تأتي كلمة ERP اختصارا لـ Enterprise Resource Planning  أو تخطيط موارد الشركات , ويمكن أن تتخيلها كأتمتة لأعمال الشركات مهما كان نشاطها (صناعية , مبيعات , جمعيات خيرية , مستشفيات … الخ) .

إن أهم مايميز برامج تخطيط موارد الشركات عن الأنظمة المعتادة، أنها تعمل كنظام موحد متكامل (Integrated system)، وتتصل فيما بينها كوحدة متكاملة في جميع أقسام وإدارات المؤسسة أو المنشأة. أما الأنظمة الآلية السابقة فإنها لا تعمل كنظام موحد، فلكل إدارة نظامها المستقل عن الإدارة المجاورة لها، ويبدأ وينتهي عمل النظام في نفس الإدارة، فلا يستطيع الاتصال والتواصل والتكامل مع باقي أقسام وإدارات الشركة.

فتخيل مثلاً أن موظف يعمل كمندوب مبيعات في شركة ما, عليه سلُفة (مديونية) نقدية ويجب أن يُخصم من راتبه 1000 ريال شهريا لمدة سنة , ولديه مبلغ عمولة يُضاف الى راتبه شهرياً بناء على حجم مبيعاته, و عليه عقوبات تأخير خلال الشهر يجب أن يُخصم من إجمالي الراتب.

سيقوم الشخص الذي سيصرف راتبه باحتساب ساعات تأخره خلال 30 يوما بالتنسيق مع شؤون الموظفين وبمراجعة سجل دفعات المالية للموظف لمعرفة كم هو مبلغ السلفة المتبقية عليه  إن وجدت ليخصمها من راتبه , وعليه التنسيق مع إدارة المبيعات لمعرفة حجم مبيعاته لاحتساب العمولة … وهكذا لكل موظف.

هذا أبسط مثال يمكن أن يحدث داخل كل منشأة وأنت قس على ذلك من حجم الأعمال الأخرى ….

يمكن لأنظمة الـERP  أن تقوم بما سبق بشكل آلي  ومنضبط وبدقة متناهية  .

هذه الأعمال تستنزف الكثير من الأوقات والأخطاء الكبيرة التي لا يمكن ضبطها إلا باستخدام برامج تخطيط موارد الشركات ERP .

ولكن تكمن صعوبة تنفيذ هذه المشاريع، أنها تحتاج إلى مزيج من الخبرات التقنية والإدارية ، ومن الخطأ أن يُنظر لها من منظور تقني بحت، أو منظور إداري بحت. ويجب دمج هذه الخبرات فيما بينها للخروج بمنتج إداري تقني يخدم أهداف العمل، ويساهم في سرعة إنجاز المعاملات في المؤسسة أو المنشأة. وهنا تكمن أهمية وجود الموظف الذي يعرف إجراءات العمل الدقيقة داخل القسم أو الإدارة التي يعمل بها ويتمتع بالحس التقني ليكون عنصراً مهماً في إعادة هندسة العمليات الإدارية (Business Process Reengineering  (BPR ، وفي كتابة الوثيقة (Request for Proposal  (RFP  التي تتضمن خطوات وإجراءات العمل الدقيقة وتحويلها من الإجراء اليدوي إلى الإجراء الآلي.

عوائق تطبيق نظام ERP

أظهرت نتائج إستطلاع للرأي حول العوائق التي تواجهها المنشآت في تطبيق نظام ERP والذي أجري على 230 شركة ما يلي :
36% من الشركات التي شملها المسح في طور تطبيق نظام ERP
51% من الشركات أخفقت في تطبيق نظام ERP
46% من الشركات لم تطبيق النظام بالشكل الصحيح
50% من الشركات ليست راضية عن نتائج تطبيق نظام ERP

وفي احصائيات أخرى :

أكثر من 61% من مشاريع التطبيق مصيرها الفشل

50% من مشاريع تطبيق الـ ERP  تتوقف أثناء خلال مرحلة التطبيق

75% حُكم عليها من قِبل الموظفين العاملين عليها بأنها ضعيفة .

أهم أسباب فشل تطبيق نظام ERP

عدم معرفة المتطلبات
عدم وجود الاستشاريين الخارجيين
مقاومة التغيير من قبل الموظفين والإدارات (راجع موضوعي حول إدارة التغيير )
التدريب غير الكافي (للمستخدمين الرئيسيين والمستخدمين النهائيين لا يحصلون على التدريب المناسب)
ثقافة المنشأة و عدم دعم الادارة العليا
التوقعات الغير واقعية من البرنامج
كثرة التعديلات على النظام والاعتماد على الـ Customaization
عدم المرونة في الجدول الزمني ( سوء حساب الوقت والجهد)
سوء البنية التحتية التقنية
سوء اختيار نظام ERP (اختيار المنتج الخاطئ، عدم ملائمة تطبيق البرامج مع إجراءات العمل)
سوء الاتصال والتواصل
إرتفاع تكلفة الاستشاريين الباهظة
تخفيض التكاليف الغير مجدي .

 

 

 

عوامل نجاح ERP

إعداد وثيقة المتطلبات  بشكل جيد بعد فهم طبيعة العمل بأدق تفاصيله

فرز المشاكل التي تطمح الشركة بالتخلص منها من جراء تركيب نظام ERP

الرؤية المستقبلية البعيدة للشركة واخذها بعين الاعتبار لدى اختيار البرنامج المناسب.
اختيار البرنامج المناسب
توفير الدعم القوي من قيادة المنشأة لمدير المشروع أو المُطبق (Implementer )
التنسيق بين أطراف المشروع (الاستشاريين وفرق العمل)
توفير فِرق عمل مؤهلة للعمل مع الشركة الاستشارية
مشاركة فرق العمل في مراجعة المخرجات و تقديم الملاحظات
مشاركة فرق العمل من خلال الالتزام والحضور الدائم في مختلف مراحل المشروع.
تدريب المستخدمين على الانظمة وإجراءات العمل الجديدة
ادارة عملية التغيير ومتابعة الموظفين .

بعض أسماء برامج ERP :
Microsoft Dynamics GP (Great Plains)
Microsoft Dynamics Axapta
Microsoft Dynamics Navision
Microsoft Dynamics Solomon
SAP
Oracle

أهم الأمور التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار أثناء دخول الشركة المطبقة (Implementer) لهذه المشاريع.

بحكم خبرتي في مجال تطبيق العديد من مشاريع الـ ERP –بالتحديد- في برنامَجي Microsoft Dynamics GP & AX سأسرد 10 نقاط رئيسية حول إدارة هذه الأنواع من المشاريع وكيفية الحصول على أقصى مردود من هذه الأنظمة, و كيفية تقليل المخاطر التي تتعرض لها الكثير من المشاريع التي تنتهي الى الفشل الكلي أو الجزئي !

العديد مما ما سأسرده ينطبق على مدير المشروع المُعين من طرف العميل المشتري لنظام الـ ERP, بغض النظر عن اسم البرنامج سواءً مايكروسوفت, أوراكل, ساب وغيرها….

كمدير لمشروع تطبيق نظام ERP  هنالك نصائح لا تتهاون بتنفيذها :

  1. حدد الهدف والغرض الذي تود لأجله تطبيق برنامج ERP
    وقفت على حالات لشركات تعاني من ارتفاع تكاليف النظام و بعد البحث وجدت أنها لم تكن بحاجة الى نظام ERP أصلاً !
    وكان من الممكن تلبية احتياجاتها بشئ من ترتيب العمليات الداخلية وبرنامج حاسب بسيط!, لكن الدافع كان نوعاً من التقليد لبعض الشركات المنافسة التي لا يُقارن حجمها بحجم تلك الشركة ! 
    يجب على الإدارة العليا التي قررت تطبيق برنامج ERP أن تضع هدفاً حقيقا يلبي متطلباتها وعليك أن تفهم هذه المتطلبات تماماً وتضع تنفيذها كهدف رئيسي تجعلها مرجعا لقياس مستوى نجاحك.
    سيكون من الاحترافية حقاً تحديد المعايير الرئيسية لنجاح التطبيق وتحقيق العائد على الاستثمار ROI 
    ( Return On Investment ) قبل تطبيق النظام لتقيس مدى استفادتك من النظام بشكل دقيق.

 

  1. حدد متطلباتك
    بناءً على الخطوة السابقة وبعد عقد اجتماعات مع مدير كل قسم في الشركة لكتابة المتطلبات التفصيلية لجميع الأقسام  وحاول فهم طريقة عمل كل قسم و تعرف على مشاكله واحتياجاته, اجتمع مع المدير العام وجميع العاملين لربط الاحتياجات و تفنيد المشاكل.
    اكتب وثيقة المتطلبات (RFP) أو  Request For Proposal, اجمع فيها جميع متطلباتك لتقدمها لموردي الأنظمة ليحددوا لك عروضهم و البرنامج المناسب .
    حرصك على توثيق متطلباتك هو ضمان لنقل الصورة الواضحة للجهة المطبقة .

 

  1. أعطِ أولوية للعمليات
    للأسف العديد من الشركات في منطقتنا لا تنتهج إجراءات قياسية (Standard Procedure ) في عملياتها الداخلية ولا تُحكّم سياساتها على تلك الإجراءات, بل يبقى الموضوع كُلاً بحالته !
    رسم العمليات من البداية وتوثيقها كتابياً يساعدك على الاختيار الصحيح لنظام الـ ERP الأمثل لشركتك والموافي لمتطلباتها.الاحتياجات الواضحة لا يمكن أن تتضح حتى تُعرّف العمليات (Business Processes) بشكل جيد, وتلك العمليات لا يمكن تعريفها حتى تقوم برسم توجه مفهوم لإستراتيجيتها المستقبلية .
  1. تَمهل قبل البدء في شراء أو تطبيق النظام
    اعمل على قاعدة 20  -  80 , وهي أن تقضي 80% من وقتك في التخطيط و20% للتنفيذ.
    أغلب الشركات المروجة لبرامجها يهمها إتمام الصفقة والسلام…. لذا تأكد من فهمهم لمتطلبات عملك قبل البدء في المشروع, هذه الخطوة ستجعل حلك للمشاكل المستقبلية أكثر سهولة.

 

  1. احصل على دعم الإدارة العليا
    أغلب المشاريع التي لا تُدعم من إدارتها التنفيذية مصيرها الفشل!, لذا احرص على أن تكون الإدارة العليا على علم في تطورات المشروع, وتدعمك في المحافظة على التزام العاملين في الشركة ولتكون جاهزة للتدخل في أي عقبة تواجهك.

 

  1. أحسن معالجة عملية التغيير
    تركيب نظام الـ ERP  يُعد تحولا كبيراً على الشركة,وبما أن الإنسان عدو ما يجهل, فستجد معارضة من أغلب العاملين في الشركة, فأنت تأتي وتنسف ما اعتاد عليه الناس على مدى سنين وتغيير أسلوب عملهم, بل قد تغيير مفاهيمهم وتلزمهم بما لا يزيدهم إلا تعقيداً و “شغل زائد” (على حد تعبيرهم ), لذا احرص على معالجة هذه الناحية ولا تقتصد أبداً بعملية التدريب وأعد التدريب لو اضطررت الى ذلك مراراً

 

  1. قَسِّم المشروع الى مراحل Phases
    اتنهج بتطبيق البرنامج على نشاطات الشركة بشكل مرحلي,فمثلاً إبدأ في المالية والقطاع التجاري وبعد ذلك امنح نفسك فترة – شهر مثلاً – تجرب فيها مُخرجات النظام وتتأكد من مهارة العاملين عليه وبعد ذلك ابدأ بتطبيق النظام في قسم الصيانة والتصنيع وهكذا ….

 

  1. جرّب النظام قبل تفعيله رسمياً
    احرص على إنشاء بيئة تجريبية تحاكي البيانات الحقيقة لمعلومات الشركة, ذلك ليشعر المستخدمين بأريحية في التعامل مع النظام ويجربوا عليه السيناريوهات التي يمارسونها يومياً, وتكتشف الأخطاء قبل الانتقال الى مرحلة التشغيل الفعلي (Go Live ) .

 

  1. تفحص النظام قبل إقفال المشروع
    تأكد من انسيابية مدخلات النظام ومدى أريحية التعامل معها, وتأكد من جودة مخرجاته من تقارير ومطبوعات, وسرعة أداء واقضي في ذلك أياماً طويلة أَشرك فيها المستخدمين واحصل على موافقتهم قبل إقفال المشروع.

 

  1. وأخيراً … لا تبدأ قبل أن تَجهَزْ
    الجاهزية هنا أعني بها جاهزية شركتك لتطبيق نظام الـ ERP ….
    فلا يمكنك البدء وقرارات الإدارات متذبذبة, أو الرؤيا غير واضحة, والاستراتيجيات متعثرة, و الأهداف غير مرسومة, و الخطط العامة والفرعية غير موضوعة, و أصناف المستودعات غير منظمة, و قائمة العملاء والموردين مشتتة ومُكررة, والأصول الثابتة:سائبة, وموظفيك لا يعلمون مهامهم الرئيسية وبالكاد يعلمون كيفية تشغيل الكمبيوتر!
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 119/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 4697 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,887,010

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters