التغيير يعتبر من الضرورات الملحة في العصر الحالي، خاصة ان نظام العولمة يفرض التغيير لأن هنالك تحديات، تفرضها المرحلة التي نعيشها اليوم، واصبحت قطاعات الاعمال تواجه جملة من التحديات المتجددة في ظل تيارات العولمة التجارية والصناعية والخدمية، وفتح الحدود، والتحول الى اقتصاديات السوق في اطار نظم جديدة مما ادخل مشاكل عديدة في المجال الاداري تتطلب حلولاً متكاملة، ورسم سياسات واستراتيجيات مناسبة.
وخلال هذه المرحلة كثر الحديث عن نظام الجودة وتنمية الموارد البشرية التي تحقق التنمية المستدامة، والسودان يمر بمرحلة تاريخية مهمة خاصة في المجال الاقتصادي حيث دخول الاستثمارات وازالة الحواجز التجارية والقيود الجمركية، وزيادة حرية تبادل السلع وفتح الاسواق للمنافسة والدخول في تكتلات اقليمية.
وخلال الايام الماضية اطلق احد المهتمين بنظم الجودة عبارة تقول ان اكبر مشكلة تواجه التنمية في السودان ضعف الموارد البشرية، وتستشف من خلال هذه العبارة الدور الكبير للموارد البشرية في قيادة التغيير، والموارد البشرية محاطة بعدة تحديات داخلية وعالمية ابرزها نظام العولمة والذي يفرض على العالم التغيير.
ويلح مدير المركز الدولي للجودة عاطف عبد الرحمن على ضرورة التدريب والذي اعتبره احد الحلول الرئيسية لتحسين الاداء والابداع وتوفير البيئة الملائمة بجانب امتلاك منهجية لادارة التغيير ووجود اسس واطر وسياسات مصاحبة.
ويؤكد ان ادارة الجودة تعني تقليل التكلفة وتوفير الجهد والوقت وتجويد الاداء، والتطلع الى الافضل في كل شيء.
وتعتبر الموارد البشرية العمود الفقري لاحداث التغيير نحو التنمية وهو أهم عامل للتنمية، كما يعتبر الاستثمار في الموارد البشرية من اهم الاستثمارات لمقابلة التحديات، لأن العملية التنموية ترتكز على الموارد البشرية، فلابد من التعرف على مفاهيم دور الموارد البشرية في ادارة التغيير، ومعرفة اهم التحديات التي تواجه التغيير، وآليات وأدوات ومعايير التغيير.
ولقد تم عقد العديد من المؤتمرات والسمنارات التي تهتم بتنمية الموارد البشرية ورفع الكفاءة لكن الردود على ارض الواقع لا زال ضعيفاً خاصة في القطاع العام، وقد تظهر على اداء القطاع الخاص باعتبارات عديدة والتي تتمثل في الادارة اللصيقة والمتابعة الدقيقة والعمل بنظام الحوافز وغيرها من الاساليب الاخرى.
ويؤكد الخبير والمستشار الاداري احمد التني ان برامج الجودة تركز على ترقية الاداء وتحسين بيئة الاداء والاهتمام بالموارد البشرية، واشار الى عدة توصيات خرجت من خلال الملتقى الاول لتنمية الموارد البشرية والذي عقد في فبراير من العام الماضي، حيث اوصى بضرورة افراد مساحة للموارد البشرية في استراتيجيات الدولة للتدريب، ومعالجة ضعف الثقافة التدريبية لدى الادارات العليا بالمؤسسات، ومعالجة ضعف الموارد المالية المخصصة لتنمية الموارد البشرية، بجانب ضرورة وجود معايير واضحة للتقويم مع الالتزام بالشفافية في وضع السياسات وتطبيقها، وضرورة مواكبة التقنيات الحديثة في اساليب التدريب.
ويشير التني الى ان الجودة تمكن من الحصول على افضل النتائج دون مضاعفة الجهد، كما يجب توجيه الموارد وتدريبها والاهتمام بالبحث ورفع القدرات، وتوجيه الخطابات ايضاً نحو القيادات.
وحتى تكتمل حلقات التنمية البشرية فلابد من الاهتمام بترقية الاداء في المؤسسات وادخال المفاهيم الحديثة مثل مفهوم «الحوكمة» مدخل حديث للتنمية، وكأسلوب لترقية الاداء، وادخال نماذج لذلك، وتبني أساليب الاداء المؤسسي.
كذلك من الحلقات المهمة البيئة والتنمية الاجتماعية وهي مجموعة العوامل الداخلية والخارجية المحيطة، والتي تؤثر ايجاباً أو سلباً على الاداء، كما ان للعوامل البيئية تأثيرات على الموارد البشرية.
وخلاصة القول ان الاهتمام بالموارد البشرية يعتبر الاساس للتنمية المستدامة، فلابد من توفير معينات تطوير الموارد ، توفير التحويل والخبراء والمتابعة للتطبيق على ارض الواقع والاهتمام بالقطاعات وبث ثقافة الجودة في المجتمع.
نشرت فى 12 يونيو 2011
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,755,177