عالم السياسة الإخباري .. هالة سويلم
لن نقول أن ثورات الربيع العربي أصبحت خريف لما نشاهده اليوم من اضطرابات سياسية فى مجتمعاتها العريية ، لأنها بالفعل ربيع الحرية فى ذات العربي ، بعدما كانت نفسه خريف بخضوعها وانقيادها وخوفها من سلطة ديكتاتورية ، كانت تمارس ضدالعربي وتستغله وتستغل ثروات بلاده ، لفوز السلطة بمآربها الشخصية .
واليوم صارت بين يديه الحرية ليطالب كعربي وكإنسان ، كمواطن فى بلاده ، بضمان واكتساب حقوقه وحرياته ، و حمايتها من التعدي عليها من أي كان.
فهل بعد تلك الثورات وخسائرها ودماء شهدائها باستطاعة الوطن العربي بتلك الحرية التي اكتسبها كل عربي ان يبني من جديد اقتصاده الوطني ومنح كل فرد اكتفاءه الذاتي وحل مشاكله الإجتماعية والمادية وبالتالي تحقيق التوازن والإستقرار فى مجتمعه العربي.....؟؟
أم أن ما يحتاجه المجتمع العربي اليوم هو بداية تحقيق الإستقرار والأمن فى البلاد والمساواة بين جميع الأفراد بسيادة ونظام لدولة إسلامية من أجل تحقيق ازدهاره وتطوره فى جميع المجالات من اجل جميع أفراد الوطن الواحد؟
لنتسائل أولا لماذا لم يستطع العالم العربي وأوطانه العربية بعد الحروب الصليبية إعادة أمجاد الحضارة الإسلامية التي بنت الشعوب العربية نهضتها العلمية خلالها فاكتسبت من ورائها رخاء وازدهار لشعوبها والتي تسبب فى هلاكها واحراقها الغرب بعد سرقتهم لعلومها وثرواتها...؟
النزاع والصراع على السلطة ومرض حب التملك وطغيان المادة فى نفوس حكام العرب ، تلك الصفات هي التي تسببت فى ضياع حضارتنا الإسلامية منذ زمن. و أيضا استمرار تلك الصفات فى النفوس ليومنا هذا تسبب فى عدم نهوض الدول العربية ، وعدم محاولة الحكام فى إعادة أمجاد العالم العربي برغم امتلاكهم الكثير من المقومات والدعائم التي تساعدهم على تحقيق الوحدة العربية والنهضة العلمية فى كل دولة عربية . .فكل وطن عربي اليوم يحتاج إلى وحدة وطنية ، خاصة بعد خسائره التي سببتها ثورات الربيع العربي ، فكأن الوطن عائلة ليس وطنا بمساحاته الشاسعة ، وجميع أفراد الشعب العربي فيه تساند بعضهم البعض وقت الشدة .
وليس من حق أصحاب السلطة الذين انتخبوا من الشعب التمتع بميزانية الدولة ، وهناك من أفراد الشعب من يموتون جوعا ويسكنون العراء ، برغم أنهم هم الذين رشحوهم ليمسكوا زمام أمور الدولة ليساعدوهم .
ولا ننسي أن كل عربي فى أعماقه جذور طيبة تنتمي لدين الإسلام ، وقرآنه المجيد ، والرحمة والمساواة هما حكمة فى الحاكم الذي يحب الخير لوطنه وأهله لا للسلطة والمال.
فما يحتاجه الوطن العربي دستورا يتلائم مع دين الإسلام ، الذي يحتوي ثقافة ثرية ، أسستها قيم ومبادئ نبيلة ، تقوم على التسامح والرحمة ، ولا ننسي أن الرسول محمد صل الله عليه وسلم أوصى المسلمين قبل وفاته بفتح باب الإجتهاد ، بسبب تغيرات العصور . وبعد ذالك يجب تطبيقه على كل فرد دون حسبان لطائفته أو خلفيته الإجتماعية . ثم النهوض العلمي والمعرفي فى الوطن العربي ولن يتم ذالكَ إلا.بتخصيص الحكومات العربية ميزانية من الأموال من أجل علمائنا العرب ، فمن الغباء تقديمهم على طبق من المرجان وبكل سهولة وببرودة أعصاب للغرب ، ليستغلوا معرفتهم لصالح أوطانهم الغربية .
فالعلم مفتاح لإعادة مجد ديننا الحنيف بل المحرك الكبير للحياة الدينية والإنسانية ، و يبقي المفتاح بيد الحكام العرب لأن دورهم أو مكانتهم لها دور كبير ومؤثر. فى المجتمع والوطن لتحقيق السلام والأمان بين أفراد الشعب ، وضمان حقوق وحريات الأفراد ، وبالتالي تحقيق التنمية الإقتصادية ولن يتم ذالك إلا باتباع سلطتهم الحق لا الأهواء.
فالسلام بين الدول العربية واتحادها بتحقيق وحدتها الدينية ، و زرع الأمان بين أفراد شعوبها العربية ، هو شعاع نور لازدهار كل وطن عربي ، لأنها تمتلك جذور طيبة منحها إياها دين الإسلام...فالإنسان يحتاج أولا وأخيرا إلى الامان والسلام ثم يأتي بطبيعته الإزدهار فاللحمة الوطنية العربية يحتاجها كل وطن عربي من اجل النهوض بالوطن.. وبالتالي نحقق وحدتنا الدينية .. قال تعالي : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم ) ..صدق الله العظيم.
هالة سويلم .. تونس
