عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

الناشر ومدير الموقع / نصرالزيادي.. حريتنا في التعبير .. سقفها المسؤولية الدينية والأخلاقية .

عالم السياسة الإخباري والثقافي .. فلاح أديهم المسلم

 

نعم المشروع السياسي الإسلامي بحاجة إلى تنقية .

 

    " للخائفين من دولة الإسلام ما يسوّغ خوفهم " الأمّة الإسلامية بشكل عام , والعرب بشكل خاصّ لو ملكوا أمرهم , وتحررت إرادتهم السياسية فإنّهم لا يقبلون بغير الإسلام شرعة ومنهجا ونظاما , هذه حقيقة يعرفها الجميع , وتحاول القوى الكبرى ووكلاؤها في العالم العربي والإسلامي منعها أو تأخيرها , ولن يضيرها ما يصدر من تشكيك بها من قبل بعض النخب العلمانية التي تدّعي أنّ المجتمعات تسير سير حتميّا لنظام حداثي لن يكون للأنظمة القديمة فيه نصيب أو وجود , متجاهلة أنّ أصول المبادئ الحديثة بشقيها الرأسمالي الديمقراطي , والاشتراكي الشيوعي تعود إلى ما قبل آلاف السنين , ولن أقف عند من يرفض هذا التوصيف الأيدلوجي للحضارة الإنسانية المعاصرة متوهما أنّ الأيدلوجيا تحتضر أو تكاد , لأنّ تفرد الأيدلوجية الغربية بالسيادة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي اقتضى أمرين رئيسيين : أولهما إنكار وجود أيدلوجية أصلا , واعتبار هذا البناء الفكري الجبّار وما حققه في العالم المادي من انجازات هو مجرد بناء ملفق لا يستند على أصول فلسفية تشكّل العقل الإنساني , وتحدد نظرته للحياة , وطريقة تعامله معها .

    وثانيهما : إنكار فكرة المؤامرة , واعتبارها مجرد وهم وخرافة , فكان هذا الإنكار هو أخطر فصل من فصولها , وربما هو فصلها الأخير الذي يعلن بطريق غير مباشر أنّ المؤامرة الرأسمالية على أهل الأرض قد اكتملت , ونجحت , ووصلت الحال بشعوب الأرض أنّها أصبحت تسير وفق المخطط المرسوم باعتباره مطلبا لها ........

    وإيمانا منّي بهذه الأمور فقد دعوت مرارا وتكرارا حملة المشاريع النهضوية من الإسلاميين بأن يعيدوا النظر في مشاريعهم لتنقيتها مما علق بها من شوائب الكهنوت المتحالف مع الاستبداد طيلة القرون الماضية , ولا يزال , ولا أدّعي أنني أوصلت هذا النداء للكثيرين من المعنيين بهذا الشأن لعدم توفّر الوسائل الفاعلة التي تمكنني من ذلك , ولكنني أدّعي بأنني حاولت في أكثر من مقال ومنشور أن أدعو لذلك , على أمل أن تلتقط الرسالة من قبل المعنيين بهذا الشأن .......

    صحيح أنّ الأمّة بسوادها الأعظم تريد الإسلام , ولكنّها تتصور الإسلام تصورا مشوهّا يتراوح بين المثالية المطلقة , والشكلية المفرغة من المضمون , ولا تدرك حقائق المشروع الإسلامي بصفته بناء فكريا ينبثق عنه منظومة تشريعية متجانسة مع منظومته الفكرية , ولا تدرك ما دخل بنائه الفكري من أباطيل جعلته بناء مشوهّا غير متناسق , ولا متماسك , وأثر تلك الأباطيل على منظومته التشريعية ....... 

  العلمانيون وحتى بعض الإسلاميين يبدون تخوفّهم من المشروع الإسلامي لإدراكهم ما يعتري هذا المشروع من ثغرات قاتلة تؤسس لدولة مستبدّة قاهرة ستعيد الناس لعصور الظلام ولعلّ معهم الحقّ كلّ الحقّ في هذا التخوّف لا لأنّهم ينطلقون فقط من التجربة التاريخية التي تبدو زاهية المظهر بما حققته من فتوح وسعة نفوذ ,ولكنّها عند اختبار باطنها تظهر بصورة مخيفة مفزعة , ومقابلة هذه الملاحظات بالشتائم والتشكيك والتخوين لن يغير من الحقيقة شيئا ولن يجعل العقول تستسلم للقبول بالأباطيل ....... 
    إنّ من مسوغات تخوف العلمانيين وحتى بعض الإسلاميين , والناس العاديين علاوة على التجربة التاريخية المريرة هو ما يوجد في مشاريع وأطروحات الإسلاميين من أفكار ومفاهيم تنظّر لحكم ديكتاتوري مستبد يضفي على استبداده مشروعية دينية ..... 
    إنّ المتتبع لحركات التصحيح في التاريخ الإسلامي بدءا من ظهور مدرسة ابن تيمية وما سبقها من إرهاصات منها تغيّر موقف أبي الحسن الأشعري فيما ظهر في الكتاب المنسوب إليه والذي يحمل عنوان "الإبانة عن أصول الديانة " , ومرورا بالشوكاني وابن الوزير , وابن حجر العسقلاني , ومحمد بن عبد الوهاب , وأخيرا محمد رشيد رضا ........ الخ يلاحظ أن تلك الحركات كانت تنطلق من مقولة مفادها العودة لما كان عليه السلف , ويعنون بهم جيل الصحابة والتابعين وتابعيهم , والتي تمتدّ تقريبا إلى نهاية القرن الثاني الهجري , ومرتكز هذا التصحيح في نظرهم يكون بالعودة للكتاب والسنّة ( الحديث النبوي الشريف ) بصفتها الأصول الأساسية , ويستعينون على فهمها بما نقل من آراء تلك الأجيال , وجوهر المشكلة في هذا المنهج يتمثّل في التركيز على الحديث الشريف أكثر من القرآن المقطوع بصحته , ومشكلة الحديث المروي أنّه فيه خلط كثير تظهر فيه آثار الوضع والدسّ , فكانت تلك الحركات تعيد إنتاج مشروع لا يخلو من تشوهات في العقائد ( البناء الفكري الذي يشكّل العقل المسلم ) والأحكام ( المنظومة التشريعية التي تحدد سلوك المسلم فردا ومجتمعا ودولة ) . وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأت تظهر حركة عقلانية تعتمد القرآن والعقل ولا تأخذ من الحديث الشريف إلاّ ما تراه ثابتا غير مخالف للقرآن الحكيم ومعطيات العقل السليم , وما كانت تلك الحركة لتظهر لولا الحافز الخارجي المتمثّل بتلك النهضة الفكرية الأوروبية التي حققت من الإنجازات المادية المذهلة ما يشبه المعجزات , ولولا ذلك الهجوم العنيف الذي وجهه الأوربيين للإسلام وأفكاره ومفاهيمه مما أوجب على حملة الإسلام من التحقيق والتدقيق لتبرئة الإسلام من التهم المنسوبة إليه , ولا سبيل لذلك إلاّ بتنقيته مما علق به من شوائب وأباطيل أضفيت عليها الشرعية بموجب أخبار منها المدسوس , ومنها المساء فهمه . وقد كان المأمول لهذه الحركة أن تستمر صعدا ولكنّها قوبلت بثورة من طبقة المشايخ أصحاب العقليات التقليدية من جهة , وسقطت في وهدة الدعوة الوهابية من قبل الشيخ محمد رشيد رضا تلميذ الشيخ محمد عبده , وحامل علمه حيث بنى آمالا عريضة على عبد العزيز بن سعود نصير الدعوة السلفية ليعيد مجد المسلمين الغابر فيما يزعم البعض , ولم تظهر آثار هذه الانتكاسة في فكر محمد رشيد رضا بشكل ظاهر , ولكنّها أثّرت فيمن جاء بعده من المصلحين ثمّ بدأ الغرق من جديد منذ سبعينيات القرن العشرين , وأصبح لهذا النهج سطوته على العقول فبدأت المشاريع الفكرية بالانكماش محاولة تأصيل طرحها بما يتفق مع ذلك النهج الذي أعادنا للقرون الماضية بما أضفاه على مذهبه من أخبار تنسب للنبي صلى الله عليه وسلم كما أشرت آنفا , وغابت الدراسات القرآنية الجادّة التي تكشف كنوز القرآن , وتعيد له مكانته الحقيقية التي تعصم من الوقوع في وعيد قوله تعالى ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا )) , وانغلقت العقول عمّا يقوله الآخر , فالآخر كافر شيطان , وما عنده من حقّ فهو عندنا , وما خالفنا به فهو باطل , ونامت العقول على هذا المنطق غير المعقول , ولعلّ قصّة إلحاد عبد الله القصيمي وغيره كانت من آثار تلك الانتكاسة التي حماها ورعاها السلطان المستبدّ المتماهي مع مخططات الغرب القائمة على تكريس انحطاط وتخلّف الأمّة ..... 
    قدمت بهذه المقدمة الطويلة وأنا أريد أن أستعرض بعض النماذج من بعض المشاريع الإسلامية الجادّة , والتي يعوّل عليها الكثيرون باعتبارها تقدّم مشروعا عمليا جاهزا للتطبيق , فنجد أنّ هذا المشروع ينظّر أو يؤسس لدولة مستبدّة ذات حاكم مطلق الصلاحيات , ومن مرتكزات استبداد هذا الحاكم أو الخليفة ما جاء في النصّ التالي : (( وعن حذيفة بن اليَمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستنّون بسنتي، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركتُ ذلك؟ قال: تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع). وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا ذر كيف بك عند ولاة يستأثرون عليك بهذا الفيء؟ قال: والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي وأضرب حتى ألحقك. قال: أَوَلا أدلك على ما هو خير لك من ذلك، تصبر حتى تلحقني). فهذه الأحاديث كلها فيها أن الخليفة يعمل ما يوجب عزله ومع ذلك أمر الرسول بطاعته، والصبر على ظلمه، مما يدل على أن الأمّة لا تملك عزل الخليفة )) انتهى ...... فبالله عليكم بماذا يختلف هذا الطرح عمّا تطرحه المدرسة الوهابية المعاصرة , وسأنقل لكم نموذجين مما تدرسه في كتب العقيدة : حيث يقول عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين في شرح العقيدة الطحاوية بحسب منشورات المكتبة الشاملة ما نصّه :(( وذلك لأن أهل السنة يرون السمع والطاعة للأئمة، وقد تقدم الاستدلال على ذلك في مثل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : ( اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك )، وقوله: ( عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، يقودكم بكتاب الله ). وفي هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم )، يعني: تدعون لهم ويدعون لكم، عبر بالصلاة عن الدعاء ( وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم )، يعني: تدعون عليهم ( ويلعنونكم، قال: قلنا: يا رسول الله! أفلا ننابذهم؟ ) يعني: نخالفهم وننبذ إليهم الطاعة، ( قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة )، أي: ما داموا يقيمون فيكم الصلاة، ويبنون المساجد، ويعينون الأئمة والمؤذنين، ويرفع صوت الأذان في كل وقت، ويجتمع المصلون ويؤدون الصلاة جماعة؛ وذلك لأن الصلاة هي شعار الإسلام، وشعار المؤمنين. فهذه الأدلة ونحوها تدل على وجوب السمع والطاعة للأئمة، ولو كان فيهم شيء من النقص، أو حصل فيهم شيء من الخلل والمعصية؛ وذلك لأن الاجتماع على الأئمة فيه مصلحة للأمة؛ لأن ترك الاجتماع والتفرق والفوضى والاختلاف سبب للنهب والسلب .......... الخ )) انتهى .

    ويقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في حديثه عن جور الأئمة ( الحكام ) : (( الجور معناه: الظلم، وإن تعدوا وظلموا الناس بأخذ أموالهم، وضرب ظهورهم، أو يقتلون المسلم، فلا يرون الخروج عليهم؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "اسمع وأطع وإن أخذ مالك وجلد ظهرك" فالصبر عليهم أولى من الخروج؛ لما في الخروج من المفاسد العظيمة، فهذا من باب ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، وهي قاعدة عند أهل السنة والجماعة، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصبر على جور الولاة وإن ظلموا وجاروا وإن فسقوا. ولا ندعو عليهم: لا يجوز الدعاء عليهم: لأن هذا خروج معنوي، مثل الخروج عليهم بالسلاح، وكونه دعا عليهم؛ لأنه لا يرى ولايتهم، فالواجب الدعاء لهم بالهدى والصلاح، لا الدعاء عليهم، فهذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة، فإذا رأيت أحداُ يدعو على ولاة الأمور، فاعلم أنه ضال في عقيدته، وليس على منهج السلف، وبعض الناس قد يتخذ هذا من باب الغيرة والغضب لله عز وجل، لكنها غيرة وغضب في غير محلهما؛ لأنهم إذا زالوا حصلت المفاسد. قال الإمام الفضيل بن عياض -رحمه الله- ويروي ذلك عن الإمام أحمد يقول: ( لو أني أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان ). والإمام أحمد صبر في المحنة، ولم يثبت عنه أنه دعا عليهم أو تكلم فيهم، بل صبر وكانت العاقبة له، هذا مذهب أهل السنة والجماعة. فالذين يدعون على ولاة أمور المسلمين ليسوا على مذهب أهل السنة والجماعة، وكذلك الذين لا يدعون لهم، وهذا علامة أن عندهم انحرافاً عن عقيدة أهل السنة والجماعة )) انتهى . انظر إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد - الجزء الأول - الشيخ صالح بن فوزان الفوزان الطبعة الثالثة، 1423هـ 2002م _ من منشورات المكتبة الشاملة . 
    لست بصدد مناقشة أسانيد هذه الأخبار , وخاصّة حديث ( اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ) , ولكن كيف أستطيع فهمه مع قوله تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا )) وقوله تعالى (( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا )) وآيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟؟ وأستغرب لماذا أبو ذرّ لم يلتزم بهذا الأمر النبوي فموقفه الرفضوي كان مشهورا مذكورا فيما رأى أنّه انحراف لم يصل إلى درجة جلد الظهر وأخذ المال ؟؟؟؟؟ وماذا عسى العلماني الذي يدعو لدولة مدنية يخضع حاكمها ومحكومها للقانون أن يكون موقفه من مثل هذه الأحكام ,؟؟ لا بل ماذا سيكون موقف المسلم العادي الذي يكتوي بنار ظلم الطواغيت عندما يجد نفسه في نار أشدّ وأنكى باسم الدين ؟؟ وأقول أشدّ وأنكى لأنّ الخروج على الطاغوت الذي لا يحكم بالإسلام يكون ثورة تجد من يتعاطف معها أمّا الثورة على الحاكم المسلم فخروج على الجماعة يترتب عليه الدمار والنهاية في النار ؟؟؟  

    أرجو ألا أتّهم بأنني أردّ قول الرسول صلى الله عليه وسلم , ولكنني أعتقد جازما بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقول قولا يناقض القرآن أو يخالفه . كما أرجو ألا ينبري من يقول أنّك تطعن بالإسلاميين وهم يخوضون معركة مع الآخرين , والمفترض أن يؤجل الحديث في هذا إلى ما بعد انتصارهم , وجوابي على ذلك أنّ المعركة محسومة بالنسبة لهم , ووصلوهم للسلطة هي مسألة وقت ؛ لذلك يجب عليهم أن ينقوا مشاريعهم مما علق بها من أباطيل القرون ؛ لأننا نطمح لقيام دولة تحقق للإنسانية الجنّة في الأرض , لا أن تجعل البشرية كمن يستجير من الرمضاء بالنار ...... وكذلك أرجو ألا يقول قائل : إنّ دولة الإسلام القادمة هي خلافة راشدة بحسب ما جاء في الحديث ؛ لأنّ ذلك تعلّق بمسائل قدرية , والدول لا تبنى على ترتيبات الأقدار وحسن النوايا والظنون .

فلاح أديهم المَسلَم


المصدر: عالم السياسة الإخباري والثقافي .. فلاح أديهم المسلم
alam-asiyasa

عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا ) .. نصر الزيادي .. " المواد المنشورة ليس بالضرورة ان تعبر عن رأي صحيفتنا الالكترونية " حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع عالم السياسة والثقافة الإخباري ( ع . س . ا )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 317 مشاهدة

عالم السياسة والثقافة الإخباري

alam-asiyasa
( ع . س . ا ) صحيفة الكترونية شاملة .. إخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية »

البحث فى الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

255,985

عالم السياسة والثقافة الإخباري

عالم السياسة والثقافة الإخباري

      ( ع . س . ا )


 صحيفة الكترونية شاملة .. اخبارية سياسية ،، ثقافية واجتماعية


* تعنى بالشأن السياسي المحلي والعالمي  
* تعنى بنقل الخبر بمصداقية وشفافية
* تعنى بالشؤون الاجتماعية والثقافية
* تسمح بالنقاشات الهادفة وتبادل الاراء 
* تقوم على استفتاء الجمهور بمواضيع ذات اهمية
* الأستقلالية ونبذ التبعية الفكرية 
* الحرية في التعبير سقفها المسؤولية الدينية والاخلاقية .