أولاً: أهمية الخدمات المكتبية:

ظهرت الحاجة إلى الخدمات المعلوماتية إبَّان انتهاء الحرب العالمية الثانية ، حيث ظهر مدى أهمية توافر المعلومات، والأهم من ذلك كيفية تداول وتدوير هذه المعلومات. ولقد مرت الحضارة البشرية بعدة مراحل؛ فأولها كانت الحضارة الزراعية، ثم الثورة الصناعية ثم ظهر الآن مفهوم الثورة الرقمية والمعلوماتية بكل ما تحتويه من مراحل تبدأ من إنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر وتوزيع وتسويق تلك الخدمات المعلوماتية .

وتظهر أهمية نظم المعلومات في أنَها تستخدم لاتخاذ القرارات على جميع المستويات و أن توافر هذه المعلومات هو ما يفرق بين الإدارة بالمخاطرة المحسوبة ، والإدارة بالصواب والخطأ.
وقد نشأت المكتبات في القدم بداية من الآشوريين والسومريين، وأخذت في التطور وأصبحت مراكز لتطور العلو م والدراسة ( ) وأخذت النظم المتبعة في هذه المكتبات من حيث التعامل مع المحتوى المكتبي أو المحتوي المعلوماتي في التطور، وذلك بهدف توفير البنية المعلوماتية وإتاحة المعلومات وسهولة تداولها .


ثانياً : تاريخ تطور علم المكتبات وظهور علم الفهرسة :

نظم الفهرسة التقليدية :

إنَ نظام الفهرسة أو التوثيق له العديد من التعريفات، وبما أننا لسنا بصدد تعريف علم الفهرسة ؛ لأنَه ليس مجال البحث، فسوف نقدم له تعريفاً مبسطاً وهو علم السيطرة على المعلومات ( ) أي ترتيب وتصنيف المعلومات بغض النظر عن الوعاء الذي يحتوي على هذه المعلومة ؛ سواء كان في شكل كتاب أو أبحاث أو وسائط متعددة، وتتضمن عملية الفهرسة على العديد من العمليات التقنية مثل ؛ التجميع والتخزين والفهرسة والتصنيف والتكشيف، والذي سوف يتم الاستعاضة عنه فيما بعد بما يسمى محركات البحث والمكانز الآلية والفهرسة الآلية .

ونتيجة تكدس وتزايد حجم المعرفة على مرِ العصور أدى ذلك إلى ظهور العديد من المشاكل ؛ وهي كيفية تنظيم وإدارة المعلومات ، وتوفيرها لمتخذي القرار والباحثين، حتى أن "جوزيف هنري" وهو واحد من أهم العاملين في مجال المكتبات، وقد أسهم في أنشاء 380 مكتبة في كلٍ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قد أعرب عن قلقه تجاه عملية التوثيق في عام 1851 م إزاء التزايد الهائل في كم المعلومات والمصادر وقد علق على هذا قائلاً " لقد أثبتت التقديرات أنَ مقدار ما ينشر سنوياً من مصادر المعلومات ، يبلغ نحو عشرين ألفاً من المجلدات ، بما فيها النشرات ، وتعد كلها إضافة إلى رصيد المعرفة البشرية ، و ما لم ترتب هذه الكميات الضخمة بطريقة ملائمة فسوف يضل الباحثون سبيلهم بين أكداس الإنتاج الفكري ، كما أن تل المعلومات سوف يتداعى تحت وطأة وزنة " ( ) .

ولذلك يمكن أن نقول أن علم التوثيق الحديث انطلق في القرن التاسع عشر ، حيث شهد هذا القرن ظهور ما يعرف بنظام ديوي للتصنيف، ووضع الأساس العلمي لعملية الفهرسة والتوثيق والتكشيف والتحليل الموضوعي والتصنيف ، والاستخلاص وسوف نوضح بكثير من الاختصار بعض المفاهيم الأساسية في علم المكتبات، مثل:

أ- التصنيف : هو أحد الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم المكتبات ودور الأرشيف ، ويغلب على نُظم تصنيف المكتبات ونظم تصنيف مراكز المعلومات الصحفية الطابع الموضوعي ، والانتقال من رأس الموضوع العام إلى رؤوس الموضوعات الفرعية ، في حين تعتمد دور الأرشيف على تصنيف الوثائق الواردة إليها وفقاً للجهة التي أصدرتها .

ب- الفهرسة: وهي أحد الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم مواد المكتبات ودور الأرشيف، وتدل هذه النظم على طريقة وصف أوعية المعلومات وفقاً لقواعد علمية موضوعة سلفاً، بحيث تغطي وصف وعاء المعلومات من جميع الجوانب الممكنة.
جـ - ً المكانز : وهي النظم التي تتضمن كلمات البحث الرئيسة (الكلمات المفتاحية) والتي تستخدم في تخزين المعلومات ومن ثم استرجاعها، وغني عن البيان أنَ المكانز هي لغة مقيدة ، أي إنَ الواصفات المستخدمة في الإدخال يجب أن تكون هي ذاتها المستخدمة في الاسترجاع .

مما سبق نرى أنَ عملية الفهرسة والتوثيق التي كانت تعتمد عليها المكتبات في بداية عهدها عملية معقدة، وتتطلب عاملين على خبرة عالية، ولكن المشكلة الأكبر تظهر في حالة متخذ القرار أو الباحث، والذي قد لا تتوافر لدية قدرة عالية من الخبرة في إيجاد المعلومة المطلوبة ، وهو ما يؤدي إلى إعاقة عملية البحث.

وكذلك ظهور بعض المشكلات الخاصة بالتصنيف والتي تعتمد بشكل كبير على وجهة نظر وخبرة المفهرس.


ثالثاًً: المشكلات التي تواجه طرق البحث التقليدية داخل المكتبات:

- المشكلات الخاصة بتصنيف الأوعية المعلوماتية :

الأوعية التي تحتمل عدة تصانيف ؛ فمثلاً كتاب يدور حول اتخاذ القرارات الإدارية في ظل بيئة المعلومات فيصنف هذا الكتاب على أنه في علم إدارة الأعمال ولا يصنف على أنه نظم المعلومات الإدارية، عدم خبرة الباحث أو متخذ القرار الخاص بالتصنيف، فإن متخذ القرار لن يستطيع الحصول على المعلومة التي يرغب بها.

- المشكلات الخاصة بتوحيد أسماء وعناوين الأوعية :

حيث أنه يجب أن يتم توحيد الأسماء الخاصة بالمؤلفين ؛ لأن أي اختلاف في الاسم الخاص بالمؤلفين يؤدي إلى تغير ترتبه، وفقاً للحروف الهجائية والتي جرت العادة على استخدامها كوسيلة أساسية للترتيب والأرشفة .

- المشكلات الخاصة بسرعة الوصول للمعلومة المطلوبة :

وتمثل هذه المعلومات هذه المشكلة في بطء عملية الوصول للمعلومة المطلوبة، حيث يتطلب هذا الأمر البحث على أساس التصنيف الموضوعي كمدخل رئيس أو كذلك المؤلف، أو استخدام البطاقات وهو مما يتطلب جهد كبير، وكذلك امتلاك الخبرة اللازمة للقيام بهذا العمل.

- المشكلات المتعلقة بتوافر المعلومة عند الحاجة إليها :

حيث أنَ متخذ القرار أو الباحث يكون مرتبط ارتباطاً مادياً بتواجد الوعاء الذي يحتوي على المعلومة ، وهذا لا يتوافر عند الحاجة إليه في كثير من الأوقات، حيث يكون تواجد المعلومة مرتبط بمواعيد العمل الخاصة بالمكتبة، أو بتواجد الوعاء داخل المكتبة، وكذلك تقادم المعلومة المقدمة حيث تتوقف شكل المعلمة على المعلومة التي تنشر ورقية والتي قد لا ترتبط بالوقائع الفعلية والتغيرات .


من هذا العرض نكون قد أوضحنا أهمية الخدمات المكتبية ، وكذلك تطور العملية التقليدية للفهرسة والتصنيف ، و الصعوبات التي تواجه متخذ القرار والباحثين بشكل عام في الوصول أو الحصول على المعلومات ، مما أدي إلى ظهور الحاجة إلى تطوير الخدمات المكتبية، بحيث تتناسب مع زيادة تدفق المعلومات والتغير المستمر لها ، وكذلك إمكانية الإتاحة الدائمة للمعلومة، مما أدي إلى إظهار أهمية تكنولوجيا المعلومات ونظم المعلومات في تطوير الخدمات المكتبية وتداول المعلومات. وسوف نتحدث فيما يلي عن التطورات التي نشأت من خلال دمج تكنولوجيا المعلومات بالمكتبات الحديثة، وكذلك ظهور بعض المفاهيم مثل المكتبة الرقمية والأرشيف الرقمي، وكذلك ظهور بعض المعايير مثل حماية حقوق الملكية الفكرية، وسوف نعرض لهذه المفاهيم بشكل مختصر.



رابعاً : ظهور وتطور نظم المعلومات وشبكة الانترنت :


1- النشأة والتطور

- كان أول ظهور لشبكة الإنترنت يرجع إلى عام "1969" بواسطة وكالة المشاريع والبحوث المتقدمة الأميريكية بوزارة الدفاع الأمريكية (DARPA) "Defense Advanced Research Projects Agency " وكان الغرض منها بناء شبكة لتداول المعلومات بين مراكز البحوث المتعاونة مع وزارة الدفاع ، وكانت في البداية تتكون هذه الشبكة من أربعة أجهزة حاسب، ثم أخذت في التطور حتى أصبحت في عام "1972" شبكة واسعة تتكون من 37 عقدة معلوماتية، وأطلق عليها في حينئذ “ARPANET” وكان الهدف الأساسي لهذه الشبكة في البداية هو بناء نظام لتداول المعلومات عن طريق شبكة لا يمكن شلها خلال ظروف الحرب، ولذلك جاء بناء الشبكة بطريقة غير مركزية خوفاً من توجيه ضربة إلى مركز الشبكة للقضاء عليها .( )

- وفي عام "1984" قامت هيئة العلوم الوطنية "NSF" (National Science Foundation) بإنشاء خمسة حواسب فائقة الأداء باهظة التكلفة منتشرة في الولايات المتحدة سميت "NSFNET" ، واعتمدت هذه الشبكة على عدم المركزية، واعتمدت أيضا على شبكات إقليمية متصلة بنظام السلاسل ومرتبطة بالسلاسل الإقليمية مما أتاح إمكانية كبيرة في تخفيف العبء عن خطوط الاتصالات، وقد انضمت العديد من الشبكات الأخرى لهذه الشبكة مثل وزارتي الصحة والطاقة ووكالة الفضاء "NASA" .

- وفي عام "1987" تم استبدال خطوط هيئه العلوم الوطنية بخطوط تميزت بالسرعة واندمجت شبكتي “ARPANET” و "NSFNET" وأصبحت معروفة باسم INTRNET”" وهي تتكون من عدة مواقع، كل موقع وهو عبارة عن شبكة محلية، وتتصل هذه المواقع مع بعضها البعض إمَا عن طريق الشبكة الهاتفية، أو خطوط اتصال خاصة، أو عبر الأقمار الصناعية أو الوصلات التكنولوجية .

- وفي عام 1990 تولت شركة "NAS" إدارة الهيكل الرئيس للشبكة وتم فتح الشبكة أمام الجهات التجارية، وبعد ذلك قامت الشركة ببيع نفسها إلى شركة "AOL" (American On Line).

- وفي عام 1992 طرحت شركة "CERN" خدمة البحث العلمي "WWW" (Word Wide Web) وبلغ مستخدمي الشبكة حولي 345 مليون مستخدم وتم إدخال نظام الوسائط المتعددة (Multi-media).

وكان أهم ما يميز شبكة الإنترنت أنَها ذات بنية غير مركزية حيث يتساوى المستثمرون العاديون مع الشركات التجارية العملاقة، وكذلك يرجع انتشار الشبكة إلى أنَ تكلفة نقل البيانات والمعلومات تكاد تكون منعدمة بالنسبة للتكلفة السابقة، وكذلك إتاحتها لفرص تنافسية عظيمة تعظم من قيمة الشبكة .


2- الخدمات والأدوات الأساسية للإنترنت :
تتعدد الخدمات التي يمكن الحصول عليها من شبكة الإنترنت وسوف نذكر منها أهم هذه الخدمات على سبيل المثال لا الحصر.

أ*- البريد الإلكتروني (E-Mails):

وهو إرسال واستقبال الرسائل عبر الشبكة وهو يتميز عن أسلوب إرسال الرسائل المعتاد بعدة مميزات يمكن حصرها فيما يلي:
- انخفاض تكلفة إرسال الرسائل.
- إمكانية استقبال الرسائل في أي وقت ومن أي مكان حيث يقوم الخادم (Server) بحفظ البريد لحين الحاجة إليه أو الرغبة في الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي مكان.
- يمكن إرسال نفس الرسالة إلى عدة جهات في نفس الوقت بدون الحاجة إلى كتابتها مرة أخري أو تحمل تكاليف مراسلة إضافية .
- يمكن ربط بعض الملفات بالرسالة باختلاف نوعية هذه المرفقات.
- السرعة الزمنية التي يوفرها البريد الإلكتروني سواء في الإرسال أو الاستقبال.

ب*- الإخباريات (News):

وهو خدمة إرسال الإخباريات في جميع المجالات سواء السياسية أو التجارية، وإمكانية تكون المجموعات الإخبارية (News Group) ، وكذلك غرف المحادثة (Chat Room) لتبادل الآراء والخبرات ، وتتميز هذه الخدمة بسرعة التغير وفقاً للأحداث الجارية، مما يوفر عنصر السرعة في انتقال الخبر والحدث وكذلك عنصر الإتاحة في جميع الأوقات .

جـ - برامج البحث (Searching Engine): ( )

وهي مجموعة محركات البحث والتي تتيح لمستخدمي الشبكة البحث خلال الصفحات والمواقع على الشبكة عن المعلومات التي يرغب في الحصول عليها ، دون الحاجة إلى المعرفة المسبقة لوجود تلك المعلومات، وهناك العديد من محركات البحث مثل "Gopher" وهو برنامج طرحته جامعة مينسوتا عام 1991. وكذلك تطورت محركات البحث لتكون أكثر تخصصاً و وفقاً لحاجة الباحث عن المعلومة، وكذلك وجود العديد من خصائص البحث المتقدمة التي تقلل من نطاق ظهور نتائج البحث، بحيث تزيد من إمكانية استفادة الباحث من المعلومات التي يحصل عليها .

د*- نقل الملفات "FTP" (File Transferee Protocol ):

وهي أحد الخصائص الهامة لشبكة الإنترنت، حيث تسمح بنقل الملفات من جهاز إلى جهاز أو من الخادم الرئيس مما يمكن المستخدم من نقل الملفات، وكذلك تجديد البرامج أسرع من حفظ الملفات على الأقراص وإرسالها بالطريقة العادية.



هـ - المتصفح (Browser):

هو ما يسمح للمستفيد بالبحث عن المعلومات خلال الموقع واستعراض المعلومات ومن أشهر هذه البرامج "Netscape" و ُExplorer".

و - خاصية النفاذ (Tel net):

هي خدمة الدخول الفعلي إلى الحاسب عن بعد، واستخدامه بصورة عادية، أي يستطيع العمل على الحاسب الخاص به من على بعد مما يسمح بالدخول والحصول على المعلومات والخدمات.


ز - المستعرض (Browser):

وهي إمكانية قيام المستخدم بتصفح المواقع الإلكترونية والحصول على المعلومات والبيانات التي يرغب في الحصول عليها، وكذلك إمكانية البحث من خلالها .

ح - الخدمات المقدمة لمجال التجارة :

حيث يقدم الإنترنت العديد من الخدمات بالنسبة للراغبين في الشراء والتجارة، حيث يسمح بقيام البائع والمشتري بتداول السلع من خلال الشبكة، وكذلك تسمح الشبكة بإمكانية الاطلاع بشكل أوضح على المعروضات ومقارنة الأسعار، وكذلك يمكن أن يحصل أصحاب رؤوس الأموال على الاستشارات الخاصة بالاستثمار عن طريق الشركات التي تقدم هذه الخدمة بغض النظر عن موقع كلًً منهما، ويمكن كذلك تسوية الناحية المالية من خلال الشبكة نفسها .

ومن هنا نجد الفوائد الهائلة التي وفرتها شبكة وأنظمة المعلومات، وقد ذكرنا أمثلة منها على سبيل المثال ولا الحصر ، مثل الطفرة الهائلة التي وفرتها شبكة المعلومات وهو ما أدي إلى تحول حقيقي في العديد من المفاهيم مثل التسوق من خلال الشبكة(E-marketing ) وظهور الشركات الإلكترونية (Internet Business ) وكذلك التجارة الإلكترونية (E-commerce) ، وكذلك ظهور العديد من التطبيقات الخاصة بحماية المعاملات التجارية على الشبكة (Security Protocol) ، فكان من الضروري أن يكون لهذه الشبكة عظيم الأثر على الخدمات المكتبية والنشر .


- خامساً ظهور النشر الإلكتروني :

ظهر مفهوم النشر الإلكتروني كنتيجة طبيعية للتطور في نظم المعلومات ، ونظرا ً لتزايد حجم المطبوعات والمعلومات المتدفقة فإن عملية النشر الإلكتروني أصبحت هي الحل الأمثل للعديد من المشاكل الخاصة بالنشر العادي أو التقليدي ، فلو أخذنا على سبيل المثال شركة "SMS"وهي مؤسسة طبية تقوم بإرسال نشرات طبية دورية وتزود عملاءها بما يزيد عن 30 مليون وثيقة مطبوعة سنوياً ، فأصبح من الضروري التحول إلى عملية النشر الإلكتروني. وتستخدم هذه المؤسسة الوسائط في نقل هذه المعلومات لما توفره هذه الوسيلة من التكاليف الخاصة بهذه الدوريات والنشرات، وأهم ما يتميز به النشر الإلكتروني ما يلي :
1- توفير نفقات الطباعة و انخفاض تكلفته بالمقارنة بأساليب النشر التقليدية، حيث أن ال (CDs) يوفر مساحة تخزينية تبلغ (MB600 )وهو ما يسمح بتحميل حوالي عدد (200.000) صفحة. وقد تطورت وسائل النشر وظهرت بعض الوسائط الجديدة مثل ال (DVD) والتي تبلغ مساحتها (GB18) أي تسمح بتسجيل ما يعادل مليوني صفحة .
2- سرعة الإرسال والاستلام، مما يوفر سرعة اتخاذ القرار، وكذلك سهولة الوصول إل المعلومة.
3- إمكانية تحديث النشر بشكل مستمر وسريع، واستجابتها للتغيرات الدائمة للبيئة المعلوماتية.
4- توفر إمكانية البحث السريع داخل الصفحات، وسهولة الوصول للمعلومة المطلوبة مما يودي إلى توفير وقت وجهد الباحث.
5- سرعة تلبية الطلب على المواد المنشورة إلكترونياً.

ومن هنا تظهر أهمية النشر الإلكتروني وما يوفره من مرونة وسهولة في نقل واستقبال المعلومات حيث أن كم المعلومات أصبح في تضاعف مستمر.
وقد ارتبط بعملية ظهور النشر الإلكتروني وتطور ظهور العديد من المفاهيم والإشكاليات المصاحبة مثل حماية حقوق الملكية، والمؤسسات (www.wipo.com) والقوانين التي تقوم بحماية حقوق المؤلف والناشر والصعوبات التي تواجه هذه المؤسسات والقوانين للحفاظ على حقوق النشر والمؤلفين.

سادساً : أثر التطور في تكنولوجيا المعلومات على الخدمات المكتبية :

أدى التطور الكبير في نظم المعلومات إلى تأثر الأنظمة المكتبية بشكل كبير جداً، وظهور العديد من المفاهيم الجديدة مثل النشر الإلكتروني، وكذلك المكتبات الرقمية وقد أثر ظهور أنظمة المعلومات على جميع المستويات المكتبية سواء في الاستراتجيات الخاصة بالمكتبة ككل أو على أنظمة العمل كما أشار "دونالد كينج-D.King " بوجود دور هام سوف تقوم به نظم الاسترجاع وعمليات النشر الإلكتروني في الخدمات المكتبية وسوف نعرض فيما يلي لبعض التغيرات التي أحدثتها أنظمة المعلومات في البيئة المكتبية.

1- التغيرات في الإستراتيجيات الكلية للمكتبات :

حيث إن التوجهات الإستراتيجية للمكتبة وقد تغيرت بسبب تأثر الظهور المحيطة عليها، فلم تعد تقتصر الخدمة المكتبية على مجرد توفير الأوعية التي تحتوي على المعلومات، ولكن أيضا أصبح من المهم تطوير خدماتها لتشمل الخدمة المكتبية المتواكبة مع التغيرات الرقمية الهائلة والاطراد المتضاعف في المعلومات المتاحة والمتغيرة بشكل كبير.

2- التغيرات في سياسة تطوير المجموعات (التزويد):

حدث تغير جوهري في سياسية التزويد وتطوير المقتنيات الخاصة بالمكتبية ، حيث أصبح من السهل البحث في جميع القوائم التي تصدرها دور النشر. وكذلك تغير مفهوم "الاقتناء" واستبدل بمفهوم "الوصول" ، حيث أن المكتبات أصبحت لا تركز على مجرد اقتناء المجموعات الاقتناء المادي، ولكن تسعى إلى إتاحتها من خلال الاشتراك في قواعد البيانات أو النشرات العلمية، الخاصة بالجهات العلمية دون الحاجة إلى وجود تلك المجموعات وجوداً مادياً داخل المكتبية، مما أدي إلى سهولة الوصول إلى المعلومات، وكذلك تحديثها وانخفاض تكلفة المفاوضات الخاصة بالشراء. وكذلك فإنه يمكن إجراء المعاملات الخاصة بالشراء من خلال شبكة المعلومات وهو ما إلي سهولة الإجراءات الخاصة بالتزويد، وكذلك تغير مفهوم سياسة تطوير المجموعات في ظل البيئة الرقمية وأنظمة المعلومات.

3- التغيرات المتعلقة بطرق البحث:

لقد أصبح من السهل الوصول إلى المعلومات داخل المكتبية، حيث أتاحت أنظمة المعلومات أنظمة البحث داخل قواعد البيانات الخاصة بالمكتبة ، وكذلك سهولة الوصول إلى المعلومات وتحديد المصادر واستبدال أساليب التكشيف التقليدية بقواعد البيانات الإلكترونية مما أدى إلى سرعة الوصول إلى المعلومات وتضييق نتائج البحث بما يوفر وقت الباحث أو متخذ القرار وذلك باستخدام الأساليب المتقدمة للبحث .


4- التغيرات المتعلقة بالنواحي الفنية:

حيث أصبح من الممكن قيام المفهرسين والقائمين بالعمليات الفنية الاطلاع على قواعد البيانات الخاصة بالمكتبات والناشرين مثل "OCLC" و "RLIN" مما يؤدي إلى دقة عملية الفهرسة والتوثيق الخاصة بالمكتبة وكذلك توفير الوقت والجهد للعاملين، وهذا يؤدي بالضرورة إلى دقة البيانات المتاحة وتوحيدها مع باقي الفهارس وقواعد البيانات العالمية.

5- توفير الوثائق وتوصيلها:

وهو أحد التطورات الهائلة في خدمات المكتبات ومجال التبادل والإعارة ، فقد أصبح من السهل أن تقوم المكتبات بتبادل المجموعات الخاصة بها والمطبوعات الإلكترونية وإيصالها للمستفيدين في جميع أنحاء العالم. ومن أهم المؤسسات التي تقوم بذلك "The British Library Document supplies center" ويصلها خلال العام أكثر من مليون طلب للحصول على الوثائق، وتقوم هذه المؤسسة بتوفير الوثائق سواء في صورتها الرقمية أو بالبريد العادي .


سابعاً: ظهور المكتبات الرقمية (Digital Library):


توجد العديد من التعريفات الخاصة بالمكتبة الرقمية، مثل كونها مكتبة بلا جدران، وقوامها مجموعة من المصادر الإلكترونية والتسهيلات الفنية التي تعمل وتساعد على البحث والإنتاج و تخزين واسترجاع المعلومات، ولكن فلنأخذ أكثر التعريفات دقة وهو تعريف أعضاء اتحاد المكتبة الرقمية "The digital Library Federation" – والذي يقول أن المكتبات الرقمية عبارة عن مؤسسات تحتوي على عدد من المصادر الإلكترونية ومجموعة من العاملين الذين يقومون بمهام اختيار الأوعية وحفظها واسترجاعها وتنظيمها بما يكفل إتاحة الأعمال الرقمية لمجتمع معين من المستفيدين بما يراعي الأبعاد الاقتصادية ( ). وهناك العديد من الخصائص التي تتميز بها المكتبات الرقمية عن المكتبات الأخرى منها ( ) :

1- الإدارة غير المركزية لقواعد البيانات والمعلومات حيث يمكن البحث والاسترجاع من أي مكان في العالم وفي أي وقت.
2- الإتاحة المستمرة للمعلومات حيث لا يوجد وقت محدد للباحث أو المستفيد من المعلومات بل يمكن البحث في أي وقت.
ج*- القدرة على تخزين كم هائل من المعلومات دون الحاجة إلى وجود المساحات الشاسعة ولكن تعتمد على التقنيات المتقدمة في التخزين.
د*- القدرة على استخدام الخصائص المتقدمة للبحث داخل قواعد المعلومات والبيانات.


ولكن هل تحل المكتبات الرقمية محل المكتبات التقليدية ؟

من الصعب أن تحل المكتبات الرقمية على المدى القصير محل المكتبات المعتادة والتي تعتمد على النشر الورقي، حيث أن الوثائق الرقمية تصل بالكاد إلى 10% من أجمالي الوثائق الورقية. وترجع الصعوبات التي تواجه المكتبات الرقمية أو النشر الإلكتروني بشكل عام في الدول العربية إلى :
1- عدم تبني مفهوم إدارة المعرفة الرقمية و عدم وجود الوعي الكامل بالاتجاهات الرقمية الحديثة ومدى أهميتها .
2- انخفاض نسبة المعلومات المنشورة نشراً إلكترونياً بالمقارنة بالنشر الورقي .
3- وجود نقص في المعرفة الإلكترونية خاصة في العديد من الدول التي مازلت على أولى الخطى نحو العصر الرقمي.
4- ضعف التقنيات الخاصة بالنشر الإلكتروني .
5- وجود بعض الأوعية التي مازلت لا يمكن الاستغناء عنها مثل المصغرات الفيلمية.
ومن هنا يجب الدمج بين الأنظمة التقليدية للأنظمة المكتبية والتي تتعامل مع المطبوعات أو الإصدارات الورقية والأنظمة الخاصة بالمكتبات الرقمية ، حيث يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات في تعظيم الفوائد من الأنظمة المكتبية. وقد أثبتت بعض الدراسات أنه يتم تضاعف المعلومات كل سنتين تقريباً فلذلك فيجب أن يتم تنظيم المعلومات واستخدام أنظمة المعلومات لتحقيق أقصى استفادة.


أثر ظهور مفهوم المكتبات الرقمية على الاحتياجات الفنية لأخصائي المكتبات :

مما سلف ذكره نجد التغير الهائل الذي طرأ على الأنظمة المكتبية نتيجة التطور الهائل في أنظمة المعلومات ، مما أدي إلى ضرورة تطوير التدريبات التي يتلقاها أخصائي المكتبات في العديد من المجالات ، حيث أن إدارة المكتبات الرقمية لن تكون من السهولة بحيث تقتصر على نفس إمكانات ومهارات أخصائي المكتبات التقليدية بل إن الأمر يحتاج إلى المزيد من المهارات، وذلك أن الخدمة المكتبية لن تقتصر على التصفح المادي للأوعية والتصنيف والإرشاد الببليوجرافي، ولكن سوف يتطلب العديد من المهارات التقنية حيث أصبح عمل المكتبي الرقمي يعتمد على ( ):
1- إعداد مخطط فني للمكتبية الرقمية .
2- اختيار المجموعات الرقمية واقتنائها وحفظها وتنظيمها وإدارتها .
3- تصميم واجهة تطبيق ملائمة للمستخدم (Interface).
4- صياغة المعايير والسياسات التي تضبط العمل داخل الشبكة الرقمية.
5- دعم وحماية الملكية الفكرية في البيئة الرقمية للشبكة.
6- اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق أمن المعلومات.
7- صياغة المعايير والسياسات التي تضبط العمل داخل الشبكة الرقمية.
8- تصميم ونقل منتجات معلوماتية ذات قيمة مضافة.
9- وصف محتوى الأعمال الرقمية .

ومن هنا نري أن وظيفة الخاصة بالمكتبيين قد تطورت بتطور أنظمة المعلومات مما أدي إلى ضرورة تدريب العاملين في مجال المكتبات بما يتلاءم مع المتطلبات الجديدة للخدمة المكتبية المتطورة .


خاتمة البحث:

رأينا في هذا البحث أهمية وحجم الدور الذي تلعبه أنظمة المعلومات في تطوير مفهوم الخدمات المكتبية ابتداءً من الرسالة التي تقوم بها المكتبات من حيث الخدمات المعرفية، وانتهاءً بالمتطلبات الواجب توافرها في العاملين والقائمين بتقديم الخدمات المكتبية، وما يتخلل ذلك من المتطلبات الفنية والتقنية وضرورة تواكب الخدمة المكتبية مع التطور الهائل، سواء في حجم المعلومات أو في طريقة تداول المعلومات ، وكذلك أوضحنا التحديات التي تواجه المكتبات التقليدية وضرورة تبني هذه المكتبات للمفاهيم الحديثة بما يتوافق ويتماشى مع متطلبات أنظمة المعلومات الحديثة وضرورة التطوير والتحديث للكثير من المكتبات العربية التي مازالت تعتمد بشكل كبير على الخدمات المكتبية التقليدية بما يجعلها بعيدة عن عملية إنتاج وتنظيم وإيصال المعلومات بشكل فعال للمستفيدين ومتخذي القرار.

المراجع

1- د. بشار عباس ، نظم التوثيق .
2- د. عبد الستار الحلوجي ، لمحات من تاريخ الكتب و المكتبات، مجلة أحوال المعرفة، عدد شوال 1424 هـ، دار الثقافة، القاهرة .
3- عماد عيسى صالح، المكتبات الرقمية : الأسس النظرية والتطبيقات العلمية، الطبعة الأولى ، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 2006.
4- فهمي طلبة ، الإنترنت طريق المعلومات السريع ، القاهرة – مطابع المكتب الحديث 1996 .
5- هشام محمد عزمي، دراسة تحليلية لشبكة الإنترنت ، مجلة المكتبات والمعلومات العربية، العدد الرابع ،1997 .

المراجع الأجنبية

1- Borgman C.L. Why are online catalogs still hard to use? – Journal of the American Society for information science.vol.47, no.7(1996).

2- Lynch Clifford, Searching the Internet , Scientific American , March 1997 .

3- Zhou Qian, the electronic Library –Vol.23, No4 (2005) –P.2.<15-12-05>.
4- Zhou, Qian. The devolpment of digital Liberian in china: Op.cit,: PP.1-8. and LOC (library of Congress).
5- Some European developments in digital Librarians, paper Presented at the 11th international conference on new information technology-pp-.45-356 .
6- Library of congress (www.loc.gov)<!-- / message -->
المصدر: بحث مقدم إلى د/أحمد سليم كلية التجارة جامعة الإسكندرية
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 10201 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,892,204

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters