المخطط ( الأمريك - صهيوني )

عالم السياسة الإخباري .. فايز الطيب               

    المخطط (الأمريك - صهيوني) المعلن عنه في عام 1995 أثناء حكم بيل كلنتون لأمريكا، والرامي لإعادة تقسيم الوطن العربي على غرار (سايس - بيكو) الذي عارضه صدام حسين، وكان كبش فداء له يعود علينا بسيناريو جديد اسمه (الربيع العربي).

    وحقيقة الأمر أن إعادة تقسيم المشرق العربي بالذات هو من أولويات أمريكا وحلفائها الأوروبيين خدمة لبني صهيون, فقط طلب من العراق والسعودية والأردن وسوريا، بإيجاد منطقة ملائمة لإنشاء كيان فلسطيني بديل عن فلسطين في ملتقى حدود تلك الدول, وكذلك عادة تقسيم تلك المنطقة لدويلات طائفية ضعيفة على غرار دويلات الخليج العربي (العشائرية).

    بل إن مخططاتهم لمقدساتنا الإسلامية في الأراضي السعودية بانشاء كنتون خاص بمكة والمدينة على غرار الفاتيكان من دون قوة عسكرية أو أمنية تحمية.

    وللأسف الشديد في عالمنا العربي والإسلامي، جميع الرموز السياسية والقوى الشعبية مثل النعام، يطئطئون رؤوسهم ويسيرون في المخططات التآمرية على أمتهم وهم يعلمون تمام العلم الأهداف والنتائج من وراء ذلك.

    إن ما يعيشه عالمنا العربي في هذه الأيام بما يسمى الربيع العربي المشؤوم، ما هو إلا سيناريو حقيقي لتلك المؤامرات باسم الثورة والحرية للشعوب المضطهدة من حكامها, هذه المؤامرات تهدف الى إضعاف الدول العربية وتدمير اقتصادها وقدراتها العسكرية، وجعلها في حالة من التخبط والغليان الشعبي والاقتتال الطائفي لعقود من الزمن، على غرار ما يدور في الصومال, حتى يتمكن بني صهيون من ترسيخ دويلتهم (اليهودية) على أرض فلسطين كاملة وجعلها أمر واقع بلا محالة أمام الضعف والوهن العربي.

    على الحكام العرب الذين يحكمون شعوبهم بالنار والحديد أن يرفعوا الظلم والإضطهاد عن شعوبهم وليعلموا أن التاريخ لن يرحمهم فالتاريخ سيكتب غداً بأيد نزيهة وستخلد أسمائهم إما في قائمة الخون والعياذ بالله, وإما في قائمة الوطنيين الأحرار الذي قدموا التضحيات الجسام في سبيل الله، اعلاءاً لكلمته وصوناً لكرامة وأرواح شعوبهم، وحفاظاً على أوطانهم من السقوط في أيدي الأعداء.

    الشعوب العربية مطالبة بالوعي وإدراك ما يخطط لها, وأن الثورة على الأنظمة القائمة ما هو إلا تكريس للمؤامرات, وما على الطامحين للإصلاح ومحاربة الفساد إلا أن ينهجوا نهجاً سوياً في سبيل ذلك, وأخذ جانب اللين والحوار طارحين جانب العنف والسلاح جانباً, وليعلموا أن الاحتكام الى القوة لا يعني إلا  ذهاب ريحهم أمام أعدائهم الطامعين في أوطانهم وخيراتهم ومقدراتهم.

    وليعلموا أن الأوطان أغلى ما نملك وأن ضياعها لا يعني إلا ضياع البلاد والعباد وإعادتنا الى عشائرية متناحرة يقتل قوينا ضعيفنا في سبيل شربة ماء أو طمعاً في مرعى.

اللهم اهدي قومي الى ما تحبه وترضاه وجنبهم مكر الماكرين وكيد الكائدين .. اللهم عليك بالخونة عباد الدولار الذي يرخصون الأنفس في سبيل حفنة من الأوراق سرعان ما تذهب أدراج الرياح.

والله ولي التوفيق وهو خير ناصر وخير معين.