كتبت ـ سامية أبو النصر:
التعامل مع الأطفال فن له قواعد وأصول والحوار معهم له أيضا قواعده, وتربية الأبوين لهما تحتاج إلي إآتقان مهارات وفنون لكسب ثقتهم,
وفي مقدمة هذه المهارات أن يتلطف الوالدان مع فلذات أكبادهما, وهو ما يشرحه د. إيهاب عيد أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي ورئيس وحدة تعديل السلوك بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس من خلال كتابه الذي أصدره تحت عنوان فلنتلطف مع حبات القلوب والذي يستعرض فيه130 مواصفة لجودة الأداء في التعامل الناجح مع الطفل خلال مراحل عمره المختلفة, وهو ليس موجها فقط للأبوين وإنما أيضا للمربين وواضعي خطط التعامل مع الطفل.
وذكر المؤلف أن أهم مهام الطفل في الحياة هي اللعب لأنه الوظيفة الأولي.. فاللعبة هي أداة العمل بالنسبة للطفل مثلما السماعة بالنسبة للطبيب.
وأوضح أن التجريب والاستكشاف ضروريان له نظرا لشغفه وفضوله وحبه لاكتشاف المجهول.
ويضيف أن الطفل يشبه برنامج النوافذ المفتوحة علي الكمبيوتر فهو وكل حواسه في حالة حساسية واستعداد لاستقبال كل أنواع المعلومات في أي لحظة.
ونبه المؤلف إلي أنه من الطبيعي للطفل أن يخطئ, وحذر من أن هناك خطأ كبيرا في التربية بأن الأب يقتصر دوره علي الانفاق ودور الأم علي تربية الأبناء.
وينبه الوالدين من التعامل مع الأبناء بالكلام السلبي والذم والزجر والصياح والألقاب السيئة والتشبيهات غير المرضية والمقارنات ومجموعة مصطلحات اللوم وكل ما يوحي بعدم الرضا عنهم وقال إن: نسبة هذه النوعية من الكلمات يجب أن تكون أقل بكثير من بحر كلمات الحب والمدح والرضا وألقاب الاعجاب مثل مؤمن ونظيف وأبو دم خفيف وأبو سمرة السكرة والعسولة!
وقال إن الأركان الرئيسية المطلوب توافرها في وظيفتنا كمربين هي توصيل الحب والحنان لهم واشعارهم بالأمان الأسري مع والدين متحابين من خلال بيت واضح المعالم.. وعدم اذلالهم كل ساعة بإحتمالات هدم هذا البيت.
أما ثالث تلك الأمور فهو بث الثقة في نفوس الأبناء, ورابعها البحث عن مواطن القوة لزيادتها ومواطن الضعف لمعالجتها, وتنمية مواهبهم وتدريبهم للوصول إلي أفضل مكانة وتشجيعهم علي النهوض والتقدم.
وأشار د. ايهاب إلي أن علامات الخطر في علاقة الوالدين مع الأبناء وهي التهديد والصياح والمقارنة والانتقاد والسب والضرب.. ويجب أن يتذكر كل أب وأم أن جودة أدائنا مع الأبناء لا تتأتي بدون أن يكون الأب أو الأم سعداء في حياتهما الزوجية.
ساحة النقاش