التربية المبكرة واهميتها في تربية وتأهيل الطفل الأصم
مبادئها وابعادها :
تهدف التربية المبكرة الى تهيئة وتأهيل الطفل والولد الاصم بغية ادخالة في
النظام المدرسي المتخصص وذلك منذ لحظة اكتشاف الصمم ( وكما يشير العنوان
فالتربية المبكرة تبدأ من لحظة اكتشاف الصمم وقبل سن المدرسة ).
كما تهدف التربية المبكرة الىمساعدة الطفل على توظيف مجمل طاقته
التواصلية والعلائقية وترمي الى اشراك الاهل ولا سيما الام في عملية تأهيل
الطفل الاصم .
المعلوم ان الاهل عند اكتشافهم الصمم او الاعاقة عند ولدهم يصابون "بصدمة"
تدفعهم الى التخلي عن دورهم في تربية ولدهم , فيتراجعون عن التعاطي معه
كلاميا وفي ظنهم ان صوتهم لا يصل وكلامهم لا يفهم , يدخلون جميعا حينئذ في
عالم الصمت والانزواء.
تعقب هذه الفترة , فترة الذهول والصدمة , مرحلة الاعتراف بالاعاقة وهي مرحلة
تتطلب مواجهة مشاكل عديدة وصعوبات عملية على صعد كثير منها طبية ,
اجتماعية وتربوية وغيرها …
وباعترافهم بالاعاقة يتلاشى عند الاهل الحلم الذي سبق ووضعوه بولدهم . كما
تسقط الاحلام التي واردتهم طيلة فترة الحمل هذا الشعور يطال الطفل فيتأثر
بتأثيرات ا لاهل , ومن هنا اهمية توقيت التربية المبكرة , اذ ان الاهل من خلال
الجلسات مع العالم النفساني ومع مجمل الفريق التربوي , يتمكنون من فهم
وتقبل امور كثيرة مُم يساعدهم على تجاوز هذه المرحلة التي قد تتصف بشعور
بالذنب , والحقد والرفض واليأس وغيرها , فبمساعدة هذا الفريق ومواكبته
الاهل وطفلهم يصل هؤلاء الى مرحلة مهمة وهي مرحلة التقبل , تقبل
ولدهم "المتخلف" أو "المعاق" ومن هنا يعودون الى امل جديد ويباشرون مرحلة
بناء واعده , أي بناء مشروع تربوي لطفلهم فيستعدون دورهم ومكانهم في
التربية والتأهيل وينعكس ذلك على الولد ارتياحا نفسيا فيتابع نموه الجسدي
والعاطفي ويتقدم ويتطور باتجاه مشروع مدرسي.
فالتربية المبكرة اذن بديناميكيتها تطال الاهل بصورة غير مباشرة غي تاهيل
الطفل لياخذ من جديد كل واحد مكانه الملائم نحو مستقبل افضل للطفل كما
العائله .
دوافع التربية المبكرة
التربية المبكرة للولد الاصم لها دوافع عديدة اهمها :
أ- الاكتساب اللغوي :
تشير الابحاث العلمية الى ان الاكتساب اللغوي عند الانسان يخضع لتوقيت محدد
وفتره معينة أي منذ لحظة الولادة ولغاية السنه الثالثة . هذا التوقيت البيولوجي
هو اكثر ملاءمة لتركيز المبادئ اللغوية والتي على اساسها تبني وتتطور اللغة .
من الضروري اذن ان نحث الولد الاصم وخلال هذه الفترة المبكرة بالذات على
اكتشاف التواصل اللغوي وادخاله في هذا النظام وذلك قبل دخوله المدرسة ,
فالاستشارات السمعية وترجمة الاصوات تساعد على فهم ما يدور حوله وعلى
اعطائه , أي الطفل الاصم , الرغبة في دخول نظام السامع .
ب- النضوج العاطفي النفسي
في الواقع , ان جميع الاطفال يتبعون بالمطلق نمطا واحدا في النمو العاطفي
والنفسي اذا توفرت لهم الشروط اللازمه لهذا النمو : الطمأنينه والمحبة والحضور
…
اما بالنسبة للولد الاصم فتنعدم علاقته بالاهل( في بعض الاحوال )عند اكتشافهم
الصمم كما سبق وذكرنا ويختصر دورهم بعد ذلك على تأمين الاكل والنوم
والشرب لولدهم فيعيش الولد في عزلة غير مرادة ويدخل الطرفين في دوامة
السكوت فيفتقر رغبة الاتصال ينزوي وينطوي على نفسة فتصعب بعد ذلك
عملية التأهيل لاحقا .
لذلك ننصح الاهل بل ندفعهم الى القيام بتربية طفلهم باكرا لمساعدته وانتشاله
من عزلته وصمته .
ج- المستقبل التاهيلي والتربوي
منذ سنين غير بعيدة كان الولد الاصم يأتي الى المدرسة المتخصصة في سن
متقدم من عمره وفي اكثر الاحيان ما بين الثامنه والعاشره ( او اكثر ) فكانت
عملية التاهيل والتدريب تبدأ اولا بإزالة اكتساباته العشوائية وجعله اهلا
للتعاطي والتكييف مع البرامج المعده له مما يؤخره عن انطلاقته في رحلته
الدراسية .
وقد اكدت التجارب ان النتائج المدرسية للولد الاصم الذي حظي بتربية مبكرة
تأتي متقدمة جدا على تلك التي يحصل عليها ولد اصم حرم من هذه التربية .
كما دلت هذه التجارب على قدرة استيعاب وادراك للحقائق والمبادئ الجردة
الذي للطفل الذي تلقىتربية مبكرة وكذلك قدرة على الاستثمار والاستفادة من
باقي سمعه مما يسهل عليه تحصيله الدراسي لاحقا وهي امور تتعذر عند الثاني
وتبقى ضعيفة كي لا نقول معدومه.
نشرت فى 20 مايو 2013
بواسطة anamel-tasmaa
انامل تسمع
موقع يقوم بعرض ومناقشة كل ما يخص الاعاقة السمعية والتخاطب ----- مسئول الموقع / عبير بكري --- تحت اشراف / ناهد عبد المعطي »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
729,811
ساحة النقاش