عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .

عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم


بعبع الوطن البديل ( كيف نقلب السحر على الساحر ؟؟؟ )



العلاقة بين أبناء ضفتي الأردن علاقة شائكة متشابكة مثيرة للجدل يتحرّج الكثيرون من بحثها بشكل مفصّل يضع النقاط على الحروف ؛ ولإدراكي بأنّ المقالات المطولة قلّما تجد من يقرأها فإنني مضطر للإيجاز قدر المستطاع , ملخّصا وجهة نظري بالنقاط التالية :
1. قبل الحرب العالمية الأولى وانتصار المشروع الاستعماري الغربي كان أبناء الضفتين شعبا واحدا فالكلّ عرب من أهل الشام , وبينهم من العلاقات الإنسانية كالعلاقات التي تشاهدها بين أبناء سوريا الآن إن لم تكن أقوى .
2. بانتصار المشروع الاستعماري الغربي خرج من رحمه المشروع الصهيوني الذي أعلن رسميّا بما سمّي بوعد بلفور , وبدأ تنفيذه فعليا بمجرد أن وضعت الحرب الكونية أوزارها .
3. قوبل المشروع الصهيوني برفض إسلامي وعربي , واتجهت الجهود لإثبات وجود شعب عربي متجذّر في فلسطين ردّا على مقولة فلسطين أرض بلا شعب واليهود شعب بلا وطن فكان هذا المنحى من بدايات تشكّل ما سمّي بالهوية الفلسطينية , والتي على أساسها كان قرار التقسيم , والذي كان مرفوضا شعبيا من قبل العرب بشكل عام وأهل فلسطين بشكل خاصّ .
4. بعد تنفيذ قرار التقسيم بالقوّة في حرب 1948م برزت الهوية الفلسطينية ممن هجّروا من قراهم ومدنهم بموجب قرار التقسيم أو بقوا فيها أو استثناهم قرار التقسيم , وأصبحت هذه الهويّة مناقضة للهوية الصهيونية الوافدة وتشكّل خطرا عليها فكان لابدّ من تذويب هذه الهويّة في هوية جديدة على أمل أنّها ستتعايش مع الهوية الصهيونية الغاصبة فكان قرار ضمّ بقايا الضفة الغربية للأردن وفرض الجنسية الأردنية الحديثة الولادة على أهلها , كما تمّ ضمّ قطاع غزّة لمصر .
5. لقد حصل ما لم يكن بالحسبان فقد ترتب على ذلك الضمّ المراد منه تذويب الهوية الفلسطينية إلى تشكّل هويّة عروبية جهادية واحدة ترى في الكيان الصهيوني الغاصب هو العدو الذي يجب إزالته , فتشكّل الجيش العربي ( الأردني ) والتنظيمات الفدائية من أبناء الضفتين , فأدرك المخططون أنّ سحرهم قد انقلب عليهم , وأنّ هذا الكيان الذي أريد له أن يكون مجرد كيان وظيفي لاستيعاب مهجري فلسطين , وحارس لحدود إسرائيل بدأت تتشكّل فيه ثورة شعبية عارمة تكاد تكون رأس حربة للنضال في المشرق العربي , فكان لابدّ من شقّ هذه الهويّة الجهادية المتآخية بإعادة إحياء الهويّة الفلسطينية لتكون مناقضة للهوية الشرق أردنية , ول(فلسطنة) القضية لإعفاء الأنظمة العربية من مسؤوليتها تجاهها , فبدأ العملاء والجواسيس من جميع الأطراف على اللعب على هذا الوتر حتى ختموه بكارثة أيلول عام 1970م , وما تبعها من تغذية لهذا الصراع الذي يكرّس هذه الثنائية البغيضة التي كادت أن تصبح طريقة عيش ومنهج سلوك على الرغم من محاولات إنكارها أو تجاهلها , والمقصود من خلق هذه الثنائية هو الحفاظ على الدور الوظيفي للكيان الأردني ليستوعب مهجري فلسطين أولا , ولحماية حدود إسرائيل ثانيا , وليكون بوابة لإسرائيل على العالم العربي المشرذم ثالثا .
6. واليوم فإنّ المخطط الدولي يسعى لإغلاق ملف القضية الفلسطينية نهائيا بالإعلان رسميّا عمّا تمّ الاتفاق عليه من إسقاط لحقّ العودة , وضمّ بقايا البقايا من الضفّة للأردن , واستقدام اللاجئين الفلسطينيين من دول الجوار لمنحهم الجنسية الأردنية وربما انتهى المطاف بدولة مركزية هي إسرائيل وسلطتين تابعتين له في الضفتين , وأؤكد بأنّ هذا المخطط قد قطع شوطا طويلا وربما لم يبق عن إعلانه إلاّ القليل , وجميع الرموز والشخصيات البارزة المؤثرة من أبناء الضفتين , والقوى السياسية متفقة على هذا العنوان مع اختلافات في بعض التفاصيل حول مكاسب شخصية أو فئوية . والسؤال : بما أنّ ذلك أمر واقع فهل يستطيع أبناء الضفتين أن يعودوا لرشدهم وعقولهم ؛ ليكتشفوا العملاء المندسين بين صفوفهم والذين يغذون هذا التنافر بينهم كما كان يفعل اليهود بالأوس والخزرج قبل الهجرة , ويدرك كلّ فريق أنّه كان ضحية لكيد ومكر أولئك العملاء الذين استأثروا بخيرات هذا الوطن , وتركوا الشعب بشقيه يعاني الفقر والقهر والجوع ؟؟ وهل ننتظر مبادرة من الشباب الطليعي للانطلاق في مسيرة تعيد لهذا الشعب لحمته ليكون طليعة للتحرر وتحطيم مقدسات سايكس – بيكو وأصنامهما لا بوابة للاستعمار الجديد ؟؟ هل يحتاج هذا الشباب لتذكيرهم بما يربط أبناء الضفتين من علاقات المعتقد والنسب والنضال المشترك , والمعاناة ؟؟ هل وهل وهل ....... لست أدري ؟؟ يا أبناء الضفتين : "هَذِي نَصِيحَةُ مَنْ لا يَبْتَغِي بَدَلاً ... بِكُمْ وَهَلْ بَعْدَ قَوْمِ الْمَرْءِ مِنْ بَدَلِ ". ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))

فلاح أديهم المَسلمَي الصخري
المصدر: عالم السياسة والثقافة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 225 مشاهدة

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

253,787

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .