من الواقع مقياس السعادةمحمد فودهالخميس 18 نوفمير 2010

كلفت الحكومة البريطانية مكتب الإحصاء القومي البريطاني بتصميم مقياس يقيس مدي سعادة ورفاهية المواطنين البريطانيين بصفة رسمية.. وسيضاف هذا المقياس للبيانات التي تجمعها الحكومة من المواطنين للتأكد من ان الناتج المحلي للدولة يجب ان يكون وسيلة لمساعدة الناس علي ان يعيشوا حياة مرضية.
ذكرت ذلك صحيفة "الجارديان" البريطانية ونقلت الخبر عنها صحيفة "الشروق" المصرية.. قالت الصحيفة البريطانية: إن هذا التوجه يأتي تلبية لمطالب العديد من رجال الاقتصاد بعدم الاعتماد علي مؤشر نمو الناتج المحلي كمقياس للتقدم الاقتصادي.. وان يكون شعور المواطنين بالسعادة والرفاهية هو معيار هذا التقدم.
وتضيف "الجارديان" أن المقياس البريطاني هدفه معرفة مدي إحساس المواطنين بتحقيق أهدافهم الحياتية.. وسيكون مؤشراً للاعتماد عليه في صنع السياسات واتخاذ القرارات.
وقد لفت انتباهي هذا الخبر وجعلني أطرح سؤالاً: ماذا لو وضعنا مقياساً مماثلاً للمقياس البريطاني من واقعنا وطبقناه في مصر لنقيس به مدي سعادة الناس ورفاهيتهم.. في ضوء النمو الاقتصادي الذي تتحدث عنه الحكومة.
إننا نقرأ تصريحات كثيرة للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية والدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية وغيرهم من الوزراء والمسئولين بأن الوضع الاقتصادي في مصر مطمئن وأن نسبة النمو الاقتصادي ارتفعت إلي أكثر من 4 في المائة وسوف ترتفع خلال الفترات المقبلة إلي 5 و6 و7 في المائة دليلاً علي أن سياستنا الاقتصادية سليمة وموقفنا الاقتصادي قوي.
ونحن كمواطنين لا نملك إلا أن نصدق الدكتور نظيف ووزراءه.. فهم الذين لديهم الأرقام وحدهم.. ولكننا سوف نصدقهم أكثر وأكثر لو شعر الناس بأن هذا النمو الاقتصادي انعكس علي حياتهم وأصبحوا يتمتعون بالسعادة والرفاهية.
والشيء الغريب أن الوزراء الذين يصرحون بهذه التصريحات يعترفون صراحة بأنه رغم ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي فإن ذلك لم ينعكس علي حياة الناس ولم يشعروا بالسعادة والرفاهية لأسباب هم يعرفونها كمسئولين ونجهلها نحن كمواطنين!!
إن لدينا الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وهو جهاز مماثل لمكتب الإحصاء القومي البريطاني فلو أنه صمم مقياساً يقيس مدي سعادة الناس في مصر ورفاهيتهم وأعطانا نتيجة صادقة وحقيقية تري ماذا سيقول المواطنون المصريون؟
ظني أن الناس في مصر من جميع الطبقات سيؤكدون أنهم سعداء وفي منتهي السرور لأنهم يعيشون حياة طيبة لا يعانون من الروتين ولا من ارتفاع الأسعار وكل أسرة تجد المسكن الملائم والمواصلات السهلة والتعليم المتميز والرعاية الصحية الكاملة والمرتب الذي يكفيهم ويفيض عن حاجتهم.. حتي ال 5 ملايين مواطن الذين أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أنهم "غير قادرين علي تلبية احتياجاتهم" سوف يؤكدون أنهم سعداء!!
فئة واحدة فقط هي التي ستجدها مهمومة جداً وتعيسة هي فئة أصحاب المليارات والملايين لأنهم يفكرون ويفكرون كيف يضاعفون ثرواتهم فهذا همهم الأكبر!!

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 106 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,794,582