فقط
للى لسه عنده عقل حتى ولو ربع لسه ما ضربش
لا تقرا هذه المقالة لو كنت من انصار شفيق أو مرسى
جيل شعاره " كلب حى أفضل من أسد ميت "
" حط راسك وسط الرؤوس ... ونادى على السياف بقطعها ... مش هينوبها إلا نصيبها "
" عش جبان تموت مستور " – " الجبن سيد الأخلاق "
هذه هى مشكلة مصر حاليا – الصراع بين جيلين . جيل جبان طبع وجبل على الخوف من أى شىء – حتى الخوف من خياله , ارتضى الظلم و الخضوع و العبودية فسلم الحاكم كل شىء حتى هواء الشهيق و الزفير , لا يدخل ولا يخرج إلا بأمر الحاكم الظالم .
يشكرون الحكام ويسبحون بحمدهم ليل نهار , واستمر هذا على مدار السنين السابقة ولعصر بعيد جدا كان هذا هو السلوك المصرى نحو حاكمه لدرجة جعلت كل العالم يستبعد أى نوع من انواع الثورة و الأنتفاض على الحاكم فى مصر – كل هذا بدافع الأستقرار .
وهى كلمة حق يراد بها باطل دائما سواء قيلت من ناحية الحاكم الذى يريد الأستمرار فى ظلمه , او من قبل المحكوم الخاضع المذلول من اى شىء ولكل شىء !!
والجيل الثانى هو جيل الشباب الحالى وتبلغ نسبته حوالى 45 – 55 % من سكان مصر ( من سن 17- 42 عام ) . هذا الجيل الذى تربى على وسائل الأتصال الحديثة . حكى له أبوه أو امه أن وجود جهاز راديو فى المنزل كا ن فخرا كبيرا , غير متاح فتحه او غلقه إلا بواسطة رب المنزل , ولما دخل التليفزيون مصر فى اوائل الستينات , دخل تحت شعار " تليفزيون لكل شارع " – فعلا تجد فى غالبية شوارع مصر التى تعيش فيها ما كان يسمى بالطبقة المتوسطة عدد 1- 2 جهاز تليفزيون فقط !!!
وكان الجهاز لو جاب ارسال القناة الأولى , فمن الصعب ضبط القناة الثانية أيضا , وعليك ان تختار بين نادى السينما على القناة الأولى أو سهرة المنوعات على القناة الثانية فى سهرة السبت مثلا , لأن الأيريال الهوائى طاقته كده !!! وكان الأرسال لا يغطى عموم مصر .
بينما اى شاب الآن يجلس فى مكانه على أى وضع , وبضغطة واحدة من أصبعه على الريموت كنترول يشاهد قنوات العالم شرقا وغربا , شمالا وجنوبا , وممكن يقفل الجهاز لأنه لم يجد ضالته فينصرف الى جهاز آخر غير وجه الكون هو " الكمبيوتر " المتصل بشبكة الأنترنت العالمية , والذى وضع العالم بين يديه بشحمه ولحمه , وساعات من غير هدوم لو تحب وله هو بالذات عن طريق ما يعرف بالويب كام !!
ناهيك عن جهاز المحمول الذى أصبح فى كل يد من اول كبار المسئولين حتى عمال التراحيل و الصعايدة بتوع التوضيب !! بينما تربى أهله على " تليفون لكل عائلة " أو " تليفون لكل شارع " .
جيل مختلف تماما عن جيل آبائه المستقرين أمام شاشات التليفزيون على الكنبة منتظرين التعليمات , أو نهاية قصة الحب فى المسلسل التركى , وعندهم صبر أيوب ان ينتظروا العشرة آلاف حلقة الأخيرة كى يشاهدوا النهاية – ماهى املة لم ترد على بال احد بعد تمثيلية الساعة 6 على القناة الثانية , وتمثيلية الساعة 7 على الأولى – ثم برنامج حديث الروح ونشرة الخبار ودمتم !! بينما أولادهم تبحث عن المتعة المفقودة مع عشيقة حتى لو بعقد عرفى , أو أى مسابقة يكسب منها مليون جنيه , بعد ما فقد الأمل فى وظيفة تناسب مؤهلاته , أو حبيبة يرتبط بها املا فى الزواج و الشقة و الأستقرار ! لكن منين بعد كارثة تجريف مصر من ثرواتها المادية و الطبيعية و البشرية !!
هذه هى المشكلة
جيل رفض كل ذلك وقام بالثورة وضحى من أجلها بروحه ودمه ونور عيونه , وجيل ناطع متنطع نازل لصناديق الأنتخاب كى يصوت لصالح نظام مصاصى الدماء " نظام مبارك العميل , ويمثله رئيس وزراء موقعة الجمل \ أحمد شفيق , أو على أقصى تقدير لصالح مرشح الفاشية الدينية \ محمد مرسى , التى نزلت الثورة متاخرة وغادرتها مبكرة , طمعا فى اقتسام الغنائم مع قيادة الثورة المضادة متمثلة فى مجلس العسكر !!
مسلسل درامى تآمرى عشنا فيه لمدة 15 شهرا ينتهى بنفس النظام كحكم ومعارضة . شفيق ومرسى و والكارثة ان فيه ناس بتقولك احترم الصندوق , تحت شعار " الديمقراطية " . ولم يتوقف احد كى يسأل نفسه عن تفاصيل هذه المؤامرة , ولو وضعت امامه الدليل يقولك , مش ممكن الجيش يعمل كده !! ومازال ينظر نفس النظرة دون فصل بين أبناؤنا فى الجيش و والمجلس العسكرى – قائد الثورة المضادة !!
أقول لكل شرفاء مصر , ولكل اهلها الطيبين أمامك خياران لا ثالث لهما إذا عقدت انتخابات الأعادة , وان كنت اتوقع عدم عقدها :-
إما سلاح المقاطعة و وهو ان تجلس فى بيتك كما كان الحل أيام النظام السابق , والذى طبقه الشعب فى انتخابات الشورى بعد الثورة " نسبة الحضور = 7 % من الناخبين ) .
أو تذهب الى لجنتك الأنتخابية , وتضع علامة × أمام كل من مرشح الفاشية الدينية \ محمد مرسى , ومرشح الفاشية العسكرية \ أحمد شفيق , وبهذا تبطل صوتك , وتعطى للعالم درسا آخر توضح فيه ارادة المصريين الصلبة مهما كانت عصا البطش غليظة , فإنها ترفض القهر و الظلم والأستعباد .
تعبت من الكلام ولذا اكتفى بوضع فقرات من كتاب طبائع الأستبداد للمناضل \ عبد الرحمن الكواكبى الذى مات فى عام 1902 , وكانه بيننا يعيش أزمتنا الآن
- · ومن الأمور المقررة – طبيعة وتاريخيا – انه مامن حكومة عادلة تامن المسئولية و المؤاخذة بسبب غفلة الأمة – أو التمكن من إغفالها – إلا وتسارع الى التلبس بصفة الأستبداد . وبعد ان تتمكن فيه , لا تتركه إلا وفى خدمتها الوسيلتين العظيمتين :- جهالة الأمة , و الجنود المنظمة – وهما اكبر مصائب الأمم , وأهم معايب الأنسانية .
- · وأما الجندية فتفسد أخلاق الأمة – حيث تعلمها الشراسة و الطاعة العمياء و الأتكال – وتميت النشاط وفكرة الأستقلال – وتكلف الأمة الأنفاق الذى لا يطاق . وكل ذلك منصرف لتأييد الأستبداد المشئوم – استبداد الحكومات القائدة لتلك القوة من جهة , واستبداد الأمم بعضها على بعض من جهة أخرى .
ساحة النقاش