فتح الإنترنت مجالاً كبيراً للعمل الصحفي بكافة أشكاله، باعتباره وسيلة إعلام جديدة دخلت العمل الإعلامي من بابه الواسع وحققت انتشاراً كبيراً.
فمنذ بداية العمل في 2000 ومع انتشار المواقع الإخبارية الفردية أو المؤسساتية أو التابعة لوسائل إعلام كبرى، بدأت تتمايز المشكلات المهنية الإعلامية، مما دعا إلى ضرورة إيجاد ميثاق شرف يجمع العاملين على هذه المواقع.
كسب ثقة المتلقي:
تشير دراسة أعدتها هيئة تحرير "راديو عمان نت" بعنوان "أخلاق مهنة الصحافة الإلكترونية" إلى أن أهم أخلاقيات العمل على الإنترنت في المجال الإعلامي تتمثل في كسب ثقة الناس، وذلك عبر الالتزام بالمصداقية والموضوعية وإدراك خدمة المصلحة العامة وحماية المجتمع من التبسيط الزائد للقضايا والأحداث، وتوفير نطاق واسع من المعلومات لتمكين الجمهور من اتخاذ القرارات الصحيحة، بالإضافة إلى المحاربة من أجل جعل النشاطات التجارية الخاصة والعامة علنية، فهو يدعم الثقة بين الوسيلة الإعلامية والجمهور.
وتوضح الدراسة أهمية التزام الصحفي الإلكتروني بالحقيقة، وإصراره على تقديم الأخبار بدقة أساس آخر من أساسيات ومبادئ أخلاقيات العمل المهني على الإنترنت، وكذلك العدل والإنصاف من خلال عرض الأخبار بحيادية وإضافة قيمة أساسية على الأخبار ذات العلاقة ونقل التنوع في الآراء والأفكار، وإعداد تقارير تحليلية قائمة على الفهم المهني وليس الانحياز والنمطية، ناهيك عن احترام الحق في محاكمة عادلة للمتهمين، وكذلك إيلاء عناية خاصة عندما يكون صاحب القصة الإخبارية طفلا.
الالتزام بحقين للجمهور:
يقول علاء صقر (مبرمج ورئيس اللجنة الإعلامية لاتحاد المعلمين المصريين بالمملكة العربية السعودية): "إن ميثاق أخلاقيات الإعلام الإلكتروني أصبح مطلباً ملحاً؛ لأن ذلك يؤدي إلى الارتقاء بالأداء المهني لهذا النوع من الإعلام".
وأضاف: أن وضع أخلاقيات للعمل الإلكتروني الهدف منه هو التنظيم لا التعقيد، وليس السيطرة على المواقع الإلكترونية. وأن الممارسة الإعلامية النزيهة أيا كانت مصادرها الإلكترونية أو الورقية لابد أن تلتزم لمجتمعها بحقين أساسيين أولهما: حق الناس في الاطلاع وثانيهما: حق الجمهور في التعبير.
مبيناً أن تعزيز الأدوار الاجتماعية للإعلام يساعد على الموازنة بين مفهوم الحرية والمسؤولية الاجتماعية.
واستطرد قائلاً: "إن الإعلام الإلكتروني مرشح للسيادة في المستقبل، بسبب الميزات العديدة التي يمتاز بها على الإعلام الاحتكاري التقليدي، ومن هذه الميزات أنه يعطي القارئ فرصة اطلاع أكبر من الناحية الكمية، كما يعطيه حرية الانتقاء والمقارنة.
لافتاً إلى أن الرسالة الإعلامية تصل إلى المتلقي بشكل سريع جدا من خلال الإعلام الإلكتروني وإلى مدى عالمي، ويتجاوز القيود التقليدية التي تقيد التلفزيون والصحافة المطبوعة.
أخلاقيات المدونين:
من ناحيته يرى أستاذ الصحافة المساعد بجامعة الأقصى وأحد المتخصصين الأوائل بالصحافة الإلكترونية د. ماجد تربان أن الصحافة الإلكترونية تحكمها مواثيق شرف تختلف من دولة إلى أخرى.
ويؤكد د. تربان في حديثه لـ" لها أون لاين " أن تلك المواثيق تمثل أخلاقيات العمل الصحفي التي تحددها السياسة التحريرية لأي مؤسسة إعلامية.
مشيراً إلى أن مواقع الإنترنت تخضع للسياسة التي تتبعها المؤسسة التي تدير الموقع، سواء كانت مؤسسة إخبارية أو تجارية أو تعليمية.
وكشف د. تربان عن وجود عدد من الدراسات التي ركزت على أخلاقيات التدوين كون أن المدونين أصبح لهم قوة مؤثرة في المجتمعات من خلال تدويناتهم المختلفة، وأوضح د. تربان أن الدراسات ركزت على وضع قيم للتدوين والنش، منها: الاستقلالية، عبر توضيح الفكرة والهدف والاتجاه العام للتدوين والنشر، وكذلك الاستضافة وشروط الاستضافة الغير مشروطة وغير محددة.
لافتاً إلى أن كثيراً من المواقع تلغي استضافة بعض المدونات لتجاوزها الحدود والشروط التي تقدمها المواقع التي تستضيف المدونات.
وكذلك من ضمن أخلاقيات التدوين والنشر: وجود وظائف وأدوار محددة للمدونين، ومشاركة كل الأطراف في تقديم آرائهم فيما هو مطروح في المدونات. ناهيك عن الالتزام بحرية التعبير والتوازن، بالإضافة إلى المصداقية من خلال التعبير على الموقع أو المدونة، وأن معظم المدونات غير واضح الجهات المسؤولة عنها والقائم بالتدوين.
وشدد الدكتور تربان على ضرورة التعريف بالمدون، ووضوح الخبرة، وعدم التحيز، وإتاحة المشاركة الفاعلة للجميع بالمداخلات، وكذلك التجوال وتعميم الأخبار وتزويد المدونات ببعض الوسائط المتعددة التي تتيح بحسب رأي د.تربان للمستخدمين المشاركة بطريقة سهلة والتفاعل.
وأخيراً أشار إلى أن أحد أهم أخلاقيات التدوين والنشر البساطة والسهولة في تكوين المدونة، خاصة وأن الجمهور العام في الإنترنت في تزايد ويحتاج إلى معرفة المدونة، وأشار أن العمل على الإنترنت سواء كان في موقع إخباري أو صحيفة إلكترونية يحتاج إلى سياسة تحريرية تمثل مجموعة من القوانين والقيم التي تنظم العمل الصحفي وفقاً للسياسة العامة للدولة ومواثيق الشرف الصحفي.
من يملك حق النقل؟
يقول خباب عبد المقصود (منتج فني)، قواعد العمل في وسائل الإعلام التقليدية طبق على العمل في المواقع الإلكترونية باعتبار المؤسسة واحدة ولها قواعدها الواحدة وميثاقها الصحفي.
لكن المشكلة الكبيرة ظهرت مع بدء انتشار المواقع الإخبارية والتي بدأ بعض محرريها اقتباس موضوعات من مواقع أخرى، دون الإشارة مع غياب القواعد ولا القوانين للمحافظة على الملكية الفكرية الموجودة على الانترنت . هنا بدأ الحديث عن ضرورة وجود أخلاقيات للعمل الإعلامي والصحفي الالكتروني بشكل كبير.
وأضاف قائلاً: "أصبحت التساؤلات كبيرة وكثيرة.. من يملك؟ ومن يستطيع أن ينقل؟ وما أدبيات ذلك؟ في النهاية لجأت كثير من المواقع في حجب فكرة إمكانية نسخ المحتوى لحفظ حقوقها. لكنها في النهاية طريقة لا يمكن الحفاظ بها على المعلومة بشكل أكيد".
الإشكالية الحقيقية في العمل الإلكتروني، كما يقول خباب، في عدم وجود مظلة حقيقية للعاملين تراقب وتقوم وتصحح مهنية العمل الإلكتروني، وبالتالي تضع القواعد وميثاق الشرف الذي لن يختلف كثيراً عن المواثيق في الإعلام التقليدي، ولكن الجديد سيكون فقط في الأدوات والطرق التي يمكن بها مراقبة هذه الأخلاقيات والمواثيق.
وأنهى كلامه بضرورة أن يكون هناك كيان يضم كل العاملين للحفاظ على كافة الحقوق الفكرية، فضلاً على التدريب على أكثر مهارات العمل الإلكتروني، وبالتالي سوف يكون العمل الإلكتروني أكثر مهنية وأكثر أخلاقية.
المصدر: لها أون لاين , شارك في التحقيق:
محاسن أصرف من غزة
منير أديب من مصر
نشرت فى 19 فبراير 2011
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,782,912