نحن نعاني من ازدواجية في كل شيء في حياتنا نريد العمل ونسعى للتقاعس نريد النجاح ونسعى للفشل نريد النظام ونسعى للفوضى نريد الحرية ونسعى للقمع بل ونلعب أدوارا لا تمثلنا وننصب أنفسنا أولياء على الآخرين يقول المثل الشعبي صاحب بالين كذاب ...
كل منا ينادي بأشياء ويروج لشعارات ويفرض وصاياه على الآخرين ولكن عندما تأتي الكرة في ملعبنا نجد أنفسنا قد تبدلنا لتظهر ازدواجية في الرأي والمعتقدات واتخاذ القرارات وينتهي المطاف بنا للتخبط والفشل وعكس ما نسعى إليه . فكم من مرة نجد من يطالبنا بفعل أشياء بدعوى أنها في صالحنا ولكن سرعان ما نجد هذا الشخص هو نفسه من يعارض تطبيقها على أرض الواقع فكم منا من يناشد الحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي ولكن عندما نطبقه على أنفسنا نواجه القمع والاعتراض . وكم منا يطالب بالنظام واحترام الآخرين وتقديس المواعيد لكنه أول من يخلف ذلك ، وكم منا ينادي بمحاربة الفساد والتصدي له ونكتشف بعد ذلك أنه أول من يباركه ، للأسف نقول أشياء ونفعل عكسها نحن نعاني من انفصام نتحدث كثيرا وكثيرا ولا نفعل شيء فما السبب ؟ هل اعتادنا الكلام أم اكتسبنا مهارة التمثيل .... مشكلتنا هو أننا لانعرف ماذا نريد وبما نؤمن هل عواطفنا تحركنا أم مصالحنا تحكمنا ؟ فتتبدل أدوارنا عندما تقتضي حاجتنا لها نحن بحاجة لنكون أكثر صدقا مع أنفسنا حتى يصدقنا الآخرين .
ساحة النقاش