.
.
قصه على لسان راويها قال: كُنتُ في لندنَ، فرَأيتُ صَفاً طَويلا مِن الناسِ يَمشي الواحدُ مِنهم على عَقبِ الآخر مُمتداً مِن وَسَطِ الشارعِ إلى آخرهِ، فسألتُ فقالوا إنَّ هذا مركزُ توزيع وأنّ الناسَ يَمشونَ اليهِ صَفاً كُلّما جاءَ واحِدٌ اخَذَ آخرَ الصفِّ فلا يكونُ تزاحمٌ ولا تدافع ولا يَتقدمُ احدٌ دورَه ولو كانَ الوزير ولو كان أمامه الكنّاس وتلك عادتُهم في كُلِّ مكان على مدخل الكنيسة وعلى السينما وأمام بائعِ الجرائدِ وعندَ ركوب الترام أوصعودِ القطار . قال: ونظرت فرأيتُ في الصفَّ كَلباً في فَمِهِ سَلَّةٌ وهو يمشي مع الناس كلما خَطَو خُطوَة .. خطا خطوة لايُحاولُ أنْ يتعدى دورَه أو يَسبِقُ مَن أمامه ولا يَسعى مَن وراءه لِيسبِقَه ولا يجدُ غضاضةً أنْ يمشي وراء كلبٍ مادامَ قَد سَبَقَهُ الكلبُ . فقلتُ ما هذا ؟ قالوا كلبٌ يُرسِلُهُ صاحبه بهذه السلّةِ وفيها الثَّمَنُ والبِطاقةُ فيأتيهِ بنصيبهِ مِن الإعاشة.
وقفة :-
.
.
سبحان الله ، كلب يحترم النظام وهو حيوان ليس لديه عقل او تفكير او تمييز والناس تحترم تواجده ولاتجد في نفسها اشمئزازاً او احتقاراً له وبعض الناس تجده يلبس افخم الملابس وربما كان مثقفاً متعلماً اكاديمياً وربما كان شخصا متدينا ينصح الناس ويعظهم وربما كان اعلاميا فتراه يزاحم البشر ولايحترم الانظمة ويتأفف من شئ اسمه ( طابور أو صف ) وتجده عديم الصبر وربما مد يده و اطال لسانه على الاخرين ولاتجد لديه ذرة من احترام حتى في الصلاة اجاركم الله تجده يزاحم وربما تعدى فوق رقاب الناس بحجة اللحاق بالصف الاول وبعضهم تجده يدخل الى عيادة الطبيب مباشرة بدون احترام للاخرين وربما احضر معه شخص ليتوسط له وكأن الدنيا سوف تتوقف اذا لم يدخل ولايطيق الانتظار ويكره شيئاً اسمه صف او طابور ولكن عند مباراة كرة قدم تجده يجلس بالساعات بدون اي حراك او في حفلة غنائية يقف بدون ان يتبرم او يتجزع ، فتتعجب لهذه البشر اشد العجب وفي النهاية تتعجب من كلاب تعلمت النظام وبشر اصبحت في سن الحكمة ولاتعرف شيئاً عن النظام واحترام الغير .
.
.
من وحي الحياة بقلم احسان الصالحي
___________ليلة شتاء_________
في ليلة شتاء... قاتمة شديدة البرودة!!!!
ترجل بخطي واسعة يرتدي معطفه عله يشعر بالدفئ....
تحيط به الأنوار الخافتة...يكاد لا يري أمامه من شدة هطول المطر..
وفجأة!!!! تتوقف أمامه سيارة... لتنزل هي تطلب مساعدته في إصلاح عطل ما بسيارتها.... وبينما هو يحاول جاهداً مساعدتها...شعر بها ترتجف من شدة البرودة...
فما كان منه إلا أن يخلع معطفه ويعطيها إياه رفقاً بها ....
وما أن وقعت عيناه بعينيها.... إلا وشعر أنه يعرفها...
ملامحها...صوتها....حتي رائحة عطرها الذي كان يفوح منها ويملأ المكان...
نعم هي!!!! من رأيتها بأحلامي...لقد حلمت بها مرارا وتكرارا.....
نظر لها بابتسامة رقيقة.... وعاد ليصلح السيارة وهو يتمتم سأخبرها فور إصلاح العطل...
نسي الظلام الحالك....نسي برودة الجو.. والأمطار اللتي أغرقته...
إنتهي من إصلاح العطل بالسيارة وقال تفضلي للتجربة..
ابتسمت... وأعطته المعطف.. وشكرته لمساعدتها... وإنطلقت مسرعة بسيارتها..
كان ينتظر أن يخبرها قصته...ووقف في ذهول... هل هي حقيقه؟ أم حلم؟
إنطلقت.. دون أن يخبرها بشعوره...
وظل كل ليلة يجول بنفس الطريق عله يلتقيها...وأمضي وقت طويل في البحث..
لكن دون جدوي...فقد ضاعت وأدرك أنه محال يلقاها...
وكلما بحث عنها ولم يجدها....أمسك بمعطفه يشتم رائحة عطرها..
علها تسكن ما ألم به من آلام الحنين والشوق بقلبه...
____لا تؤجلوا مشاعركم...ربما البوح بها بوقت ترون أنه غير مناسب...أفضل من كتمانها والإحتراق بها...وربما لا تحين الفرصة مرة أخري...ويكون الوقت إنتهي
وفات أوان البوح بها_______
انا اليوم قررت ان اعتذر لك لاني جعلتك مداد حرفي وبلسما لجراحي...فسامحني ارجوك لاني بعثرت حلمك الذي كان اكبر من كل ما تخيلت يوما...لاني رويت عطشك بالمعنى الندي وكنت قد نسيت انك رجل يحمل بين ضلعيه دروبا متفردة... منها بضع رصاصات وشهادة دفاع عن الارض والعرض و اخر به قلبي الذي لطالما كنت أنت جنته المترعة املا...
اعتذر منك لان الارض لم تعد تسعني لاعشقك اكثر و ها أنا اسلمها طقوسي وكل زخم حروفي...فطوبى لك بما ملكت يمينك...و ارحل عن قلبي لان فؤادي
احترق في بعدك...
اتعلم ان رحلة عمري تلك التي تقف على عتبات قلبك..?
توسلتك البقاء حتى تينع حروفي بك ولك...فقلت لي :ادعي لي حتى تزهر انفاسي اكثر ..قلت لي :اني اعشقك وبجنون لكني هويت قبلك اخرى وسادافع عنها حتى يواريني الثرى..
خرقت سكونك واحتويتك حتى سال حبر حروفي في حبك...
تقول انك غازلت القمر لاجل ان يهديني بعض نوره ...وها انت ترحل ولم تحمل مني سوى دمعات وارفات ووشاح عطر يرتل انغاما حزينة...
حين يخترق صوت الرصاص سمعك تذكر الحانا شجية جمعتنا عند ناصية الوجد...حين تحيطك الظلمة من كل حدب وصوب ويلفك الصقيع بردائه الاخرس تدفأ بهمساتي المجنونة وبحمم انفاسي فقد نقشتها على تفاصيلك...
كل السبل اليك موجعة فتعرجات لهفتي في كل حين تحن لنبضك...سالملم ما بقي من حروفي..واهديها الي...حتى
يعود لي صوتي الذي فقدته برحيلك...
ها أنا اعفيك من هيامي بك... واكسر القيد الذي يربطني بك... واعتذر منك... واعلن عن انسحابي من مملكة قلبك..
هكذا هي حياتنا حلم يتحقق وحلم يتعثر وتبقى أحلامنـآ قيد الانتظار !!
هُنالك مواسم للبكاء الذي لا دموع له .. هُنالك مواسم للكلام الذي لا صوت له .. هُنالك مواسم للحزن الذي لا مبرر له ... هُناك مواسم للمفكرات الفارغة ... والأيام المتشابهة البيضاء .. هُنالك أسابيع للترقب وليالٍ للأرق .. وساعات طويلة للضجر .. هُنالك مواسم للحماقات .. وأخرى للندم .. ومواسم للعشق .. وأخرى للألم .. هُنالك مواسم .. لاعلاقة لها بالفصول .. هُنالك مواسم للرسائل التي لن تُكتب .. للهاتف الذي لا يدق .. للاعترافات التي لن تقال .. للعمر الذي لا بد أن ننفقه في لحظة رهان .. هُنالك رهان نلعب فيه قلبنا على طاولة القمار .. هُنالك لاعبون رائعون يمارسون الخسارة بتفوق .. هُنالك بدايات السنة أشبه بالنهايات ..
هُنالك نهايات أسبوع أطول من كل الأسابيع .. هُنالك صباحات رمادية لأيام لا علاقة لها بالخريف .. هُنالك عواصف عشقيه لا تترك لنا من جوار وذاكرة مفروشة لا تصلح للإيجار .. هُنالك قطارات ستسافر من دوننا .. وطائرات لن تأخذنا أبعد من أنفسنا .. هُنالك في أعماقنا ركن لا يتوقف فيه المطر .. هُنالك أمطار لا تسقي سوى الدفاتر.. هُنالك قصائد لن يوقعها الشعراء .. هُنالك ملهمون يوقعون حياة شاعر .. هُنالك كتابات أروع من كاتبها .. هُنالك قصص حب أجمل من أصحابها ..
هُنالك عشاق أخطئوا طريقهم للحب .. هُنالك حب أخطأ في اختيار عشاقه .. هُنالك زمن لم يخلق للعشق .. هُنالك عُشاق لم يخلقوا لهذا الزمن ..
هُنالك حُب خلق للبقاء .. هُنالك حُب لا يبقي على شيء .. هُنالك حُب في شراسة الكراهية .. هُنالك كراهية لا يضاهيها حب .. هُنالك نسيان أكثر حضوراً من الذاكرة .. هُنالك كذب أصدق من الصدق ..
هُنالك أنا !
هُنالك أنت !
هُنالك مواعيد وهمية أكثر متعة من كل المواعيد..
هُنالك مشاريع حب أجمل من قصة حب .. هُنالك فراق أشهى من ألف لقاء .. هُنالك خلافات أجمل من أي صلح .. هُنالك لحظات تمر عمراً .. هُنالك عمر يحتضر في لحظة ..
هُنالك أنا ! وهنالك أنت !
هُنالك دائماً ( مستحيل ) ما يولد مع كل حب !.!.!
على ضفاف دجلة
بنت العراق يا خير خلة
شمس تطلع يا أحلى طلة،
شموخ جبل و نخلة،
فسيفساء و حلة،
شهد و عسل و نحلة،
ياسمين و فلة،
باقة ورد و لمة،
بدر و نجم و شعلة،
تحرق بعينيها لأول وهلة،
تغازل أبحرا و أهلة،
تستلقي بسحرها على ضفاف دجلة،
و غارت نسائم الفجر لحسنها،
و قالت هذه زخات عبلة
(خاطرة الروح)
احبه سراً. .. والله بالقلب يعلم
اخفي الشوق… ناراً .. اتاني كيف لا اعلمُ
اناديه بصوت يتيم لايخرج .. ليته يسمعُ…ولايسمع مددت اليد وصرخت… ما اغاث تعبي كلام ولا أتاني منجدُ…
ذئاب تنهش حولي.. … ويحي لانجاة
حال الظروف ياسيدي… شريدةً عارية الروح جعلتني…
وابعدتني والف اه تطعنُ ".. قمر الليل سُتري والنهار ... اين ياحسرة الروح مأواهُ..يكشف الستر…
لتحفظني ذكرى ... فإني اسيره الدنيا ... لاحق لي من السعادة بالاقترابِ… غجربة احرقت اقدامي برقص… . لتحفظني وتقل كريمةً اهانها القدر ماتت روحها بلا فرح
صمتكِ يجعلني آنسج لكِ كلمـات في تقديركِ ..
وأخيط من حنآنكِ معطف الدفء وغطآء السعآدة ..
وأحادث نافذتي عنكِ
أيتهــا النافذة أخبريه
أنني أطرق عليكِ الاف المرات فِ غيابه
لا تبعثرني بصمتكِ
فـ وحدكِ أنتِ من جمعني .. بعد ضياعي
أنـــا احتاج الدفء ..
أحتاج لأحد يسكنني ..
ويجول فِ خاطري ..
كل يوم ..
من غير أن أشعر انه يمتلكني
انتِ من فعل ذلك ..
ويسعدني .. أنكِ تمتلك سعادتى...
حبيبتي فلسطين...
كان ابي رحمه الله يتحدث عن فلسطين يوميا و انا لحداثة سني لم ادرك الامور ، كنت اسمع كلمة"فلسطين" فقط في الكلام كله و كأن الكلمات تفر مني . فكنت اتساءل ما هي فلسطين التي يتكلم عنها ابي بهذه الصفة? اعلم فقط انني احبها مثلما يحبها هو.
هل هي اكلة ، فاكهة ، حلوى...ساعة ثمينة او غرض من اغراضه التي لم يفهمها ذهني الصغير. و ماذا عن امي? كانت لا تتكلم عنها في غياب ابي فقط تؤيده كلما فتح الموضوع ، و هذا جعلني ابتعد عنها قليلا لاتقرب اكثر من ابي هو يعلم كل شيئ و كلامه جميل.
فاحببت كلمة فلسطين بكل جوارحي . اتذكر اني لما العب بدميتي اكلمها مثلما يفعل ابي و اقول لها انت كذلك تحبي فلسطين و اجيب بنعم بدلها. و كبرت و كبرت معي فلسطين حتى اصبحت اكبر مني.
و وجدت فلسطين في كل مكان في التفاز يوميا في الكتب المدرسية ، و حتى الخارجية. رضع الجزائري حب فلسطين في اول قطرات حليبه. فحبها ممزوج و حب وطنه دفين في العروق و الشرايين.
بعيدة جغرافيا قريبة في قلوبنا و اذهاننا . قلمي يعتذر انه لم يعبر بما بداخلي عن حبيبتي و حب حبيبتي فلسطين.
شعلة الروح
وكلمات صمتت داخل صفحاتها
وشمس تختفي خلف اسوار الضباب
ونجوم تفتش عن ليلها
ونافذة أمل واحدة ...
أجنحتها تعانق السماء....
وتصافح الحرية بأيادٍ بيضاء
تبقى ساهرة
اودعها الله في نفوسنا
كزهرة أمل ناضرة... هي منارة
القلب الطاهرة....
ستبقى شعلة الروح التي لا تنطفئ
وسراجًا يضيء ما وراء البحار
وما خلف ستائر الليل والنهار
تكشف جميع الخفايا
وما عجزت عن بوحه الأسرار
القابعة في خداجها لا تبرحه
كأسيرة في عتمة الليل أو
عاكفة من وراء الستار..
ساره حمد
يخجلني فيض حرفك .. حين تكتب لي .. تتغنى بي .. تصفني !
فكرت مراراً .. أن اكتب لك .. ممتنة .. اصف لك .. قدر حبي !
*
احضر قلمي .. و الورق .. امهد الأجواء .. لغزوات حروفي !
اظن انني .. سأدون عنك .. آلاف الصفحات .. و ينفذ مدادي !
*
لكن تتزاحم مشاعري .. بك .. و يعاندني القلم .. و يراوغني !
فأظل ساعات .. اكتبك .. في مخيلتي .. و تظل بيضاء صفحاتي !
*
هل يعني ذلك .. انني لا اعشقك ؟
كاذب هو القلم .. و الورق !!! ... بل من شدة عشقي ..
لم اكتبك !!!
... أمير
جلست بفضاء الاوهام تناجي نسمات
الالم لعلها تجد الدواء بعد الضياع
همساتها بسراب الوجع...
هي رمز الارادة لكن الاهات جعلتها
مقيدة بلغة الصمت....
تعيش بمتاهات الغربة ...
لتجد احلامها غرقت بقاع البحر
تنهدت حسرة علي فراقهم...
اصبحت تعانق ذكرياتهم...
وتبلل صفحاتهم البعيدة...دموع
تمد يد الذكريات لماضي كان يوما
رحيق حياتها...وتنتظر قطار الاوهام
بمحطة النسيان...
يا غربة انهمرت دموعي لرحيق الاوطان
اصبحنا...ببلاد نتحدي الظلام...
منهم ضاع ومنهم غرق ببحر الايام...
والارض..تنتظر سنين الحرمان...
يا ام الامل مهما طال غيابهم فهم
ابناء الارادة...
سيعود منهم من عشق الحنين..
ومن غرق لن تنساه السنين...
الصبر يا رحيق الحياة..بترا
اغار وأغار
اغار عليك
من الهدهد
ان همس في اذنيك
فانت بالقيسية عرش قلبي
اغارنعم
اغار عليك
من إكليل الياسمين
فانت زنوبية مملكة حبي
اغار عليك
من سيوف حراسك
فانت شجرة الذر
عنفوان نيل افكاري
اغار عليك
من هودجك واحافير خيلك
فانت العنود واليمامة
اغار عليك من قصاءدي
فانت ليلى وبثينة
اغار وأغار
سامسح كل ذاكرتك
واقطع صفحات تاريخك
لاكتب عليه فقط
اسمي واسمك
قررت ان اشاهد النسور والجسور والطيور
اناأبدأ المغامرة
قررت ان ازيح عن عقلي
فكرة المؤامرة
ان نمتطي جيادنا في ليلة
ان نبدا المظاهرة
ان استمر في صراحتي
وان اعيش ساعتي في ساحتي
انا ابدا الحياة والهيام والمسامرة
فلترحلي تعاستي فلطالما بغيت
وكنت انتي القاهرة
عشقتها والعشق روح طاهرة
مهما اختفت تلك العيون
فان عينك في عيوني ساهرة
لا ابتغي شيئا يذوب مع الدهور
فانها من دون شيء ساحرة
لي صديق من الشام
عذبته الأيام
أضاع ابتسامته خلف البحر
التقيته صدفة بين الأشجار الموحشة
أضاع طريق العوده
فأهديته قبعة تقيه من الشمس الحارقه
ومن المطر الغزير المنهمر كل صباح
مليئ بالغبار لا تكاد تری أمامك فيه
إني بيتك الجديد فلا تردني خائبا
سأطعمك بيدي اليمنی
وآكل أنا باليسری
وإن خالفت سنته
إلا لأني أحبه
لي صديق من الشام
لقد بحثت عنك في كل مكان ..فلم اجدك..
بين وجوه العشاق...بين كلماتهم..فلم اجدك...
كتبت لك رسائل ارسلتها لك عبر بريد حنيني فلم ترد...
طالعت قواميس من اعياهم السهر لم تكن مكتوبا...
ربما سقطت سهوا من قلم جف من الأنين...
تشابهت الايام لدي و كانها مدن مهجورة...
تعصف فيها الرياح و تنثر اوراق الشوق في شوارع الانتظار...
اثثت بيتا هناك من اللهفة عليك و اخذت معي اوراقي و اقلامي و صورة لك....
رسمتها في لوحة و علقتها على جدار الاماني....
ربيعي لم يكن عاديا....
كان باهتا لا لون له ...ككل الفصول لدي بدونك...
جلست امام شاطئ الايام علي المح مركبا ياخذني اليك...
عل روحي تعود الي....
نتالي... ايقونة الحب والجمال. نتالي... احبك.
امسكت نتالي فستانها الاخير بين يديها الصغيرتين المتسختين بالشوكولا. اه نتالي.. كم تحبين الشوكولا انت. تحسبه فستان العرس. كم هي بيضاء نتالي كبياض هذا الفستان. قدمته لحازم وفي طرفه بقعة دم... لقد جرحت اصبعها البارحة بطرف علبه العصير قدمتها له عندما كانا في دكان العم اسعد.
نتالي... يا فتاة العمر الربيعي انت. اين انت؟!... كان حوارك بريئا تلك الليلة وسالته. هل تتزوجنيي حازم؟!... انا اريد. وهذا الثوب الذي بين يديك لم يكن احد يعلم انه كان اخر فستان تشتريه. ولكنك مازلت معنا... نتالي واين انت... اننا نعلم.
وفي تلك الليلة, ليلة خسوف القمر وصعدت الى سطح منزلنا.
- يالهي كم هو صغير قمركم هذا الليلة. الا يوجد غيره؟
كانت يديك باردتين, ساكنتين كسكون ليلة الخسو, ولكن لم تكوني خايفة. لقد فرحت بفرحك... حازم كان معنا.
انت ياحبيبتي... كنت تحبين الحفلات اكثر من الاعراس... كنت تغترين من العروس في كل مره وتقولين... انا اجمل منها. والان... لا اعراس ولا حفلات. لقد قضي الامر.
لقد كان عرسك انت ابيضا, يليق بك... تختلفين عن باقي البنات. ماكنت مثلهم... ولن يكونوا ابدا مثلك.
وعندما رايت خصلات شعري الرمادية ذات مرهابتسمت وقلت.. انا انتظر ايضا.
حبيبتي نتالي... انت كنت تعرفين البكاء.... لانك بكيت عندما كنت طفلة. حين اخذ الاطفال منك اللعبة مره.. والاخرى عند حقنة اللقاح.
لا تبكي... نامي فقط. هل مازالت الحقنة تولمك؟!...
انا من يبكي الان وسالحق بك ولكني... لا اعرف الميعاد.
وفستانك الابيض مازال بين يديك... يودعك ايتها الجميلة...
البارحة اغمضت عينيك... ولكن ليس لتنامي. وانت تدرين ماهو النوم... فمتلازمة داروين ابت الا ان تاخذك وتولي..
انت ساحرة... نتالي.
سحرت كل من حولك... حين سلمت في ليلة العيد على كل من حولك. ولكنهم لم يسلموا... بل سحروا بك. افواههم مزالت فارغة لاخر الزيارة... وبلا مبالغة.
شعرك الذهبي نتالي... اني احبه.ويليق بفستانك الابيض. كيف لي ان ارفعه من مكانه مع بقعة الدم, وبصمات الشوكولا... لا اقدر.
نتالي... والان قد عجزت. ماذا افعل.
لا تلوميني ان رحلت وحدك. نتالي... نتالي...لا تغضبي لان هذه رحلتك الوحيده تكونين بها لوحدك. نتالي...
وانفاسك تتساقط على صدري تمزقه. لا تلوميني ان لم اصرخ.
فصراخي يزعجك وانت تحبين الهدوء.
حازم معي ويسلم علي وقد كان بوداعك البارحة. وهو مشتاق لك.
نتالي... نامي... نامي...
وانا سانام معك.
احبكم
من دفاتر نور...
ﺃﻳﻦ انت ﺍﻵﻥ؟ أمر على ضيق السؤال فتشتعل الاجوبة في دمي.. أفتقدك وأنتظرك ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔِ ﻣﻦ ﺿﻴﺎﻋﻲ..اين القتك دروب الحياة؟يتصاعد غيابك يصافح كل ممراتي فتشهق لغتي انينا وانتظارا ...ايها المسافر في نبض الوريد...انا هنا على عتبة الانتظار اغزل للشوق لبوسه و احوك للهمس ستارا...اين انت والفصول تكمل دورتها..اين انت والمرافىء تشرع ضفافها للعابرين..اين انت والنوارس تنشد مواويل الغياب...كم زرعت ريحانك افي كفي .واسندت وجهي الى ظلك...كم همست لهفتي واعلنتها مداسا لقلبك..اين انت. دعني أعبر نحوك لأكون في ظلك اشتهي ان اكون نورسة حلمك ..دعني أطرد خوفي واخبئ احزاني خلف غيماتك .. غيابك تركني مفرغة من الداخل، انطفات نجماتي التي ارقب منها عيونك ... وخبا صهيل قرحي وتبعثرت تراتيلي فغدت نشيجا ..دعني اتوسد ساعد غيمتك واطل على شرفة روحك من هنا فلا شيء في كفي إلا حفنة غبار تشبهك دعني اتحد بنبضك فأمشي اليك، محملة بك أخترق الحجب التي توصل الى حافتك ... لقد جعلتني ريشة في مهب الغيم سيدة فراشات بلا اجنحة.. ملكة على عرش السراب ... دعني فقط اعبر عتبة حلمك وأرقبك مثل نجم صغير تحمل ذاكرة السنين تتألم، تجرح حاضرك وترتب ايامك على مقاس احلام غابرة ..دعني ارى كيف يغادر النور قلبك لينام في عمق الكلمات. ﺗﺮﻛﺘﻨﻲ ﺃﺫ ر ﺭﻣﺎﺩَ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ ﻓﻲ غبش السهد..
دائما مع العيد:
تطفلت على كلام بعض الذين يباركون العيد
ويناقشون العيد..ويمارسون العيد في كل
جزئياته وكلياته..فاستنبطت زيفا وجفافا في كلماتهم،وجفاء في احتفالاتهم..وجمودا في تفاعلاتهم..حقا حز المشهد في نفسي وتأسفت لحالنا كثيرا..
هناك رأيت طفلا صغيرا..اقتربت منه بشوق أحسست براءته الفياضة،يرقص،يفرح،يضحك
ينتشي..إنه يعيش العيد..إنه يتلذذ العيد ..
إنه صادق في خلجاته،أغبطه والله على نشوته الجياشة..ابتسمت وأنا استلهم منه بعض نفحات العيد الصريحة..انتعشت وأنا أشم في أنفاسه رائحة العيد الحقيقية،ياااه عيناه تبرقان بإشراقة العيد..وسنانه تلمع بسمة وفرحا بالعيد،ياليتني أسرق منه بعضا..
ودعت الولد الصغير وعيني تدمع..لأني لا أملك ولو بصيصا من براءته..فاتضح لي أننا نحن كبار هذا الجيل،فقط نمثل اليوم في مسرحية عنوانها (العيد).
خربشات:
ابراهيم.
مجلة رابطة العنقاء للابداع الادبي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع