الفتح الاسلامى لمصر 21هجربا 641ميلادى

1- فضائل فتح مصر : ان لمصر فضائل كثيرة منها ان الله عزوجل ذكرهافى كتابه العزيز فقد ذكرت فى اكثر من عشرين مرة تارة بالايحاء وتارة بالايماء فقد كرها الله بقوله (ادخلومصر ان شاء الله ءامنين) وقوله تعالى (اهبطوا مصر فان لكم ماسألتم )   امابالايماء فقد قال سبحانه وتعالى حكاية عن سيدنا يويف عليه السلام (اجعلنى على خزائن الارض) اى ارض مصر وقوله تعالى (ان فرعون علا فى الارض) اى ارض مصر.  وكذلك ذكرت مصر فى الاحديت النبوية منها روى عبدالله بن لهيعةعن حديث عمروبن العاص انه قال حدثنى امير المومنين انه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم )يقول اذافتح الله عليكم بعدى مصر فاتخدوا فيهاجندا كثيفا فذلك الجندخير اجناد الارض فقال ابوبكر ولما يارسول الله قال لانهم وازواجهم فى رباط الى يوم القيامة )  ،  ومن فضائلها ايضا ان ولد بها من الانبياء موسى وهارون ويوشع بن نون ودانيال وترميال ولقمان  عليهم السلام ودخلها من الانبياء  ابراهيم ويعقوب ويوسف والاسباط ومومن ال فرعون الذين اثنى عليهم القران وادريس الذى عرف بهرمس. ومن اهل مصر الذين مدحهم القران امراءة فرعون حيث قال تعالى (وضرب مثلا للذين ءامنوا امراءة فرعون اذا قالت ربى ابنى لى عندك بيتا فى الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين) . ومن اهلها ماشطة بنت فرعون فمشطها فرعون بامشاط من حديد وهى ثابتة على ايمانها بالله. ومن فضائلها ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج من نسائهامارية القبطية ولم يرزق بولد الا منها حيث انجبت له ابراهيم . ومن فضائلها ايضا ان سكنها ودفن بها حوالى مائة صحابى ودفن معظمهم فى سفح المقطم .

  2:_حقائق يجب ان تذكر:                                                     اولا : ان شعب مصر ينتسب فى الاصل الى ذرية الناجين من الطوفان مع نوح عليه السلام

 ثانيا : شعب مصر يدين بالاسلام منذ ان وطأت أقدمه ارض وادى النيل فى وقت لا يعلم مداه الا الله وحينما حدث انحراف فى عقائدهم ارسل الله لهم يوسف وموسى عليهم السلام وعلى يد يوسف اسلم شعب مصر وملكها واخضعوا حياتهم لمنهاج الاسلام وعلى يد موسى اسلمت امراءة فرعون اسية بنت مزاحم وسحرة فرعون وغيرهم وقد اهلك الله فرعون من اجل هذه القلة المسلمة ومكن للاسلم واهله تذن فالاسلام على مصر اصيل اصالة شعبها وارضها وبعد ثلاثة عشرقرن منرسالة موسى عليه السلام ارسل الله عيسى عليه السلام برسالة الاسلام

 ثالثا : بعد سته قرون بعث محمد ( صلى الله عليه وسلم ) برسالة الاسلام الخاتمة الى العالمين وبعدها وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رسائل الى الزعماء والامراء يدعوهم الى الاسلام ومن هولاء جريج بن منى الملقب بالمقوقس مللك مصر والاسكندرية ارسل اليه رسالة يدعور الى الاسلام وكان رد المقوقس على هذه الرسالة رد جميلا حيث قال فهمت ماتدعوا اليه وعلمت ان نبيا بقى وكنت اظن انه يخرج من الشام  وقد اكرمت رسولك وبعثت اليك بجاريتين لهما مقام عظيم فى القبط وبكسوة واهديت اليك بغلة لتركبها والسلام .

رابعا : ان لفظة قبطى تعنى مصرى ولا تعنى نصرانى فقبطى مشتقة من الكلمات المصرية القديمة (hikpta)والتى تعنى منزل الاله بتاح والتى تحولت الى ايجبتوس والتى تطورت فى العربية الى قبط

3- احوال مصر قبيل الفتح الاسلامى : قبيل الفتح الاسلامى مباشرة كانت مصر عبارة عن ولاية تابعة للرومان وذلك عندما استولوا عليها عام31قبل الميلاد بعدانتصاراغسطس قيصر على كليوباترا.وكان الرومان بستنزفون خيراتها ويسلبون ثراوتها ويفرضون الضرائب على اهلها ويسلبون الاهالى اموالهم واثاث بيوتهم وممتلكاتهم دون ردع وكان المصريون ملتزمون بايواء من يمربهم من الموظفين العسكرين من الرومان وكانوا مجبرين على توفير اسباب الراحة لهم فى حالهم وترحالهم ومجبرين على فتح بيوتهم فى اى ساعة من ساعات الليل والنهار لهم .

 وهذا لايعنى انهم لم يقموا باى اصلاحات بل قاموا باصلاحات كثيرة ورغم ذلك ظلت البلاد فريسة للتدهور والانحلال هذا لان الاصلاحات كانت تهدف استغلال مصر حتى يعم النفع على الرومان لا على المصريين اصحاب البلاد الاصلييين .  كذلك الاضطهاد الدينى الذى مارسته الدولة الرومانية على رغم من ان مذهبم المسيحية ولكن وقع الخلاف حول طبيعة السيد المسيح وقد تدخل الاباطرة فى هذا النزاع وعقدوا من اجل ذلك المجامع الدينية وقرروا ان للمسيح طبيعتين كما ترى كنيسة القسطنطينة ورموا الكنيسة المصرية بالكفر والخروج عن الدين الصحيح لم يقبل المصريون بهذا القرار واطلقوا على انفسهم الارثوزكيين وقد اتخد الاباطرة بوجه عام موقف المساواة مع القبط ودابوا على القضاء على مذهبهم .كل هذه الاسباب ادت الى اضعاف مصر فاهملت الارض وبارت التجارة وانتشر القحط فى انحاء البلاد ومع هذافقد صحب هذا التدهور والانحلال الى يقظة الروح القومية بين المصريين وقد ظهرت اثارها واضحةفى ازدهاراللغة القبطية ونافسة اللغة اليونانية كل هذه الاسباب هيات البلاد فى القرن السابع الميلادى للفتح الاسلامى للبلاد .

4- دوافع فتح مصر : ان فتح مصر لم يكن فتحا عشوائيا وانما كان بخطة منظمة ودراسة مسبقة ويرجع ذلك الى عدة دوافع .

  الدافع العسكرى : ان مصر هى الامتداد الطبيعى الجنوبى لفلسطين فكان من الطبيعى ان يقوموا بمطاردة الرومان بارض مصر والشمال الافريقى حتى لايتمكن العدو من حصار بلاد الشام والجزيرة العربية من الجنوب والغرب وللتخفبف من الدور التى قامت به مصر فى مساعدة الثغور الشامية وكذلك هروب اريطون قائد بيت المقدس الى مصر لاعادة المقارمة ضد المسلمين فكان من الطبيعى فتح مصر.

  الدافع الدينى: يتمثل عذا الدافع فى رغبة المسلمين فى الاضطلاع باعباء الدعوة الاسلامية وضرورة اداء امانة تبلغها الى العالمين لابراء الذمة امام الله لذا فقد توجب على المسلمين تحرير المصريةن من قبضة الروم المغتصبين وذلك لانهم يحالون بين المصريين وبين الدخول فى الاسلام.وكذلك تحقبقا لبشارة النبى (صلى الله عليه وسلم )(ستفتحون مصر وهى ارض يسمى فيها القيراط فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما(.

 الدافع السياسى الاقتصادى  فقد تجمع لدى المسلمين معلومات ان اوضاع مصر الاقتصادية متردية وكانت ثرواتها تذهب الى روما وايضا اوضاع المصريين الاقباط الذين كانوا يعانون من الاضطهاد الدينى المذهبى من قبل البيزنطيين وادركوا ان ضم مصر الى دولة الاسلام سينعش اقتصاد المسلمين ويضعف البيزنطيين حيث ان مصركانت مصدرا رئيسا لتمويل بيزنطة بالقمح ادرك المسلمون ذلك كله وادركوامعه غنى مصر وثرائها وعلموا ان ضمها سوف ينعش اقتصادهم ويوفر لهم الاموال التى تساعدهم على مزيد من الفتوحات الاسلامية ومع انهيار الجيش البيزنطى وماحل بمصر من ضعف وانقسام فكانت الفرصة مواتية للاقدام على فتح مصر  .

_:المصدر

 1_الفتوحات الاسلامية فى عهد امير المومنين عمربن الخطاب (رضى الله عنه)فتح مصر20ه 641م د\جمال عبد الهادى 2_مصر والفتح الاسلامى           أ\عبدالمنعمحمادة 3_تاريخ مصر من الاسلامية من الفتح العربى حتى الفتح العثمانى د\عطية القوصى

ارجو ان ينال هذا الموضوع رضاكم وتمنياتى لكم بالمزيد من العلم و المعرفة