توافر المواصفات التى تحتاجها المرأة فى شريك العمر.. مسؤولية الأم

٢٥/ ١٢/ ٢٠١٠
 

«الحنان والطيبة والتفاهم»، التى يستطيع بها الرجل احتواء المرأة وفهم مشاعرها.. كل هذه مواصفات تدور فى خيال كل النساء، طالما حلمن بتوافرها فى شخصية شريك العمر، ولكن نساء كثيرات لا يدركن أن بإمكانهن غرس هذه المواصفات وتنميتها فى شخصية الرجل، وذلك بأن تفهم الأم وهى تربى ابنها أنها تنشئ زوجا لامرأة أخرى، فكيف تخلق فيه هذه الصفات التى تمنتها هى لنفسها؟

أولا: أوجدى مساحة من الوقت تستمعى فيها لابنك بكل انتباه وتركيز وحب، وأشعريه فى هذا الوقت بأن أجمل ما فى المرأة ربما كان قدرتها على الاستماع بنوع من التفهم والحنان، فتترسخ فى ذهنه هذه الفكرة، وعندما يتزوج يحكى لزوجته ما بداخله كصديقة، مما يخلق نوعاً من التفاهم والصداقة فى الحياة الزوجية، التى كثيرا ما تفتقد هذه المشاعر.

ثانيا: لا تدفعيه إلى أن يستقل بنفسه قبل الأوان، فبعض الأمهات يتعاملن مع أطفالهن على أنهم رجال، لا يجوز أن يعتمدوا على أمهاتهم مطلقا. وفى مرحلة الطفولة، أشبعيه من حبك وحنانك واهتمامك به، فيتعود أن الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض، وأن اعتماده فى بعض الأحيان على زوجته فيما بعد لن ينتقص منه كرجل طالما أنه يرعاها ويتفهم معانى الرجولة، بالإضافة إلى أنه لن يكون مفتقدا الحب الذى تلقاه بالفعل فى صغره، وبذلك يستطيع أن يمنحه لمن حوله فى كبره.

ثالثا: علميه أن الرجل أيضا يبكى ويفضفض، وأن البكاء والفضفضه لا يعيبانه فى المواقف الصعبة، فتحميل الرجل فوق طاقته مع مطالبته بعدم إظهار مشاعره يحجّر هذه المشاعر لأنه يعتبرها عيبا، وكما تتحجر المشاعر فى الحزن والغضب قد تتحجر أيضا فى العلاقة الزوجية.

رابعا: حدثيه عن مشاعرك كامرأة كيف تفكرين، وما الذى يسعدك أو يغضبك، وما الذى تحبينه أو تكرهينه، فيتعود أن يستمع فيما بعد لزوجته ويتفهم مشاعرها.

خامسا: تجنبى التقليل من شأن ابنك أو السخرية منه وإهانته لأن رد فعله سيكون الابتعاد عنك ومحاولة إثبات نفسه بالصوت العالى والتقليل من شأن المرأة عموما. وعندما يتزوج يصبح زوجاً متسلطاً مع زوجته، يريد أن يسقط عليها كل مشاعره السلبية تجاهك.

سادسا: انقلى لابنك خبرتك فى الحياة مما يجعله يحترم عقليتك ويستشيرك فى أمور حياته، فتنشأ لديه فكرة الشراكة بين الرجل والمرأة وعدم تحقير آراء أو خبرة زوجته فيما بعد.

سابعا: اشرحى له ما تريدين بشكل موجز بعيدا عن الثرثرة، كى يحترم أسلوبك فى المناقشة، فالصورة القائمة فى ذهن الكثير من الرجال عن كلام المرأة أنها تثرثر ولا تصل لمعنى محدد فى النهاية، مما يجعل الزوج يبتعد عن النقاش مع زوجته فى كثير من الأحيان.

ثامنا: لا تضغطى عليه لاتخاذ رد فعل سريع وهو غاضب، فقد يكون ابنك بطبيعته من النوع المتعقل فى ردود أفعاله، وهذه من المميزات التى قد لا تلفت انتباهك، لكنها سوف تنعكس عليه بشكل إيجابى فى كل نواحى حياته وعندما يصبح زوجاً وأباً.

تاسعا: إذا أراد أن يتحدث إليك عن مشاعره فى فترة المراهقة سواء مشاعر التمرد أو الحب، فلا تصادرى على كلامه، بل تبادلى معه الحديث، وصححى له مفاهيمه وعلميه أن يعبر عن غضبه وألمه بأسلوب لائق، فيتعلم مبدأ الحوار والتعبير عن المشاعر فيطبقه مع زوجته وأبنائه.

عاشرا: لا تتعللى بضيق الوقت أو أن هذا دور الأب وحده، فأنت تربين الرجل الذى تتمنيه، فمن الضرورى أن يرى بعض الأشياء من منظور المرأة، وهذا سيحتاج وقتاً وصبراً، مما سيخلق لديه الشعور بعدم استخسار الوقت والجهد من أجل أسرته فيما بعد.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 55/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 126 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,795,007