المدير المتميز الناجح ثروة ومورد بشري نادر في عالم يحتاج إليه لقيادة شركته أو مؤسسته التي تواجه منافسة قوية في سوق السلع والخدمات. وبإختصار شديد أعتقد أن المدير المتميز الناجح ينمي الروح التعاونية الديناميكية بين موظفيه الذين يرون فيه الشخصية القيادية التي تزرع الحماس والنشاط والروح العائلي في المنشأة. وما دمت بصدد وصف المدير المتميز الناجح فلا بد من إستعراض سريع لبعض الصفات التي يجب أن تتوافر فيه ليضيف قيمة كبيرة لنجاح منشأته لأنه سيطول الحديث عن المئات من الصفات والخصائص القيادية التي تميز المدير الناجح عن المدير التقليدي، وسأترك البعض الآخر من هذه الصفات لمقالات لاحقة إن شاء الله. وسيكون هذا المقال حول المسئولية والإنجاز والإستشارة والنصيحة.
ومن المؤكد أن المدير المتميز الناجح يبذل طاقاته المتعددة وجهده لمعرفة مسئوليتاته بوضوح في المنشأة لأنه يترتب على ذلك إتخاذ العديد من القرارات الإدارية الهامة. ولأن وقته وطاقاته محدودة فإنه يفوض السلطة لمن هو أدنى منه وظيفياً عندما تتوافر في الموظف المفوض أساسيات التفويض الناجح. والمدير المتميز الناجح يشجع الموظفين على صنع لقرارات الصحيحة من منطلق قوي عندما تتوافر لديهم المعلومات الدقيقة الكافية لإتخاذ القرارات الإدارية الفاعلة. ونرى بعض المديرين يحاولون تفادي إتخاذ القرارات لإنهم ليسوا على مستوى عال من تحمل المسئولية، لكن المديرين المتميزين الناجحين يتخذون القرارات ويتحملون نتائجها مهما كانت. والمدير المتميز الناجح يبحث عن المعلومات الكافية المتكاملة التي تساعده على إتخاذ القرارات، ويتحرى الأمور مع من هو أعلى منه، وربما يغامر عندما لا تتوافر هذه المعلومات عند من يعلوه في الهرم الوظيفي، وهذا بلا شك أعلى التحديات التي يواجهها. وتلتقي الحكمة والجرأة والشجاعة عند ضآلة المعلومات التي تساعد على صنع القرار، وعند تزايد التحديات والمخاطر، لذا يبرز المدير المتميز الناجح. ونقول بأن المدير المتميز الناجح شجاع لأنه يعلم بأن القرار الغير السليم تتبعه عواقب وخيمة قد تؤدي إلى فصله من العمل، لذا فإتخاذ القرار أصعب من تحمل تبعاته السلبية إذا كان خاطئاً. وعادة يواجه المدير النقد اللاذع من الموظفين الذين يتهربون من تحمل المسئولية عندما يكون قراره غير مناسب، لكنهم ينسونه عندما يكون صائباً، بل ينسبون النجاح لأنفسهم، ويلتصقون بالمدير المتميز الناجح في معظم الأحيان وكأنهم الأساس في تميزه ونجاحه. والمدير المتميز الناجح يدون أولوياته ومسئولياته ويشجع فريق العمل على المشاركة في صنع القرار، ويتقبل النقد والنصيحة من غير حرج أو كبرياء.
ونجد الكثير من المديرين التقليديين يتحدثون عن إنجازات شخصية مثل الحصول على الترقية الوظيفية، لكننا لا نرى ما أنجزوه لشركاتهم من أهداف قصيرة وإستراتيجية. وعادة يعتبر الإنجاز التنظيمي (الإنجاز للمنشأة) المعيار الحقيقي للمدير المتميز. فتحقيق النمو والربحية للشركة من الإنجازات التي تضاف للمدير المتميز الناجح. فالإنجازات الإدارية للمدير المتميز تعتبر النتائج النهائية المرغوب تحقيقها على مستوى المنشأة، لذا لا يتجاهل التشجيع على مشاركات الموظفين في تحقيق هذه الإنجازات. ويدرك المدير المتميز الناجح بأنه لا قيمة له في المنشأة إذا لم يكن منجزاً لأهدافها. ويضيف المدير المتميز الناجح الكثير من الإنجازات اليومية التي تزخر بها سيرته الذاتية، وبعكسه المدير التقليدي الذي لا يجد الجديد من الإنجازات لأضافتها لسيرته الذاتية. وفي أغلب الأحيان يقوم المدير المتميز الناجح بالتخطيط المسبق لما يحاول إنجازه من أعمال لما لذلك من تسهيل لقياس إنجازاته وتدوينها واحداً تلو الآخر بشكل منظم غير منقطع بسبب الصعوبات. والتجربة العملية تشير إلى أن المدير المتميز الناجح يفوق المدير الغير المتميز العادي بما يحققه من إنجازات تهم منشأته.
يرى بعض المدراء أن تقديم النصيحة سواء لهم أو لغيرهم أمراً صعباً، حيث يجدون صعوبة في تقديم المشورة لمن يعلوهم في الهرم الوظيفي، ناهيك عن صعوبة قبولهم لها من الموظفين الذين دونهم في السلم الوظيفي، لكن المدير المتميز الناجح يرى غير ذلك، فهو يقبل نصيحة من يعلوه ويدنوه وظيفياً، بل يقدمها لمن هو أعلى منه وظيفياً لأن يعتقد أن الجميع يشاركون في نجاح المنشأة. وليس بالضروري العمل بكل نصيحة، لكن من الضروري الإصغاء للموظفين الجادين في النصح.
نشرت فى 30 سبتمبر 2014
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,800,105