ما هو العلاج السمعي-الشفهي:
يتم تطوير اللغة المنطوقة، في هذا النوع من العلاج، عن طريق الإنصات. حيث يتم تزويد الأطفال بأفضل أجهزة السمع المتوفرة حال تشخيص الإعاقة السمعية. كما يتم تعليم الوالدين كيفية خلق بيئة مناسبة لتعليم طفلهم مهارة الإنصات، وتعويده على معالجة اللغة المسموعة والتحدث.
والعلاج السمعي-الشفهي مبني على مبادئ واضحة ومنطقية. فالهدف هو أن ينشأ الطفل المصاب بالإعاقة السمعية في بيئة تعليمية معتادة، سواء في البيت أم في المدرسة، وأن يصبح مواطناً مستقلاً بذاته ويشارك بفعالية في خدمة مجتمعه. (Simser, 1993) كما يوفر العلاج السمعي-الشفهي للأطفال خيار استخدام حاسة السمع المتبقية لديهم، مهما كانت ضئيلة، من أجل تطوير القدرة على الإنصات واستخدام التواصل الشفهي داخل نطاق عوائلهم، وفي المجتمع بشكل عام. ويجب ملاحظة أن هذه الطريقة تفترض وجود تأهيل سمعي مكثف حسب بروتوكول الجمعية الدولية للعلاج السمعي- الشفهي AVI (انظر الملحق).
أسباب تعزيز عملية الإنصات:
بما أن الكلام عبارة عن مجموعة من الإشارات الصوتية التي يكون الإنصات أفضل طريقة لتعلمها، فإن تعزيز عملية الإنصات يؤدي إلى تعلم اللغة والنطق (الكلام) بطريقة طبيعية. حيث إن التركيز على السمع يسمح للأطفال ذوي الصعوبات السمعية باكتساب ثقة أكبر في عالم الإنصات كما يمكنهم من التعلم عن طريق سماع محادثات الآخرين أيضاً. كما أن ذلك يعمل على تعزيز المراقبة السمعية الذاتية لكلام الشخص مما يؤدي إلى تحسين جودة الصوت لديه.
ولكي يتمكن هؤلاء الأطفال من الأداء بشكل جيد في الأماكن ذات الأحوال الصوتية السيئة التي تكثر فيها الضوضاء، مثل الفصول الدراسية، يستخدم هؤلاء الأطفال حاسة السمع لديهم بالإضافة إلى عملية قراءة الشفاه، وهو الشيء الذي يفعله الأطفال ذوي السمع الطبيعي كذلك. كما أن استخدام العلاج السمعي-الشفهي ووحدة الاف ام FM unit (عبارة عن جهاز سمع شخصي يحتوي على ميكروفون بعيد يوضع قرب مصدر الصوت، كأن يضعه المدرس في رقبته، وعلى جهاز استقبال يربطه الطالب بجهاز السمع لديه) ، بالإضافة إلى التركيز على الإنصات والاستماع، يساعد على توظيف كل من حاستي السمع والبصر في الأجواء التي يوجد بها ضوضاء. كما أن الأطفال يتعلمون قراءة الشفاه بشكل طبيعي حينما يواجهون ذلك في المواقف الاعتيادية وبشكل طبيعي.
الدلائل التي تؤيد استخدام العلاج السمعي-الشفهي:
غالبية الأطفال ذوي الإعاقة السمعية لديهم مقدار متبقي من السمع، وهي حقيقة معروفة منذ عشرات السنين (Bezold and Siebenmann, 1908; Goldstein, 1939; Urbantschitsch, 1982) .
حينما يتم تزويدهم بأجهزة سمع مناسبة، فإن الأطفال ذوي الإعاقة السمعية يصبحوا قادرين على سماع معظم، إن لم يكن كل، الطيف الصوتي (مجموع الأصوات والذبذبات التي تحدث فيها هذه الأصوات) (Goldstein, 1939; Beebe, 1953,; Pollack, 1975, 1985; Johnson, 1975, 1976; Ling and Ling 1978; Ross and Calvert, 1984; Ling, 1989)>
حينما يتم استخدام السمع المتبقي من خلال تقنية تعزيز الصوت (أجهزة السمع التي توضع على الأذنين، القوالب التي توضع في الأذن والتي تكون مناسبة من الناحية السمعية، وحدات الاف ام، قوقعة الأذن المزروعة) من أجل توفير أكبر فرصة لالتقاط الطيف الصوتي، سيتمكن الطفل من تطوير لغته بشكل طبيعي من خلال الاعتماد على استخدام السمع. ولذلك فإن الطفل ذا الإعاقة السمعية لا يلزم بالضرورة أن يعتمد على حاسة البصر فقط في تعلمه اللغة. فحاسة السمع، بدلاً من كونها أداة سلبية لاستقبال المعلومات فقط، يمكن أن تكون العامل النشط الذي يساعد في عملية النمو الذهني (Boothroyd, 1982; Ross and Calvert, 1984; Goldberg and Lebahn, 1990; Robertson and Flexer, 1990) .
من أجل الانتفاع من "الفترات الحرجة والهامة" في النمو اللغي والعصبي، فإنه يجب اكتشاف الإعاقة السمعية في أقرب وقت ممكن، كما يجب استخدام التقنية الطبية وتقنيات تعزيز السمع، في أسرع وقت ممكن (Lennenberg, 1967; Marler, 1970; Clopton and Winfield, 1976; Johnson and Newport, 1989; Newport, 1990).
حينما لا يتم استثارة حاسة السمع خلال السنوات الحرجة لتعلم اللغة، فإن قدرة الطفل على استخدام ما يسمعه من أصوات وتفسيرها ستتدهور بسبب عوامل فيزيولوجية (مثل تدهور الطرق المؤدية إلى نقل الصوت داخل الجهاز العصبي)، ونفسية (الانتباه، الممارسة، التعلم) (Patchett, 1977; Merzenich and Kaas, 1982; Evans et al., 1983; Robertson, and Irvine, 1989).
تقدم المعلومات المتوفرة حالياً حول النمو الطبيعي للغة هيكلاً عاماً يعمل على تبرير استخدام العلاج السمعي-الشفهي. حيث يتعلم الأطفال اللغة بشكل أكثر فاعلية من خلال التفاعل المستمر واليومي مع البيئة التي يعيشون بها ومع الأشخاص الهامين في حياتهم (Lennenberg, 1967; Menyuk, 1977; Kretschmer and Kretschmer, 1978; Ling, 1989; MacDonald and Gillette, 1989; ross, 1990; Leonard, 1991)
حينما تتطور اللغة الشفهية من خلال الاستقبال السمعي للمعلومات، يمكن أن تتطور مهارات استيعاب القراءة كذلك (Geers and Moog, 1989; Ling 1989; Robertson and Flexer, 1990) .
في حالة استخدام العلاج السمعي-الشفهي لايضطر الوالدين إلى تعلم لغة الإشارة أو أية لغة رمزية أخرى. وفي الحقيقة فإن 90% من والدي الأطفال ذوي الإعاقة السمعية هم من ذوي السمع المعتاد، والذين لا يتعدى مستوى لغة الإشارة عندهم مستوى ما قبل الابتدائي (Luetke-Stahlman and Moeller, 1987). كما أن التدريب السمعي الشفهي يتطلب مشاركة الوالدين في التواصل مع طفلهم من خلال اللغة المنطوقة، وأن يعملوا على خلق بيئة تساعد على تشجيع الإنصات وتساند الطفل خلال عملية التعليم.
إذا كانت الإعاقة السمعية الشديدة أو شبه التامة تجعل من الشخص "مختلفاً" عن الآخرين من الناحية العصبية والوظيفية كما يقترح بعض الباحثين Myklebust and Brutton (1953) and Furth (1964)، فإن العلاج السمعي-الشفهي لن يجد. ولكن كشفت كثير من الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا علاجاً، منذ فترات الطفولة المبكرة، يركز على استخدام السمع المتبقي بشكل فعال، يحققون استقلالية ذاتية، ويطورون قدرة على التحدث، والمشاركة الفعالة في مجتمعاتهم. (Yoshinaga-Itano and Pollack, 1988; Ling, 1989; Goldberg and Flexer, 1991). Auditory-Verbal International, 1991).
المصدر: منقول
نشرت فى 21 إبريل 2013
بواسطة anamel-tasmaa
انامل تسمع
موقع يقوم بعرض ومناقشة كل ما يخص الاعاقة السمعية والتخاطب ----- مسئول الموقع / عبير بكري --- تحت اشراف / ناهد عبد المعطي »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
732,341
ساحة النقاش