دراسات علمية تكشف أسرار «الكلمات الأخيرة قبل الموت»: وصايا أم هذيان؟

AddThis Sharing ButtonsShare to Facebook

Share to TwitterShare to WhatsAppShare to ارسال ايميلShare to المزيد

  • طباعة
  • هالة أمين dostor.org/2481980

    بينما والدتى تودع الحياة فى ٢٠١٤، رددت على مسامعى بعض الكلمات والوصايا غير المفهومة، حاولت جاهدة أن أفهم معناها ومعرفة ما تريده بالتحديد لتنفيذه، لكن الأمر كان فى غاية الصعوبة، والآن بعد ٥ سنوات كاملة تحدث لى العديد من الأشياء جعلتنى أستعيد الكلمات الأخيرة لأمى، وأفهم بعض الذى استعصى علىّ فهمه من كلامها آنذاك.
    هذا الموقف وغيره يفتح بابًا كبيرًا للبحث اسمه «الكلمات الأخيرة قبل الموت»، سواء كانت قبل مغادرة الدنيا بأيام أو ساعات، واهتمت به العديد من مراكز الدراسات العالمية، بجانب بعض العلماء الذى نشروا تفسيرات لـ٢٠٠٠ كلمة قالها ١٨١ شخصًا وهم على مشارف الموت، حتى وإن كان هذا الموت لم يسبقه أى مرض.
    من بين هؤلاء العلماء، الذى اقترب من تلك المنطقة المحظورة، عالم الأنثروبولوجيا الأمريكى آرثر ماكدونالد، الذى أعد دراسة عام ١٩٢١ استعرض فيها أبرز الكلمات التى رددها من كانوا على فراش الموت قبل رحيلهم، مقسمًا إياهم إلى ١٠ فئات من بينهم رجال الدولة والفلاسفة والشعراء، حسب ما نشرته مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية العريقة.
    وأوضح «ماكدونالد» أن العسكريين دائمًا ما يوجهون «تحذيرات» وهم على مشارف الموت، فى حين أن الفلاسفة يرددون كلمات تصف التعبير عن الرضا والإعجاب أو عكس ذلك، فى حين يردد الفنانون والعلماء كلمات أقل من أى فئة أخرى.
    ويرى الباحث الألمانى كارل جوثيك، فى كتابه «الكلمات الأخيرة»، أن دراسة «ماكدونالد» تعد المحاولة الوحيدة لتقييم الكلمات الأخيرة قبل الموت عن طريق قياسها، واصفًا النتائج الواردة فيه بـ«الغريبة»، والتى تعكس الحاجة إلى بيانات أفضل حول القدرات اللفظية وغير اللفظية فى نهاية الحياة.
    ويعتبر «جوثيك» أن الكلمات الأخيرة قبل الموت، الواردة بلغات متعددة منذ القرن السابع عشر، بمثابة آثار لمخاوف وعواطف سابقة، لا يمكن أن تخبرنا الكثير عن الشخص المتوفى أو قدرته الفعلية على التواصل بين الحاضر والمستقبل بعد موته.
    ويشير إلى أنه «كلما أصبح الشخص أضعف ونائمًا يصبح تواصله مع الآخرين أكثر غموضًا، ولا يتم فهم الكلمات الأخيرة التى يرددها، نظرًا لكونها غامضة وغير منطقية»، فى الوقت الذى يموت فيه آخرون وهم صامتون لا يتحدثون، فيما أرجعت تفسيرات أخرى تلك الظاهرة إلى أنها «هذيان ينطوى على فقدان الوعى وعدم القدرة على العثور على الكلمات والأرق والانسحاب من التفاعل الاجتماعى».
    وتقول الكاتبة ليزا سمارت، إنها بعد وفاة والدها ظل يقفز أمامها العديد من الأسئلة غير المتناهية حول ما كان يقوله قبل الوفاة، لذا عكفت على إعداد بحث أكاديمى عن «الكلمات الأخيرة قبل الموت»، ولكى يخرج بنتائج متعمقة ودقيقة تعاونت مع ريموند مودى جونيور، الطبيب النفسى الأمريكى، الذى اشتهر بعمله فى تجارب الاقتراب من الموت، وألف كتاب «الحياة بعد الموت» الذى حقق أفضل مبيعات عام ١٩٧٥.
    وساعد الطبيب النفسى الشهير الكاتبة ليزا سمارت فى بحثها الأكاديمى حول هذه الظاهرة، والذى نشرته فى كتاب بعنوان «كلمات على عتبة الموت»، استنادًا لتجربة ما قاله والدها، وهو على فراش الموت، وجاء فيه أن والدها كان يستخدم ضمائر الغائب فى الكلمات التى كان يرددها قبل موته بشهور قليلة.
    وتشير إلى أنها لم تكن تفهم ما كان يريده، أو عمن يتحدث، مضيفة «استخدم ضمائر الغائب بكثرة، والكلمات والعبارات التى كان يرددها غير منطقية، لكنها بعد وفاته بدأت تكتشف ما وراءها بالتدريج».
    واختتم تقرير المجلة الأمريكية بأن «دراسة اللغة والكلمات التى يرددها البشر وهم على مشارف الموت، لا تزال تمثل تحديًا، وذلك بسبب المحرمات الثقافية والمخاوف الأخلاقية حول الموت، ولكون كل حالة وفاة فريدة من نوعها، ما يمثل تباينًا يصعب على العلم مواجهته».

    azazystudy

    مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

    • Currently 0/5 Stars.
    • 1 2 3 4 5
    0 تصويتات / 59 مشاهدة
    نشرت فى 19 يناير 2019 بواسطة azazystudy

    ساحة النقاش

    الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

    azazystudy
    دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

    ابحث

    تسجيل الدخول

    عدد زيارات الموقع

    4,796,652