نبأ المعنى
محمد المهدِّي
بسلاسلِ الخوف
اضربوا جسدَ الكلامِ؛
لعلَّ مفردةً ستخرجُ من تجاويفِ السَّكينةِ
باعترافٍ واضح الفوضى,
لعلَّ قصيدةً من تربةِ النَّجوى
ستنهض, وهي تهتف للبعيد:
تجمَّعوا حولي
أقُصَّ عليكمُ نبأَ الفراغِ,
تجمَّعوا حولي
لأُكمل كلَّ فعلٍ ناقصٍ فيكم,
وأشعركم بما لا تشعرون من الحقيقة..
في الحقيقةِ:
يولدُ المعنى غريباً
لا قريباً
ليس يعرفه ويألفه سواه,
ومن مرورِ الماء في المجهول
تأتي فكرةُ الألوان في كأس الرؤى
تروي المُغنِّي
ثمَّ يألفُ نبرةَ الإيحاء حسُّ اللونِ:
لونُ الميم في دمه هوائيٌّ,
ولونُ الحاءِ مائيٌّ..
فماذا بعد ؟
هل هذا هو المعنى
هوائيّاً ومائيّاً ؟
فيغسلُ وجهَهُ بالرَّملِ
حرفُ الكافِ
ثُمَّ يقولُ:
هذي صورةُ الإنسانِ كاملةً
وهذا كلّ ما أعنيه,
من منكم يرى في عينهِ معناه ؟
من منكم يرى في نفسه معنى تنفّسهِ,
ويؤمن أنَّ ثمَّةَ لوحةً لتناسخِ الأرواح
أوضح من شروديْ ؟؟..
في الحقيقةِ:
لا حقيقةَ خارج المعنى
ولا معنىً تُحيطُ به الحقيقةُ,
كلّ فعلٍ لا يؤدِّي ما عليه إذاً
فما معنى الحقيقةِ ؟..
غامضٌ فعلُ الإشارةِ
ربَّما " مُتفاعلُنْ "
فَعَلَتْ بعينيها الكثير من الليالي..
شرَّدَتْ أفعالها الأفعالُ
واغترب المضارعُ في حواسٍّ
لم تزلْ مُعتلَّةَ التَّأويل..
عفواً
اضربوا جسدَ الكلام
لعلَّ مفردةً ستخرج باعترافٍ واضحِ الفوضى,
لعلَّ قصيدةً من تُربةِ النَّجوى
ستنهض وهي تهتفُ للبعيد:
تجمَّعوا حوليْ
وتنبئكم بأنَّ قيامةً عربيِّةً
قامتْ بها تلكَ الخيامْ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان: ممالك يدركها البهلول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد المهدِّي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع