محمد المهدِّي
ماتوا ..
وأعطوني مفاتيح القبور
وأثقلوني باحتضارات الأديم
فأين قبري ؟؟
كلَّهم خلعوا جلود الوهم
وانصرفوا عراةً
من تآويل اليقين
وأنت يا سقف البكاء
تقول :
هذي قُبَّةُ التِّرحال
ذاكرةُ اختناقي
بل بزوغُ هزائمي
وأفولُ أحلامي شتاءً
وانقراضُ أحبتي سهواً ..
كفرتُ بامنياتي ..
وانتصاراتي ..
واسفاري ..
لماذا آمنوا بالصمت
خيلاً
والشرودِ مسافةً ..؟؟
هم عاهدوني أن يناموا
ساهرين على السماء
يبايعون الكائنات
على القيامةْ ..
من يحرس الأرواح من جسدي
وقد صيَّرتها لغةً
وقلت لها استضيفي هاجسي
هذا المشرد في شعاب اللون ..
هذا المستمد من الحنين جهاته ..
هذا المليء زمانه الأعمى
بأخيلة العصور ؟؟
ومن يفلسف حدسه المكتظ للفوضى
ويشرحُ للمدى
- ليلاً - ركامهْ؟..
حاولت أن أتفحص الأشياء
والأشياء شيءٌ واحدٌ ..
حاولت أن أستأصل الأزمان
والأزمان يوم واحد ..
حاولت أن أحصي لغات الكون
والتكوين حرفٌ واحدٌ..
حاولت أن أتفصَّل الأحزان
والأحزان حزنٌ واحدٌ..
وقصائد الأحباب قلبٌ واحدٌ
ثلثاه
للأبهى وللأسمى
وثلث
للملامة.
8/5/2008م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان: جهات الرمل فاصلتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساحة النقاش