع الفروق الفردية في مقالة اخرى.
الغــــــذاء: Nutrition
منذ ولادة الطفل فأنه يعتمد اعتمادا كاملا على الغذاء في النمو ولاسيما السنوات الخمس الاولى من حياته. ان الخمس سنوات الاولى من حياة الطفل هي فترة تكوينه الجسمي، لذلك يجب توفير الغذاء المناسب والكامل له. ان أي نقص في الغذاء خلال السنوات الخمس الاولى سوف لن يعوض لاحقا عندما يكبر الطفل. ان هذه الفترة هي فترة تكوين ونمو الانسجة المختلفة ولاسيما العظام والتي تتأثر بنقص الغذاء وتنمو على شكل اقواس بدلا من خطوط مستقيمة.
ان سبب ذلك هو ان الطفل بعد الولادة لا يتمتع بعظام قوية وانما غضروفية وقابلة للطي وان الغذاء المناسب يساعد على زيادة صلابة العظم وبالتالي تحمل وزن الجسم محافظا على استقامته، وبنظرة واحدة الى أفراد المجتمعات التي تعاني من نقص الغذاء malnutrition نلاحظ تقوس العظام. ومتى ما تقوست العظام بهذا الشكل فأن الغذاء الذي يأتي لاحقا سيكون تأثيره قليل جدا.
ان تقوس العظام يؤدي الى قصر دولها لان طول العظم يتمدد وراثياً. وعلى هذا الاساس فأن الافراد الذين يعانون من نقص الغذاء ولاسيما في الخمسة سنوات الاولى سوف يكونون أقصر من أقرانهم او توائمهم الذين تمتعوا بالغذاء الكامل والمناسب. اما العضلات فأنها لا تتأثربالمقدار الذي يتأثر العظم به نتيجة نقص الغذاء. ولكن الغذاء الصحيح يساعد في تفعيل المناعة عند الطفل. ومثلما كان للغذاء دورا ايجابيا لنمو الطفل فأنه له دور سلبي اذا لم يتم تحديد نوعية وكمية الغذاء. لان الافراط في الغذاء يسبب السمنة obesity والتي تؤثر سلبا على حركة الطفل ومن نشاطه.
الطروف البيئية والطقس : Environment
ان تطور الاطفال يتأثر بالمحيط والتضاريس التي ينمو ويترعرع فيها الطفل. فأطفال البدو يتمتعون بقدرات وتكيف مناسب لحرارة الجو والحياة القاسية. أما الطفل الذي ينمو في منطقة جبلية لا يشبه الى حد ما طفل ينمو في السهول وكلاهما لا يشبهان طفل ينمو على شواطئ الانهار او البحار. ان الطبيعة تؤثر في النمو ويتكيف الطفل لهذه الطبيعة.
الحالة الاجتماعية : Social factor
ان أغلب الابطال الرياضيين والمستويات العليا ينحدرون من طبقات فقيرة. وان هذه الظاهرة تعود الى سببين، أولهما ان للطفل فرحة للعب في الشوارع والازقة مع الاقران مما يوفر ظروف وبيئة مناسبة لتطوير قدراتهم ويأخذ الجسم القسط الكافي من النشاط الذي يحتاجه الطفل. أما العامل الثاني فأنه متطلبات الحياة القاسية في المجتمعات او الاحياء الفقيرة تحتم على الاطفال تحمل بعض المسؤوليات ويكون أغلبها بدنية مما يعطيه فرص استخدام وتطوير قدراته البدنية.
ومن جانب آخر فأن أطفال المجتمعات الراقية والذين يسكنون في بيوت وقصور فخمة وتزخر بالانتيكات والنظافة الفائقة، فأن أطفالهم يجب ان يكونوا بمستوى تلك النظافة والاناقة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى فأن الاهتمام الزائد بهؤلاء الاطفال والخوف عليهم من الاصابة في اثناء اللعب يجعلهم يلجأون الى نشاكات اخرى غير بدنية وبالتالي فأنهم لا يأخذون القسط الوافي من فرص تعريض اجسامهم للنشاط البدني الذي يساعد على النمو الصحيح.
فلوا اخذنا أطفال مناطق من مناطق شعبية لوجدنا ان مستوى الرمي لديهم متطور مقارنة مع اطفال المناطق الراقية وكذلك المسك والقفز والركض (والسير على الجدران!!). ان فرص تطوير الاشكال الحركية عند الاكفال يوفر لهم استعداد عالي لتقبل المهارات الرياضية مستقبلا لان اغلب المهارات الرياضية تعتمد فاعلية وكفاءة المهارات الحركية الاساسية.
ان السلوك الحركي يتأثر بنوع المجتمع. فمثلا في المجتمعات المحافظة للقاليد والدين يجد ان البنات المراهقات يدفعن أكتافهن للامام لغرض التغطية على زيادة حجم الصدر، وبمرور السنين تتحول هذه كطريقة في المشي. أما المجتمعات المنفتحة فنجد أن الفتاة تتبارى مع اقرانها في عرض مفاتنها.
في اليمن قديما كان اليهود يعاملون باحترام قليل في اثناء مرورهم في الاسواق، فقد كان مسموح لليمني بضرب اليهودي المار في السوق او الشارع، ان هذا الامر قد غير في طريقة مشي الشخص اليهودي، فأنه يمشي بترقب وبخطوات سريعة وقصيرة ويحاول ان لا يجلب الانتباه. وبعد عدة قرون تحولت هذه الطريقة بالمشي الى الاولاد والاحفاد فأصبحت سمة لطريقة المشي اليهودية في اليمن. وحاليا يمكن التعرف على اليهود الذين ينحدرون من اليمن بمراقبة طريقة سيرهم.
الحالة النفسية: Psychological factor
ان السلوك الحركي يتأثر بشكل كبير بالحالة النفسية. فكلما زاد القلق عن حده الطبيعي كلما قلت دقة الاداء. ويظهر هذا واضحا في أثناء انفعال أي فرد فأنه يفقد السيطرة الحركية ويضعف عنده دقة الاداء. ان الطفل الذي يترعرع في بيت يشيع فيه الحب والحنان بين أفراد العائلة فأنه يتصور ان العالم كله هو ضمن هذا المعيار. وعلى العكس فالطفل الذي يترعرع في بيت تسوده المشاكل والحل يكون عن طريق تبادل الشتائم والاصوات العالية وقد تصل احيانا الى استخدام الاطراف العليا والسفلى في حل المشاكل!!، فأن هذا الطفل يرى العالم الخارجي من خلال بيته وبيئته.
فالطفل الاول سيكون ودودا وحنونا لاسيما مع الحيوانات الصغيرة وكذلك يكون هادئا. أما الطفل الثاني فسيكون عدوانيا وشرس الطباع ويحاول ان يحل مشاكله بكل الاوجه عدا التفاهم. والسؤال هنا لماذا يختار بعض الاطفال أو الناشئين أو المراهقين بعض الالعاب القتالية ويعشقونها؟ هل يعود السبب الى الطفولة؟ وهناك أطفال لا يحبون الالعاب القتالية وانما الالعاب الجماعية والتي تؤكد على التعاون بين الافراد للوصول الى هدف واحد. ان هذا الامر يحتاج الى دراسات وبحوث، لان الدراسات الحالية لم تصل الى حقائق ثابتة في هذا الجانب.
<!-- / message -->
العوامل العرقية ونمو الشخصية في المجتمع البدوي
بقلم: د. بديع القشاعلة - اخصائي نفسي
منذ القدم كان المجتمع البدوي محط أنظار الكثير من الباحثين في العديد من المجالات. ويعتقد كثير من الدارسين أن المجتمع البدوي يحتاج إلى البحث والدراسة بشكل مستمر.
يمر المجتمع البدوي بحالة تغيير كبيرة في كل مجالات الحياة, وقد دخل فيما يسمى بالعولمة والتقدم التكنولوجي, وعلى الرغم من ذلك نجده مازال متمسكاً بعاداته وتراثه وتقاليده القديمة. إن البدوي يعيش بفكره حياته القديمة دامجاً معها التقدم المتسارع من حوله.
لقد توجهت العديد من الأبحاث الميدانية إلى دراسة النشاطات النفسية لدى مختلف الشعوب والأعراق وفي ثقافات مختلفة. وقد أشارت هذه الأبحاث إلى دور العائلة في النمو النفسي للطفل, إذ أن عملية التنشئة الاجتماعية socialization تعتمد كثيراً على مكونات الإنسان الثقافية والدينية والتراثية. من هذا المنطلق وجد أن العوامل النفس-عرقية Ethno-psychologyتلعب دوراً هاماً في تكوين العلاقات الأسرية والمواقف الأبوية وأنماط التربية الأسرية.
إن الوصول إلى الفهم الجيد لسلوك الطفل البدوي ولعملية نموه النفسي, يحتاج إلى دراسة عملية التنشئة الاجتماعية socialization التي يمر بها, والعوامل الاثنية والثقافية التي تلعب دوراً في تأسيس شخصيته. إن الأسرة هي أساس ونواة بناء المجتمعات، فإن كان بناؤها سليماً كانت المجتمعات سليمة ودورها هام في تطور ونمو الناس إذ أنها تخرج الأفراد الذين يبنون الحياة, وسلامة المجتمع تكمن في سلامة الأفراد. ولو نظرنا إلى العائلة البدوية لوجدناها عائلة بسيطة ومتواضعة وتكثر فيها مظاهر الفقر. تتكون من أب وأم واحياناً الزوجة الثانية والثالثة والرابعة ومجموعة من الأطفال, ونجد أن المحيط البيتي للعائلة البدوية يفتقر إلى الكثير من الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية, وهو محيط ضيق لا يتلاءم مع عدد الأفراد الذين يحيون فيه. ولهذه الأمور بالطبع الكثير من الآثار السلبية التي تساهم في إرباك الشخصية البدوية والتي تتصارع مع محيطها محاولة التأقلم مع هذه الظروف القاسية.
والعائلة البدوية في النقب تبتعد كل البعد في كثيرٍ من الأحيان عن مظاهر الترف والبذخ وتحيا حياة بسيطة تعتمد على ما هو أوّلي في بناء العائلة. إن العادات والتقاليد والتراث هو أساس التنشئة الاجتماعية لدى الإنسان البدوي. ودون أدنى شك فإنها متأصلة فيه وتلعب دوراً هاماً في بناء شخصيته وبناء شخصية أطفاله.
العوامل التي تؤثر على نمو الشخصية البدوية:
1.كثرة الأطفال. إن تعدد الأطفال يعتبر سبباً في تعقيد الأمور على الأب والأم في تربية أطفالهم. وتزداد صعوبة التعامل مع الحياة من عدة نواحي, الناحية الاقتصادية والناحية التعاملية وغيرها, إذ يصعب على الأم أو الأب وجود الوقت الكافي لرعاية أطفالهم جميعاً, الأمر الذي يؤدي إلى فتور في العلاقات العاطفية بينهم وبين أطفالهم. مما يسبب الكثير من المشاكل السلوكية, وارتباك في الشخصية.
2.الفقر. وهو من العوامل التي تحد من الحصول على الكثير من الاحتياجات الأساسية, التي يحتاجها الطفل كي ينمي شخصية سوية وسليمة. كما ويولد هذا النقص عدم الاستقرار العائلي وبالتالي عدم الاستقرار في الأساليب التربوية.
3.عملية التطور السريعة التي يمر بها المجتمع البدوي في النقب, تساعد على زيادة البلبلة النفسية في العائلة مما ينعكس سلباً على سلوك الآباء وبالتالي الأطفال.
4.الخلافات الدائمة والصراعات بين العائلات والثأر والعصبية القبلية. يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي في العائلة, الذي هو ضروري لاستقرار النمو النفسي للأطفال.
5.إيمان الكثير من الناس في الخزعبلات, الدراويش, المعالجين, السحر والأساطير. مما يساعد على نمو مفهوم ذات متدني لدى الكثير منهم, وقد ينعكس هذا في أساليب التربية لديهم لأطفالهم, الأمر الذي يساعد على نمو جيل تنقصه الثقة بنفسه.
عزيزي القارئ هذه بعض من عوامل كثيرة تؤثر على نمو الشخصية البدوية... وقد ارتأيت أن أذكر أهمها, هذا والله ولي التوفيق.
<!-- / message -->
العوامل التي تؤثر على المراهقين
مقدمه:-
كثيرا ما يشكو الآباء من أبنائهم وبناتهم في سن المراهقة ويكون مصدر الشكوي وجود مظاهر معينة في سلوك هؤلاء الأبناء والبنات وتعتبر في نظر الأهل اضطرابات سلوكية وهي في الحقيقة مظاهر للنمو الطبيعي في هذه المرحلة من العمر.
ولقد نالت مرحلة المراهقه كثير من الاهتمام من قبل الباحثين والدارسين باعتبار أنها الميلاد الثاني للكائن البشري وتحدث فيها كثير من التغيرات التي تحتاج إلي صبر للكشف عن طبيعتها للتعرف علي أفضل الشروط الواجب توافرها لكي تحدث هذه التغيرات بصورة سوية وتجنب الفرد كثير من الاضطرابات والنمو غير السوي .
ما هي المراهقه :-
تعد مرحلة المراهقة مرحلة من مراحل النمو تقع في العقد الثاني من حياة الفرد بين الطفولة والرشد , وتشمل السنوات التي تمتد من11 إلي سن 20 تقريبا غير أنه توجد فروق فردية في سن بلوغ ونهاية هذه المرحلة وتجدر الإشارة إلي أنه من السهل تحديد بداية المراهقة حيث تتحدد بالبلوغ الجنسي ولكن من الصعب تحديدا نهايتها حيث تتحدد هذه النهاية بالوصول إلي النضج في مظاهر النمو المختلفة .
وقد يفيد ما أوضحناه أن نحدد الخصائص التي تصف فترة المراهقة .
خصائص المراهقة :-
تتميز فترة المراهقة بأن يكون النمو فيها طفري حيث تتميز التغييرات التي تحدث في مظاهر النمو المختلفة بالسرعة والشدة والعمق والجذرية بصورة تجعل المراهق يفاجأ ويصعب عليه استيعابها ومن أهم خصائص هذه المرحلة:-
1) البلوغ الجنسي :
ويدل علي الفترة التي يحدث فيها تغييرات فسيولوجية يتم بواسطتها نضج الغدد الجنسية ( التناسلية ) وظهور المعالم الجنسية ويصبح الفرد قادر علي المحافظه علي نوعه واستمرار سلالته .
ويمر البلوغ الجنسي عند كلا الجنسين في مراحل تبدأ بظهور المظاهر الثانوية مثل خشونة الصوت عند الذكور وبروز الثديين عند الإناث ثم تبدأ إفرازات الغدد الجنسية وأخيرا تصل المظاهر الثانوية والأعضاء التناسلية إلي تمام وظيفتها وعندئذ قد يشعر المراهق بالخجل الأمر الذي يدفعه إلي الانطواء وإذا صاحب ذلك إحساس بالذنب فربما أدي ذلك إلي شعوره بالاكتئاب وبعدها يدور في دوامه من الأحاسيس ويحتاج إلي علاج نفسي وإلي رعاية خاصة من الأهل .
ويختلف المدي الزمني لمرحلة البلوغ هذه عند الأفراد – تبعا لعوامل أهمها :-
(أ*) اختلاف الجنس :
فنوع الجنس يحدد البداية لمرحلة البلوغ فهي تبدأ عند الإناث مبكرا عن الذكور .
(ب) العوامل الوراثيه :
فالوراثة أيضا من العوامل التي تحدد بداية مرحلة البلوغ فالأبناء الذين ينحدرون من أباء أقوياء أشداء ويتمتعون بصحة جيده يكون البلوغ الجنسي عندهم مبكرا عن هؤلاء الذين ينحدرون من أباء أو سلالات ضعيفة .
(ج) نوع وكمية الغذاء :
فالغذاء الذي يكون مكتملا بجميع العناصر الغذائية المتناسق من حيث التنوع يؤدي إلي التبكير في الوصول إلي البلوغ الجنسي .
(د) البيئة الجغرافية :
فيبلغ الأفراد النضج الجنسي في المدن قبل القري وفي المناطق المعتدلة أسرع من سكان المناطق الحارة والباردة .
ويرتبط بالبلوغ الجنسي من الناحية النفسية كثير من مشاعر الحيرة والتناقض والقلق والخجل وقد تنتاب البالغ الزهو الاستعراض والاعتزاز إذا كان هذا البلوغ مقترنا بنمو جسمي طبيا ونمو في الميول والقدرات .
2) النمو الجسمي السريع :
ويظهر في ازدياد الطول ونمو – العضلات وزيادة الوزن بصورة قد تجعل المراهق يستغرب هذه التغيرات فيشعر بالحرج بين أخوته وزملائه كما قد يكون مفعما بالحيوية والنشاط والزهو من كونه يسعي حثيثا نحو عالم الكبار . أما إذا اقترنت المراهقة بنمو جسمي ضعيف ومختلف عن الأفراد العاديين فإن هذا يقترن لدي المراهق بمشاعر النقص .
3) التغير الواضح في التفكير :
حيث يميل المراهق إلي التفكير الخيالي ولعل من أبرز سمات المراهق اتجاهه إلي الخيال مما قد يؤدي إلي وجود ظاهرة أحلام اليقظة في حياته وربما اختلاق القصص الوهمية وتلفيق الأكاذيب ويصحب هذا الميل إلي الخيال والتفكير الخرافي والاتجاه إلي الأفكار الفلسفية والنواحي الفنية
وتتنوع القدرات والميول وينمو الذكاء وتتفجر طاقات لم تكن موجودة من قبل وينقل تفكير المراهق من الحدود الضيقة إلي أفاق أرحب وتزداد الأحلام والرؤى فيتطلع المراهق إلي الابتكار والإبداع ومن الناحية الاجتماعية فإن شبكة العلاقات التي يعيش فيها ينتابها كثير من التغيرات نتيجة تغيير مفاهيم وصور كثيرة لديه .
4) تأرجح الانفعالات :
فالمراهق لا يثبت علي حال أو يقف معتذرا كما معينا أو فكرة بذاتها ومن يحدث ما يمكن أن نسمية بالانفعالات العاطفية أو الاضطرابات العاطفية التي تظهر لأسباب بسيطة أو تافهه كما تظهر الحساسية المفرطة في كل تصرفاته .
5) السعي إلي الاستقلال :
وهنا يرفض المراهق أي اقتراح يقدم إليه ويعاند بشدة في أمور لا تحتمل العناد كما أنه يميل إلي أن يحدد لنفسه وللآخرين الأشياء التي تخصه ويمتلكها تميزا له عن ملكيات الآخرين .
6) محاولة إثبات الذات :
وذلك عن طريق أن يتحدث بصوت مرتفع وثقة ورفع الكلفة بينه وبين الكبار ومحاولة اتخاذ مظهر الكبير في الملبس والتصرفات وفرض رأيه علي الآخرين .
7) محاولة إشباع الرغبات الجنسية :
وهناك وبعد أن يشعر المراهق باكتمال نموه الجسمي والجنسي فإنه يحاول مدفوعا بهذه القوة الجديدة والنشاط الواضح أن يمارس حياته كما يحب فيصطدم بالتقاليد والقيم والعادات الاجتماعية وكذلك فقد لا يلجأ في هذه الناحية إلي الوسائل غير الطبيعية .
8) الحركة الزائدة :
فالمراهق من فرط نشاطه وحيويته الناتجين من نموه يصبح لديه الرغبة العارمة في التحول الزائد لا يستقر في مكان واحد والذهاب إلي هنا وهناك وربما أدت هذه الحركة الزائدة إلي الاشتباك مع الأخرين والشجار والاعتداء عليهم .
9) إشباع الدوافع الاجتماعية :
وتظهر هذه الرغبة لديه في محاولة أن يكون لديه عدد كبير من الأصدقاء وانضمامه إلي بعض الجماعات سواء كانت موجودة سابقة التكوين أو يسعي إلي تكوينها مع غيره من الأصدقاء أو في محاولة ممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية والرياضية والواقع أن كل هذه المظاهر هي علامات في طريق النمو وتظل في دائرة السواء ما لم يتخطاها إلي محاولة تعطيل إنتاجية المراهق أو عدم رضائه علي نفسة أو عدم رضاء المجتمع عنه ومن الأفضل أن يتسم تقدير المجتمع له وتصرفاته معه باتساع الأفق وسعة الصدر فقد يحدث ما لم يكن في الحسبان وتنقلب هذه المظاهر السابقه إلي عكسها بفعل عدة عوامل عامة أهمها : -
1- عدم تناسب سرعة النمو النفسي للمراهق مع النمو الفكري والاجتماعي .
2- تعارض الميول والانفعالات الجديدة مع قيود المجتمع وظروفه فالميل نحو الجانب الآخر يقابل باعتراض شديد ونفور وتأنيب وبخاصة في المجتمعات الشرقية مثل مجتمعنا مما يشعر المراهق بأنه ارتكب ذنبا لا يغتفر وقد يدفعه إلي الانطواء والاكتئاب والعزلة .
3- الاستهانة بقيمته كشخص مستقل له أفكاره ونزعاته وميوله الخاصة ومحاولة الحط من آرائه ومن كيانه والتدخل في استقلاله .
4- محاولة فرض أسلوب محدد ينظم حياته ووقته والتدخل في اختيار أصدقائه وهواياته مما يثير الكثير من المتاعب والصعوبات وحتى إذا رضي الشباب بذلك فإنه يلجأ إلي الخضوع والانطواء أو يرفض فقد يلجأ إلي الثورة والانحراف وكلا الاتجاهين ضار وخطير .
5- عدم إتاحة الفرصة أمامه للاطلاع وتوسيع مداركه وممارسته وهوايته واختيار قدراته في حدود الظروف المتاحة .
6- الإصرار علي معاملته كطفل لم ينضج بعد مما يؤذي شعوره أو إهماله تماما وترك الحبل علي الغارب باعتباره ناضجا مسئولا الأمر الذي يعرضه للشعور بفقدان الدعم وعدم الإحساس بالأمان كما يهيئ له ذلك فرص الانحراف والشذوذ .
إن تجنب هذه التصرفات السابقة من جانب الوالدين يمنع وقوع الشباب في مرحلة المراهقة في مشاكل واضطرابات نفسية عديدة ولذلك يجب علي الوالدين والعاملين مع المراهقين أن يكون تعاملهم مع الأبناء والبنات تعاملا حذرا واعيا فاهما لطبيعة هذه المرحلة حتى يجنبوهم التعرض للمشاكل والأزمات ويقونهم شر الوقوع في أضرار ومتاعب لاحدود لها .
طبيعة مرحلة المراهقه :-
إن المراهق مشكلة ومضطرب قلق بسبب التغيرات الجسمية والعقلية والمعرفية والاجتماعية والوجدانية والعاطفية التي تحدث له وفترة المراهقة هي فترة عواطف وشدة وهي مرحلة ارتقاء ونضوج ففيها تكتمل شخصية الإنسان وينضج جسمه وذهنه وتنمو ثقته بنفسه ويزداد تحصيله الدراسي ويكتسب كثير من الخبرات والمهارات والمعلومات وأن الأزمة التي تنتاب المراهق فإن مردها إلي الظروف الاجتماعية والتربوية المحيطة .
والفرد هو جزء من المجال الذي يعيش فيه وأن القوي الاجتماعية والحضارية لا تؤثر في المرهق لمجرد وجودها الموضوعي وإنما تؤثر هذه القوي عندما تصبح جزء من مجاله النفسي بالوعي أو اللا وعي وأن مشكلة المراهق أنه لا يعرف بوضوح كاف من هو وما هو المطلوب منه وما المسموح له به وما يعمل فيه ,وهناك مجالات توقع المراهق في حيرة من أمره وتسبب له القلق وهي التي تكون المجال الحيوي بالنسبة له وهي التغيرات الفسيولوجية التي يأتي بها البلوغ , الزمن الذي يجعل المراهق يحسب أهدافه بالسنين بعد أن كان يحسبها بالأيام والأسابيع في طفولته وأخيرا بعد الانفصال عن جماعات الأطفال والانتماء إلي جماعات الكبار .
أهداف مرحلة المراهقة :
1- النضج الجنسي :
فيتحول اهتمام الطفل من الاهتمام بأبناء جنسه إلي الجنس الآخر , ويتطور وعيه الجنسي إلي التقبل والنضج الجنسي .
2- النضج الانفعالي العام :
حيث يتطور نمو الطفل من التعبير الانفعالي غير الناضج إلي التعبير الانفعالي الناضج ومن التفسير الذاتي للمواقف إلي التفسير الموضوعي ومن الهروب من المشكلات إلي مواجهتها .
3- النضج الاجتماعي العام :
فتمثل التقبل بدلا من مشاعر الشك والريبة وتأخذ مظاهر الارتباك وعدم التسامح الاجتماعي في الزوال ليحل محلها التسامح الاجتماعي كما يتحرر المراهق من التقليد الاجتماعي , ومن حيث الإشراف المنزلي فيتحرر المراهق من الإشراف المنزلي الدقيق ويتجه المراهق نحو ضبط سلوكه ذاتيا والحصول علي الأمن والاستقرار . وبالنسبة لشغل أوقات الفراغ يتطور النمو بالاهتمام بالألعاب العنيفه غير المنظمة إلي الاهتمام بنجاح الفريق وتتركز الهوايات عند المراهق في هواية أو اثنين بعد أن كانت متعددة في مرحلة الطفولة .
4- فلسفة المراهق في الحياة :
فيتطور منظور عدم اللامبالاة بالمبادئ العامة التي كان يحكمه سلوكه طفلا إلي فهم للمبادئ العامة وأن سلوكه أصبح يعتمد علي الضمير والواجب بعد أن كان يعتمد علي العادات .
5- مفهوم ذات المراهق :
يتطور النمو في هذا الجانب من عدم إدراكه الذات أو الإدراك البسيط لها إلي إدراك علي شئ من الدقة للذات وتكوين مفهوم للذات لدي المراهق ومن فكرة بسيطة عن إدراك الاخرين لذاته إلي فكرة جيدة عن إدراك الآخرين لذاته وبعد أن كان الطفل يتوحد مع أهداف مستحيلة أصبح يتوحد مع أهداف يري أنه يمكن تحقيقها .
وتعد المراهقة إذا مفهوم يتلازم فيه الزمن ويتوافق مع تغيرات تكوينية واجتماعيه وسيكولوجية فمن أجل مثل هذه التغيرات لابد أن يصل الطفل إلي مرحلة سنية محددة وتوجد فروق فردية بين الأطفال في بداية هذه المرحلة ونهايتها وتتميز هذه المرحلة بخصائص محددة ومعينه تجعلها متمايزة عن غيرها من المراحل العمرية الأخرى كما أن مرحلة المراهقة ذات طبيعة تمايزت واختلف فيها الآراء , وتحقق المراهقة أهدافا ترتبط بها دون غيره من مراحل العمر .
طبيعة المرحلة قبل التناسلية التي تلي المرحلة التناسلية لمرحلة المراهقه :-
تعبر المرحلة قبل التناسلية مرحله ذات طبيعة نرجسية ويعني هذا أن الشخص يحصل علي اللذة من تنبيه واستخدام نفس جسمه أو شحناته تستهدف الآخرين لأنهم يتيحون له أشكالا إضافيه لا من اللذة الجسمية , وأثناء المراهقة يتجه بعض هذا الحب الذاتي أو النرجسية ملتمسا مسارات تعود إلي اختيارات موضوعات أصيلة فالمراهق يشرع في حب الآخرين تحدوه دوافع الإيثار وليس لمجرد أسباب أنانية . نرجسية – فالجاذبية الجنسية , التنشئة الاجتماعية والنشاطات الجماعية والتخطيط المهني والتأهب للزواج وتكوين أسرة وتبدأ جميعها في الظهور وعند نهاية المراهقة تصبح هذه الشحنات الغيرية المتطوعة للأهداف الاجتماعية علي قدر طيب من الثبات والاستقرار في صورة الأشكال المعتادة من الإزاحة والتعالي والتعايش الذاتي وبذلك يتحول الشخص من طلب اللذة والنرجسية الطفلية إلي راشد يستهدف الواقع ويتمثل المجتمع .
ولكي نفهم طبيعة تميز مرحلة المراهقة لابد أن نعرف صفات المرحلة السابقة عليها حيث أنها تبني عليها .
فتتميز فترة ما قبل المراهقه بأنها قصيرة نسبيا وبالحاجة إلي علاقة حميمة مع رفيق من نفس الجنس إلي صديق حميم يستطيع أن يثق فيه وأن يتعاون معه في مواجهة أعباء الحياة وحل مشاكلهما وهذه الفترة بالغة الأهمية فهي تحدد بداية العلاقات الإنسانية الأصلية بالآخرين ويبدأ الطفل في مرحلة ما قبل المراهقة في تكوين علاقات بالأقران والأصدقاء تقوم علي التساوي والتكافؤ , والتبادل بين الأعضاء .
مظاهر النمو في مرحلة المراهقة :
تعتبر فترة المراهقة مليئة بكثير من التغيرات التي تطرأ علي الكائن البشري والتي تحوله إلي كائن يحافظ علي استمراره وبقاءه , وتعتمد هذه التغيرات وتكون أوضح ما يكون في التغيرات العضوية والتي ينبني عليها كل التغيرات بعد ذلك مثل النضج الانفعالي والاجتماعي والعقلي والمعرفي .
فإذا لم يزد طول الطفل ووزنه وحجمه وإن لم تقوي عضلاته ويصل المخ إلي الحجم الطبيعي وأن لم ينمو الجهاز الغدي وتأخذ الصفات الداخلية حجمها وكفايتها حتى تواجه وتفي باحتياجات هذا الهدوء والاستقرار والأمن والاسترخاء والانشراح والانبساط والرفاهة والحساسية ... الخ وكذالك فإنه لم يتشرب عناصر التراث الاجتماعي والثقافي القائمة مثل العادات والتقاليد والأعراف وقوالب السلوك العامة أي ينمو اجتماعيا فباختصار فإن النمو العضوي هو العامل المؤثر في كل هذه النماءت والتطورات وعلي هذا فإننا سوف نتناول مظاهر النمو العضوي أولا :-
أولا – النمو العضوي :
للنمو العضوي مظهرين أساسين هما ( النمو الفيزيقي الخارجي ) وهي تلك التغييرات التي تطرأ علي الجسم من الناحية الظاهرة أو البادية للعين مثل الطول والوزن والحجم والعرض والنسب المختلفة لأعضاء الجسم , و ( النمو الفسيولوجي ) وهو يتمثل في نمو الأجهزة الداخلية غير الظاهرة والتي يطرأ عليها التغير وقت البلوغ وسوف نتناول هذين المظهرين بمزيد من التفصيل .
أولا :- النمو الفيزيقي :
فيمر المراهق بكثير من التغيرات الفيزيقية حيث يزيد الوزن والطول بأعلى معدل بين الثانية عشر والسادسة عشر وتنخفض هذه المعدلات من السادسة وحتى الثامنه وعند البنات فإن طفرة النمو تحدث قبل البلوغ ويبطئ النمو أثناء فترة المراهقة ويزيد الطول والوزن لدي البنات عن البنين فيما بين الحادية عشر والرابعة عشر وعند الثامنه عشر فأنهن يصلن إلي الحجم النهائي أما الأولاد فيستمر النمو لديهم بعد الثامنه عشر .
ومن المعروف أن النمو في الطول والعرض يرتبط بالنمو العظمي ويتفوق البنين علي البنات في النمو العظمي بعد سن الرابعة شعر . كما توجد فروق أخري في النمو العظمي بين البنين والبنات حيث تأخذ عظام الحوض لدي الفتاة في الاتساع بشكل واضح وذلك تمهيدا لوظيفة الحمل والأمومة .
أما النمو الوزني فيرتبط بنسبة تراكم الدهن في الأماكن المختلفة في حجم الكائن البشري وتوجد فروق بين الذكور والإناث أيضا في هذا النوع من النمو حيث تبلغ سرعة النمو الوزني أقصاها عند البنات فيما بين 11.5 , 14.5 ثم تقترب من نهايتها في 16 وتستمر في الزيادة حتى الرشد كما يتراكم الدهن في أماكن خاصة مثل منطقة الثدي والأرداف .
ويرتبط النمو الجسمي ( التبكير أو التأخير فيه )لا بمشكلات اجتماعية ونفسية تختلف إيجابا وسلبا باختلاف الجنسين . فكثير من البنات المراهقات المبكرات في النضج يتعرضن لسوء التكيف لفرط حساسيتهن التي تؤدي بهن إلي الانطواء أو كراهية الذات , وكذلك فئة الذكور المراهقين المتأخرين في النمو الجسمي فإنهم أيضا كثيرا ما يعانون من شعور بالنقص وسوء التكيف الاجتماعي وذلك بعكس الذكور الذين يبكرون في النمو الجسمي فإن هذا يحقق لهم تقدما في المنزلة الاجتماعية بين أقرابهم وتسلم مواضع الريادة والقيادة وخاصة في الانشطه التي تحتاج إلي البيئة والقوة البدنية , ومن جهة أخري فإن هذا النمو المبكر للجسم لدي المراهق يجعله يبدو وفي صورة رجل مكتمل البنية في الوقت الذي لم تخرج فيه تصرفاته من منطقة الطفولة مما يعرضه لسوء التكيف .
ثانيا :- النمو الفسيولوجي :-
يعتبر أهم مظاهر هذا النمو هو النضج الجنسي وإلي جانب ذلك تحدث تغيرات في الجهاز الدوري والتنفسي والهضمي والغدد الصماء تصل بها إلي مرحلة النضج .
وأهم مظاهر هذا النمو هو :
- الدورة الدموية :
يتضاعف وزن القلب خلال مرحلة المراهقة وقلب الذكور ينمو بسرعة أكبر من قلب الأنثي في الطفولة المبكرة ومن سن العاشرة حتي الثالثة عشر تتفوق الأنثي علي الذكور في الحجم وبعد الثالثة عشر تزداد السرعة عند الذكور أما الشرايين والأوردة فإنها لا تنمو بسرعة القلب فهي تكون بطيئة .
- الجهاز التنفسي :
تنمو الرئتان ببطئ خلال سنوات الطفولة ويزداد حجمها خلال فترة المراهقة المبكرة خاصة لدي البنين . ويزيد الذكور عن البنات في فترة المراهقة في كمية ونوع النشاط البدني مما يزيد حاجتهم إلي الهواء أكثر .
- الجهاز الهضمي :
ينمو الجهاز الهضمي خلال فترة المراهقة فيزداد حجم المعدة وتزداد قدرتها علي قدرتها علي الهضم وذلك لحاجة المراهق إلي كمية أكبر من الغذاء .
- الجهاز العصبي :
لا ينمو الجهاز من حيث الحجم إلا قليلا ويقتصر النمو علي الألياف في الطول والسمك كما أن الوصلات العصبية تزداد زيادة كبيرة خلال فترة المراهقة ومن المعروف أن هذه الألياف وعدد الوصلات العصبية هي الأساس الفسيولوجي لأشكال من التفكير أكثر تعقيدا وتطورا لدي المراهق .
- الغدد :
يتعرض الجهاز الغدي لدي المراهق للتغيرات نحو النضج والكمال في القيام بالوظيفة الخاصة به والمعروف أن لهذا الجهاز أثر كبير علي حالة الفرد النفسية والصحة والسواء وعدم السواء النفسي ولهما تأثير أيضا علي النمو الجسمي فمثلا تعتبر الغدة النخامية هي المسئولة عن النمو بصفة عامة فإذا نقص إفراز هذه الغدة لوحظ تأخر النمو الجسمي إلي أن يصبح الفرد من القزام أما إذا زاد إفراز هذه الغدة فقد يصل الإنسان في النمو إلي أن يصبح عملاق . ويؤثر هرمون هذه الغدة علي تأخير وتبكير البلوغ لدي الجنسين , وكذلك فإن هرمون الغدة الكظرية ينشط المراكز العصبية ويجعل الجسم أكثر قابلية لمواجهة المواقف الفجائية .
وهناك من الغدد ما ينشط ويقوم بإفرازاته إلا بعد الوصول إلي مرحلة المراهقة مثل الغدد الجنسية فمن أهم مظاهر النمو الفسيولوجي في المراهقة هي ظاهرة النضج الجنسي . ويرتبط بالنمو العضوي في مرحلة المراهقة النمو الحركي فبعد أن كان الكائن البشري في مرحلة الطفولة نشطا كثير الحركة يريد بحركته أن يسيطر علي البيئة المحيطة فإنه يلاحظ في مرحلة المراهقة ميل المراهقين نحو التراخي والخمول نتيجة للنمو الجسماني السريع في السنوات الأولي من مرحلة البلوغ كما تتميز هذه المرحلة بعدم الدقة في الحركة ويختلف البنين عن البنات في النمو الحركي هذا , ففترة عدم الدقة الحركية هذه لا تدوم عند البنات بذات القدر الذي نجده عند البنين نظرا لأن نمو البنات أقل وأبطأ ومن المعروف أن المراهق من كلا الجنسين يحتاجون إلي بعض الوقت حتي يتغلبون علي سوء التوافق وحتى يتكيفوا مع التغيرات الجسمية والتشريحية والحركية التي تنتابهم أثناء فترة المراهقة .
واجب الآباء نحو أبنائهم المراهقين والمراهقات في رعاية النمو الجنسي :
- إن واجب الآباء نحو أبنائهم المراهقين والمراهقات يحتم عليهم أن يهيئوهم لمرحلة النمو الجديدة وهي المراهقة لتزويدهم بالمعلومات الصحيحة من غير أن يستشعروا في ذلك أيا حرج
- وكثيرا ما تصاب الفتيات لأول مرة يحدث عندهن فيها الحيض بالهلع والارتياع , كما انه كثيرا ما يخبر الفتيان في أول مرة يحدث فيها لهم الاحتلام بالإثم والخطيئة , وعلي الآباء حين يقومون بهذا أن يبينوا لفيتاتهم وفتيانهم أن الأمر لايعدوا أن يكون ظاهرة من ظواهر النمو المتصل الذي يتعرض له الفرد من مولده إلي أخر حياته .
- وفي رأينا أن المراهق لن يتردد في الاسترشاد بالكبار المسئولين من أبوية وأساتذته إذ هم طمأنوه إلي ذلك بأن يتخذوا حيال الأمور الجنسية اتجاها بيولوجيا هادئا لا يشوبه الحرج أو الاستفزاز .
ومن الناحية السيكولوجية :
فإنه يرتبط أيضا بالنمو العضوي فهو مفهوم الذات الجسمية ويرتبط هذا المفهوم بخصائص النمو الجسمي في كل مرحلة من مراحل النمو ويتغير هذا المفهوم أيضا كلما تقدم الإنسان في العمر وزاد اكتسابه للخبرات والتجارب والصورة الذهنية التي يكونها المراهق عن شكله وجسمه هي نتيجة لما تجمع لديه من خبرات ففي بداية المراهقة يجد المراهق صعوبة في تقبل التغيرات التي طرأت علي بدنه وقد يشعر بالقلق الشديد إذا وجد أن ذاته الجسمية الواقعية تنحرف كثيرا عن تصوره لها ومن المفيد مساعدة المراهق علي أن يكون مفهومه إيجابيا عن ذاته الجسمية وهذا ينقلنا إلي نقطة أخيرة في النمو الجسمي وهي رعاية هذا النمو .
رعاية النمو الجسمي : -
فيجب أن يوجه المراهق إلي أن يلم بالعادات الصحيحة في غذائه ونومه وعمله حتي يساعده ذلك علي النمو السليم وأن – يتجنب المراهق الأعمال العنيفة والمراهقة التي قد تجهد القلب والجهاز الدموي وأن تقوم المدرسة والأسرة بإعداد الأنشطة التي تلائم طبيعة المرحلة التي يمر بها المراهق من الناحية الجسمية فتيسر له الهوايات التي تناسب مظاهر نموه وأن تحول بينه وبين العادات السيئة كالتدخين . كما يجب أن تقوم المدرسة والأسرة بتأهل المراهق نحو تقبل ذاته الجسمية وتهيئة الجو النفسي الذي يساعده علي تقبل التغيرات التي تطرأ عليه .
وتوجد بعض البنود التي يلزم تطبيقها تربويا :-
1- العناية بالغذاء للأبناء المراهقين وتكون هذه العناية من ناحية الكيف والكم .
2- إعطاء المراهق القدر الكافي من الراحه والاهتمام بالألعاب الرياضية التي تناسب مرحلة النمو .
3- مراعاة الفروق الفردية بين الجنسين في الأنشطة الرياضية
4- إتاحة الفرصة المناسبة للأبناء في مناقشة المشكلات التي تتعلق بالنمو البدني والذي تتعلق بأسباب الطول والقصر والسمنة والنحافة وظهور حب الشباب وبعض مظاهر الجسم الأخرى .
5- تهيئة المناخ لكي يحصل المراهق علي المعرفة الدقيقة والعملية عن بعض الاستفسارات التي تنشأ في هذه المرحلة وخاصة فيما يتعلق بالنضج الجنسي .
ثانيا : النمو الانفعالي في المراهقة :-
إن الجانب الانفعالي هو الذي يعطي للسلوك الإنساني الطابع المميز والفارق الذي يرتبط بسلوك كل فرد فالأفراد يتعرضون لمثيرات واحدة ويمكن أن تستدعي استجابات متشابهة غير أن الذي يميز استجابة عن أخري هو الجانب الانفعالي .
ويعبر الجانب الانفعالي عن الحالة المزاجية التي يكون عليها الفرد مثل الهدوء والاستقرار والانشراح والفرح والزعل والاكتئاب والقلق والراحة والتوجس والخوف واستثارة والتبلد والاسترخاء والرضي وعدم الرضي وغيرها من الصفات المزاجية .
ومن أهم الصفات الانفعالية التي تميز مرحلة المراهقة : -
1- حساسية المراهق للنقد
2- يهتم بالتطلع إلي داخل نفسه
3- اجتماعي ولطيف
4- مستعد لتحمل المسئولية
5- يهتم بمعرفة مظهره الخارجي علي الآخرين
6- ينزع إلي الاستقلال ويقاوم من يحاول فرض السلطة علية
7- يعتريه الخجل ويبدو حساسا
8- يظهر عليه الخمول والكسل
9- يهتم بالتفاصيل
10-يلجأ إلى الوحده
11- رغبة المراهق في لعب دور الرجل والبطل
12- رغبة المراهقة في لعب دور الأنثى
13- دائما يبحث عن الميول المهنية
وتوجد مجموعه من الحقائق التي تتصل بالنمو الانفعالي في مرحلة المراهقة يجب أن نشير إليها وهي :-
1- نتيجة للتناقض والم
ساحة النقاش