مقومات التحكم بالذات.

1- التعلـم:

إن أهم مصادر قوة التحكم في الذات، التعلم فلا يمكن أن تتحكم في ذاتك دون أن تتعلم وتعرف كيف تتحكم فيها. قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).

التعلم الحقيقي هو التعلم الذي يكتشف الشخص من خلاله كيف يكون إنسان، هو التعلم الذي يعمل على تنمية الطاقات على الإبداع.

كذلك العلم الذي هو نور للإنسان في مسيرته في هذه الحياة فالجاهل وعدم الواعي تجده يتخبط كالأعمى لا يدري إلى أين (ولكنكم غثاء كغثاء السيل).

فالعلم خير من المال، فالعلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم حاكم والمال محكوم عليه. الرسول صلى عليه وسلم شجع المتعلمين وطمأنهم على نتيجة جهدهم (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة).

 

2- الصبر والثبات:

الصبر وحده هو الذي يشع لنا النور في حياتنا. لا يمكن أن تحقق نجاحاً هائلاً في يوم وليلة، النجاح يحتاج إلى صبر وتخطيط، إن إستعجال النتئاج هو إستعجال للإستسلام.

الصبر ضياء فإذا إستحكمت الأزمات وتعقدت حبالها، وترادفت الضوائق وطال ليلها، فالصبر وحده الذي يشع بالنور العاصم من ذلك التخبط.

 

3- تعرف على قدراتك:

كل واحد فينا لديه قدرات, لديه مزايا, ليس معقول أن يكون إنسان كله عيوب, أكيد لديه مميزات وقدرات, ونقاط قوة, ما هى؟ وأرجو أن تكون الإجابة واضحة, هذه الإجابة بينكم وبين أنفسكم, وأرجو ألا يكون هناك مجال للتواضع.

ليس المطلوب تزكية النفس أمام الناس, هذه الإجابة للإنسان بينه وبين نفسه, جاوب على هذا السؤال واعرف جيدا نقاط القوة لديك, الإنسان الذى لا يستطيع أن يعرف نقاط قوته, لن يستطيع أن يبنى الانجازات.

أكتب على الأقل ثلاث نقاط قوة, الذى يستطيع أن يجيب إجابة فورية خير وبركة, لكن الذى لا يستطيع, لا بد أن يذهب, ويجلس, يتأمل ويفكر بعمق "من أنا؟ ما هى نقاط قوتى؟".

 

4- المثابرة والإصرار:

قد تأخذ النتائج وقتا طويلا في الظهور، لا تفقد الأمل، إستمر في طريق تحقيق هدفك وأصر على تحقيق هذا الهدف. المثابرة والإصرار تذكرنا بذلك العضو الدؤوب (القلب)، ينقبض وينبسط منذ ولادتنا، يضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسد، تستطيع الشعور به يعمل عندما تضع يدك على قلبك، لكن عندما لاتسمع هذه الدقات يكون هذا الجزء المثابر قد توقف عن العمل، إذا توقف القلب معناه الموت, موت أفكارك وقطع نجاحك يكون بالتوقف عن العمل.

 

5- إجعل حياتك متعة:

الحياة نعمة، حاول أن تستمتع لوجود هذه النعمة لديك. والإرهاق الذي نعاني منه غالبا ما يكون مصدره الذهن، فالإرهاق الناتج عن مصدر جسدي بحت هو أمر نادر، لذا نلاحظ أن الشخص المحب لعمله والذي يستمتع فيه، يستطيع العمل لوقت طويل دون أن يشعر بالتعب.

عندما نشكو من الإرهاق والشعور بالتعب، نقول أننا لم نمارس هواياتنا منذ فترة طويلة، عليك أن تعود إلى نفسك وإستمتع بوقتك.

O يقول أحد الحكماء: (على الذين يجيدون الهرولة في هذه الحياة أن يبطئوا قليلا عسى أن تستطيع بعض الأشياء الجميلة اللحاق بهم).

 

6- جـدد حياتك بإستمرار:

- النفس تتعب عندما تكسل.

- النفس تمرض عندما تتوقف.

- النفس تصدأ عندما لا تتجدد.

- النفس تمل عندما لا تبدع.

- النفس تموت عندما تفقد أكسجين الحياة.

- ما دمت أيها الإنسان قادرا على إستنشاق الهواء النقي معنى أنه ما زالت هناك حياة, هذه فرصتك لتصنع حياة جديدة مع كل نفس جديد.

 

ولكي تكون قادراً على التحكم بذاتك فأنت بحاجة إلى تحمل مسؤولية نفسك وأن تسعى لتحقيق أمورك، وحتى تحصل ذلك عليك بما يلي:

 

(1) تأكـيد ذاتك:

هناك أمران في غاية الصعوبة, لأنهما ينضمان فرض الإدارة على الآخرين وهما:

أ) حصولك على مبتغاك:

إن حصولك على كل ما ترجوه أمر حسن، بيد أن ذلك لا يحدث بشكل دائم لأنك عادة تخاف الرفض، ولكي تشعر بالإستقرار النفسي عليك بوضع إحتمال الرفض قريباً، وتتقبل هذه الحقيقة دون إنزعاج، ومن السبل التي تساعدك على حصولك ما ترجوه هو أسلوبك الحسن.

 

ب) ممارسة حق الرفض:

قد تكون أنت ممن يتحرج أن يقول (لا) للآخرين وترى أنها مشكلة كبيرة، ولعلك تسأل نفسك لماذا أنا دائماً الذي أتلقى طلبات الآخرين، وأقوم بتنفيذها ؟ يبدو أن السبب هو أنك لطيف ورقيق وتراعي مشاعر الآخرين، بل بالفعل هذا ما يراه الآخرون فيك، لذلك فأنت الذي تضمن لهم الخروج من الصعوبات في أمور لم يبذلوا فيها أي مجهود.

لا شك أنك تحسن إنجاز الأمور فهذا جعلك محل ثقة للآخرين، ولكن كل ذلك على حساب حياتك الخاصة أو ربما أن الآخرين تسيطر عليهم الأنانية، لذلك تفحص طلب الآخرين منك، وإن كان سيستنفذ وقتك الثمين، وحاول إبراز المعلومات التي يمكن الحصول عليها، واترك الآخرين يكملوا بقية المهمة لكي يعتادوا على أداء المهام.

نحن نتحرج من قول (لا) للآخرين؛ لأننا نعتقد أن ذلك سيفقدنا شعبيتنا أو أن ينشئ الأحقاد علينا، أو أن نتعرض لأي ضغوط علينا. نعم قل (لا) بطريقة حازمة لا عدائية، اجعل كلمة (لا) طريقة بناءةً عبر إسداء النصائح والتوجيهات للآخرين وجعلهم يثقون بأنفسهم وقدراتهم لأداء المهام المختلفة، إعلم بأنك في هذه الطريقة تزيد من ثقة الآخرين بأنفسهم، إضافة إلى أنك قد قدرت وقتك الثمين، والناس تقدر كل من يقدر نفسه.

 

2) أن تكون مثابراً:

إن إتخاذ القرار في الوقت المناسب يدل على أن درجة الحزم عالية، إن النجاح لا يعتمد على الذكاء بشكل كبير، ولكن الإصدار والمثابرة هي أحد مقومات النجاح الأساسية، فالصعود للقمة ليس صعباً، ولكن الإستمرار في القمة هو الصعب والتحدي الأكبر.

طبعاً عليك أن تدرك ما تفعله وتكون مقتنعاً به، نعم قد تجد بعض الإنتقادات من الآخرين في تحديد الجوانب السلبية فقط، فهم يضعون العراقيل والعقبات لتحقيق مهمتك، لذا لا تستسلم أبداًَ وامضِ في طريقك ولا تصغِ للمثبطين والخاملين, فالنجاح القوي هو الذي يأتي بعد عناء ومشقة.

 

3) التكيف مع الضـغط:

لا شك أن حالتي الخوف والغضب تشكلان جزءاً من الإنسان، وجميع أجهزة الجسم وأجزائه تتكيف معها، فعند مواجهة المخاطر إما أنك تخاف وتقرر الهرب أو تغضب وتقرر المواجهة.

وهذا الأمر يولد ما يعرف بالضغط الذي هو عبارة عن طاقة مكبوتة، ونجد أن وضع الجسم والفكر يعملان معاً بإشراكهما في نشاطات مختلفة, مـثل: (الخوف والغضب)، فإما يزيدا من الضغط أو يقللا من الضغط، وهناك ثلاث رسائل للفكر تساعد على تقليل الضغط، وهي:

- الإنهماك في أي نشاط فيزيائي يعيد للجسم حالته المتوازنة ويحقق التوتر.

- التحدث والإجتماعات والإتصالات والضحك والمرح عند الحديث مع الناس يحرر هذه الطاقة.

- التخطيط ووضع اللوائح والأنظمة، كلما زدت في تضييق هذه الوسائل سوف تعطي نتائج أفضل.

 

وهنك ثلاث وسائل للجسم تساعد على تقليل الضغط وهي:

- المشي السريع.

- ممارسة الرياضة كالسباحة فهي نوع من النشاط المريح.

- تمارين رياضية تعطي جسماً متناسقاً وأكثر لياقة.

 

مارس النشاط وإن قل، المهم أن يكون ضمن برنامجك اليومي بحيث يصبح هذا النشاط جزءاً من حياتك اليومية، عند ذلك سوف تشعر بالإضطراب عند عدم القيام به.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 876 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2014 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,788,594

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters