اضطراب الاعتراض والتحدى عند الأطفال بقلم د. خليل فاضل ١٥/ ١١/ ٢٠١٠ |
هل يجادلك طفلك، هل يتحداك على الرغم من أنه بالفعل (مؤدب) و(حسن التربية)؟ هل تجد نفسك (أباً) أو (أماً) غير قادر على استمرار المناقشة والمناهدة، فينهد حيلك وينقطع نفسك، ويغلب حمارك وتعوزك الحُجة، فينفد صبرك، وتتسرب طاقتك فلا تقوى على المواصلة أو التواصل، مما ينغص جو البيت، ويعكر صفوه ويشيع الحزن والضيق والانزعاج فى كل أرجائه. الحالة يعانى صاحبها ميولاً مدمرة ودهاء فى التلاعب على حقائق الأمور. التحدى والمعارضة عند الصغار اضطراب حقيقى له تشخيص وأعراض وعلاج ومعالجون، وإن كان الآباء يعتقدون أنه سوء سلوك أو دلال وشقاوة يجب ترويضها، أو أنه ناتج عن تأثيرات سلبية خارجية من قبل أقرانه فى الحى أو المدرسة. التعامل مع الطفل العنيد يحتاج إلى صبر وإلا تحول الموضوع إلى عراك؛ لأن الطفل أو المراهق عندما يجد ولى أمره ينهيه ويأمره بسبب ودون داع يتحين الفرصة للاعتراض والتحدى حتى لو كان مقتنعاً فى قرارة نفسه بأنه على خطأ. من أعراضه العدوانية والرغبة عن عمد فى مضايقة الآخرين واستفزازهم، قد يكون ذلك الاضطراب بمفرده وحيداً، وقد تتشارك معه أمور أخرى مثل: فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، اكتئاب الطفولة، القلق والتوتر، مما يجعل الحياة مع الطفل المصاب صعبة للغاية. أما الأعراض الأخرى التى يبنى عليها التشخيص فهى: ■ فقدان القدرة على ضبط النفس. ■ مجادلة الكبار. ■ دوماً يتحدى ويرفض طاعة أوامر أهله ومدرسيه، ولا ينفذ طلباتهم ولا يلتزم بقواعدهم. ■ يضايق الناس عامة. ■ يلوم الآخرين على أخطائه وسلوكه ولا يلوم نفسه إطلاقاً. ■ حساس للغاية.. يتضايق من أى شىء يفعله الآخرون، صغاراً كانوا أم كباراً. ■ غاضب وملىء بالمرارة والسخط. ■ منزعج ومزعج ومحطم للأشياء حوله، مما يؤثر سلباً على تحصيله العلمى وأدائه الاجتماعى، وكذلك على جميع أوجه حياته مباشرة. لا أحد يعرف يقيناً السبب الواضح والمحدد، لكن نعرف أنه يبدأ من العام الأول إلى الثالث، فى حين تكون معظم تلك السلوكيات فى إطارها الطبيعى فى سن الثانية، بمعنى أنها تأتى وتذهب، لكن فى الحالة المرضية فإنها تستمر. ويبدو أنها تتخذ طابعاً وراثياً، بمعنى أن احتمالات وجود الاضطراب نفسه لدى الأب أو الخال، مثلا. فلقد ثبت علمياً أن الاضطراب يطال أبناء المدمنين والمجرمين ثلاثة أضعاف ما يطال أولاد الناس العاديين. ولتشخيصه لابد من الذهاب إلى طبيب أطفال نفسى يفحص الطفل ويشخصه، ويحادث والديه، ويراجع التاريخ الطبى لتحديد ما إذا كانت هناك اضطرابات نفسية أخرى مصاحبة لاضطراب الاعتراض والتحدى أم لا. ■ نادراً ما يكون هذا الاضطراب منفصلا، إذ غالباً ما تصاحبه اضطرابات طفولة ذات منشأ نفسى أخرى، أهمها: تشتت الانتباه وفرط الحركة ADHD، الاكتئاب، القلق والتوتر. ■ إذا لم يهتم الوالدان بالأمر وتُرك الطفل دون علاج، فإن الحالة ستتطور وتصحبه إلى مرحلة المراهقة ثم الرشد، وقد يُصاب باضطراب فى الشخصية، بمعنى ارتباك العلاقات مع المجتمع ومع الآخرين، فيكون عدوانياً معادياً، أو يعانى من اضطراب الشخصية الحدّية BPD، وهى حالة يتأرجح فيها صاحبها بين مساحتى العقل المتوتر والجنون بمعناه العقلى والمجازى والحياتى. ومن أعراض اضطراب الشخصية فى الحالتين: ■ محاولات الانتحار. ■ الاعتداء على الآخرين. ■ التعثر دراسياً وعلمياً والفشل فى الحصول على شهادة أو دخول الجامعة. ■ علاقات شائكة مع الأصدقاء والأقارب وصعوبات جمة فى إقامة صداقات. ■ الانتهاء بالإصابة بمرض نفسى. ■ كيفية التعامل مع اضطراب التحدى والاعتراض. ■ الأخطر والأكثر إزعاجاً، فيما عدا العدوانية، هو معاناة الآخرين من حوله، مثل إخوانه ووالديه ومدرسيه وجيرانه، ولومه لهم رغم استفزازه الصريح لهم. فهو قادر، وببراعة، على إقناع المسؤول وقت حدوث المشكلة بأنه غاية فى البراءة، وأن المسؤولية تقع على الآخرين، مما يؤدى إلى ظلم وعقاب لمن لا يرتكب أى شىء، لهذا كان من الضرورى اجتماع كل الأطراف المعنية: الأطفال، المدرسين، الإخصائيين النفسيين والمدرسين، وعقد مواجهة محسوبة يديرها خبير فى الشؤون السلوكى، مما يؤثر سلباً على الزواج خاصة إذا كان الوالدان غير متفقين على أسلوب واحد للتربية. ■ لابد من لقاءات منتظمة مع المدرسين والمسؤولين بالمدرسة للإطلاع على جميع الأمور الخاصة بالطفل. ■ لابد من رسم سياسة وخطة يلتزم بها الأهل والمدرسة فى آنٍ واحد وتنسيق كامل لكيفية التعامل مع الطفل لأنه قادر على شق وحدة الهدف واللعب على الأطراف المعينة بذكاء ودهاء لا يحسد عليهما. |
ساحة النقاش