تحليل علمى

لبعض المرشحين

من وجهة نظر التسويق السياسى

 

سبق وان قمنا منذ وقت قليل بتحليل المناظرة التى جرت بين السيد عمرو موسى و د. عبد المنعم أبو الفتوح من وجهة نظر علوم الأدارة على أساس 4 عوامل تسمى ال4A .

واليوم سوف نوضح للناخب المصرى تحليل علمى لحملة بعض المرشحين الذين أجمع المراقبين على جديتهم فى خوض سباق الرئاسة , ولهم فرص بالفوز بالمقعد الرئاسى وهم بدون ترتيب :-

د. محمد مرسى – الفريق أحمد شفيق – السيد عمرو موسى – السيد حمدين صباحى –

د. عبد المنعم أبو الفتوح .

وسوف يتم التحليل على أساس تحليل علمى لحملته الأنتخابية من وجهة نظر التسويق السياسى وعوامله الأربعة المعروفة للمتخصصين وهى ما يسمى بال 4P . وهى :-

Product – Price – Promotion – Place                        

 

 

هام قبل تحليل المزيج التسويقى Marketing Mix  للمرشحين :-

 وقبل أن نبدأ فى تحليل المزيج التسويقى للحملة الأنتخابية لكل مرشح لابد من ان نسأل بعض الأسئلة الهامة للغاية , ونجيب عليها بمهنية وحيادية تامة بعيدا عن الأنتماءات و الأهواء السياسية  حتى تصل الفائدة المرجوة من هذا التحليل , كى نتعرف على الناخب المصرى , وهو الطرف الثانى للمعادلة الأنتخابية .

 

أولا :- من هو الناخب ؟وماهى مواصفاته ؟

  • ·       الناخب المطلوب الأتصال به هو كل مصرى له حق الأنتخاب , والذى يحمل بطاقة الرقم القومى , بصرف النظر عن قيد اسمه فى كشوف الناخبين من عدمه , ويكون على قيد الحياة , بصرف النظر عن مكان إقامته .
  • ·       على حسب الأحصاءات الرسمية فى الأنتخابات التشريعية الأخيرة , فقد تجاوز عدد الناخبين 52 مليونا + المصريين العاملين بالخارج والذين حكمت المحكمة بحقهم فى الأدلاء بأصواتهم , وبلغ عددهم حوالى 7 مليون تقريبا .
  • ·       يمكن تقسيم الناخبين على اكثر من عامل ديموجرافى :-

1-  التعليم :

- تبلغ نسبة الأمية مايزيد على 40 % من عدد السكان – أى لا يجيدون القراءة و الكتابة .

- تأتى نسبة حملة المؤهلات المتوسطة و الذين تلقوا تعليما لا يسمن ولا يغنى من جوع ,ويطلق على هؤلاء " الأمية المقنعة " , وتبلغ نسبتهم أكثر من 15 % .

 

 

   2- الثقافة العامة & السياسية

       إذا طبقنا المعيار العالمى لقارئى الصحف اليومية على المواطن المصرى وهى :-

     1% يهتم اهتماما تاما بالشان السياسى ويحرص على قراءة الصحف بشكل يومى وبعمق

     9 % يتابع الأحداث الجارية بشكل عام , ولكنه غير مستعد لقراءة المواضيع كلها .

    15 % من المواطنين حريص على الأطلاع على العناوين الرئيسية فقط !!

وبعد انتشار الفضائيات وبرامج التوك شو , حتى بعد الثورة فإن نسبة المتابعين بصورة منتظمة لا تتجاوز 25 % من عدد السكان .

أما بالنسبة لبرامج التواصل الأجتماعى على شبكة النت – فإن روداها من غالبية خريجى وطلبة الجامعات , ونسبتهم فى مصر حوالى 10 – 15 % من عدد السكان .

 

3-   متوسط الدخل

أكثر من 40 % من عدد السكان تحت خط الفقر

5 % من عدد السكان هم الذين يتمتعون بالثراء الفاحش

10 % من عدد السكان يقدرون على الوفاء بمتطلبات الحياة اليومية ولا يعانون بأى شكل – ولكنهم ليسوا من طبقة الأثرياء .

45 % يشكلون باقى السكان – وهى ماكان يسمى بالطبقة المتوسطة الذين يعانون بشكل يومى  ( 7 مليون موظف حكومى  - موظفى القطاع الخاص وقطاع الأعمال  – 14 مليون عامل – آخرين ) .

 

4-  سكان الريف و الحضر

45 % من السكان يعيشون فى المدن – 55 % يعيشون فى القرى

 

ثانيا :- اين يوجد الناخب ؟

الدائرة الأنتخابية فى حالة انتخابات رئاسة الجمهورية مترامية الأطراف تشمل عموم الجمهورية داخليا – البلاد التى يتواجد بها المصريين العاملين فى الخارج .

وعلى المرشح الرئاسى أن يصل الى الناخب فى اماكن إقامته بشكل مباشر بنفسه , او غير مباشر بأحد وسائل الأتصال الأخرى .

إذا المطلوب من المرشح ان يغطى 27 محافظة – أكثر من 500 مدينة ومركز – 4000 قرية – هذا بالأضافة الى الجامعات المصرية  التى تعتبر رأس حربة الناخب المصرى خاصة بعد الثورة .

ولذلك يحار المرء خاصة المتخصص من القائمين على حكم البلاد – وكيف يفكرون فى تنظيم الأنتخابات ؟ ومتى ؟ فانتخابات بأهمية رئاسة الجمهورية , كان يلزمها سنة على الأقل بين فتح باب الترشيح , وموعد الأنتخابات , كى يستطيع طرفى المعادلة ( المرشح – الناخب ) التعرف على الآخر , وما يحدث طوال الفترة الأنتقالية من مشاكل على المستوى السياسى و الأقتصادى و الأجتماعى يؤكد بما لايدع مجالا للشك , أنه يوجد من لا يريد للبلاد استقرار وذلك حفاظا على مصالحه التى تكونت فى عهد النظام الفاسد .

ولذا تزداد الدهشة من قرار اللجنة المشرفة على الأنتخابات بتحديد سقف الدعاية لكل مرشح بحيث لا تتجاوز 10 مليون جنيه !!

على أى أساس تم تحديد هذا المبلغ , فى حين أن تكلفة 100 موقع out door  لمدة شهر = 1,5 مليون جنيه – تكلفة الصفحة اليومية فى الصحف 100 – 224 ألف جنيه – 30 ثانية اعلان تليفزيونى = 10000 آلاف جنيه . ناهيك عن البانرز و البوسترز ويفط وفلايرز ...الخ -  ومصاريف المؤتمرات الأنتخابية و المواصلات و الأعاشة لأفراد الحملة .

وهنا يبدو السؤال الملح :- من يفوز فى هذه المعركة الأنتخابية ؟ المال السياسى أم أصحاب الفكر و الهمة و الأخلاص للوطن ؟

هذا هو التحدى أمام كل مواطن مخلص وشريف لهذا الوطن يومى 23 – 24 مايو القادمين

 

 

ثالثا :- كيف يختار الناخب مرشحه ؟وعلى أى أساس ؟

  • ·       فى ظل نظام قمعى استمر أكثر من 40 عام , كان كل همه الأستحواذ على مقدرات البلاد لصالح فئة قليلة من السكان – كان لابد من تغييب أى درجة من درجات الوعى السياسى خاصة عند الشباب الذى تتجاوز نسبته 40 – 55 % من عدد السكان , حتى لا يقدر أحد على محاسبة الحاكم على فساده .
  • ·       منذ عام 1981 حدثت أكبر عملية تجريف سياسى فى مصر – هذا مع بطش جهاز أمنى قمعى لا يرحم , كل همه حماية أركان نظام الحكم من أى معارض سياسى , أصبح تعاطى أى قدر من الأهتمام  بالسياسة  هى  محاولة انتحارية فى نظر معظم الأسر المصرية . وتبنى الكل سياسة المشى جنب الحيط .
  • ·       نتج عن ذلك نشوء أكبر حزب فى مصر – هو حزب الأستقرار ( حزب الكنبة ) – حزب الأغلبية الصامتة الذى أعان الظالم على ظلمه , و ارتضى هذا الخضوع المهين للحاكم وأصبح كل همه الحصول على لقمة العيش .
  • ·       نسبة قليلة من طبقة التجار وأصحاب العمال و الأملاك خاصة التى استفادت من الأنفتاح الأقتصادى فى عهد السادات وبداية عهد المخلوع ,  دخلت فى حماية السلطة عن طريق استمارة عضوية الحزب الوطنى , وشاركت فى الفساد بأشكال ودرجات مختلفة  .
  • ·       نتج عن ذلك أمية سياسية تكاد تصل الى حوالى 80 % - إضافة الى الأمية التعليمية  سبق ذكرها .
  • ·       وضعت ثورة 25 يناير , فجأة كل هؤلاء فى العراء حيث أصبح مطلوبا من هؤلاء اتخاذ موقف من الثورة و ما تبعها من أحداث .
  • ·       كان يجب من القائمين على حكم البلاد اتخاذ خطوات تعالج هذا الجهل السياسى المطبق حتى يكون الناخب مؤهلا للإختيار الجيد وتقرير مصيره ومصير أبنائه بشكل صحيح . ولكن هذا لم يحدث عمدا بغرض اجهاض الثورة سريعا , كمحاولة لبعث نظام الحكم الفاسد فى ثوب جديد .
  • ·       قفزت على الحكم جماعات الأسلام السياسى , لأنها الجماعت المنظمة على الساحة الى جانب فلول الحزب الوطنى .
  • ·       ازداد الأمر سوءا بفوز تيار الأسلام السياسى فى الأنتخابات التشريعية , مما أضاف الى الجهل السياسى نوعا من الشعوذة السياسية , بسبب استغلال هذا التيار جهل المواطن البسيط , وأطلقوا حملات التخويف من الله ومن دخول النار اذا لم ينتخبوا مرشحى الأسلام السياسى . هذا بالأضافة للرشاوى الأنتخابية على مرأى ومسمع من النظام الحاكم .
  • ·       خلاصة هذه المعطيات ناخب جاهل بأدنى درجات الوعى السياسى , يعيش تحت ضغط هائل يومى – يضاف الى ذلك سياسة القطيع , يصبح من الصعب التكهن بكيفية إدلاء الناخب المصرى  بصوته !!!
  • ·       هنا يصبح ما يسمى بالبرنامج الأنتخابى عنصر غير مجدى فى تقييم المرشح . ولذلك تم استبعاده فى تقييم جهد المرشحين من قبلنا فى التحليل .
  • ·       فى غياب المعلومة الصحيحة عن المرشح – يبقى عنصر التقييم الوحيد عند العامة مكتسب من مراكز التأثير  , أو عدوى التقليد ( صاحب – قريب – جار – ابن ....الخ ) – هذا بالأضافة الى ما تبثه القناة المفضلة لدى الناخب العامى ( تليفزيون الدولة الرسمى – قناة الفراعين – الحياة الحمراء ) – الشائعات المتناقلة .
  • ·       الشريحة الصغرى من المجتمع ( سباب الثورة – مؤيديها ) هى التى تعتمد على نفسها فى قرار اختيار المرشح .
  • ·       تؤكد الأحصائيات على أن أكثر من 30 % من الناخبين لم يحسموا اختيارهم بعد .
  • ·       القاعدة الذهبية فى الحملة الأنتخابية تؤكد على أن أخطر فترة فى الحملة هى آخر 75 يوما – وأخطر ساعتها هى آخر 72 ساعة حيث تتغير الآراء وتتبدل على مدار الساعة .

 

نأمل أن يكون هذا الجهد قد ساهم ولو قليلا فى توضيح الجو الأنتخابى الذى تمر به مصر لأول مرة فى تاريخها . داعيا الله عز وجل أن يوفقنا فى أن نولى أمورنا خيارنا ولا نولى أمورنا شرارنا .

والله ولى التوفيق

علاء أبو شامة

خبير الأدارة و التسويق

 

 

هام :-

 التحليل القادم عن مرشح جماعة الأخوان المسلمين الأستاذ الدكتور \ محمد مرسى

alaaperfect

alaa abou shama

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 397 مشاهدة

ساحة النقاش

علاء الدين على أبوشامة

alaaperfect
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته م . علاء أبوشامة - مصرى - 54 سنة - أعمل فى مجال الخبرة الأستشارية فى مجالات عديدة :- إدارة الأعمال - التسويق - الأقتصاد - الأستثمار - دراسات حدوى المشاريع – الدراسات السياسية و الأقتصادية – الثقافة و الفكر يسعدنى ان أتشرف بمعرفتكم و »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

35,986