1- الجزء الأول: العنوان

الأساس في العنوان هو أنه الواجهة لأي عمل إعلامي، وعنصر الجذب الحقيقي نحو المادة المنشورة، والعامل الأساسي وراء إقبال القارئ على متابعة قراءة خبر ما، أو تراجعه، ليس فقط عن قراءة الخبر وتحوله إلى خبر آخر، بل التحول عن قراءة الجريدة كلها، سواء كانت مطبوعة أو إليكترونية، إلى أخرى عناوينها أكثر جاذبية وتشويقا. العنوان الجذاب هو مفتاح نجاح أي عمل إعلامي، لذلك يجب الاهتمام بالعنوان وبذل أكبر جهد ممكن للوصول به إلى المستوى الذي يشد القارئ وبالتالي فإنه يجب أن يكون دائما أحد الهموم الأساسية لمسؤولي الجريدة ومحرريها.

وتنبع أهمية العنوان أيضا من حقيقة أن القارئ العربي، بشكل عام، أصبح يفتقد، بسبب مشاغله وسرعة وتيرة الحياة اليومية، الصبر المطلوب لقضاء وقت أطول في القراءة المتأنية، ولذلك فهو يعتمد، اعتمادا شبه أساسي، على العنوان المنشور أمامه لتقرير ما إذا كانت المادة تستحق القراءة أم لا. وانطلاقا من هذه الحقيقة، فإن شريحة كبيرة من القراء تكتفي بقراءة العناوين، إلا إذا كان العنوان جذابا ومصاغا بشكل جيد، يوحي بأهمية ما تتضمنه المادة المنشورة من تفاصيل.

من هنا كان لا بد من الاهتمام الشديد بصياغة العنوان، بحيث يقدم المعلومة بأسلوب شيق يتسم بالرشاقة، والجاذبية، لكن دون إسفاف، أو تضخيم لشئ غير موجود أصلا في المادة المنشورة.

 

ولذلك يجب مراعاة القواعد الأساسية التالية في صياغة العناوين:

1- تفترض المدرسة الغربية الحديثة الاختصار الشديد في العنوان بحيث لا يتعدى بضع كلمات، لكن مزاج القارئ العربي، خصوصا قارئ الجريدة الإلكترونية، مختلف فهو يحتاج إلى تفاصيل أكثر في العنوان لأن شريحة كبرى من القراء العرب يعتمدون، كما ذكر سابقا، على العنوان كمصدر وحيد للاطلاع على المادة المنشورة. لذلك يفضل الالتزام بالوسطية في العنوان بحيث لا يكون طويلا وفي الوقت نفسه يجب أن يكون وافيا ويعكس الرسالة المطلوب نقلها للقارئ.

 

2- المعلومة التي يتضمنها العنوان يجب أن تكون موجودة في مقدمة الخبر وليس في وسطه أو نهايته، وإن كان يمكن تكرار ما يرد في العنوان في وسط الخبر أو نهايته إذا توفرت تفاصيل أكثر يصعب إيرادها في المقدمة.

 

3- الكلمات الواردة في العنوان يجب أن تختار بعناية شديدة بحيث من الضروري أن تتسم هذه الكلمات، وهي تلخص ما هو وارد في الخبر، بالجاذبية والرشاقة وألا تكون منفرة. فالمفروض الابتعاد عن استعمال الأفعال الضعيفة أو صعبة القراءة أو اللفظ. والأفضل في هذه الحالة اللجوء إلى صيغ أخرى أو جملة بدون فعل.

 

4- يجب ألا يتضمن العنوان أي كلمات مكررة فلا يقال مثلا الرئيس الألماني يؤكد أن القوات الألمانية...كما يجب عدم استخدام الألقاب في العناوين إلا في حالة الملك والأمير وفي ما عدا ذلك ينشر الاسم فقط إذا كان معروفا، أو الوظيفة إذا لم يكن. فلا يقال مثلا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى..كل ذلك يمكن اختصاره في كلمة أو كلمتين: موسى أو عمرو موسى. والوضع نفسه بالنسبة للرؤساء فلا يقال رئيس الولايات المتحدة جورج بوش يكفي بوش فقط. أما إذا كان الاسم غير معروف مثل نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف، في هذه الحالة يمكن إما استخدام وظيفته فقط أو اعتبار أي تصريح يصدر منه تصريحا رسميا وفي هذه الحالة يمكن استخدام الخارجية الروسية تعلن أو موسكو تعلن.

 

5- من الضروري عدم قطع سياق الجملة أو الجمل الواردة في العنوان، وضرورة الحفاظ على سياق الكلمات وارتباطها بعضها ببعض وذلك عند الرجوع إلى أول السطر إذا كان العنوان من سطرين أو أكثر. فالعنوان التالي مثلاً الذي ورد في "إيلاف" لم يراع هذه الديناميكيّة:
سوق الأسهم السعودية يتراجع 7نقاط بعد صعوده القياسي أمسولا يجب أن ينتهي السطر الأول بحرف جر على الإطلاق. إضافة إلى ذلك فإنه كل ما تضمن العنوان فعلا كان ذلك أفضل، إذ أن استخدام المصدر يضعف العنوان، كما يجب الحرص على أن يتضمن السطر الأول التالي للعنوان التمهيدي (الكيكر) فعلا بعكس العنوان التالي، الذي نشر فيه الفعل في السطر الثاني بهدف الحفاظ على تساوي السطرين الأمر الذي كان يتطلب ضرورة إعادة صياغة العنوان من أساسه:
المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان يعتزم ربط علاقات مع الأمم المتحدة

 

6-في كثير من الحالات يفرض العنوان، ولاسيما عدد كلماته، تجاوز الأصول القواعدية. ولكن بصفة عامة من الخطأ فصل المضاف عن المضاف إليه مثل أن يقال "حكومة وشعب السودان"، فالصحيح هو "حكومة السودان وشعبها ".

 

7- يجب الابتعاد تماما عن استعمال الصفات وافعال التفضيل، فالقارئ يتجه مباشرة إلى الفعل أو المصدر في العنوان لأنهما هما اللذان يحملان معنى العنوان، كما يجب تحاشي استخدام التساؤل قدر الإمكان، وأيضا يجب عدم استخدام علامات الاستفهام أو التعجب أو الفواصل أو النقاط في العنوان لأن أيا منها يشعر القارئ بأنها استخدمت لتغطية عجز المحرر الذي صاغ العنوان عن التعبير عما يريد أن يقول. ويجب أيضا تجنب استخدام الأسماء الموصولة مثل "الذي" و"التي".

 

8- يجب الابتعاد عن استعمال الفعل المجهول إذا كان بالإمكان استعمال الفعل المعلوم، كما يجب تجنب المبني للمجهول في العنوان التمهيدي (الكيكر) إلا إذا كان السطر التالي له يبدأ بالمعلوم المبني عليه مثل النموذج التالي الذي يتضمن خطأين مركبين:
تشكل برئاسته نوفمبر المقبل
مصادر أردنية: الأمير حسن
كبيرا لأمناء عرش العراق لعامين
فالتاء في "تشكل" المفروض أن تعود على مجلس أمناء عرش العراق وليس على مصادر أردنية ولذلك المفروض أن يبدأ السطر التالي للعنوان التمهيدي (الكيكر) بـ "مجلس أمناء عرش العراق". والخطأ نفسه تكرر في رئاسته، فالهاء في رئاسته تعود على الأمير حسن وليس للمصادر الأردنية، ولذلك يجب في هذه الحالة أن يبدأ السطر التالي للعنوان التمهيدي (الكيكر) بـ "الأمير حسن" أو يكتب كالتالي:
المجلس يشكل برئاسة الأمير الأردني في نوفمبر
الحسن كبيرا لأمناء عرش العراق لعامين

 

9- في حالات الحوادث ووقوع ضحايا لا داعي لاستخدام كلمة شخص لأنه من الواضح في النهاية أن القتلى أشخاص وتأكيد ذلك يوحي بالاستخفاف بعقل القارئ ..فهناك عناوين تقول مثلا:
مقتل 50 شخصا في تحطم طائرة
والأفضل أن يقال
مقتل 50 في تحطم طائرة

 

10- يفضل للاختصار في العناوين استخدام الأرقام حتى 999 ثم بعد ذلك يستخدم "ألف" و"ألفان" ثم 3 آلاف وهكذا. وبالنسبة للنسب يفضل استخدام % بدلا من في المائة.

 

11- لا يستخدم اسم العاصمة أو اسم البلد متبوعا بنقطتين فوق بعضهما إلا إذا كان ما سيأتي بعد النقطتين تصريح رسمي أو مضمون بيان صدر من هذه العاصمة أو البلد فمن الخطأ صياغة عنوان بالشكل التالي :
الأردن: خلاف داخل الحكومة
حول ترشيحات المجالس البلدية
والمفروض أن يكون العنوان كالتالي:
خلاف داخل الحكومة الأردنية
حول ترشيحات المجالس البلدية
أما الحالات المسموح فيها باستخدام اسم العاصمة أو البلد
في بداية العنوان فتكون مثل التالي:
الأردن: القمة ستعقد في موعدها

 

12- يجب عدم تضارب عنوانين في صفحة واحدة وعدم تكرار كلمة أو كلمات في عنوانين أو اكثر في الصفحة الواحدة.

 

13- يجب توفر الشكل الجمالي في العنوان وبالنسبة لـ "إيلاف" فالمفروض أن يكون من ثلاثة أسطر الأول عنوان تمهيدي (كيكر) وعادة ما يكون ببنط مختلف أصغر من السطرين الرئيسيين التاليين له. والعنوان التمهيدي يفضل أن يكون وحدة واحدة في حد ذاتها أي منفصلا عن السطرين الرئيسيين إلا إذا كان يمهد لهما مثل..محافظ البنك المركزي السوري لـ"إيلاف": ثم يأتي تصريح على لسانه. كما يمكن أن يكون مربوطا بهما إذا كان يضيف تفصيلة خاصة بالشخص أو الشخصية المذكورة في أول السطرين التاليين مثل: في حديث لـ"إيلاف": محافظ البنك المركزي السوري يؤكد كذا وكذا.. وهنا تلعب النقطتان":" دور الرابط.

 

14- نموذج لعنوان مليء بالأخطاء التي يجب تجنبها، فهو طويل دون مبرر وحتى العنوان التمهيدي (الكيكر) أطول من سطري العنوان الرئيسي، إضافة إلى قطع سياقه بين "في" و"عملية"، وسطره الأول ينتهي بحرف جر ومحشو بكلمات توحي بتكرار لا مبرر له:
أسئلة لكوادر الحزب حول الديمقراطية والحرية
والاشتراكية وإمكانية فتح الحزب للجميع
حزب البعث السوري يشرع في
عملية تطوير فكرية وتنظيمية داخليةالجزء الثاني: الصياغة وقواعد اللغة

 

رغم أن الصياغة الخبرية لم تعد مقيدة بالقوالب القديمة، بل فتحت أمامها أبواب التطوير والتجديد، لكن ثمة قواعد أساسية في الصياغة لا يجب التغاضي عنها بل لا بد من الالتزام بها لأنها تشكل الهيكل الأساسي للعملية التحريرية. والأمر نفسه يتعلق بقواعد اللغة العربية، فبقدر ما سمح باستخدام بعض الأخطاء الشائعة، لا يسمح بالإخلال بقواعد اللغة الأساسية التي لا تقبل التغيير أو التجاهل. وفي ما يلي أهم قواعد الصياغة وأهم قواعد اللغة

1- كانت المدرسة القديمة، التي نقلتها الصحافة العربية عن الغرب، تشترط توافر العناصر الخبرية الستة التي تجيب على الأسئلة الضمنية التالية: "ماذا، ومتى، وأين، ومن، ولماذا، وكيف" (Five Ws &H ) والمطلوب أن تتجمع في مقدمة الخبر كل الإجابات الأساسية عن هذه الأسئلة، وفي ما بعد يبدأ سرد التفاصيل أولا بأول. هذا الأسلوب تغير تماما الآن وأصبحت المقدمة مساحة متاحة للمحرر يضمنها ما يرى فيه أهم عناصر الخبر لكي يختار منه العنوان المناسب الذي يجذب القارئ دون أي قيود على اختياره. فمحرر الخبر قد يجد في المكان أو في الزمان أو في الفعل الأهمية الأكبر..المهم أن يختار لمقدمته أهم عنصر في الخبر ثم يبني عليه في الفقرات التالية. ويتمثل ذلك في النموذج التالي :
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز كذا وكذا.
ثم تأتي الفقرة التالية كالتالي:
وأضاف الملك فهد، في حديث ادلى به لـ"إيلاف" التي استقبل رئيس تحريرها أمس في قصر السلام، كذا وكذا
هنا جاء الزمان والمكان في الفقرة التالية لأن ماقاله الملك كان أهم ما في الخبر.

 

2- الحشو من آفات اللغة الصحافية، وبلغ في الفترة الأخيرة مرحلة خطيرة، وخاصة بسبب تأثير القنوات الفضائية العربية التي تدخل كل بيت وتميل إلى السرعة والترجمة غير الدقيقة. ومن هذه القنوات بدأت تتفشى ظواهر لغوية خطيرة تهدد أسس اللغة العربية. إذا أصبح هناك إفراط في استخدام كلمات وعبارات جديدة على اللغة الصحافية مثل "هذا وقد" أو عبارات مبتورة لا علاقة لها باللغة العربية السليمة مثل أن تبدأ جملة بـ "إلى ذلك" وذلك اختصارا لعبارة "إضافة إلى ذلك". وهناك أيضا الإفراط في استخدام "قد" بينما المفروض ألا تستخدم إلا في حالة واحدة هو أن تلي كان فيقال كان الرئيس قد زار وهذا هو الاستثناء الوحيد المسموح فيه باستخدام قد.

 

3- ومن المعيب جدا الإفراط في استخدام كلمة "قام"، التي باتت تستعمل في كل مكان ولتغطية أي عجز لغوي. فمثلا أصبح يقال "قام بالأكل" و"قام بالكلام" و"قام بالقتل"… إلى درجة القول "قام بالقيام من مكانه"، مع أنه من الأسهل استخدام الفعل المجرد كالقول "أكل" و"نام" و"تكلم" و"قتل" ولكن الواضح أن السبب هو التهرب من بذل جهد في تصريف الفعل. ويستخدم البعض عبارات مثل "أقام فلان مظاهرة" و"أقام حاجزا" و"أقام حفلا" و"أقام منحة" و"أقام بيتا"، مع أنه من الأسهل والأفضل والأفصح استعمال أفعال أنسب لذلك مثل "نظم مظاهرة" و"نصب حاجزا" و"استضاف حفلا" و"أنشأ منحة" و"شيد بيتا".

 

4- كما أصبح من الملاحظ الإفراط في استخدام كلمة "تم"، ومعناها الحرفي "اكتمل"، إذ اعتاد البعض استخدامها أصلا لتلافي التشكيل في حالة المجهول. فبدلا من كتابة "اعتمد" استخدمت عبارة "تم اعتماد". ولكن هذا الاستعمال بدعة لا وجود لها في الأدب العربي ولا في قواعد اللغة والبلاغة. ويأتي استخدام "تم" في بعض الأحيان معيبا ومغالطا للمضمون، إذ يقال مثلا "تمت محاولة الاغتيال" أو "تمت المفاوضات الفاشلة". فكيف "تتم" المحاولة إذا كانت مجرد محاولة، أو كيف "تتم" المفاوضات إذا فشلت؟ ولذلك يفضل استخدام كلمة "جرى" التي قد تعني استمرار مفعول الفعل، لكنها على الأقل، لا تعني إكماله أو اكتماله.

 

5- ومن أخطر أمثلة الحشو الإفراط في اللجوء إلى كلمات أسهمت فيها الترجمة الحرفية من اللغات الأجنبية. ككلمتي "عدم" و"غير" وهما مقتبستان من dis أو un أو .im/in فبدلا من كلمة "مجحف" أو "ظالم" يكتب البعض "غير عادل" unfair ويكتب البعض "غير منظم" disorganizedبدلا من "عشوائي" أو "فوضوي"، أو يكتب "عدم الاستقرار" instabilityبدلا من "الاضطراب"، أو يكتب "عدم القدرة" inabilityمع أن هناك كلمات كافية شافية مثل "العجز" و"التعذر". وعليه، إذا وجد المحرر أو المترجم نفسه مجبرا على استخدام كلمة قريبة من "عدم" فبإمكانه استخدام "تجنب" و"تحاشي" (كتجنب الاتصال وتحاشي التفاوض) و"انعدام" (انعدام الاستقرار أفضل من عدم الاستقرار)، أو حتى "قلة" (قلة الفهم بدلا من عدم الفهم).

 

6- من الأخطاء التي ليس لها مبرر أيضا سوء استخدام حرف "الواو" دون مبرر خصوصا بعد الذي أو التي، كأن يقال: توفي صالح سليم نجم كرة القدم المصري والذي كان يلقب بالمايسترو. هنا لا حاجة مطلقا للواو فلا هي للعطف ولا للسببية ولا للقسم ولا لأي سبب مفهوم.

 

7- هناك فارق مهم بالنسبة لاستخدامات الفعل المتعدي والفعل اللازم. فالفعل المتعدي (مثل: أكل وشرب وقتل وناقش وأسس) يأخذ مفعولا به، بينما لا يحتاج الفعل اللازم (مثل: ركض وسار وقفز ومات) إلى مفعول به. وهكذا لا يجوز مثلا كتابة "مناقشة الحكومة لقضية اللاجئين"، بل "مناقشة الحكومة قضية اللاجئين"، لأن ناقش فعل متعد.

 

8- استخدام "ال" التعريف في سياق عبارة "يعتقد- يرى- يؤمن الكثيرون" استخدام خاطئ أو على الأقل قليل الفصاحة. فالقصد هنا الإشارة إلى أناس مجهولين، أو أنهم كثر إلى درجة أن معظمهم مجهولون، وبالتالي يستحسن في هذه الحالة استخدام "كثيرون". في المقابل يجب استخدام "ال" التعريف في جمل مثل "جاءت الفتاة البالغة الجمال"، و"ستبيع مصر 100 ألف طن من القطن الطويل التيلة"، وتحاشي "جاءت الفتاة بالغة الجمال" و"ستبيع مصر 100 ألف طن من القطن طويل التيلة".

 

9- ينبغي تجنب استعمال كلمة "أكد-يؤكد" في معنى "قال" أو "ذكر"، والاقتصار في استعمالها ضمن إطار تأكيد صحة كلام متنازع حوله أو تأكيد نفيه، مثل " أكد الرئيس بوتفليقة أنه لن يترشح للانتخابات" أو "أكد بوش انه سيزور بغداد الاثنين وليس الثلاثاء". وهنا يجب استخدام الأفعال حسب ما يجب أن تفيد. فـ"قال" يمكن أن تبدأ القول و"أضاف" تضيف معلومة أخرى. أما "أوضح" فإنها توضح الفقرة التي سبقتها. وأكد تؤكد شيئا قيل سابقا. ولا يجوز استخدام "صرح" إذا كنا نتحدث عن مصدر. فالمصدر لا يقتضي العلنية، في حين أن التصريح يعني أن المصدر يستطيع أن يقول أو يذكر أو يفيد لكنه لا يصرح.

 

10- بالنسبة لكتابة الأحرف الأعجميةP/G/Vيستخدم حرف "الغين" لترجمة G في الأجنبية مثل "ديغول" و"ريغان"، ذلك أن العرب قلبوا هذا الحرف دائما إلى "غين"، كما هي الحال مثلا مع كلمات "جغرافيا" Geographyو"إغريق" Greeks ، و"غاز" Gas.

 

11- بالنسبة لاستعمال الهمزة، قواعد اللغة العربية واضحة في هذا المجال ولا حاجة فيها للاجتهاد. فكلمة "مسؤول" تكتب فيها الهمزة على واو (لا مسئول)، وفي "رؤوف" تكتب أيضا على واو متبوعة بواو (لا رءوف). فالفعل الثلاثي في المثل الأول "سأل" (لا سئل)، وبما أن الضمة هي ثاني أقوى الحركات بعد الكسرة الغائبة من صيغة "مفعول"، وجب كتابة الهمزة على واو متبوعة بواو. أما المثل الثاني فواضح لا لبس فيه، فالضمة أقوى من السكون.

 

12- هناك لغط دائم حول "العام" و"السنة". والواقع أن العام هو العام التأريخي المحدد إما بتقويم (ميلادي أو هجري) أو بحدث استثنائي (عام الفيل)، أما "السنة" فهي أي فترة 12 شهرا، وبناء عليه فكل عام سنة أي 12 شهرا لكن ليست كل سنة (سنة مالية/ ضريبية مثلا عام. وبالتالي يستحسن كتابة "أطل علينا عام 2000" و"عمر فلان 25 سنة".

 

13- بالنسبة لجمع الكلمات التي هي على وزن "مفعول"، مثل "موضوع" و"مشروع"، هناك مدرستان، الأولى تنحو نحو جمع التكسير (مواضيع ومشاريع) والثانية نحو جمع المؤنث السالم (موضوعات ومشروعات). وثمة اجتهادات عديدة لصالح كل طرف لكن يفضل استخدام جمع المؤنث السالم (مثل أحاديث وموضوعات).

 

14- في اللغة العربية لا يجوز أن يبدأ الاسم بساكن، ولكن الاستثناء الوحيد مقبول في الأسماء الأعجمية مثل: "بروكلين" و"سكوتلاندا" و"ستوكهولم" و"شلمبرجيه" و"كريستيز". كما يستحسن كتابة المضاف والمضاف إليه على سطر واحد، وخاصة في ما يتصل بأسماء العلم، مثل: "عبد الحميد" و"خان يونس" و"نيو مكسيكو".
15- بالنسبة للأيام والأشهر والأعوام يفضل استخدام المقبل وليس القادم فالقادم من القدم مما يعني السير ..كما يفضل عدم استخدام هذا اليوم أو هذا الشهر أو هذا العام بل تستخدم اليوم فقط أو الشهر الحالي أو العام الحالي لأن "هذا" تعني الإشارة إلى شيء معين سبق ذكره.

 

16- من الأخطاء أيضا استخدام كلمة ليلة إشارة إلى مساء اليوم نفسه فيقال ليلة الخميس باعتبار أن المقصود هو الخميس ليلا لكن ليلة الخميس هي في الواقع الليلة التي تسبق يوم الخميس أي الأربعاء ليلا.

 

17- هناك خطأ فاحش بدأ يتفشى حديثا وذلك باستخدام الفاصلة محل الواو فيقال مثلا: زار الرئيس التونسي الهند، باكستان، المجر، هولندا والنرويج. وهذا استخدام وارد في اللغة الإنجليزية فقط أما في العربية فالفاصل لا يحل محل الواو والصحيح هو زار الرئيس التونسي الهند، وباكستان، والمجر، وهولندا، والنرويج.

 

18- تتفشى هذه الأيام ظاهرة استخدام "أعلن عن" في غير موقعها الصحيح لأن الفعل يتعدى بنفسه، إذ يقال أعلن الرئيس اليمني على عبد الله صالح عن تشكيل لجنة ..و"عن" هذه لا مبرر ولا داعي لها بل يكفي القول "أعلن تشكيل" لأن "عن" تستخدم فقط إذا كان المقصود الكشف عن شيء، فيقال في هذه الحالة: أعلن الرئيس اليمني على صالح عن خطة جديدة ستنفذ. كما يساء استخدام أكد فيقال "أكد" الوزير "على" التزام بلاده الحياد تجاه الأزمة بينما الصحيح هو أكد الوزير التزام بلاده لأن أكد يتعدى بنفسه وبحرف الجر.

 

19- الكلمات التي تكتب مع همزة وصل قليلة في العربية أشهرها: اسم، وابن، وابنة، واثنان، واثنتان، وامرؤ، وامرأة، والاثنين.

 

20- كثيرا ما تستعمل (لام الجر) بدل (إلى). صحيح أن حروف الجر تتبادل فيحل بعضها محل بعض، ولكن ليس كيف ما شاء الإنسان. فاللام تنم على الإسناد والتبعية والسكون، ولا توحي بالحركة. وبالتالي فالأفعال التي توحي بالحركة يجب استخدام (إلى) معها، فضلا عن أن بعض الأفعال تتعدى ضرورة بـ (إلى) لا بـ (اللام).

 

فمثل استخدام (إلى): سافر الرئيس إلى لندن ووصل الوزير إلى القاهرة لأن سافر ووصل ينمان عن الحركة.
ومثل استعمال (اللام) التي تدل على السكون: سلم أمرك لله، أو: هذا السؤال موجه لفلان.

 

21- يخطئ كثيرون فيكتبون (حوالي) دون نقطتي الياء فتصبح (حوالى) كما يجب كتابة النقطتين فوق التاء في مثل: الجامعة، والمدرسة، وعدم إهمالهما فتصبح التاء هاء.

 

22- (إلا) حرف استثناء تنصب المستثنى إذا كانت الجملة مثبتة، مثل: لا إله إلا الله، ومثل: جاء الوزراء كلهم إلا وزيرا واحدا... أما إذا كانت الجملة منفية فيبطل عملها لأنها تصبح أداة حصر لا حرف استثناء، مثل: ما جاء إلا عشرون وزيرا.

 

23- الاسم المنقوص أي المنتهي بياء مكسور ما قبلها، إذا جاء منونا تحذف ياؤه رفعا وجرا، مثل: هذا قاض (في حالة الرفع) ورأيته في ناد من الأندية (في حالة الجر). لكن الياء تبقى في حالة النصب، مثل: شاهدت ساعيا.

 

24- الألف المتحركة تعرف بالهمزة وإذا وقعت أولا كتبت بصورة الألف: أحمد وأسماء وإكرام، ووصلية كابن واستخرج، وأما الألف الساكنة ويقال لها الألف اللينة، فهي التي لا يبتدأ بها مثل قام. إذا كانت همزة وصل فتحذف بعد الفاء والواو متى كان بعدهما همزة، مثل: فأتني وأذن لي. وبعد اللام الداخلة على مصحوب ال مثل: فعلت هذا للخير. وإذا كانت الهمزة متوسطة ساكنة تكتب بحرف حركة ما قبلها مثل: بأس وبؤس وبئس، وذلك إلا إذا كانت مقلوبة بعد همزة الوصل ثم ردت إلى أصلها فترسم بصورة الحرف الذي قلبت إليه لنتقالها منه فتكتب بالياء مثل: هذا الذي أؤتمنت عليه. وإذا وقعت الهمزة بين ألف وياء جاز أن تكتب همزة أو ياء مثل: بقاءي أو بقائي والراءي أو الرائي.

 

25- تتكرر كثيرا كتابة الهمزة المتطرفة بشكل مجانب للقاعدة. لذا وجب التذكير بها:
- تكتب الهمزة المتطرفة مفردة إن جاءت إثر ساكن صحيح أو معتل، مثل: جزء - دفء - ضوء - شيء - بطء - عبء. كما تكتب الهمزة المتطرفة على ياء إذا كان الحرف الذي قبلها مكسوراً وكانت منفردة لم يلـحقها ضمير، مثل: قارئ وينشئ. وتكتب الهمزة المتطرفة منفردة (على السطر) بعد الواو والياء على نحو: هدوء - بطيء. الهمزة المنصوبة التي تسبقها ألف لا تتبعها ألف مثل: هباء وهواء.

 

26- في كلام الصور تقع أخطاء في تحديد أسماء الموجودين في الصورة فيقال مثلا إلى يمين الصورة ويقصد به الشخص الواقف إلى اليمين بينما يمين الصورة هو الشخص الواقف إلى اليسار بالنسبة للمشاهد للصورة.

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 86/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 2417 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,871,130

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters