التعامل مع المعلومات الإلكترونية علي أنها يقين..خطأ شرعا
التثبت من الحقائق قبل تناقلها.. فريضة دينية
حالة من اللغط يعيشها العالم بسبب تسريبات أحد المواقع إلكترونية علي الإنترنت. تضمن الموقع وثائق تنصتية علي بعض الأفراد. وفقما يدعي ملاك الموقع . بيد أن هناك المئات من علامات الاستفهام التي تثير الشكوك حول صدق نوايا هذه الوثائق. خاصة أنها ركزت علي ذكر بعض المسالب عن الدول الإسلامية والعربية . ولم تمس إسرائيل من قريب أو بعيد. بما يوحي إلي شعوب تلك الدول الإسلامية باليأس والشعور بالفساد في مقابل الإعجاب المفرط بإسرائيل في نوع من الذوبان الحضاري. بما يخدم قضايا بعيدة المدي. وهنا يقفز إلينا الرؤية الإسلامية في عدم تصديق كل ما يأتينا من ادعاءات . فالرسول صلي الله عليه وسلم قال للرجل عندما سأله عن الشهادة : هل تري الشمس . فقال الرجل نعم. فقال الرسول علي مثلها فاشهد أو دع.
علماء الدين والمفكرون أكدوا وجوب تحلي المجتمع الإسلامي بالثقة بين أفراده. لإشاعة جو من الصدق والإخلاص. رافضا الادعاءات المرسلة التي لا تستند إلي دليل هذا ما أوضحته الباحثة الإسلامية د. خديجة النبراوي بقولها احتوت التعاليم الإسلامية علي منظومة من القيم والأخلاقيات التي تعلي من حائط الثقة بين الأفراد. حيث يظهر ذلك في رفض الادعاءات والاتهامات المرسلة أدلة ذلك في السنة كثيرة حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم للرجل الذي يشهد علي شئ مرسل هل تري الشمس . فقال الرجل نعم : فقال الرسول صلي الله عليه وسلم : "علي مثلها فاشهد. أو دع" يتقدم تلك الواقعة النبوية التوجيه الإلهي الوارد في سورة الحجرات . قال تعالي : "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين". فسوء الظن : هو الشك والتهمة. وتحريض وتخمين ينتهي بوصف الآخرين بما يسوء ويغم من كل قبيح من غير دليل ولا برهان . ومن هذا نشر الشائعات بدون تثبت وتفسير المواقف والنيات وإلزم ما لا يلزم. فلسنا معنيين بالغوص والبحث والتنقيب عن مكنونات القلوب. وعندما قتل خالد بن الوليد الرجل الذي نطق بالشهادتين عندما رفع عليه السيف عاتبه الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائلا : أقتلته بعدما قال لا إله إلاّ الله. علي الرغم من أن الموقف يوحي بأن ذاك الرجل ما نطق بالشهادتين إلاّ تحرّزاً من السيف. والظروف المحيطة تنطق بذلك الإيحاء. ومع ذلك كان العتاب. فأجاب خالد الرسول بأنه قالها مخافة السيف فقال له الرسول : هلا شققت عن صدره .ولذلك لم يعط الإسلام في كافة تشريعاته فرصة للظن أو التخمين حيث طالب الزوج الذي يدعي الشك في سلوكيات زوجته بأن يقدم القرائن القاطعة. سدا لباب التهم الجزافية . وأرسي قاعدة عامة في التعاملات بين الأفراد بقوله البينة علي المدعي. واليمين علي من أنكر .حتي خلاف الزوجين مع بعضهما نظمه الإسلام بقوله تعالي : "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان". ولم يعط لأحدهما فرصة إلقاء التهم الجزافية علي بعضهما الآخر. وجعل ما يسمي بالملاعنة . في حالة اتهام الزوج لزوجته. دون ملكيته دليلاً. بأن يحلف المدعي أربع أيمان بالله إنه لمن الصادقين. واليمين الخامسة بأن غضب لعنة الله عليه عن كان من الكاذبين . ثم تحلف الزوجة أيماناً مقابلة تنفي فيها التهم. ويفرق بعدها القاضي بالتطليق. ولهذا أكد الفقهاء ضرورة الاستعانة بقاعدة سد الذرائع مقدم علي جلب المنافع.
أضافت أن الكثيرين من المراقبين تابعوا خلال الأسابيع القليلة الماضية ما نشرته وسائل علام أمريكية عن تسريبات ويكيليكس . وللجميع من المفكرين عليها عدد من الملاحظات تبدأ وتنتهي عند إسرائيل. فرائحة التدخل الإسرائيلي في صيغتها وتوجيهها تبدو واضحة للعيان وتزكم الأنوف . فهل أصيب أتباع كافة الملل والنحلل بالسوء والفساد. ونجا بنو إسرائيل من تلك السلبيات. ملائكة في الأرض لا يخطئون شريعتهم المحبة والوضوح . رغم أنهم لا رادع أخلاقياً يقوم مناهجهم سوي المصلحة والمنفعة فقط. ولديهم وسائل الإعلام التي تحرص علي تجميل قبائحهم . وهذه الميديا الإعلامية هي مصدر التسريبات . وللأسف وجدنا وسائل الاعلام في بلادنا بدأت تبني آراءها علي تلك التسريبات وكأنها الحق المطلق. ولذلك وجب علينا التثبت قبل أن نشغل أنفسنا عن قضايا الإصلاح والتنمية التقدمية. فالأهداف واضحة في تنمية وإذكاء روح العداء بين الدول العربية والإسلامية خاصة فيما نشرته الوثائق عن بعض العبارات التي تسيء لمصر من وزراء خارجية الدول المجاورة. والتشكيك في الموقف المصري إزاء القضية الفلسطينية. الي غير ذلك من الوثائق التي تكشف قصدها الحقيقي دون حاجة إلي تأويل أو تفسير. ولو طبقنا كوسائل إعلام وأفراد قواعد حسن الظن. والبعد عن التكهنات والاتهامات وتصديق الشائعات المغرضة لما وجدنا أنفسنا في موقف الدفاع.
المفكر الإسلامي د. محمد كمال إمام عضو مجمع البحوث الإسلامية أوضح أننا ابتلينا في هذا العصر بثقافة الشائعة التي تنشر في ثوان معدودة اعتمادا علي أجهزة التو اصل الحديثة . فتسريبات ويكليكس ركزت جهودها علي سلبيات الرعب والمسلمين حكاما ومحكومين .وعندما تناسي جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس الدور المنوط به. وأراد الإفصاح عن وثائق مالية لبنك أوف أمريكا الذي يقوم بتمويل العملاء الذين تجندهم السي آي إيه الأمريكية. فتم وقف السريفر الذي عمل عليه الموقع . وتم تجميد إقامة اسانج عندما أراد الخروج عن الطوع الأمريكي. وتم التفاوض الفوري علي الثمن والذي دفعته التصريحات الأمريكية برفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو إمكانيات العودة إلي المفاوضات خلال الفترة الحالية. وكافة فروض الولاء للإسرائيليين . تماما مثلما فعلوا مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عندما حاول الخروج عن الخط الإسرائيلي المرسوم سلفا. بتدبير فضيحة البيت الأبيض مع مونيكا بلوينسكي. ولذلك ستكشف الأيام المقبلة طبيعة العلاقة بين أسانج وبين إسرائيل. والحل بأيدينا بتطبيق شرع الله تعالي بعدم إلقاء الآذان للاتهامات الجزافية المرسلة . التي تجانب الحقيقة في الكثير من مضامينها. وقد أبتلي الإسلام بحادثة الإفك التي صنعها اليهود قديما ضد أم المؤمنين عائشة وأثارت الجدل في المجتمع الإسلامي . حتي جاء البيان الإلهي بتبرئتها مما ادعاه عليها المنافقون . ومن وقتها اقر الإسلام أهمية التوثق حتي في العلوم والمعارف.
أضاف : وضع الإسلام آدابا للحوار لا يمكن تجاوزها تنص علي التوثق الأكيد في كل ما ينقله الشخص عن غيره . قال صلي الله عليه وسلم : "كفي بالمرء إثما ان يحدث بكل ما سمع" فكيف يكون حال من يتحد ث بما لم يسمع . وقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث. ولا تحسّسوا. ولا تجسّسوا. ولا تحاسدوا. ولا تباغضوا. ولا تدابروا. وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله عز وجل. المسلم أخو المسلم. لا يظلمه. ولا يخذله. ولا يحقره.التقوي ههنا. ويشير إلي صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم علي المسلم حرام: دمه. وماله. وعرضه. وفيهما ولا تنافسوا. ولا تهاجروا. ولا تقاطعوا. إن الله عز وجل لا ينظر إلي صوركم ولا إلي أموالكم. ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم¢ فبالتالي يجب أن نحسن الظنون وألا نتعلق بأوهام يريد بها من يطلقها أن يعيش المسلمون في التخلف كلما خرجوا من دائرة اتهامات سقطوا في تاليتها هلم جر حتي تضيع من أيديهم قضاياهم. ويبكون يوم لا ينفع النحيب.
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 204 مشاهدة
نشرت فى 30 ديسمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,624,738