<!-- google_ad_section_start -->
تقوي الحب والتراحم ..
طاعة الزوج مفتاح الجنة
طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين والإخوة، طاعة الزوج مفتاح المرأة المسلمة إلى الجنة بهذه الكلمات بدأت الدكتورة عبلة الكحلاوي عميدة الدراسات الإسلامية في الأزهر الشريف سابقا حلقتها في برنامج "الحياة والدين" على قناة الحياة.
إن أكثر حالات الطلاق تحدث بسبب العناد والتسلط من جانب بعض الزوجات ورغبتهن في امتلاك الأمر، وأن تكون كلمتهن هي العليا قبل أزواجهن، بالرغم من أن طاعة الزوجة من أبجديات نجاح الحياة الزوجية.
أن طاعة الزوجة لزوجها دافع لتقوية الحب والتراحم وتواصل الحياة الكريمة، حيث أن الزوج يحب الزوجة المتزنة التي تمتلك شخصية سوية تحتوى بها عائلتها، فضلا عن امتلاكها للحكمة والتعقل في الأوقات الصعبة.
وأضافت أنه يجب على الزوجة أن تفهم طاعة الزوج بعيدا عن آفات العصر ومستجدات العولمة المتوحشة التي من شأنها أن تجعل البيت نقطة صراع بين الرجل وزوجته والاخ وأخوة، لذلك يجب على الزوجة أن تكون مطيعة لزوجها حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إيهما امرأة توفي وزوجها راض عنها دخلت الجنة".
أدلة من القرآن والسنة
أن القرآن والسنة دل على أن للزوج حقا مؤكدا على زوجته، فهي مأمورة بطاعته، وحسن معاشرته، وتقديم طاعته على طاعة أبويها وإخوانها، بل هو جنتها ونارها، ومن ذلك : قوله تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ) النساء/34 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه ".
قال الألباني رحمه الله معلقا على هذا الحديث : ( فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها، فبالأولى أن يجب عليها طاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادهما، وصلاح أسرتهما ، ونحو ذلك من الحقوق والواجبات).
وروى ابن حبان عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ".
وروى ابن ماجة عن عبد الله بن أبي أوفى قال : لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم قال ما هذا يا معاذ قال أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه " والحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
وروى أحمد والحاكم عن الحصين بن محصن : أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أذات زوج أنت ؟ قالت نعم قال : كيف أنت له ؟ قالت ما آلوه ( أي لا أقصّر في حقه ) إلا ما عجزت عنه . قال : " فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك " أي هو سبب دخولك الجنّة إن قمت بحقّه ، وسبب دخولك النار عن قصّرت في ذلك .
طاعة الزوج قبل الأبوين
أنه إذا تعارضت طاعة الزوج مع طاعة الأبوين، قدمت طاعة الزوج، قال الإمام أحمد رحمه الله في امرأة لها زوج وأم مريضة : طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها .
وقد ورد في ذلك حديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ما رواه الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال : زوجها . قلت : فأي الناس أعظم حقا على الرجل ؟ قال : أمه .
زوجات مطيعات
إن الزوجة التي تعرف واجباتها الدينية تجاه زوجها، على وعي تام بأهمية طاعة الزوج، إن على الزوجة أن تسلس قيادها لزوجها فيما يفيد وينفع، حتى تهيئ لأفراد الأسرة أجواء الأمان والحماية والاستقرار والمودة ، وليكونوا أعضاء أسوياء تمضي بهم سفينة الحياة بعيداً عن الهزات التي قد تتعرض لها، وفي المقابل فإن الإسلام قد أعطى المرأة حقها كاملاً وأوجب على الرجل إكرام زوجته وصيانة حقوقها، وتهيئة الحياة الكريمة لها لتصبح له طيعة ومحبة ".
"إذا كانت طاعة الزوج قد فرضت على الزوجة كأمر واجب القيام به فما ذلك إلا لأن المسؤولية والتبعية يتحملها الرجل، والرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته، كما أنه قد فرض فيه أنه أبعد نظراً وأوسع أفقاً، وأنه قد يعلم أموراً لا تعلمها الزوجة بحكم اتساع دائرته، أو يرى بحكم تجاربه وخبرته ما لا تراه هي، والزوجة العاقلة هي التي تقوم بطاعة زوجها وتنفيذ أوامره، وتستجيب لآرائه ونصحه برغبة وإخلاص، فإذا ما رأت فيه ما هو خطأ في نظرها تبادلت معه وجوه الرأي ، وأرشدت إلى موضع الخطأ بلين ورفق واقتناع ، فالهدوء والعبارة اللينة تفعل فعل السحر في النفوس".
وقد تجد آفة الغرور و الاستعلاء طريقها إلى المرأة، و في حال وصلت هذه الآفة إلى قلبها فقل على الدنيا السلام، إذ تصبح الشركة الزوجية مهددة بأخطر أنواع المشاحنات والمنازعات، فإن الرجل قوام الأسرة بحكم وظيفته التي وهبها الله له، إذا حاولت الزوجة أن تغير من خلق الله وسنته فإن ذلك لن يعود عليها إلا بأضر النتائج ".
"إن الطاعة ربما تكون ثقيلة على النفس، وبقدر استعداد الزوجة للقيام بها والإخلاص في أدائها كان الجزاء بقدرها، ولهن عند الله الأجر وعظيم الثواب، ولن يكمل هذا الأجر إلا بطاعة الزوج وإرضائه وعدم الإتيان بشيء يكرهه "
حدود الطاعة
ونبهت الكحلاوي إلى أن الطاعة المفروضة على المرأة لزوجها ليست طاعة عمياء وليست طاعة بدون قيد أو شرط أو حدود، وإنما هي طاعة الزوجة الصالحة للزوج الصالح النقي، التي تعتمد على الثقة بشخصه والإيمان بإخلاصه والصلاح في تصرفاته والطاعة المبنية على التشاور والتفاهم تُدعم من كيان الأسرة وأحوالها وتزيد من أواصرها وقوتها، فالمشاورة بين الزوجين واجبة في كل ما يتصل بشؤون الأسرة، بل إنها يجب أن تمتد إلى كل ما يقوم به الرجل من عمل، فليس هناك كالزوجة المخلصة الصادقة مستشار، تعين زوجها وتهديه بعواطفها وتحميه بغريزتها وتغذيه برأيها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن في بعض الأمور الهامة.
وتشير الكحلاوي إلى أن طاعة الزوج لها حدود فلا طاعة في معصية الخالق مثلا عندما يجبر الزوج زوجته على مشاهدة الافلام المخلة للاداب فلا يجب طاعته، أو يجبرها على تصويرها في حالات معينة يجب عليها الرفض أو يجبرها الجلوس مع رجال غرباء، كل ذلك من معصية الله ولا يجوز.
كما لا يجوز إذا اشترطت المرأة في عقد الزواج أنها لا تغادر بلدها التى تعيش فيها، أن يجبرها زوجها بعد الزواج على الخروج، لا يحق له ذلك ولا تطيعه في ذلك الأمر ، كما أن الزوجة تقوم بأعمال البيت عن تراض، لا يجبرها الزوج عليها، فانها إذا قامت بذلك من نفسها فمن أجل الكلمة الحلوة، ولا تطعه في الاكراه أو الإجبار.
من حق الزوجة أيضا ألا تطيع زوجها إذا أراد منها حقوقه الشرعية وكانت هي مريضة أو متضررة نفسيا أو أدبيا أو بدنيا، لكنها إذا كانت تتعلل بذلك الأمور فأن الله سوف يحاسبها ويلعن السيدة "المسوفة".
ومن حقوق الزوج على زوجته أن تتجمل له بكل الطرق، فمثلا يجوز أن تزين الزوجة نفسها ببروكة لزوجها، وهذا ليس حراما طالما أنها تتجمل من أجل زوجها فقط، وأيضا يجوز لها أن تنظف حواجبها دون أن تغير من شكلها، فضلا عن الاستحمام والتريح، علاوة على القيام بخفض صوتها عند التحدث مع زوجها حتى يشعر أنه مع أنثى.. وبهذا تكسبى الزوجة المسلمة زوجها وتدخل الجنة.
وختمت الكحلاوي الحلقة بأن الحياة الزوجية شركة بين الزوجين، وكما قرر الإسلام حقوقا للزوج قرر أيضا حقوقا للزوجة وبين كذلك الواجبات المفروضة على كل منهما، فإن هما قاما باتباعها خير قيام وعرف كل منهما حقوقه وواجباته كما جاءت في الإسلام سعدت الأسرة وأظلتها السكينة وغمرتها رحمة الله.
<!-- google_ad_section_end -->
|