فتح مصر :
لما قارب فتح الشام على الانتهاء كتب عمرو بن العاص الى الخليفة عمرو بن الخطاب يستاذنه فى فتح مصر ووصف له ثرواتها وهون عليه امرها فامتنع فى بادئ الامر ولكنه وافق بعد ذلك فاتجه الى مصر فى اربعة الالف رجل ونزل بالعريش ومنها الى الفرما وقوم الروم فى الفرما مقارمة ضعيفة واستولى العرب عليها العرب فى شهرين برغم قلة ما معهم من الات الحصار ولما امن عمرو بن العاص طريق الشام اخذ فى السير حتى وصل الى بلبيس فحاصرها شهراوفتحها بعد قتال شديد وبذلك اصبح الطريق بينه وبين قلب الدلتا مفتوحا وعند ذلك انضم الى عسكره كثيرا من بدو الصحراءوسار بجيشه الى ان وصل قرية ام دنين وكانت معظم الجيوش الرومانية فى هذا الوقت متحصنة بحصن بابليون ولكن كان هناك حامية رومانية صغيرة فى هذه القرية وقد عاقت الجيش من التقدم بضعة اسابيع ولكنه تمكن من الاستيلاء عليها بعد مناةشات عديدة واستولى عليها عمرو مصر وكان هدف عمرو بن العاص التالى هو حصن بابليون ولكنه راى ان القوة التى معه لا تكفى لفتح هذا الحصن فقرران ينتظر المدد اقدم له وقرر ان يشغل جنده الى ان يصل المدد فخرج فى غارة الى الفيوم وعبر النيل فى قوارب وسار بطريق منف الى الفيوم ولكنه لم ينجح فى الاستيلاء عليها وعندما عاد الى عين شمس فى صيف 640م لحق به المدد الذى بعثه الخليفة وفى مقدمته الزابير بن العوام وكان عددهم 12 الف ، فى ذلك الوقت انتهز الروم فرصة خروج عمرو بن العاص الى الفيوم واستولوا على قرية ام دنين واعد قائدهم تيودور حوالى 200 الف مقاتل لمقاتلة المسلمين فزحف الى عين شمس حيث كان الجيش الاسلامى متمركز فوضع عمرو بن العاص جزء من جيشه فى موضع خفى قرب الجبل الاحمر واخر فى النيل قريبا من ام دنين التقى تيودور مع الجزء الاكبر من الجيش فلما اشتد القتال بينهم خرج الجزء المختيى من الجيش وهجم على الروم من الناحية الاخرى وهزموهم ولم يبقى من الروم سوى 300 مقاتل وفقد الاخرون مابين قتيل وهارب واستولى عمرو بن العاس بذلك على مدينة مصر وبذلك انفتح الطريق امامه الى اخضاع الفيوم ومحاصرة حصن بابليون وكتن القائد للقوات الرومانية هو المقوقس الحاكم الادارى للبلاد وكان مكروة لدى الاقباط بسب معاملته لهم واضطهاده لهم ولم حاصر المسلمين الحصن كان النيل عليا حيث ان الحصن يقع على النيل وكان ذلك فى اواخر شهر اغسطس ةهم ليس معهم من الات مايسهل عليهم اقتحام الحصن فلما اخذ النيل فى الهبوط فى شهر اكتوبر ييئس المقوقس من رد العرب عن البلاد سعى سرا لعقد صلح معهم وتقابل مع عمرو بن العاص فى جزيرة الروضة ولم يرض عمرو بن العاص الا بواحدة من ثلاة الاسلام او الجزية او القتال واتفق الطرفين على بنود المعاهدة وارسلها المقوقس الى هرقل امبراطور الروم الذى سخط بسب عذه المعاهدة وقام باستدعاء المقوقس الى القسطنطينية وواصل المسلمين حصار الحصن وفى هذا الوقت جمع تيودور جيشا جديد يحاول به فض حصار الحصن ولكنه لم يستطبع حتى ان يقترب من المسلمين وفى شهر مارس 641 سمع المحاصرين داخل الحصن بضجيج فرحة وتكبير خارج الحصن وتبين لهم انها بسبب موت هرقل فاضعف ذلك عزائم الجنود الرومان داخل الحصن وفى يوم 16 ابريل 641م عمد الزابير بن العوام الى سور الحصن بسلم كبير وتبعه الجنود فلم يكن بوسع من كان بد اخل الحصن الا التسليم فى مقابل ان ينجوا بحياتهم ووافق عمرو بن العاص وامهاهم ثلاثة ايام يخرجون فى خلالها من الحصن ولما اخلى الروم الحصن بادر عمروبن العاص الى اتمام الفتح فسار الاسكندرية واستولى فى طريقه على مدينة نقيوس حيث كان تيودور قد جمع فلول جيشه وعزز بمدد كبير والتقى مع العرب عند دمنهور فى موقعة كبيرة ظلت عشرة ايام واضطر الروم بعدها الى الالتجاء الى الاسكندرية.
فتح الاسكندرية:
كانت مدينة الاسكندرية من اكبر مدن مصر كلها وابهاها وكانت المدينة قوية التحصينات يحميها من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب ةالغرب القنوات والترع فقد كانت تطل على البحر الذى لا يوجد للمسلمين فيه اى سفينة بالاضافة الى الاسوار الحصينة وكان بها عشرات الالوف من جند الروم ورغم ذلك عزم المسلمين على فتحها وصل عمرو بن العاس الى الاسكندريةموقع المدينة واتصالها المباشر بالاسطول الرومانى الذى كان يمدنها بالمؤن جعل فرصة دخولهاا صعبة على المسلمين لذلك قرر عمرو بن العاص شغل جانب من جنده بتوسيع نطاق الفتوحات داخل مصر وقد استطاعت الحامية الرومانية ان تقاوم المسلمين طويلا مما اقلق الخليفة عمربن الخطاب على وضع المسلمين فى مصر فارسل رسالة الى عمرو بن العاص يقول فيها (اما بعد هعدعجبت لابطاكم عن خبر الفتح منذ سنتين وقداخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم انها ستفتح على ايديكم وما ذاك الا لما احدثتم واحببتم من الدنيا فى قلوبكم وان الله تعالى لا ينصر قوما الا بصدق نياتهم فاذا أتاك كتابى هذا فأخطب بالناس وحضهم على القتال ورغبهم فى الصبر وان تكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد وليكن عند الزوال من يوم الجمعة فانها ساعة تتنزل فيها الرحمة ووقعت الاجابة) فلما اتى كتاب امير المومنين الى عمرو بن العاص بدا المسلمون يشددون الحصار على المدينة ويستنهضون الهمم لاقتحامها وفى هذه الاثناء كان قد تولى قنسطنطين بعد موت هرقل وقام باستدعاء المقوقس من منفاه لاستشاراته فى احوال مصر وكيفية الدفاع عنها ولكن لم يلبث ان مات قنسطنطين وتولى مكانه اخيه هرقلوناس واخوه قنسطانز وكنت احوال الدولة البيزنطية من سئ الى اسواء فارسلوا المقةقس الى مصر ليعقد صلحا مع المسلمين وقد نجح المقوقس فى عقد الصلح مع عمرو بن العاص ومن اهم شروط هذا الصلح :
1_ان يدفع الجزية كل من يدخل فى هذه المهادنه .
2- تعقد هدنة مدتها احدعشرا شهرا يتمكن فيها البيزنطيون من الجلاء عن مصر
3- ان يسمح للجيش البيزنطى بمغادرة الاسكندرية ان يحمل جنوده امتعتهم واموالهم
4- ان يمكث العرب المسلمون فى مواضعهم ولا يسعوا الى قتال الروم.
5- الا يعود جيش الروم الى مصر ولا يحاول استردادها .
6- ان يتعهد المسلمون ان لا يتعرضوا للكنائس بسوء .
7- ان يسمح لليهود بالاقامة فى الاسكندرية .
8- ان يقدم الروم للمسلمين متئة وخمسون من جنودهم كرهائن ضمانا لتنفيذ المعاهدة التى تم الاتفاق عليها فى 21ه_641م
وبخروج الروم من الاسكندرية عقب عذه المعاهدة صارت مصر ولاية من الولايات الاسلامية وارسل عمرو بن العاص الى الخليفة عمربن الخطاب يبشره بفتح مصر . المصدر\مصر من القبطية الى الاسلام حامد سليمان 2\تاريخ مصر الى الفتح العثمانى عمر الاسكندرى والميجر.ج.سفدج
ارجو ان ينال هذا الموضوع رضاكم وتمنياتى لكم بالمزيد من العلم و المعرفة
ساحة النقاش